Wednesday, December 06, 2006

زبالة؟.. يا عون

زبالة؟.. يا عون
قبل ميشال عون، كان يقال: اذا اردت ان تحكم على انسان اعطه مالاً او سلطة ثم احكم عليه.
بعد ميشال عون اضيف الى هذا القول كلمة جديدة وهي قبل ان تحكم على أي انسان اعطه مالاً او سلطة او مكبراً للصوت.. ثم احكم عليه.
فهذا الانسان يصبح بعد ان يقف خلف مكبر الصوت شيئاً آخر، ونحن لا نقصد حركات شفتيه وتمتماته غير المفهومة احياناً، فهذه نتركها لعلماء او اطباء النفس.. بل نحن نقصد مضمون الكلام الذي يخرج من شفتيه المرتعشتين، وهو يهدد ويزمجر.. ثم يدلق كلماته معبراً عما في داخله من عقد ومعاناة وأمراض لن تجد لها حلاً تحت الاضواء التي يعشقها.. بل بعيداً عنها تلافياً للفضائح.
خلف مكبر الصوت وتحت الاضواء وصف ميشال عون ((الشراع)) بأنها زبالة.. وقد سبقه الى هذا الوصف عام 1986 الرئيس الاميركي رونالد ريغان وانتهى متأخراً الى الزهايمر، قبل ان يرحل كافياً الناس شر أعماله..
قال ريغان هذا الكلام عن ((الشراع)) بعد ان كشفت فضيحة تسليم بلاده السلاح لايران خلال حربها ضد العراق (1980 – 1988) وهو ما عرف باسم فضيحة ((إيران غيت)).
ونحن كنا بصدد اقامة دعوى قضائية يومها ضد ريغان.. لولا ان اصدقاء لبنانيين وعرباً قالوا لنا في حينه، ان القانون في اميركا يسمح بتناول هذه العبارات في الجدال السياسي.. ولا يعاقب عليها..
وقد يكون القانون في لبنان ايضاً لا يعاقب على تلك الكلمات البذيئة، خاصة حين يطلقها رجل مريض مثل ميشال عون.. ونحن نكتب هذه العجالة.. قبل استشارة صديقنا الدكتور المحامي كمال ابو ظهر وله الكلمة الفصل في هذا الامر.
لكن هناك ما هو اهم وأبقى وقبل القانون ومعه وهو الاخلاق.. وهي التي تمنعنا من الرد بعبارة مثلها على ميشال عون.. لأننا لن ننحدر إلى مستواه.. فنحن نحمد الله ان عقلنا ما زال في رأسنا، ونحن نحمد الله اننا لا نموت عشقاًِ برئاسة الجمهورية (ولا بأية رئاسة أخرى) ونحن نحمد الله اننا لن نشارك في حرق روما (أو بيروت) فهذه لها ((نيرونها)) عورون.
نحن فقط نريد أن نلفت نظر من ما زال مغشوشاً بميشال عون، خاصة من أبناء الوطن المسيحيين ان هذا الرجل سيظل يقاتل حتى آخر مسيحي في هذا الوطن، من أجل علاج نفسه الذي وضع وصفة لها وهي رئاسة الجمهورية.
ومسيحيو لبنان ما زالوا يذكرون تماماً كيف دفعهم ميشال عون على مذبح شهوته للسلطة إلى حربين كانتا سبب خضوع لبنان لنظام الوصاية السورية القمعي خلال 15 سنة كاملة (1989 – 2004).. معتبراً انه لا بد ان يلغي كل صوت وجسد وإنسان مسيحي يغاير رأيه أو ينافسه على السلطة، ولم يكن ممكناً لنظام الوصاية السوري القمعي ان يسيطر على لبنان والمسيحيين خاصة لولا مرض عون وشبقه إلى السلطة.
والمسيحيون مهددون اليوم في لبنان، بأوهام عون المتجددة، معتمداً هذه المرة على استخدام النظام الفارسي في طهران ونظام بشار الأسد في سوريا لهذه الأوهام، كي ينفذ لهم ما يريدون لقاء كرسي السلطة في وطن مهدد كله ليس بالحرب وحدها بل بنتيجتها وهي الزوال.
