Saturday, February 17, 2007

صلابة تغلفها حكمة

صلابة تغلفها حكمة

أمر مهم لاحظه كل الذين تابعوا تصريحات ومواقف أول أمين عام لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي مؤخراً.. وهو ان الصلابة التي ما زالت كامنة في نفسه وسلوكياته في السياسة وفي الالتزام الديني والوطني باتت مغلفة منذ فترة بحكمة يراكمها الشيخ الذي يختبر الحياة كما تختبره، حتى بات الشيخ المجاهد العنيد عنواناً للأمرين معاً:

*صلابة لا تلين في ثوابته الدينية والوطنية والسياسية.

*حكمة تتماسك أنسجتها قادرة على التمييز بين الغث والسمين، بين المقاومة والمقاولة، بين الدين والطائفية، بين العروبة والالتحاق، بين الإسلام والتمسلم.

حكمة تجعله قادراً على مخاطبة أبنائه في حزب الله، كأب وكقائد، حتى لو نجح المشروع الإيراني الذي يختطف الحزب في محاصرة الشيخ الذي حمل دمه على كفه من أجل الوطن، ومن أجل جبل عامل ومن أجل الفقراء ومن أجل الجياع.

حكمة تجعله يملك حق الهجوم من أجل العدالة متماسكاً لأجلها، في مواجهة الذين يحاربونه باسم الزعم بأنه فار من وجه العدالة.

حكمة تجعله شجاعاً بالحق في الحديث عن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كحالة مشرقة ومن أشرف السياسيين الذين عرفهم لبنان، كما ورد في حديثه الأخير في قناة ((العربية)).

حكمة تجعله شجاعاً بالحق، في الكشف، ومن موقع العارف الخبير بأن أمين عام حزب الله الذي خلف خلفه الشهيد السيد عباس الموسوي السيد حسن نصرالله، يتلقى أوامره من المرشد الإيراني السيد علي خامنئي.. متحدثاً من موقع الفقيه العارف بأن الخيار بين الوطن وبنيه ومصالحهم هو الوحيد المعتمد في وجه أية محاولة لإلباس المسائل التي يتعرض لها الوطن لبوساً دينياً وفي حقيقتها طائفية أو مذهبية.

حكمة جعلت الشيخ الطفيلي قادراً على التمييز بين ملاحقته الجائرة بمقاومة الجيش الوطني، وبين تمسكه بالمؤسسات الدستورية وعلى رأسها مؤسسة الوطن الحامية جيش لبنان الوطني.

الذين استمعوا وشاهدوا وقرأوا الشيخ الطفيلي يتحدث عبر مختلف وسائل الإعلام، قد يختلفون ويتفقون مع بعض أو كل ما يقوله الشيخ العنيد، لكنهم كلهم أجمعوا على احترامه، بعد ان فرد عباءته لتشمل الوطن كله.. ليس باسم الجياع فقط، وليس باسم الفقراء فقط، وليس باسم المسلمين الشيعة الأحرار فقط.. بل باسم كل وطني غيور على لبنان وطناً سيداً حراً مستقلاً.. دون أن يتردد لحظة في تمسكه بالمقاومة خياراً استراتيجياً، وقد قاد المقاومة وخبرها ودفع ثمنها.. وما زال.

انها مساحة الديموقراطية الواسعة التي تفخر بقدرتها على استيعاب الجميع، من اختلف ومن اتفق، من والى ومن عارض شرعيتها الوحيدة انها بخيارات أبناء الوطن ومصالحه ومصالحهم.

انها الحكمة التي تجعل قائد ثورة الجياع، أكثر إنصافاً لرجل مثل رفيق الحريري، ما زال البعض يحاربه تحت الزعم السخيف ببنائه الحجر دون البشر خاصة الفقراء منهم.

انها الحكمة التي تجعل أول من قاد مقاومة حزب الله ضد العدو الصهيوني، قادراً على التمييز بين الوطنية والتبعية، بين الحرية والعبودية، بين الثمن الغالي الذي يدفعه الوطن ومواطنيه وفي مقدمتهم المقاومون الأبطال، وبين الثمن الذي تقدمه إيران مالاً وسلاحاً دفاعاً عن نظامها واستباحة لأوطان الآخرين.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home