8 آذار يُهدرون دم اللبنانيين!
8 آذار يُهدرون دم اللبنانيين!
عندما قتلوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال المتورطون والمتواطئون (وجلهم من بتوع 8 آذار. وما أدراك مَنْ هم بتوع 8 "أظفار" المظفرين بحمده تعالى) ان اسرائيل هي الفاعلة. ثم قالوا وباسطوانة مسجلة في زلاعيمهم أن "أبو عدس" هو الفاعل. ثم اتهموا الحجاج الاستراليين. ثم وصل ببعضهم الأمر (وزير البنغو الالهي حليف حزب الله المختار) ان وليد جنبلاط هو الفاعل. ثم ورد في بعض صحف الوصاية الشقيقة ان سعد الحريري "تخلص" من والده... لأسباب مادية! ثم قالوا ان خلافاً مالياً بين الرئيس الشهيد وبين جماعة ما (لم يذكروها هذه المرة!) فجرت موكب الحريري بطن من المتفجرات... هذه الأسطوانات المكررة، توزعت على زلاعيم بتوع 8 "أظافر" المظفرة! وكانت الأسطوانة الأكثر رواجاً هي التي تتهم اسرائيل! حزب الله نطقها بقوة الصوت الحلال المؤمن حتى "الحلولية" مع الباري تعالى!وعندما قتلوا الشهيد سمير قصير "نطقت" الجوقة ذاتها من الألسنة الالهية الى الألسنة "البنغوية" فالعونية فاللحودية ان وراء القتل مسألة "نسائية"! ثم قالوا ان اسرائيل! ثم قالوا ان 14 آذار بقضها وقضيضها صَفَّتْ حليفها ومفكرها! عال! فالصدق الكذوب يمكن أن يكون "إشارات" إلهية "قذمت في صدور" غير الآدميين سليلي الآلهة والمخابرات...وعندما قتلوا الشهيد جورج حاوي (القتلة واحد متعدد)، أداروا الأسطوانة ذاتها، وباعتبار أن الشهيد هو مطلق المقاومة الوطنية، فإن اتهام اسرائيل (أي اسرائيل؟ فهي "كُثُر عندنا" يصير ذا صدقية. إذن الطبيعي أن تصدق قواعدهم (ذات العقل النقدي والوعي الحاد!) هذه الاشاعة. ذلك أن من الطبيعي أن تعدم اسرائيل "عدوها" (لكن من غير الطبيعي أن يعدم بتوع العروبة المستعربة. بطلاً من أبطال المقاومة. أم هذا هو المطلوب في دفع الفواتير المعروفة الى هنا وهناك!).وعندما اغتالوا الشهيد جبران تويني عزفوا (بتوع 8 أظافر التصحيحية، التشرينية) المعزوفة ذاتها وبالعقول المخابراتية ذاتها (كيف صدف أن جلّ جوقة 8 آذار مخابراتية بامتياز!)، وشرد خيالهم المريض، فاتهموا هذه المرة أيضاً 14 آذار. ودليلهم (الظلامي. آه من الظلامية والظلاميين والخناجر الظلامية في الظهور!) ان الشهيد قتل صبيحة عودته من باريس. وهذا يعني، بمنطقهم الالهي (ما أجمل المنطق الالهي عندما يتمنطقه الصغار والعملاء!) ان أهله وجماعته وبما أنهم العارفون (وحدهم) بمجيئه، وبالتالي فهم الذين أزاحوه من دربهم! عال! وأخيراً عندما غيّروا أسلوبهم الجديد بالسيارات المفخخة واستوحوا "أسلوبهم" القديم بالقتل في وضح النهار وبالرصاص (أضافوا الكواتم)، واغتالوا الشهيد بيار الجميل وهنا نتذكر اغتيال الزعيم الكبير كمال جنبلاط والنائب ناظم القادري، لم يتورع لا سيما أهل "المنار" والمناريين، ومَنْ لفّ لفيفهم وعفيفهم وعفتهم (الظلامية) من أن يتهموا 14 آذار لأن لها "مصلحة" في تصفية حليفها الوزير (ولِمَ لا يكون والده أيضاً وراء التصفية ليرثه!). ثم خصصوا سمير جعجع وعيّنوه مسؤولاً عن الجريمة، من ضمن خطة لتصفية كل زعماء الموارنة ليستفرد بالزعامة (كما بعضهم مستفرد بالايمان المموّل من بني ساسان!)