رحم الله ريمون اده، وقد كنا حاضرين مجلساً له في فندق ((كوين اليزابيت)) في شارع جورج الخامس في باريس صيف 1989، والحرب مشتعلة في المناطق المسيحية، حين كانت مدفعية عون تقصف مدنها وقراها وأحياءها تنفيذاً لأوهام عون، بأن إخضاع المناطق المسيحية للسيطرة السورية يومها سيفتح له الباب واسعاً أمام رئاسة الجمهورية!
سمعنا في مجلس العميد الضمير الراحل أصواتاً مسيحية تدافع عن عون، وتقول ان النظام العراقي يدعمه، ولن يتخلى عنه، وانه سيوصله إلى الرئاسة وسيخلص البلد من الميليشيات..
كان العميد الراحل يستمع هذه المرة الى نخبة المسيحيين زواراً ومقيمين في باريس الذين يقصدونه صباح كل أحد ليستمعوا الى آرائه.. ثم يجول بنظره بينهم مستغرباً ما تسمعه أذناه.. ثم يسألنا الرأي فلا نجد سوى تلك الواقعة التي رويناها قبل الاستئذان بالإنصراف، وسماع رد الفعل المنتظر.
تقول تلك الواقعة: ان سفيرة الولايات المتحدة الشهيرة في العراق.. ابريل غلاسبي.. طلبت موعداً عاجلاً من نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي يومها طارق عزيز، لتنقل له قلق حكومة بلادها، مما تؤكده معلوماتها عن ارسال جيش عراقي مع كميات هائلة من الاسلحة والعتاد والاموال الى طرفي القتال من المسيحيين في لبنان، ما يسبب مجازر وحروباً وحرائق تهدد مصير المسيحيين في هذا الوطن..
رد طارق عزيز على السفيرة غلاسبي يومها قائلاً: نعم، نحن نرسل المال والسلاح والعتاد الى لبنان.. لمن يريد ان يقاتل النظام السوري في هذا البلد.. ولكننا لن نرسل أي جندي عراقي الى لبنان.. حتى للدفاع عن المسيحيين.. وأنا كمسيحي – يتابع عزيز – اقول لك ان بلادنا ليست مستعدة للتضحية بأي عراقي من اجل أي مسيحي في لبنان.. نحن نستخدمهم ضد نظام حافظ الاسد.. ولدينا وإياهم مصلحة مشتركة في محاربة هذا النظام.. وما عدا ذلك لن يتوقعوا منا اية مساعدة.
عجز عون رغم كل العون الذي جاءه من العراق.. ومن سوريا للسيطرة على المناطق المسيحية.. لكنه فتح الباب امام اضعاف المسيحيين تمهيداً لإخضاعهم.. ثم اخضاع لبنان لنظام الوصاية السورية القمعي.. طيلة 15 عاماً.
فشل عون الشخصي والسياسي لم يمنعه من الاعتماد هذه المرة على اميركا التي اعترضت سابقاً على تسليحه وأوقفت في شهر ايلول/سبتمبر 1989 قافلة تضم 2400 عربة وشاحنة ودبابة عراقية من عبور خليج العقبة عبر قناة السويس الى مرفأ جونية لإفراغ حمولاتها، واستخدامها في حربه ضد المناطق المسيحية.
لجأ عون الى اميركا لمحاربة النظام السوري علّها توصله الى الرئاسة.. فلما وجد ان اجندة واشنطن مختلفة عن حساباته لجأ الى النظام السوري نفسه بعد اخراجه من لبنان.. فلما اكتشف ان هذا النظام اعجز من ان يحقق له حلمه لجأ الى ايران وهو يقرأ كيف تحول النظام السوري نفسه الى تابع لطهران.. ليعود المسيحيون مرة اخرى وقوداً لإشباع شبق عون للسلطة.
وأخيراً،
اكتشف العلماء ان للزبالة مع ضرورة إبعادها عن الطرقات منافع عديدة.. منها استخدامها لتوليد الغاز والطاقة.. وسماد الارض.. وقد اكتشف باستور امكانية توليد الدواء من العفونة لمكافحة الجراثيم.. فهل يدلنا عون على منفعة واحدة جاءت منه منذ ان رسم له خياله امكانية ان يكون رئيساً للجمهورية يوماً ما.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home