Sunday, October 15, 2006

حركة التغيير" تشارك "مكتب التنسيق" في قدّاس 13 تشرين الأول


حركة التغيير" تشارك "مكتب التنسيق" في قدّاس 13 تشرين الأول
إيلي محفوض: لن نكون جزءاً ممّن يعوِّمون مجموعات سوريا
المستقبل - الخميس 12 تشرين الأول 2006 - زينة يوسف
في السادسة مساء غد، يلتئم "أهل القضية" لإحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا في 13 تشرين أول 1990، تاريخ العملية العسكرية التي أطاحت العماد ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا.
إحياء الذكرى، سيكون في رفع الصلوات بقدّاس إلهي في كنيسة مار الياس ـ انطلياس.
الغائب الأكبر عن المناسبة هو العماد ميشال عون الذي يقيم مهرجاناً شعبياً خاصاً بتياره الأحد المقبل في موقف للسيارات في محلة الدورة في المتن الشمالي.
إلا ان الحاضرين في قدّاس انطلياس، وللمفارقة، هم جميع هؤلاء الذين كانوا "مكبِّر" الصوت لعون. الدعوة، من "المكتب المركزي للتنسيق الوطني". المشاركون هم رفاق تلك المرحلة، ومن بينهم "حركة التغيير" برئاسة المحامي ايلي محفوض الذي ترك عون يسير في طريقه الجديدة، وقرر هو ورفاقه الوفاء للأمس ليُحسنوا المساهمة في صنع الغد.
ففي 28 أيلول الماضي ، شكل المؤتمر الصحافي الذي عقده محفوض، بداية المرحلة الانفصالية سياسياً عن عون، وإن كانت حينها مخفية في سطور الكلمة التي ألقاها بحماسة، معلناً " نحن حزب سياسي قائم بذاته، وأنا أمثل حركة التغيير في لبنان ونقطة على السطر".
اليوم ومع اقتراب تاريخ 13 تشرين الأول يحدد محفوض موقفه بالمشاركة في القداس لا في مهرجان 15 تشرين، لأن نقمة محفوظ على النظام السوري تبدو واضحة. وكان ممن "قاوموا الاحتلال السوري منذ العام 1990". اليوم ومع الانسحاب مقاومته مستمرة للذين "ارتكبوا جرائم أفظع من التي ارتكبها العدو الإسرائيلي، ولم يعتذروا حتى من الشعب اللبناني".
بالنسبة لمحفوض "13 تشرين الأول هو تاريخ تتويج أحلام العقيدة السورية التي لم تبدأ مع نظام البعث، بل عمرها عشرات السنين"، فهذا التاريخ غير مجرى لبنان، و"دنس فيه معقلين للشرعية اللبنانية لهما أهمية كبرى، القصر الجمهوري ووزارة الدفاع".
ويقول لـ"المستقبل": "همجية الجنود السوريين في قصر بعبدا، وإجرامهم في بسوس على سبيل المثال، يوم اختاروا 14 مدنياً ومن بينهم ولدان في سن الثانية عشرة وسن الثالثة عشرة وأعدموهما أمام أهلهما، وعملية أخذهم لضباط لبنانيين من وزارة العدل الى سجن مزة على مرأى من العماد إميل لحود، حيث سجنوهم وأجبروهم على الاستقالة (فؤاد عون، لويس خوري، فايز كرم وغيرهم)"، يضيف هذه "صور حاضرة في ذهني ومربوطة بالجريمة التي حصلت في 13 تشرين والتي لم يحاسب فاعلوها".
ويطالب "بتشكيل هيئة قضائية لمعرفة المسؤولين عن الجريمة، والاستعانة بالشهود الكثر على هذا التاريخ المعاصر". والمحاسبة برأيه تبدأ "من النائب الحالي في البرلمان الذي نقل الأمر من الشام الى بيروت، مروراً بالذين شاركوا على الأرض عسكرياً وسياسياً، وصولاً الى الرئيس إميل لحود إذا ما ثبتت إدانته."
جرأة محفوض واندفاعه في سبيل حبه للبنان "الذي يأتي مباشرة بعد الله" بالنسبة اليه، بدت جلية في قول كل ما يفكر فيه ويراه ضاراً بوطنه، منطلقاً من مبدأ "عدم تأليه أي كان، فالولاء أولاً وأخيراً للبنان". هو لا يتردد في وصف الفكر البعثي بـ"العنجهي"، معلناً وبصوت عال بأنه "لن يضع يده بيد سوريا ما لم تعتذر من الشعب اللبناني وتعوِّض عليه". وبتشاؤم يجزم "بأن المشكلة مع سوريا لن تنتهي إلا بحدث كبير جداً يغيّر نهج العلاقة بين البلدين، حدث غير تقليدي، لا بل دراماتيكي".
