رجل يستحق ان يُقتل
رجل يستحق ان يُقتل
غسان شربل الحياة 2005/04/19
هذا رجل يستحق ان يُقتل. ان يطفئ الانفجار ابتسامته. ان تهجم الشظايا على عمره. ان تتلذذ بحرقه وتعذيبه. ارتكب من الآثام ما لا يُغتفر. اقترف من الذنوب ما يُسرّع في قرار اعدامه.
كان باسل فليحان شريكاً في «مؤامرة» رفيق الحريري. مؤامرة محاربة الخرائب والفشل والظلمة والظلم. مؤامرة استرجاع بيروت واسترجاع لبنان واسترجاع اللبنانيين. مؤامرة إعادة اعمار مدينة وإعادة اعمار معادلة. ترميم أبنية وترميم وشائج. مؤامرة إعادة رقصة التعايش في ظل الدستور وحكم القانون في دولة تحترم المواطنين والحقائق والارقام ولا تسلم مصيرها لكتّاب التقارير والأزلام ومزوّري الأختام.
ارتكب باسل فليحان ما ارتكبه الحريري على رغم اختلاف المواقع والمراحل والمسارات. قاده طموحه الى أرقى جامعات العالم فلمع طالب الاقتصاد واستحق الثناء. وخلال عمله في المؤسسات الدولية والمحلية كان الشاب الواعد يراكم النجاحات والصداقات. كان في استطاعته الاستقالة من وطنه الشائك لينفرد بعيداً بنجاحاته. لكن الحلم الذي أطلقه الحريري راوده واستدرجه فاختار ان يضع نجاحه في تصرف الورشة التي رمت الى تبديد الانطباع بأن لبنان بلد فاشل لا تعطى المواقع فيه الاّ للمهرجين الراقصين على ألحان التعصّب او للذين يطوفون في الليل يتسوّلون المناصب والتسميات.
كان غريباً في الجمهورية الذليلة الفاسدة. لا يؤمن بالخطب الحماسية والرقص على الشاشات. يؤمن بالدراسة والتخطيط والمؤسسات والمواعيد والانجاز. لم يكن سيف طائفته ولا قارع طبولها. وكان يعتبر المال العام مقدساً وملكاً للناس. وكان يعتقد ان اللبنانيين يستحقون جمهورية افضل وأياماً أفضل. وبهذه القيم اهتدى نائباً ووزيراً. كان صاحب الصوت الخفيض الواثق في جمهورية الميكروفونات والزجّالين الذين يتم استدعاؤهم لامتداح المرتكبين وهجاء الناصعين.
كان رفيق الحريري كبير المرتكبين. أفدح خطاياه سعيه الى استقطاب الناجحين واستدراجهم الى حلمه الوطني الكبير. كان باسل فليحان واحداً من هؤلاء. وكان بارعاً في ميدانه وناصعاً، في وطنيته وعنيداً في آماله. كان من تلك القلّة التي تنقّب بحثاً عن مستقبل وطنها لا عن مستقبلها فيه. وأغلب الظن انه لم يكن يتوقع ان يجرؤ القتلة على اغتيال مطلق الحلم طمعاً في اغتيال كل الحالمين. وشاءت الأقدار ان يكون فليحان شريك الحريري في ذلك النهار الذي يمكن ان يعني نهاية وطن او يعلن بداية وطن.
موجع ان لا تتيح الحروق والآلام لباسل فليحان ان يعرف وهو على سرير العذابات ان وطنه لم يقتل في 14 شباط (فبراير). وان الحريري شهيداً كان أعنف منه رئيساً للوزراء او زعيماً للمعارضة. وان القاتل لم ينجح في دحر الحلم بل اختصر المسافة اليه.
كان باسل فليحان هادئاً ولامعاً وناصعاً لهذا تبكيه دفاتر العلامات والشهادات وتبكيه الشرفات. رجل ناجح يستحق ان يُقتل ليكون علامة صارخة على فشل القَتَلة. رجل يستحق ان يُقتل ليكون حاضراً مع شريكه في اول الوطن.
