.. ونظام الأسد يسابق الإنهيار
.. ونظام الأسد يسابق الإنهيار
في خط متسق مع تدبير الاستخبارات السورية التي تدير امور نظام عائلة الاسد في دمشق، صدر التقرير الإتهامي الحكومي السوري حول عملية ((الهجوم)) الفاشل على السفارة الاميركية في العاصمة السورية في شهر ايلول/سبتمبر 2006، حيث جاء في التقرير ان المهاجمين الاربعة الذين قتلوا جميعاً (ثلاثة اثناء ((الهجوم)) والرابع مات متأثراً بجراحه بعد العملية) تدربوا في السعودية وان الاسلحة المستخدمة ((هربت)) من لبنان.
الاستخبارات السورية تحاول في هذا التقرير اصابة عدة عصافير بضربة واحدة:
العصفور الاول: موجه نحو المملكة العربية السعودية التي هاجمها بشار الاسد في خطاب سرقة الانتصار بعد وقف العمليات الحربية بين العدو الصهيوني وحزب الله، لان المملكة وقفت ضد المغامرة التي اقدم عليها حزب الله بخطفه الجنديين الصهيونيين يوم 12/7/2006.. فاستدرج بها العدوان الصهيوني، وهو ما كشفه ايضاً امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حين اعترف مرتين في كلماته الموجهة عبر الاعلام خلال وبعد العدوان.. حين قال بأن هذه العملية كانت استباقية لأن العدوان الصهيوني كان مبيتاً قبل عملية الخطف، وكان تاريخ الهجوم الصهيوني حسب قول نصر الله محدداً بين شهري 9 و10/2006.. ثم حين ابدى ندمه على عملية خطف الجنديين قائلاً بأنه ما كان ليقدم على هذه المغامرة لو عرف سرعة وعنف الرد الصهيوني لأسباب سياسية وأخلاقية وإنسانية.
وقد تردت العلاقات بين دمشق والرياض الى أدنى مستوى لها منذ تطاول الاسد على الدول العربية، واصفاً قادتها بأنهم انصاف الرجال.. وقد جاء الوقت للرد السوري على السعودية بتحميلها مسؤولية تدريب الذين ((هاجموا)) السفارة الاميركية في دمشق.
العصفور الثاني: موجه الى لبنان الذي يعرف العالم كله، وبالملموس انه المستهدف من النظام السوري، لهز استقراره وأمنه وزرع الفتنة في ربوعه لأن شعبه خرج بانتفاضة للاستقلال في 14/3/2005 انهت نظام الوصاية الذي كان رابضاً على صدور ابناء لبنان طيلة نحو 30 سنة.
وبإسقاط تهمة تهريب السلاح ((للمهاجمين)) على لبنان، محاولة سخيفة ومكشوفة لرد الحقيقة التي يعرفها كل الناس بأن النظام السوري هو الذي يهرب الاسلحة الى جماعاته في لبنان لتدبير الفتن المتنقلة التي لم تكل حتى الآن ضد امن واستقرار واستقلال لبنان في ايحاء مكشوف للقول بأن لبنان كان مضبوطاً خلال مرحلة السيطرة الامنية السورية على لبنان وانه بات ممراً لتهريب الاسلحة بعد اخراج نظام الاسد الأب والإبن منه قسراً طبقاً للقرار 1559.
العصفور الثالث: موجه نحو الولايات المتحدة الاميركية المهتمة بأمن لبنان كما امن المملكة العربية السعودية، حيث تتهم دمشق اميركا بأنها اخرجتها من لبنان، لتتركه للقوى المتطرفة التي نجحت بتهريب الاسلحة الى دمشق نفسها في محاولة لاسقاط الاتهامات الاميركية لنظام الاسد بأنه هو الذي يهرب الاسلحة الى العراق بالاتفاق مع النظام الايراني لاشعال الحرب الاهلية في بلاد الرافدين.
العصفور الرابع: موجه نحو تنظيم القاعدة وكل الجماعات الاسلامية المتطرفة بأنها يمكن ان تعتمد على النظام السوري في ايصال الاسلحة اليها في لبنان، مثلما يضمن لها هذا النظام بأنه يستطيع تأمين ايصالها نفسها الى لبنان لتفعل فيه ما تريد تنفيذاً لمخططاتها، فبعد ان اقفل هذا النظام حدوده نسبياً مع العراق لمنع تسلل اعضاء القاعدة وهذه الجماعات المتطرفة، لفتح فرص عقد الصفقات مع اميركا، يوجهها الى لبنان حيث قوات الطوارىء الدولية وهي الهدف الذي يهدد نظام دمشق بالتوجه ضده في رسالة استعجال الصفقة التي يستجديها مع الولايات المتحدة الاميركية.
العصفور الخامس: موجه الى كل خصوم النظام السوري بأنه قادر على اختراع وفبركة المعارك.. ثم استخدامها لحماية نفسه خاصة في مرحلة الاستقطاب الداخلي السوري ضد سلوك النظام ومذهبيته وعصبيته المستفزة للاغلبية الاسلامية.. فتحريك جماعات اسلامية ضد اميركا هو رسالة بأنه يستطيع ان يضع هذه الجماعات في مواجهة اميركا، بدل ان تواجهه، وقادر على تأليب اميركا ضدهم بدل ان تتفرغ واشنطن لمواجهة النظام.