، لم يذكروا اسرائيل هذه المرة. لكن لم يذكروا على امتداد كل هذه الاغتيالات منذ كمال جنبلاط الى بيار الجميل إلا ما يغطي الفاعل الحقيقي. "فاعلهم"، وراعيهم والوصي عليهم.ماذا يعني أن يعمد 8 آذار (8 أظافر التصحيحية التشرينية ـ الساسانية) الى مثل هذا التمويه؟ لا نريد أن نكرر مقولة ان هذه التصفيات مضافة إليها التفجيرات فالتهديدات بالتظاهر مضافة إليها خطط التخريب واستنزاف الاقتصاد (كأن لبنان اسرائيل!) مضافاً إليها الانسحاب من الحكومة فالتهديد بالعصيان المدني... فالتقسيم ربما! (وهذا ليس بعيداً عن الانعزاليين الجدد، وكانتونيي حكومة الوحدة الوطنية)، تهدف الى إلغاء مبدأ المحكمة الدولية لانقاذ المجرم الحقيقي. ولكن هذا يعني: في ما يعني أن جماعة 8 آذار مع الجنرال عون المنتهية صلاحيته ومدته الشعبية، وجنرال بعبدا المنتهية شرعيته، يُهدرون دماء اللبنانيين، لا سيما رموز 14 آذار. فهم بهذه التواطؤات، إنما يستدعون الجهات المجرمة للاستمرار بالقتل. فما دامت الذرائع موجودة، واختلاق المسببات موجودة فلماذا لا يُعجل القتلة "الأصليون" بتنفيذ القتل؛ فهم غطاؤهم "الالهي") ومناراتهم (الظلامية) وعهرهم (العفيف). من دون أي رادع ديني أو وطني أو انساني أو أخلاقي. (ومن أين يجيئون بهذا الردع ما دامت العمالة العمياء قد أعدمت مشاعرهم واستوعبت مواقفهم؟ فالقتل وسيلة القتلة. وتغطية المجرم وسيلة المتواطئين. أي القتلة. والمتواطئ مع القاتل قاتل. وربما بامتياز! والمتواطئ لا يغطي فقط الجريمة الواقعة، بل يعمد الى استدعاء جريمة يعرف أنها ستقع. فمن جريمة "مغطاة" الى جريمة مستدعاة، يُهدر بتوع 8 آذار + عون + لحود دماء اللبنانيين، وكل من يخالفهم في "الرأي". فدماؤنا في أعناق القتلة "الأصليين" وكذلك في أعناق بابازات 8 آذار ومشتقاتهم وامتداداتهم. على هذا الأساس تمتد أشكال تواطؤاتهم الى قتل الأمكنة، وقتل لبنان الواحد، واستنهاض الفتنة، واستسقاء الفاشيات ـ الشقيقة ـ الساسانية.وما قرار نزولهم الى الشارع في "انتفاضة" "العمالة"، والمتواطئين مع الجريمة، ومستجريها، سوى حلقة من حلقات محاولة اغتيال وجود لبنان مستقلاً، وحراً، وسيداً، وكذلك محاولة اغتيال الاقتصاد في حرب استنزاف طويلة (لم يعلنها أسيادهم على إسرائيل! بل علينا) تمهيداً لإسقاط البلد في أزمات اقتصادية، تؤدي الى إضعاف البلد وتحمل الشباب اللبناني على الهجرة. ونظن أن حرب 8 آذار التي تفرّد بها "حزب الله" المختار (تيمناً بشعب الله المختار)، واستدعت العدوان الإسرائيلي وشكلت ضربة للبنى