كثيرة هي النقاط التي يجب حلها بين البلدين برأي محفوض، "التمثيل الديبلوماسي وإنشاء سفارات، ترسيم الحدود، حل مسألة المخطوفين والمسجونين لدى سوريا، إلغاء المعاهدات المذلّة التي وُقِّعت في ظل الاحتلال السوري، موضوع العمال السوريين وجرائم الشرف التي ارتكبت أثناء الاحتلال، وجرائم السرقة وفرض الجزية ومسؤولية إفراغ الخزينة". إلا أنه وبعد تعدادها، يقول "إن لا جدوى لأي محاولة مع هذا النظام الذي لا تحترم شخصياته، علم بلادي وقياداته بل تذلّهم وتقتلهم".
" غياب اللبننة عند السياسيين اللبنانيين، واستخفافهم واستهتارهم بالإهانات التي تعرض لها الرئيس السنيورة من قبل سوريا، وبالتالي تحريك القضاء السوري المدني والجزائي بحق النائب وليد جنبلاط"، تستفز محفوض كثيراً، وتأتي في عملية التغاضي عن المحاسبة "في بلد فيه جرائم ولا مجرمين، فيه سرقات ولا سارقين".
وبثقة يؤكد أن "عدم كشف الحقيقة في سلسلة الاغتيالات بداية مع محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة وصولاً الى جبران تويني، هو مؤشر خطر، سنعاني بعده من سلسلة مصائب وويلات".
محفوض، إحدى ركائز الحركة العونية سابقاً، لم يغير خطابه منذ 1985 الى اليوم. هو يرى في العونيين مجموعة لبنانية ولدت من "رحم الأحزان"، وعانت من طبقة سياسية فاسدة سرقت وشاركت بإحضار جيش غريب على أرضنا، أما التسمية فكانت تيمناً بعون الذي أتى من مؤسسة الجيش اللبناني، "المؤسسة التي هي دائماً على حق بنظرنا"، هم من رأوا في هذا الرجل قائدا جديدا ونمطا جديدا، وكانت البداية معه من خلال معركة التحرير من السوريين. "العونيون ليسوا لشخص بل لقضية، وممنوع عليهم أن يحبُّوا شخصاً بل لبنان، فهل تنتهي القضية مع زوال الشخص؟" يشرح محفوض قبل أن يعترف بـ"أن السماح للسوريين ممنوع الى أبد الآبدين، إذ أساؤوا الى لبنان ككل. والغضب مسموح أما الحقد فلا".
"إبراز المواقف من دون الوقوع في مغطس الانتقادات الذاتية، كفيل بفضح الذين انقلبوا على ذاتهم، ولنترك الحكم للناس". هكذا يميز محفوض نفسه من الآخرين "الذين وصلوا الى هذا الدرك لأنهم ألّهوا أشخاصاً، وصفقوا لهم، فكانت ردود فعلهم اليوم نتيجة لذلك". خطّه السياسي "لم يتغيّر منذ البداية"، يطلب احترام الرأي الآخر وعدم تخوين صاحبه، والاعتراض المحوري لحركته اليوم هو على"تعويم جماعة سوريا في لبنان".
هو يصرّ على موقعه الحيادي من الفريقين اللذين قسَّما لبنان بين 8 آذار و14 آذار. وعلى الرغم من مشاركته في قداس 13 تشرين الذي يقيمه "المكتب المركزي للتنسيق الوطني"، لا يتردد في مطالبة المكتب وبالتالي فريق 14 آذار بـ"تحديد هويتهما ومنهجهما، لأنهما الآن لا يستطيعان استقطاب "المتململين من الوضع العوني"، ولا حتى "شريحة من الرأي العام الذين اختاروا الحياد الى اليوم".
التقى محفوض مع عون منذ العام 1988 وحتى 28 أيلول الماضي. يومها لم يعد يناسبه "التخفيف من اللهجة ضد سوريا، بعد أن كانت استمرت تصاعدية على مدى 20 سنة"، وزادت ثورته على المجموعات الموالية لسوريا "التي لا يمكنني أن أكون ولو مساهما بسيطا في تعويمها" والتي تتلطى تحت جناح الجنرال عون، "كما مجموعة 8 آذار التي تنادي في مظاهراتها باسم بشار الأسد، وتحمل صوراً له ، لا يمكن السكوت عنها".
بعد 28 أيلول استقلت "حركة التغيير" التي انطلقت من مدرسة "مون لاسال" في العام 1985. هذا الحزب النخبوي السياسي، يستجمع قواه باتجاه عملية كودرة وانتقاء في القريب العاجل، "لن نكون وحدنا، لكننا لسنا حزباً جماهيرياً" يقول محفوض ويختم: "اخترنا أن نكون لبنانيين، وشعارنا الدائم هو لبنان أولاً وأخيراً، لن نتعاطى السياسة على أساس طائفي، ومؤسِّسي الحركة وأعضائها، على اختلاف طوائفهم، أكبر دليل على شعارنا ومنهجنا".

0 Comments:

Post a Comment

<< Home