أخوت يحكي وعاقل يسمع
السبت 12 مارس لاعاقل يصدق أن أكثر من مليون لبناني خرجوا تضامنا مع الوجود السوري في لبنان... لا عاقل يصدق أن نصف الشعب اللبناني يؤيد الوجود السوري على أراضيه... لا عاقل يصدق أن 50 % من شعب لبنان مع وجود قوة خارجية على أراضيه تتحكم فيه وفي شؤون حياته اليومية.... لا عاقل يصدق بأن اللبنانيين خرجوا وبهذا الحجم تأييدا للسوريين... أكذوبة اختلقها السوريين وصدقوها... نعم قد يصل عدد المتظاهرين الذين خرجوا تأييدا للوجود السوري في لبنان الى مليون ونصف ومن الممكن أكثر بكثير ولكن لا يوجد بينهم الا نسبة ضئيلة من اللبنانيين وأغلبهم من الطائفة الشيعية أما باقي المتظاهرين فهم ليس سوى سوريين جلبتهم حافلات سورية من المناطق السورية كافة إضافة الى بعض من الفلسطينيين المقيمين في المخيمات الفلسطينية في لبنان... لو كان عدد اللبنانيين صحيحا بهذا الحجم في مظاهرتهم وفي مطلبهم بالوجود السوري على أراضيهم لما كان هناك لبنان حتى اليوم ولن تكون هناك دولة مستقلة... اللبنانيين الشيعة الذين خرجوا وهم قلة ليس حبا في سوريا ونظامها وليس طلبا في الحماية السورية من الاسرائيليين بل خرجوا تعاطفا مع زعيمهم الروحي حسن نصر الله خرجوا لابقاء قوة عسكرية تحميهم – على حد تعبير البعض منهم – من المسيحيين... من خرج من اللبنانيين في المظاهرة لم يكن يمثل لبنان ولا حتى شعبها بل كان يمثل حزبه وتياره ومصلحته الشخصية على مصلحة وطنه... سوريون وبأعداد كبيرة توافدوا على لبنان من كل صوب ليبرهنوا للعالم أن الاحتلال السوري للبنان وأراضيه لا زال وسيبقى ممتدا على عكس ما تدعيه القيادة السورية... القيادة السورية ليست بهذا الغباء لتنسحب من لبنان وبكل سهولة وحتىإن انسحبت علنيا فانها ستبقى منتشرة بمخابراتها ورجالها الامنيين وستظل تتحكم بالقرار اللبناني ولو حتى من بعيد... الاعداد الكبيرة التي خرجت وبتنظيم سوري وبأعداد كبيرة من السوريين ما هي الا رسالة سورية للبنان حكومة وشعبا بأن سوريا ستبقى بينكم وعلى أرضكم شئتم ام ابيتم... إن المطالبة العربية والدولية والتي تطالب سوريا الانسحاب من الاراضي اللبنانية كانت أكبر فرصة للقيادة اللبنانية لاستغلالها ومطالبة القيادة السورية عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية... هذا الموقف الذي كان يتوجب على القيادة اللبنانية اتخاذه فورا لاءحراج القيادة السورية وكسب التعاطف العربي والدولي لا توقيع اتفاقيات للانسحاب... بل على العكس إن توقيع اتفاقيات انسحاب ما هو إالا دليل على أن الاحتلال كان ولا يزال قائما... فكما أعلم انا وبخبرتي العسكرية المتواضعة وكما يعلم الجميع فان توقيع اتفاقيات الانسحاب تتم في الدول والمناطق المحتله كما هو حاصل بانسحاب القوات الاسرائيلية من بعض المناطق الفلسطينية وكما حصل سابقا بتوقيع اتفاقية انسحاب بين المصريين والاسرائيليين والتي انسحب بموجبها الاسرائيلين من الاراضي المصرية المحتله... إن توقيع الاتفاق لا يعني الانسحاب من كافة الارضي اللبنانية بل يعني تمركز القوات المحتله في منطقة البقاع حتى تسنح لها الفرصة بالعودة الى بعض من المناطق التي انسحبت اليها بسبب الضغط الدولي... لو كان في نية السوريين الانسحاب لاْنسحبوا في ليلة وضحاها كما حدث في الانسحاب العراقي والذي كان بعشرات الاف من الجنود من الاراضي الكويتية... الاف اللبنانيين التقطوا أنفاسم بالانسحاب الجزئي للقوات السورية على أمل استكمال باقي الانسحاب قريبا الامر الذي يتوجب فيه على القيادة اللبنانية البدء باءيجاد لبنان حر لبنان ينعم بالامن والاستقرار تتوقف فيه الاحزاب والتنظيمات عن استغلال الوضع الراهن لمأرب شخصية وحزبية ووضع مصلحة لبنان وأمنه وإستقراره هدف له... وإن كان البعض يخشى اسرائيل فاءسرائيل في مرحلة تبحث فيه عن السلم في الوقت الراهن سواء مع اللبنانيين أو السوريين أو حتى الفلسطينيين واالعرب بشكل عام... لقد حان الوقت لأن تنظر فيه القيادة اللبنانية الى مصلحة لبنان وشعبه فالقيادة اللبنانية على يقين بأن من خرجوا في المظاهرة الاخيرة لا يمثلون ولا 1% من شعب لبنان وأن المتظاهرين ما هم الا مجموعة من السوريين تم تجميعهم من كافة المناطق والقرى السورية ومن لا يصدق ذلك فلينظر الى الصور التي نشرتها الصحافة العربية والدولية والتمعن في وجوه من خرجوا في هذه المظاهرة... فهل من عاقل يصدق أن هذه الوجوه هي وجوه الشباب اللبناني المعروف عنه ببشاشة وجه وصفاء بشرته ونعومة ملامحه... فمن منا لا يميز بملامح السوري عن اللبناني والصور المنشورة حتى في "ايلاف" تتحدث عن نفسها بأن من يهتفون بالبقاء السوري في لبنان ليسوا لبنانيين وإن كانوا فهم قلة وهذه الملاحظة لم تكن لي لوحدي بل كانت ملاحظة كل من يعرف الشعبين السوري واللبناني... كما انني لم اشاهد طوال وجودي في لبنان أن اللبنانيين يرتدون الحطة الحمراء الشماغ - أو يقوموا بلفها على رقابهم خصوصا في ظل صرعات الموضه التي تجتاح لبنان والتي من خلالها نرى اللبنانيين بأجمل أنواع الاناقه لا بحطة على رقبته حاملا صورة بشار الاسد... فكما يقول المثل " أخوت بيحكي وعاقل بيسمع ". أنور الحمايده كاتب وصحافي فلسطيني/ كندا Hamaida2000@hotmail.com
0 Comments:
Post a Comment
<< Home