زنزانات
في زنزانات لا تتجاوز
مساحة الواحدة منها مساحة التابوت
"سي. آي. إيه" تستخدم المعتقلات السورية للتعذيب
واشنطن- يو.بي.أي: نشرت مجلة »تايم« الاميركية موضوعاً ملفتاً عن التعاون بين وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي. آي. إيه) والمخابرات السورية في اطار ما عرف بفضيحة السجون السرية بعد الحرب الاميركية على الارهاب.وذكرت المجلة انه في ديسمبر العام 2001 اشرف عملاء »سي. آي. إيه« على نقل مواطن ألماني الى »سجن سوري يدعى فرع فلسطين, مشهور باعتماده التعذيب, ومروراً لاحقاً باسئلة مكتوبة الى محققين سوريين لطرحها على السجين«.ونسبت »التايم« معلوماتها الى »تقرير سري للاستخبارات الالمانية«, ولفتت الى ان التقرير تمت الاشارة اليه ايضاً في كتاب جديد يحمل عنوان »طائرة شبح«: القصة الحقيقية لبرنامج التعذيب الذي اعتمدته سي. آي. إيه« لمؤلفه الصحافي البريطاني الاستقصائي ستيفن غراي.وذكرت ان السجين الذي تم نقله جوا الى سورية في ديسمبر العام 2001 لم يكن مجرماً عادياً هو محمد حيدر زمار (42 عاماً) رجل الأعمال الذي هاجر الى المانيا وعاش في هامبورغ الالمانية وكان مطلوباً في الولايات المتحدة للاشتباه بدوره في تجنيد بعض خاطفي الطائرات الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر من اعضاء خلية تنظيم »القاعدة« في هامبورغ.واضاف التقرير انه بموجب الطلب الاميركي »اعتقلت الشرطة المغربية زمار, وحقق معه مسؤولون من (سي. آي. إيه) في المغرب ثم نقل جوا الى دمشق«, ولا يتضمن التقرير اشارة الى الطائرة التي نقلته.واشار التقرير الى ان التعاون بين »الحليفين الاستخباريين« السوري والاميركي لم ينته عند هذا الحد, فبعدما علمت المانيا ان السوريين يحتجزون زمار »عرضت (سي. آي. إيه) على الاستخبارات الالمانية فرصة تقديم اسئلة مكتوبة لطرحها على السجين« ولا يوضح التقرير ما اذا كان محققون من المخابرات الاميركية قد استجوبوا زمار في سورية.وفي يونيو العام 2002 »سمح المسؤولون السوريون للمحققين الالمان باستجواب زمار في السجن«, وفقاً للتقرير الذي يقع في 263 صفحة ويحمل خاتم »غيهيم« بالالمانية, اي سري.وذكرت »التايم« انه »في اليوم نفسه طلب رئيس الاستخبارات الالمانية, »بي. إن. دي« من النيابة العامة اسقاط التهم عن عملاء الاستخبارات السورية الذين كانوا اوقفوا في المانيا بتهمة جمع معلومات عن معارضين سوريين«.وشددت على انه يعتقد ان زمار »الذي لم تصدر بحقه اي تهمة, مازال معتقلاً في سجن سري في سورية«.وتعود آخر معلومة عنه الى العام 2005 عندما وجه رسالة عبر اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى عائلته في المانيا.ونقل غراي عن سجناء سابقين لدى الاستخبارات السورية انهم تعرضوا للتعذيب وحجزوا انفرادياً في زنزانات لا تتجاوز الواحدة منها مساحة التابوت.وقال احد المعتقلين السابقين انه تحدث عبر ثقب في جدار الزنزانة مع مراهق ابلغه ان عملاء اميركيين نقلوه من باكستان.وأوضح السجين السابق ان عمر »رفيقه« المراهق يتراوح بين 15-16 سنة.وجاء في التقرير ان مهندس الاتصالات الكندي من اصل سوري ماهر عرار كان معتقلاً في »الزنزانة رقم 2« في »فرع فلسطين«.وعرار اعتقل في مطار جون كينيدي وتم ترحيله الى سورية على الرغم من انه كان يحمل جواز سفر كندياً, وتم نقله جواً على متن طائرة خاصة الى العاصمة الاردنية عمان, ومنها براً الى سجن »فرع فلسطين« في سورية.وبعد تعرضه للضرب وقع عرار »إفادة« بأنه تدرب في معسكر للارهابيين في افغانستان وقال لغراي انه كان »مستعداً للقبول بحكم بالسجن لعشر او عشرين سنة لقاء نقلي الى مكان آخر«.وبعدما امضى سنة في السجن, افرج عن عرار الذي عاد الى كندا وبرأته الحكومة الكندية الشهر الماضي في تقرير من 1200 صفحة من »أي شبهة«.وقاضى عرار الحكومة الاميركية, لكن قاضياً فيدرالياً في نيويورك رفض الدعوى بزعم انه لا يمكن النظر فيها لدواع امنية.ولم يعلق الاردن على مرور عرار في اراضيه.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home