Thursday, March 24, 2005

رجالات في سورية نهبوا لبنان

كشفت تقارير مصدرها العاصمة الفرنسية إضافة إلى بيروت ودمشق أن العشرات من رجال الجيش والمخابرات السوريين الذين مارسوا دورا استثماريا في لبنان سحبوا أموالهم وأرصدتهم من البنوك اللبنانية تحسبا لتطور الأمور في لبنان بعد الانسحاب السوري، حيث يخشون احتمال استصدار قرار دولي يؤدي إلى وضع اليد على أموالهم ، أو على الأقل احتمال انهيار النظام اللبناني الراهن واستبداله بآخر مستقل عن سورية يوفر طريقة قانونية أو " غير قانونية " لكشف المصادر المشبوهة لهذه الأموال رغم قانون السرية المصرفية المعمول به في لبنان. وقال دبلوماسي فرنسي يعمل في عاصمة شرق أوسطية ويزور باريس حاليا للتشاور مع حكومته إلى "أن تقريرا موثقا مصدره أحد أعضاء جمعية المصارف اللبنانية ، يحمل تاريخ 16 آذار ( مارس) الجاري وصل إلى من يعنيه الأمر في باريس حول عمليات السحب المشار إليها "، ونقل المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة والعدالة وهو حركة تعني بحقوق الإنسان، في بيان من مقريه في دمشق وباريس تلقت "إيلاف" نسخة منه إنه "طبقا لما كشف عنه هذا الديبلوماسي من التقرير المذكور ، فإن ضباط مخابرات سوريين وأو أبناءهم وشركاءهم قد سحبوا فعلا حوالي أربعمئة مليون دولار حتى تاريخ إعداد التقرير المذكور ، باتجاه بنوك سورية و تركية وبنك فرنسي واحد على الأقل ، وآخر هولندي. وجاء في التقرير المذكور أن " الأموال المسحوبة ناجمة في الأصل عن تجارة سلاح ومخدرات وعمليات تجارية أخرى مع النظام العراقي السابق كانت حظرتها الأمم المتحدة ، بما في ذلك النفط العراقي المهرب ، وتم غسلها في البنوك اللبنانية خلال السنوات الماضية " ، وقد تضمن التقرير قائمة بأسماء الأشخاص الذين سحبوا أموالهم ، عرف من بينهم : يعرب غازي كنعان ، غازي كنعان ، رستم الغزالي ، هشام بختيار ( مدير إدارة المخابرات العامة ) رامي مخلوف ( ابن خال الرئيس بشار الأسد ) ، جمال عبد الحليم خدام ، العميد ذو الهمة شاليش ( رئيس الحرس الخاص للرئيس الأسد ) ، العقيد المتقاعد محمد عيسى دوبا ( شقيق الرئيس الأسبق للمخابرات العسكرية علي دوبا ) ، د. أيهم ماجد سعيد ( نجل اللواء ماجد سعيد مدير إدارة المخابرات العامة خلال الفترة 1987 ـ 1994 ) ، رامي مخلوف ، فراس مصطفى طلاس ، وعضو مجلس الشعب السوري محمد حمشو .ومن بين التفاصيل التي تضمنها تقرير عضو جمعية المصارف اللبنانية أن " أموال الدكتور أيهم سعيد مصدرها الأموال التي حصل عليها والده ماجد سعيد من شركة Tatex Trading الألمانية للنسيج التي كان يساهم في رأسمالها ، والتي كانت تستخدم غطاء لغسيل أموال عدد من ضباط إدارة المخابرات العامة كمحمد ناصيف " بحسب قول التقرير الذي أشار إلى ثلاثة بنوك تركية استضافت " الأموال السورية ـ اللبنانية المغسولة " ، وهي :ـ بنك Norul Bank التابع للمجموعة القابضة Norul Groupـ بنك Diler Investment Bank Inc. التابع للمجموعة القابضة Diler Holdingـ بنك Vakif Bank التابع للمجموعة القابضة Turkiye Vakiflar Bankasi T.A.O. وفيما غاب عن التقرير أي ذكر لاسم البنك الهولندي ، أشار إلى أن البنك الفرنسي الذي استقبل جزءا من هذه التحويلات يدعى " الشركة العربية المصرفية S.B.A." لصاحبها صفا جارودي ، وهو مصرفي سوري ينحدر من مدينة اللاذقية .ويضيف بيان المجلس الوطني للحقيقة والعدالة القول "إلا أن التقرير أوضح أن التحويل لم يتم إلى هذه الشركة مباشرة ، وإنما " عبر طرف ثالث (يعتقد أنه شركة تابعة لعثمان العائدي )تم ترتيب الأمر معه عبر رجل أعمال فلسطيني في دمشق يدعى وديع نحال " الذي وصفه التقرير بأنه " يعيش في دمشق ويعتبر أحد أقرب المقربين لصفا جارودي وقادة أجهزة المخابرات السورية ووزير الدفاع السابق مصطفى طلاس"،.وأوضح التقرير أن " القسم الأكبر من أموال سورية المنهوبة ، إضافة لعائدات النفط العراقي الذي هربه رجال النظام السوري خلال الفترة 1997 ـ 2000 وباعوه لحسابهم الشخصي في السوق الدولية ، موجودة في هذا البنك "، وذكر أن كلا من العماد علي دوبا ، فراس طلاس ووالده ، عبد الحليم خدام وابنه جمال ، مصطفى طلاس ، آصف شوكت ، محمد ناصيف ، بشار الأسد ، و باسل الأسد الذي حصلت مشكلة قانونية في حسابه بعد مقتله كما يقول محامي العائلة ، يضعون أموالهم في هذا البنك " الذي وصفه التقرير بأنه " أكبر غسّالة للأموال السورية القذرة في أووبا ".