التحتية والاقتصاد وأدت الى تهجير مليون مواطن، وعودة الاحتلال الصهيوني حتى مرجعيون تجد حلقتها الداخلية اليوم، أو مسلسلها المتسلسل في قرار تعطيل البلد، عبر غزو الشارع، وحصار المباني الرسمية، وربما ممارسة اعتداءات على المؤسسات التجارية، وعلى الممتلكات العامة، نظنها استمراراً لإيقاع الحد الأقصى من الخسائر المادية والاقتصادية والمعنوية، ومحاولة ترسيخ عزلتهم عن مجمع الشعب اللبناني وتالياً تعزيز مفاهيم الكانتونية التي لا تبدو سوى ظاهرة انتحارية أسوة بالظواهر الكانتونية التي عرفناها في السبعينات والثمانينات عند سواهم!ولعل مواكبة هذا النزول الى الشارع (وهو الأحرى سقوط في الهاوية)، ما يشيع من أخبار عن استجلاب عناصر من الخارج للتخريب، وكذلك اتهام الأكثرية بالتسلّح، الى الاتهامات الأخرى بالعمالة لإسرائيل وأميركا (هم العملاء الأصليون لأنهم ينفذون، من حيث يدرون أو لا يدرون، المخططات الصهيونية لضرب اقتصاد لبنان وتفتيت دولته وبعث الفتن الطائفية والمذهبية. براو! ما هذا الانسجام الإيماني الرائع؟)، الى فضح اللائحة السوداء التي أعدت في الخارج (ولم يستنكرها حزب الطليعة المؤمنة ولا الجنرال المنتهية صلاحيته)، لاغتيال 36 شخصية معارضة، الى التهويل بالعنف والتكسير.كل هذا يشكل نماذج عن "هوية" هؤلاء الآذاريين (الأظافريين) التي يبدو أنها توحي بل تؤكد أنهم باتوا يشكلون خطراً محدقاً بلبنان. نعم! فسجلهم في التواطؤ مع ضرب الاقتصاد، وتخريب المؤسسات، التآمر على الحريات والديموقراطية، وارتهانهم مالاً وفكراً وعقيدة وسياسة بالوصايتين الشقيقة والساسانية وانحيازهم الى السلوك الفاشي، وتحويل منابرهم "المنارية ـ الظلامية"، الى منابر لبث الأكاذيب والتضليل (وهي منابر ـ فروع لمنابر الوصايتين)، والدس، والمذهبية، والتأييس، كل هذا يفضح نياتهم بأنهم لن يكلوا إلاّ بسقوط الدولة، والأمل في اغتصاب السلطة، وفرض الأحادية الدكتاتورية، تمهيداً لقيام جبهة "لبنانية ـ سورية ـ إيرانية"، تتولى إعادة فتح جبهة الجنوب (لا الجولان)، لتجديد نفوذ الوصايتين وإعادة لبنان ورقة في أيديهما (إيران تملك صواريخ تصل الى إسرائيل: فلماذا لم توجه صاروخاً واحداً من عندها الى "العدو" تخفيفاً للضغط على حرب حزبها في لبنان. ولو! أين شجاعتك يا خامنئي ويا نجاد، أين أمميتكما المعسولة والمسمومة؟). إذاً، رفض مبدأ المحكمة الدولية وتعطيلها، ليس مرتبطاً فقط بتبرئة المجرمين (تأملوا أن حزباً يحمل اسم الله عزّ وجلّ يتواطأ مع القتلة، ويهدر دماء أهله)، وإنما بالمشروع الانقلابي الكبير. وقد لا نشك في أن مشروع حزب الله أبعد من لبنان، باعتبار البلد هو وسيلة أو محطة لأهداف تآمرية أوسع منه، أو فلنقل منطلقاً لتخريب البنى السياسية، والأنظمة العربية التي تخالفهم في سياستهم. وما الكلام المعسول الهزيل والشعاري عن كرامة لبنان، ومصلحة لبنان، وحرية لبنان، سوى قناع لعملية خطف لبنان، (وعندما رفعوا (أقصد 8 آذار) العلم اللبناني وهم يحتفلون برستم غزالي) بدا لي أنهم بحملهم العلم (وكان محرماً حمله) إنما يخطفون لبنان.