على كل،
اثبتت التحقيقات التي تجريها جهات مختلفة حول طبيعة ((الهجوم)) الفاشل على السفارة الاميركية في دمشق، ان منفذي الهجوم كانوا معتقلين لدى الاستخبارات العسكرية السورية، وأنها وعدتهم بالنجاة وبالحرية اذا نفذوا هذه العملية.. وهم لم يكن لديهم أي خيار الا المحاولة او البقاء في السجن.
التحقيقات نفسها اظهرت الحقائق التالية:
1- ان جميع المنفذين قتلوا على ايدي الاستخبارات السورية بعد ان حملتهم هذه الاستخبارات من السجن الى مكان الهجوم حيث لم يتسنَ لأي من المهاجمين اطلاق رصاصة واحدة ضد سفارة اميركا.
2- كل الذين زعمت الاستخبارات السورية انهم ينتمون الى جهات متطرفة، وقاموا بعمليات عنف سواء ضد مركز الامم المتحدة في جادة المزة عند مدخل دمشق الجنوبي، او ضد مواقع عسكرية سورية او استخباراتية اخرى قتلوا جميعاً، ولم يتسنَ التحقيق مع أي منهم، او تقديم من يمكن ان يظل حياً منهم الى اية محاكمة، وبالتالي لم تتأكد اية جهة الا الاستخبارات هذه نفسها بأنهم فعلاً ينتمون الى ما يسمى ((جند الشام)) وهي الواجهة التي اخترعتها الاستخبارات السورية لتـزعم ان نظامها معرض لـ((الارهاب)) كما هي بقية دول المنطقة.
3- كما كتبنا قبل ذلك عند وقوع الهجوم المزعوم، فإن احد مخبري النظام الدكتور فلاني، سارع وقبل ان تجف دماء القتلى الى محاولة استثماره بالحديث الاذاعي العلني طالباً من اميركا ان تستجيب لمطلب نظامه الاستراتيجي بعقد الصفقة التاريخية معه لاعادة تلـزيمه لبنان للتفرغ لنـزع سلاح حزب الله.. وبالقوة.
انها مرحلة التوتر القصوى عند هذا النظام، وهو يسابق الانهيار بسلوكيات مرعبة ليس اقلها استزلامه للنظام الفارسي في طهران وليست اولها محاولاته بث الفتنة في لبنان وداخل سوريا نفسها.
حسن صبرا
في خط متسق مع تدبير الاستخبارات السورية التي تدير امور نظام عائلة الاسد في دمشق، صدر التقرير الإتهامي الحكومي السوري حول عملية ((الهجوم)) الفاشل على السفارة الاميركية في العاصمة السورية في شهر ايلول/سبتمبر 2006، حيث جاء في التقرير ان المهاجمين الاربعة الذين قتلوا جميعاً (ثلاثة اثناء ((الهجوم)) والرابع مات متأثراً بجراحه بعد العملية) تدربوا في السعودية وان الاسلحة المستخدمة ((هربت)) من لبنان.
الاستخبارات السورية تحاول في هذا التقرير اصابة عدة عصافير بضربة واحدة:
العصفور الاول: موجه نحو المملكة العربية السعودية التي هاجمها بشار الاسد في خطاب سرقة الانتصار بعد وقف العمليات الحربية بين العدو الصهيوني وحزب الله، لان المملكة وقفت ضد المغامرة التي اقدم عليها حزب الله بخطفه الجنديين الصهيونيين يوم 12/7/2006.. فاستدرج بها العدوان الصهيوني، وهو ما كشفه ايضاً امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله حين اعترف مرتين في كلماته الموجهة عبر الاعلام خلال وبعد العدوان.. حين قال بأن هذه العملية كانت استباقية لأن العدوان الصهيوني كان مبيتاً قبل عملية الخطف، وكان تاريخ الهجوم الصهيوني حسب قول نصر الله محدداً بين شهري 9 و10/2006.. ثم حين ابدى ندمه على عملية خطف الجنديين قائلاً بأنه ما كان ليقدم على هذه المغامرة لو عرف سرعة وعنف الرد الصهيوني لأسباب سياسية وأخلاقية وإنسانية.
وقد تردت العلاقات بين دمشق والرياض الى أدنى مستوى لها منذ تطاول الاسد على الدول العربية، واصفاً قادتها بأنهم انصاف الرجال.. وقد جاء الوقت للرد السوري على السعودية بتحميلها مسؤولية تدريب الذين ((هاجموا)) السفارة الاميركية في دمشق.
العصفور الثاني: موجه الى لبنان الذي يعرف العالم كله، وبالملموس انه المستهدف من النظام السوري، لهز استقراره وأمنه وزرع الفتنة في ربوعه لأن شعبه خرج بانتفاضة للاستقلال في 14/3/2005 انهت نظام الوصاية الذي كان رابضاً على صدور ابناء لبنان طيلة نحو 30 سنة.