وتشير مصادر أخرى إلى أن البنك " يحتوي على عائدات النفط السوري والعراقي الذي باعه العماد علي دوبا لإسرائيل خلال الفترة 1997 ـ 2000 عبر ناقلات نفط قام بتأمينها رجل الأعمال السوري طلال الزين الذي يمتلك واحدة من أكبر شركات نقل النفط والغاز في اليونان ، والذي يشارك هو الآخر في رأسمال الشركة العربية المصرفية المذكورة " . ويقول صحافي في صحيفة " ليبيراسيون" الفرنسية " لو قدّر أن فتح تحقيق عن نشاطات هذا البنك ، وهذا من المستبعد بسبب دخوله في علاقات مع صانعي القرار في فرنسا ، سيصاب المحققون بالذهول جرّاء الدور الذي يقوم به هذا البنك والتسهيلات القذرة التي يقدمها لرجال النظام السوري، وتأخذ أوساط ثقافية وفكرية وصحفية فرنسية على حكومات بلادها ، اليمينية والاشتراكية على السواء ، صمتها المريب على استخدام البنكوك الفرنسية كماكينات لغسل أموال المسؤولين السوريين ، المدنيين منهم والعسكريين ، رغم علمها بأن معظم هذه الأموال ، إن لم يكن كلها ، مصدره أعمال قذرة كتجارة المخدرات والأسلحة".وأعادت هذه الأوساط إلى الأذهان " حقيقة أن غسل الأموال السورية الخاصة في البنوك الفرنسية أصبح تقليدا راسخا منذ أن دشنه رفعت الأسد بداية السبعينيات الماضية "، وتعتقد أن "الحكومات الفرنسية ، ومهما تدهورت علاقاتها مع سورية ، ستبقى تغض الطرف عن استخدام بنوكها لغسيل الأموال السورية القذرة ، بالنظر لما تجنيه من أرباح كبيرة جراء استثمار هذه الأموال التي تقدر بأكثر من أربعين مليار دولار في فرنسا وحدها ".ومن الواضح أنه ليس الحكومات الفرنسية وحدها التي تتعامل مع الأموال السورية القذرة على هذا النحو ، ففي إسبانيا كان من اللافت أن المخابرات الإسبانية استدعت في الصيف الماضي الصحافي السوري المعارض مازن ياغي إثر إصدار " المجلس " تقريرا يشير إلى عودة رفعت الأسد إلى سورية عبر باريس ، لتسأله عن مدى دقة المعلومات الواردة في التقرير ، حيث كانت تعرف أنه ذهب إلى فرنسا ، ولكن ليس إلى سورية، وإذ ذاك أعطت أجهزتها السرية تعليمات واضحة بوجوب تشديد الرقابة على حسابات رفعت الأسد المصرفية في إسبانيا، فكل ما كانت السلطات الإسبانية تخشاه ، حسب ما قاله صحفي في " ألموندو" ، هو " أن يقوم رفعت الأسد بسحب أمواله من البنوك الإسبانية وتحويلها إلى دولة أخرى " . وتفسيرا لما جاء في تقرير عضو جمعية المصارف اللبنانية ، قالت الصحافية التركية ساديت تورك Saadet Toruc ، اللاجئة مع زوجها الناشط في حزب العمال الشيوعي التركي إلى باريس ، إن ما جاء في التقرير " أمر غير مستغرب . ذلك لأن عددا كبيرا من البنوك التركية ، ولا أعرف إن كانت البنوك الثلاثة المشار إليها ضمن هذه القائمة ، مملوكة كليا أو جزئيا لمصرفيين ورجال أعمال أتراك أعضاء في حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ، أو مقربون جدا منه ، وتشكل أعمالهم المصرفية أحد المصادر الأساسية لتمويل الحزب . يذكر أن الحزب المذكور أقام علاقات وثيقة مع النظام السوري ورجالاته منذ أن كان تحت اسم حزب الرفاه، وقد تعززت هذه العلاقة مؤخرا ، خصوصا بعد أن أبرم اتفاق أضنة الأمني بين البلدين وتخلي النظام السوري عن المطالبة بلواء اسكندرونة ، حيث أدى إبرام الاتفاق إلى الإطاحة بالمبررات التي كان يلجأ إليها الجنرالات الأتراك لمنع أي تقارب مع سورية " .أخيرا، تعتقد ساديت توروك أن " تركيا ستتحول خلال السنوات القادمة إلى قاعدة خلفية لمعظم الأنشطة المافيوية التي يقوم بها رموز النظام السوري ، خصوصا وأن الجنرال مصطفى التاجر وهو نائب رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية الذي قتل أواخر صيف العام 2003 في ظروف غامضة، كان قد أسس لهذا النوع من العلاقات منذ أن كان رئيسا لفرع المخابرات العسكرية في حلب ومشاركا في الإشراف على ملف حزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان، حيث أقام التاجر علاقات وثيقة مع الجنرالات الأتراك المنخرطين بدهورهم في علاقات تحالفية مع المافيا وتجار المخدرات ".

0 Comments:

Post a Comment

<< Home