قرروا النزول (حتى كتابة هذه السطور) الى الشارع والقرار اتخذته دمشق وطهران وأعلنه حزب الله وخضع له العميل الطازج لمخابرات الوصايتين الجنرال المهزوم ميشال عون، وكذلك العميل الأكبر المرؤوس إميل لحود، تلبية لنداء الخراب، وحسناً فعلوا بقرارهم. ونحن ننتظرهم، كمن ينتظر الغربان وهي تغرد بحناجر البلابل، وننتظر ماذا سيفعلون لا سيما وأنهم يتبعون في خططهم الشارعية أساليب بوليسية، تشبه الى حد كبير الغارات التي تشنّها المخابرات على الناس. إنها غارات! استبدلوا "غاراتهم" على إسرائيل بغارات على لبنان واللبنانيين، وانتقلوا من مقاومتهم العدو الصهيوني الى مقاومة الشعب اللبناني، ومن تدمير القوى الإسرائيلية بصواريخ إيرانية الى تدمير لبنان بقرار الوصايتين.لكن وبما أنهم قرروا النزول، فأهلاً وسهلاً، فمن حقهم الديموقراطي أن ينزلوا، لكن نزولهم هذا سيكون نزولاً الى الهاوية، لأنه لن يكون سوى تعبير جديد عن إهدار دم اللبنانيين والاقتصاد اللبناني، والدولة اللبنانية. ولا نظن أن الشارع الذي "غزوه" سيكون لهم وحدهم. فالأكثرية الشعبية والنيابية في مكان آخر عند أهل السيادة والاستقلال والديموقراطية، عند 14 آذار، ولن يتركوا وحدهم في عهرهم ليوحوا وكأنهم الوحيدون القادرون على فعل ما يريدون. فحصار السرايا سيقابله حصار بعبدا، والتظاهرات المتنوعة لا بد أن تواجه بأعطر منها. الفارق: أن بتوع 8 آذار قد تستبد بهم إرادة الشر والتحطيم والاعتداء... وهذا ما لن تفعله قوى 14 آذار. إذاً، فليواجه عملاء الوصاية الناس هذه المرة، بمصالحهم وآمالهم وأمنهم، لأن الجواب سيكون هذه المرة عند الناس أنفسهم... حتى عند الشرائح التي "أمّمُوها" بالشعارات وأسروها بالتضليل!وأخيراً نسأل عملاء الوصايتين: إذا كنتم فعلاً حريصين، على ما يدعي بعضكم على اللبنانيين فلماذا لا تتظاهرون ضد الاغتيالات؟ بل لماذا تحوّلون الأنظار عن القتلة وأنتم تعرفونهم جيداً. بل لماذا يا أهل الورع المشوب بالبنغو المشوب بفضائح بنك المدينة، والكازينو، والكهرباء، والخلوي والكوبونات الصدّامية، لماذا لا تتورعون وتعودون الى الوطن، بل لماذا تصرون على إهدار دمائنا... نحن اللبنانيين الذين شكلنا الخلفية لمقاومتكم... عندما كنتم مقاومة ضد إسرائيل؛ لماذا تريدون الانتقام من الذين احتضنوا المهجرين، وتحملوا خسائر حربكم المرتجلة، بدلاً من أن تُحيّوهم وتشكروهم، وتساهموا في استقرارهم وبقائهم في الوطن...بل لماذا لا تنزلون الى الشارع لتتضامنوا مع الشهداء، وتفضحوا المجرمين، بدلاً من أن تكونوا عبيداً عند الذين يقتلون أبناء بلدكم... بحقد لا يوازيه سوى تواطؤكم معهم!
0 Comments:
Post a Comment
<< Home