غسان شربل الحياة 2005/04/19
هذا رجل يستحق ان يُقتل. ان يطفئ الانفجار ابتسامته. ان تهجم الشظايا على عمره. ان تتلذذ بحرقه وتعذيبه. ارتكب من الآثام ما لا يُغتفر. اقترف من الذنوب ما يُسرّع في قرار اعدامه.
كان باسل فليحان شريكاً في «مؤامرة» رفيق الحريري. مؤامرة محاربة الخرائب والفشل والظلمة والظلم. مؤامرة استرجاع بيروت واسترجاع لبنان واسترجاع اللبنانيين. مؤامرة إعادة اعمار مدينة وإعادة اعمار معادلة. ترميم أبنية وترميم وشائج. مؤامرة إعادة رقصة التعايش في ظل الدستور وحكم القانون في دولة تحترم المواطنين والحقائق والارقام ولا تسلم مصيرها لكتّاب التقارير والأزلام ومزوّري الأختام.
ارتكب باسل فليحان ما ارتكبه الحريري على رغم اختلاف المواقع والمراحل والمسارات. قاده طموحه الى أرقى جامعات العالم فلمع طالب الاقتصاد واستحق الثناء. وخلال عمله في المؤسسات الدولية والمحلية كان الشاب الواعد يراكم النجاحات والصداقات. كان في استطاعته الاستقالة من وطنه الشائك لينفرد بعيداً بنجاحاته. لكن الحلم الذي أطلقه الحريري راوده واستدرجه فاختار ان يضع نجاحه في تصرف الورشة التي رمت الى تبديد الانطباع بأن لبنان بلد فاشل لا تعطى المواقع فيه الاّ للمهرجين الراقصين على ألحان التعصّب او للذين يطوفون في الليل يتسوّلون المناصب والتسميات.
كان غريباً في الجمهورية الذليلة الفاسدة. لا يؤمن بالخطب الحماسية والرقص على الشاشات. يؤمن بالدراسة والتخطيط والمؤسسات والمواعيد والانجاز. لم يكن سيف طائفته ولا قارع طبولها. وكان يعتبر المال العام مقدساً وملكاً للناس. وكان يعتقد ان اللبنانيين يستحقون جمهورية افضل وأياماً أفضل. وبهذه القيم اهتدى نائباً ووزيراً. كان صاحب الصوت الخفيض الواثق في جمهورية الميكروفونات والزجّالين الذين يتم استدعاؤهم لامتداح المرتكبين وهجاء الناصعين.
كان رفيق الحريري كبير المرتكبين. أفدح خطاياه سعيه الى استقطاب الناجحين واستدراجهم الى حلمه الوطني الكبير. كان باسل فليحان واحداً من هؤلاء. وكان بارعاً في ميدانه وناصعاً، في وطنيته وعنيداً في آماله. كان من تلك القلّة التي تنقّب بحثاً عن مستقبل وطنها لا عن مستقبلها فيه. وأغلب الظن انه لم يكن يتوقع ان يجرؤ القتلة على اغتيال مطلق الحلم طمعاً في اغتيال كل الحالمين. وشاءت الأقدار ان يكون فليحان شريك الحريري في ذلك النهار الذي يمكن ان يعني نهاية وطن او يعلن بداية وطن.
موجع ان لا تتيح الحروق والآلام لباسل فليحان ان يعرف وهو على سرير العذابات ان وطنه لم يقتل في 14 شباط (فبراير). وان الحريري شهيداً كان أعنف منه رئيساً للوزراء او زعيماً للمعارضة. وان القاتل لم ينجح في دحر الحلم بل اختصر المسافة اليه.
كان باسل فليحان هادئاً ولامعاً وناصعاً لهذا تبكيه دفاتر العلامات والشهادات وتبكيه الشرفات. رجل ناجح يستحق ان يُقتل ليكون علامة صارخة على فشل القَتَلة. رجل يستحق ان يُقتل ليكون حاضراً مع شريكه في اول الوطن.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home