وبإسقاط تهمة تهريب السلاح ((للمهاجمين)) على لبنان، محاولة سخيفة ومكشوفة لرد الحقيقة التي يعرفها كل الناس بأن النظام السوري هو الذي يهرب الاسلحة الى جماعاته في لبنان لتدبير الفتن المتنقلة التي لم تكل حتى الآن ضد امن واستقرار واستقلال لبنان في ايحاء مكشوف للقول بأن لبنان كان مضبوطاً خلال مرحلة السيطرة الامنية السورية على لبنان وانه بات ممراً لتهريب الاسلحة بعد اخراج نظام الاسد الأب والإبن منه قسراً طبقاً للقرار 1559.
العصفور الثالث: موجه نحو الولايات المتحدة الاميركية المهتمة بأمن لبنان كما امن المملكة العربية السعودية، حيث تتهم دمشق اميركا بأنها اخرجتها من لبنان، لتتركه للقوى المتطرفة التي نجحت بتهريب الاسلحة الى دمشق نفسها في محاولة لاسقاط الاتهامات الاميركية لنظام الاسد بأنه هو الذي يهرب الاسلحة الى العراق بالاتفاق مع النظام الايراني لاشعال الحرب الاهلية في بلاد الرافدين.
العصفور الرابع: موجه نحو تنظيم القاعدة وكل الجماعات الاسلامية المتطرفة بأنها يمكن ان تعتمد على النظام السوري في ايصال الاسلحة اليها في لبنان، مثلما يضمن لها هذا النظام بأنه يستطيع تأمين ايصالها نفسها الى لبنان لتفعل فيه ما تريد تنفيذاً لمخططاتها، فبعد ان اقفل هذا النظام حدوده نسبياً مع العراق لمنع تسلل اعضاء القاعدة وهذه الجماعات المتطرفة، لفتح فرص عقد الصفقات مع اميركا، يوجهها الى لبنان حيث قوات الطوارىء الدولية وهي الهدف الذي يهدد نظام دمشق بالتوجه ضده في رسالة استعجال الصفقة التي يستجديها مع الولايات المتحدة الاميركية.
العصفور الخامس: موجه الى كل خصوم النظام السوري بأنه قادر على اختراع وفبركة المعارك.. ثم استخدامها لحماية نفسه خاصة في مرحلة الاستقطاب الداخلي السوري ضد سلوك النظام ومذهبيته وعصبيته المستفزة للاغلبية الاسلامية.. فتحريك جماعات اسلامية ضد اميركا هو رسالة بأنه يستطيع ان يضع هذه الجماعات في مواجهة اميركا، بدل ان تواجهه، وقادر على تأليب اميركا ضدهم بدل ان تتفرغ واشنطن لمواجهة النظام.
على كل،
اثبتت التحقيقات التي تجريها جهات مختلفة حول طبيعة ((الهجوم)) الفاشل على السفارة الاميركية في دمشق، ان منفذي الهجوم كانوا معتقلين لدى الاستخبارات العسكرية السورية، وأنها وعدتهم بالنجاة وبالحرية اذا نفذوا هذه العملية.. وهم لم يكن لديهم أي خيار الا المحاولة او البقاء في السجن.
التحقيقات نفسها اظهرت الحقائق التالية:
1- ان جميع المنفذين قتلوا على ايدي الاستخبارات السورية بعد ان حملتهم هذه الاستخبارات من السجن الى مكان الهجوم حيث لم يتسنَ لأي من المهاجمين اطلاق رصاصة واحدة ضد سفارة اميركا.
2- كل الذين زعمت الاستخبارات السورية انهم ينتمون الى جهات متطرفة، وقاموا بعمليات عنف سواء ضد مركز الامم المتحدة في جادة المزة عند مدخل دمشق الجنوبي، او ضد مواقع عسكرية سورية او استخباراتية اخرى قتلوا جميعاً، ولم يتسنَ التحقيق مع أي منهم، او تقديم من يمكن ان يظل حياً منهم الى اية محاكمة، وبالتالي لم تتأكد اية جهة الا الاستخبارات هذه نفسها بأنهم فعلاً ينتمون الى ما يسمى ((جند الشام)) وهي الواجهة التي اخترعتها الاستخبارات السورية لتـزعم ان نظامها معرض لـ((الارهاب)) كما هي بقية دول المنطقة.
3- كما كتبنا قبل ذلك عند وقوع الهجوم المزعوم، فإن احد مخبري النظام الدكتور فلاني، سارع وقبل ان تجف دماء القتلى الى محاولة استثماره بالحديث الاذاعي العلني طالباً من اميركا ان تستجيب لمطلب نظامه الاستراتيجي بعقد الصفقة التاريخية معه لاعادة تلـزيمه لبنان للتفرغ لنـزع سلاح حزب الله.. وبالقوة.
انها مرحلة التوتر القصوى عند هذا النظام، وهو يسابق الانهيار بسلوكيات مرعبة ليس اقلها استزلامه للنظام الفارسي في طهران وليست اولها محاولاته بث الفتنة في لبنان وداخل سوريا نفسها.
حسن صبرا
0 Comments:
Post a Comment
<< Home