Sunday, March 13, 2005

دلول: من سحب العناصرالأمنية من موكب الحريري؟

"التمديد هو المشكلة والمحيطون بلحود يفبركون الملفات ويتباهون"
دلول: رفعوا الحماية عن الحريري قبل أيام من الجريمة
السلطة متّهمة وتدلّ على نفسها بكيدية وغباء وجهل

خرج النائب محسن دلول عن صمته قائلاً في مؤتمر صحافي عقده امس في دارته في علي النهري: "سكتّ كثيراً اكراماً لذكرى الرجل الكبير جداً، لانني كنت اعتقد ان الرئيس الحريري يمكن ان يخدم وطنه في استشهاده كما خدمه في حضوره، وربما يبادر المسؤولون الى كشف الجريمة وننطلق من ثم لبناء لبنان كما حلم به وكما تمناه واشتهاه، ولكن لم يعد يجوز السكوت. لقد لاحظت خلال الايام الماضية ان الامور لا تسير بهذا الاتجاه، بل هناك محاولات تهديد ووعيد، "سننزل ونحطم ونخبط"، "تخبط من" شعبك؟ يا اخوان لا يوجد شيء اسمه وطن من دون شعب، الوطن ليس حجراً، ليس مبنى وليس ارضا ولا جغرافيا، الوطن قضية كبيرة تتعلق بوجود شعب، وبقدر ما يكون للشعب احلام وطموح وامال تكون الاوطان".
وتوجه الى رئيس الجمهورية بالكلام الذي قاله خلال المشاورات النيابية: "يا فخامة الرئيس صُرف وانفق كامل رصيدك لم يعد هناك شيء، واقولها في الاعلام يا فخامة الرئيس من رصيدك يتم الانفاق".
قال: "يحكمنا الجهل ونعيش في ظل معادلة الجهل المطلق والمجهول المخيف، وبين الجهل والمجهول علينا ان نبادر فوراً الى المكاشفة، وتبدأ المكاشفة بكشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن دون الحقيقة لا يمكن لفلفة الامر، ليس فقط بالنسبة للرأي العام اللبناني"، سائلاً: "الا نلاحظ انها مسألة غريبة ان يأتي رؤساء العالم للتعزية بالرئيس الشهيد ثم يزورون الضريح ويغادرون الاراضي اللبنانية، من دون ان يلتقوا احداً من السلطة، لأن هذه السلطة متهمة، ولا نريد ان نختبئ وراء اصبعنا. ولكن ماذا فعلت حتى ترفع الاتهام عن نفسها؟ لا شيء لا بل بكيديتها وبغبائها وجهلها تقول انا متهم (...) وبغباء وتورط دلت على نفسها".وكشف رفع الحماية الامنية عن الرئيس الحريري قبل ايام من اغتياله، لافتاً الى ان "لجنة تقصي الحقائق متوقفة عند نقطة، هي انه في محاولة اغتيال النائب مروان حماده، كان في رفقته عنصران تبين انهما من الامن، بينما استشهد مع الرئيس رفيق الحريري 9 من رفاقه، فهل بين هؤلاء رجال امن؟ لا، لا، يوجد للرئيس الحريري رجال من امن الدولة، هل كان هناك رجال امن يحمونه سابقاً؟ نعم. من سحبهم؟ وكيف سحبوا؟".
واوضح انه "عندما ترك الرئيس الحريري رئاسة الحكومة تم الاتفاق بينه وبين رئيس الجمهورية وجهات أخرى ان تحمي الدولة امنه وان تفصل له من العناصر الامنية ما يلزم، وتقدم بطلب شفوي وتمت الموافقة على تمركزهم في الاماكن اللازمة، وبعد فترة وجيزة، سحبت هذه العناصر قبل ارتكاب الجريمة بايام، وحصلت اتصالات عديدة وانا شاهد على ذلك لمعرفة السبب ولكن لا جواب. طبعاً كان هناك امتعاض من هذا الاجراء من جانب رئاسة الجمهورية، وجهات اخرى، ولكن المسؤول غائب عن السمع، وعندما وجدوه قال ان الرئيس الحريري لديه مال فليستأجر اشخاصاً يحمونه. فاذا كان شخص كالرئيس الحريري ترفع عنه الحماية فهذا يعني استباحة دمه...".وقال انه اراد الحديث الآن لانه شاهد "اجراء من جانب وزير الداخلية قضى باقالة ضابطين بسبب الاهمال، فما رأي وزير الداخلية بهذا الموضوع؟" وسأل: "هل كانت تعلم الدولة بسحب العناصر الامنية، وما الاجراء الذي ستتخذه بما انها قادرة على اقالة ضابط لم ينزل الى الارض ويجري المسح اللازم بعد الاغتيال، وما رأي وزير الداخلية بمسؤول كبير يسحب عناصر امنية، مخالفاً وعود رئيس الجمهورية، وعندما تتم مراجعته بعد مماطلة كبيرة، يقول الرئيس الحريري لديه مال فليستأجر عناصر تحميه".

