Saturday, March 12, 2005

بؤس الخطاب السوري المدعوم بهستيريا حزب الله اللبناني الإيراني

مظاهرات الأخوة البعثيون السوريون التي ترافقت مع مظاهرات أشقائهم إيرانيوا لبنان في قيادة حزب الله الإيراني - اللبناني، تذكرني والله بمظاهرات البعثيين في العراق إبان حكم الفاشست الصداميون، فبضع عشرات من السنين من التدجين الإعلامي والسياسي وربط الرغيف بإنشوطة الحزب القائد، يمكن أن تحرك الملايين، وتجربة السوفييت إبان ستالين ومن جاء عقبه تؤكد ذات النتيجة.إبان إحتلال العراق للكويت، خرجت جحافل الأميين في البصرة والعمارة وبغداد في مظاهرات مليونية حاشدة تهتف بحياة القائد وتلعن شيوخ الكويت الذين سرقوا بترول ( الرميله )، وكأن تلك الملايين كانت تنعم بثمار هذا البترول، معاهد علم راقية ورغيف أبيض وسكن لائق وأمن وحرية وسفر متاح وصحة مدعومة من الدولة وبترول الدولة...!لم يكن عسيرا على الجيش الشعبي أن يجمع الملايين للهتاف بحياة صدام، ولا أظن أن الشيوعيون الروس أو الصينيين أو الكوبيين يعجزون عن لم الشعب كله وأخراجه في مظاهرة ظاهرها العداء للإمبريالية وباطنها وعدٌ بحصة تموينية إضافية، لكن حين دفع غورباتشوف الجدار، تهدم البيت السوفييتي العتيق كله في غمظة عين، وما هي إلا أيام أو بضع شهور وإذ بالناس ينفجرون في ثورة عارمة جبارة لتطهير حتى بيوتهم وأجسادهم من ذكريات حقبة عمرها ينوف عن السبعون عاما.وذات الأمر حصل في العراق، فما إن دخل الأمريكان أم قصر حتى تهدم البيت كله على رؤوس أهله، وإذ بملايين جيش القدس السبعة ومليون جندي عراقي وحرس وملايين أخرى من البعثيين والجيش الشعبي و...و....الخ، تختفي بالكامل مثل سرب نمل هائل عصف به فيضان النهر.علما بأن الأمريكان لم يقاتلوا بجدية، ولم يكن لدى المعارضة العراقية رصيدها الداخلي الواسع.ذات الأمر أظنه أمر الرفاق السوريون ورفاقهم عجم لبنان في قيادة حزب الله الإيراني - اللبناني...!رغم الكرم الإيراني الواسع وتدفق تومانات الشعب الإيراني البائس على الرفاق في حزب الله، فإن تلك المظاهر التي أراد هذا الحزب التمظهر بها، خادعة وربي أيما خداع، فلا سوريا قادرة على أن تنفعهم، ولا إيران قادرة على أن تظل تنزف من أجلهم أو من أجل ذاتها وأجندتها من خلالهم.فكلا الطرفين يجدفان ( سوريا وإيران ) عكس التيار الحضاري الإنساني العالمي الذي ولد على هامش جريمة بن لادن في الحادي عشر من سبتمبر، وهذا النموذج العراقي ماثلٌ أمامكم، فحبذا لو تقتدون به وتعتبرون منه.لدينا في العراق شيعة، بل إن أغلبيتنا شيعية، ولكنها تأبى إلا أن تحاور الآخرين وتمازج آرائها بآرائهم، ولدينا في العراق سنةٌ ولكنهم يأبون ( رغم تدفق السلفيين اللادنيين على بلدنا )، يأبون أن يقبضوا اليد السنية عن أن تعانق شقيقتها الشيعية ( وللشيعة العراقيون وربي الفضل الأول في ضبط إيقاع العواطف الطائفية، بحكمة السيستاني وتسامح وطيبة الناس من تلك الطائفة ).ورغم قربنا الشديد من كل من إيران وسوريا، ورغم أن بلدنا قد أستبيح بالكامل من هذين الجارين الكريهين، فإننا نجحنا إلى حد كبير في لم نسيج لحمتنا ولم نسمح لسكاكينهم أن تمزقه.أفلا تتعظون يا أهل لبنان، يا من سبقتم كل العرب في ديموقراطيتكم الجميلة، والتي أستأجرتموها بالتافه من الأجر لعرفات ولليبيين والصداميين وأخيرا السوريين والإيرانيين، وعلى التوالي.حسنا... لا نقول لكم مدوا اليد وأبسطوها بالكامل للإسرائيليين ( رغم إنهم وربي أرحم عليكم وأفضل لكم من خيارات سوريا الأسد وإيران الخميني )، ولا نقول إنكم لم تحرروا الجنوب، ولن نشكك بهذا التحرير، ولا نريد أن نطفيء فرحتكم به، لكن نقول لكم لن تظلوا في حالة حرب إلى الأبد مع إسرائيل بعد هذا العام الذي انتم فيه، فإيرانكم محاصرة من الداخل كما الخارج، ولن تعمر ولاية الفقيه طويلا فيها، أما سوريا فليست بأحسن حال من إيران بعد أن سقط البعبع الصدامي الذي كان جميلا في عيونهم وطيعا لأغراضهم، ولا أظن أن الرئيس الفتى قادرٌ على مقاومة العالم كله، فهو ذاته قالها بلسانه العذب الأريب " أنا لست صدام حسين ولن أكون ".أما أشقائكم الفلسطينييون فقد جنحوا للسلم بعد رحيل الرئيس الشيخ الذي تخشب دهرا في دكان قيادته للشعب الفلسطيني البائس.طيب...ما الحل إذن أيها الرفاق؟هل ستجبرون الفلسطينيين على القتال إكراما لسواد عيون الولي الفقيه في إيران؟هل ستصرون على تحرير مزارع شبعا، حتى لو أعادتها إسرائيل لكم بالمجان، أو لو إنها تفاوضت مع السوريين وأنهت أزمة الجولان المحتل؟أظن أنكم في وضع لا تحسدون عليه أبدا، فعجلة السلام قد سارت منذ دهر طويل وصارت حقيقة قائمة، رغم إنكم تمكنتم من تأخيرها على شريطكم اللبناني بقوة التومان الإيراني والصواريخ الإيرانية.وعجلة الديموقراطية والعلمانية والعولمة والشرق الأوسط الجديد قد سارت بسرعة كبيرة عقب سقوط صدامكم المهيب، وها هي إشراقات العصر الجديد تلتمع حتى في أشد كهوف التخلف والسلفية في الخليج واليمن وغيرها.أظن أن ليس أمامكم إلا العودة إلى لبنانيتكم والإتعاظ من تجربة التقلب في الولاءات التي أبتلي بها الشعب اللبناني منذ دهر طويل.عودوا أيها الأحبة إلى أشقائكم الدروز والمسيحيين والسنة والأرمن وغيرهم، فليس لكم إلا لبنانكم وكروم وأرز لبنانكم.عودوا إلى الأصل قبل أن تتعسر عليكم العودة وتتقطع بينكم وبينم الآخرين كل الجسور...!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home