معارضة خجولة
وعلق على ظهور رئيس الجمهورية التلفزيوني معتبراً انه "حسنا فعل بذلك، ولكننا في لبنان، ولا يوجد لدينا رمز مطلق، فنظامنا النوعي والتعددي لا يسمح بوجود رمز"، واضاف: "يقول رئيس الجمهورية ان الذي عطل له خطاب القسم او لم يسمح له بالعمل هي المعارضة، بينما المعارضة كانت خجولة طوال اعوام حكمه الستة، وهو كما نعلم تسلم رئاسة الجمهورية بأكثرية نيابية لم يشهد لها لبنان مثيلاً في تاريخه"، واضاف: "السبب هؤلاء الذين احاطوا به وفبركوا الملفات ويتباهون بذلك، فسقط العهد يوم ذاك. اما الكلام ان التمديد ليس هو المشكلة فليسمحوا لي ان التمديد هو المشكلة، لماذا لا نعترف بالاخطاء؟ الرجل الكبير هو الذي يعترف بالخطأ ليعالجه، واذا لم يعترف بالمرض يموت المريض، اما الكلام عن اننا لن نسمح من هنا بتظاهرة ومن هناك بتظاهرة، هذا كلام يتعلق بالتحقيق بالتحقيق بالتحقيق، الشعب يريد الحقيقة واذا كان ليس هناك حقيقة فلماذا تريد ان "نطمسها"؟ السوابق في لبنان كثيرة بل هناك اجماع أن ليس هناك جريمة تكتشف. فكيف يقولون ان الامن ممسوك ومتماسك، اذا لم تكن هناك جريمة تكشف، او تحدد الجهة الفاعلة او تسمى؟ (...) فيما نحن نرفع علامة النصر ونحن منتصرون والامن عظيم، ومتماسك وممسوك، يا اخوان لماذا تضليل الرأي العام؟ لماذا لا نقول الحقائق لنجد لها الحلول". واعتبر ان "لجنة تقصي الحقائق لا تكفي واذا كانت الدولة بريئة من دم رفيق الحريري عليها هي ان تأخذ المبادرة، وأنا أؤيد هنا منطق الرئيس سليم الحص، ان تستدعى لجنة تحقيق دولية".وسئل تعليقه على كلام رئيس الجمهورية، عن امكان ان ينزل احد بين المتظاهرين ويحاول افتعال حادث امني، فقال: "اعتقد انه اذا كان هناك احد لديه الامكان ان ينزل بين المتظاهرين وتكون الدولة حتى الآن لم تقم بمسح فليسمحوا لنا، فان السلطة تكون من قام بذلك".
ونصح الرئيس عمر كرامي "بالا تكون الحكومة من لون واحد او وزارة كيدية كما يتمنى ويشتهي البعض"، معتبراً ان "الحوار لا يكون على طاولة المجلس، الحوار يسبق التأليف لنتفق على اي اساس تشكل الوزارة وما برنامجها، واهم شيء في برنامج الوزارة التحقيق ثم نتكلم في الامور الاخرى".
وسئل: لماذا الاصرار على ادخال المعارضة في الحكومة؟ أجاب: "يريدون ادخال المعارضة حتى يحملوهم مسؤولية تمييع جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري اي انتم داخل السلطة، وبحثناها على طاولة مجلس الوزراء وصدر القرار التالي".
ونفى ان تكون المعارضة تريد سحب سلاح "حزب الله" معتبرا ان "اكثر الناس المؤيدين للمقاومة هم عناصر فاعلة في المعارضة، واكثر مؤيد للمقاومة كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري".وسئل عن القرار 1559، فأجاب: "الـ1559 السوري وافق عليه وينسحب بموجبه".
وسئل عما اذا كان بمواقفه انضم الى المعارضة، فاجاب: "انا امام معادلة ذكرتها في مستهل الكلام، هناك سلطة تقودنا بجهل، وفي المقابل هناك المجهول المخيف، فهنا يجب ان نستعمل العقل ولا يجوز ان نندفع في هذا الامر، الرئيس كرامي حسناً فعل عندما قدم استقالته وان جاءت متأخرة، كان في ودي لو عولجت المشكلة بشكل منطقي واستقالت الحكومة يوم اغتياله، وان ينتقل اركان الدولة كلهم الى بيته ليتقبلوا التعزية، وان لا ينعي الرئيس الحريري ضابط مهما ارتفعت رتبته، بل ينعيه رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة".

لست وارداً
وهل يمكن ان ينضم الى الحكومة على اساس الطروحات التي قدمها؟ قال: "انا لست وارداً في التشكيلة ومنذ مجيء الرئيس لحود أحاكم واحاسب، لانني كنت اصارح بالحقيقة".
وهل يعتقد ان "حزب الله" اخطأ عندما دخل كطرف في السجال الحاصل بالبلد، اجاب ان "حزب الله ميز نفسه عندما رفض الاشتراك في تظاهرة الاثنين حيث اسقط الشارع حكومة الرئيس عمر كرامي"، مشيراً الى انه "لدى الحزب قضية اساسية".
ولماذا لا يتوحد الشارعان ما دام شعار الحقيقة واحداً، قال: "هذا ليس شعاراً، هناك جريمة فليقل لنا من دبر الجريمة لنضبها"، وسأل: "هل تعتقدون انه حتى الآن السلطة لا تعرف من اغتال الحريري، يكذبون علينا بالقول ان الامن ممسوك ومتماسك، لا تستغبيني كي لا استغبيك، اذا استغبيتني افقد ثقتي بك، السلطة تستغبيني وفقدت ثقتها. الشارع لا يسأل بها، ولا تستهينوا بالشارع كل المعارضات في العالم تستعين بالشارع وتنطلق منه".

0 Comments:

Post a Comment

<< Home