جنبلاط: صورة الأسد في طهران ذكرتني بشركات دفن الموتى
جنبلاط: صورة الأسد في طهران ذكرتني بشركات دفن الموتى
المعارضة اللبنانية "تغلق" أبواب الحوار مع الأكثرية
وتهدد بإجراءات تصعيدية وصولاً إلى "العصيان المدني
بيروت- من عمر البردان:
بين التصعيد السياسي الذي يبدو فيه الافق مسدوداً امام اي حل في المدى المنظور, والمواقف التفاؤلية التي تبشر بانفراج قريب, يعيش اللبنانيون هاجس العودة الى منطق التوتر المفتوح والمغامرات غير المحسوبة وارتهان الوضع اللبناني بيد التحالف السوري الايراني وتوابعه على الساحة اللبنانية.
وفي هذا الاطار اكدت مصادر حكومية ل¯ »السياسة« ان ما صدر عن حلفاء سورية وايران خلال اليومين الماضيين يدل بوضوح على القرار السوري بمنع حصول اي تسوية للأزمة, في ظل الانتقادات التي وجهت الى الجهود السعودية المبذولة لمعالجة الوضع القائم وابدت هذه المصادر قناعتها بان دمشق غير مستعدة لتقديم اي مساعدة لإنهاء الازمة اللبنانية طالما ان قوى 14 مارس تصر على اقرار المحكمة الدولية كمعبر للحل,واضافت ان ما صدر امس وقبله من تصريحات بمسؤولين في »حزب الله« وحركة »أمل« وتوابعها, تؤكد صحة هذا التوجه خصوصاً وان بشار الاسد خلال زيارته الاخيرة الى طهران لم يقدم اي تنازل في موضوع المحكمة الدولية لانه لم تتم الاستجابة للشروط التي وضعها وتتعلق باجراء تعديلات جوهرية في بنود المحكمة تضمن الحماية له ولأركان نظامه من الملاحقة القضائية الدولية.
وفي تعليق له على نتائج زيارة الاسد الى طهران قال رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ان انطباعه الاولي هو ما كونته لديه صورة الوجوه المكفهرة التي اوحت بالسواد المظلم واضاف ان ذلك يذكرني بشركات دفن الموتى وتساءل: كيف لا اتذكر ذلك عندما يقوم هؤلاء على طريقتهم بتلزيم السيارات المفخخة والمتفجرات الى المرتزقة في العراق ولبنان ارضاء لساديتهم من جهة وتحقيقاً لمزيد من الارباح لهذه الشركات على حساب الاستقرار والامن والحياة من ناحية اخرى ورأى ان الاوان قد ان لهذه المحاور التي توزع المخربين في العراق ولبنان ان تحترم استقلال الدول وحقها في العيش بسلام وطمأنينة, وتساءل: كم هي من مفارقة ان يدعم بشار الاسد المقاومة في لبنان, وهو الذي يمنع المقاومة على جبهته المحتلة طوال ثلاثة عقود انها منتهى الوقاحة السياسية.
واضاف: باختصار اذ اردنا ان نعرف ماذا سيجري في بيروت علينا ان نقرأ ماذا حصل في طهران وليست وجوههم المكفهرة سوى المؤشر الى ذلك, وان غداً لناظره قريب.
في المقابل رسم رئيس المجلس النيابي صورة قاتمة للوضع اللبناني حين قال ان المعارضة تفكر جدياً باللجوء الى العصيان المدني, لافتاً الى ان لقاءه مع رئيس كتلة »المستقبل« سعد الحريري ليس قريباً, ومشدداً في الوقت نفسه على ان لا حل للازمة الا بتشكيل حكومة يكون للمعارضة فيها الثلث زائد واحد.
هذه الصورة خفف من وطأتها السفير السعودي عبدالعزيز الخوجة الذي اشاع بعد لقائه بري اجواء تفاؤلية قد تقود الى حل الازمة, واشار الى ان خبراً جيداً يتوقع سماعه هذا الاسبوع, مشيراً الى ان زيارة الحريري للمملكة العربية السعودية تصب في صالح التطورات الايجابية, وابدى الخوجة ارتياحه لتجاوب الامين العام لحزب الله حسن نصر الله مع المسعى السعودي الداعي الى تحقيق لقاءات ثنائية بين فرقاء النزاع, وقال ان اللقاء المنتظر بين بري والحريري سيعقد قريباً.
في هذا الوقت, وبعد زيارته للمملكة العربية السعودية ولقائه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, زار الرئيس سليم الحص دمشق حيث التقى الرئيس بشار الاسد وعدداً من المسؤولين وقالت اوساط قريبة من الحص ل¯ »السياسة« ان حركته تهدف الى تفادي تصاعد الازمة والى العمل على تهدئة الامور من اجل الوفاق, وتقريب المسافة بين الرياض ودمشق للمساعدة على معالجة المأزق اللبناني.
بدوره قال النائب عباس هاشم الذي التقى وزميله نبيل نقولا الرئيس بري كموفدين من العماد وميشال عون, ان الاسبوع الحالي او الذي يليه لابد وان يحمل وفاقاً على حل ما يرضي الجميع واشار الى اننا قاب قوسين من بشارة ما على الصعيد السياسي لم يكشف عنها تساعد الشعب اللبناني على العبور الى جنة الرفاه السياسي والطمأنينة.
من جهته قال النائب اكرم شهيب ان الاكثرية مستعدة للقبول بمبدأ المشاركة على صيغة اللا غالب واللا مغلوب وان المبادرة وتحديداً صيغة 19+10+1 تصب في هذا الاطار.
نواب »حزب الله« واعضاء قيادته كان لهم موقف مغاير حيث اكد النائب محمد رعد على الاستمرار في الاعتصام والتحركات الضاغطة حتى تحصل اللحظة المناسبة التي يجد فيها الطرف الاخر انه لا مناص امامه الا التفاهم, واضاف رغم الصعوبات والافق الذي يبدو مسدوداً هذه الايام سنصل الى اهدافنا بالاساليب التي اخترناها والتي نرى انها تحقق الاهداف الوطنية, وقال: تريدون محكمة تكشف قتلة الرئيس الحريري, نحن نوافق على مبدأ انشاء هذه المحكمة, لكن لا نريد ان تكون آلة استعدائية لتصفية الحساب ضد كل من يعارض المشروع الاميركي للهيمنة وفرض الوصاية على الشعب اللبناني.
النائب عن »حزب الله« محمد الحاج حسن اتهم الحكومة بافشال كل المبادرات لمساعدة لبنان وحذر من ان اي انقلاب من جانب فريق السلطة لانتخاب رئيس جمهورية خارج الاصول الدستورية استناداً لدعم دولي, يعني الذهاب بالبلاد الى ما لا تحمد عقباه, ووصف هذا العمل اذا تم بالجنون السياسي غير المسبوق.
بدوره اكد عضو شورى »حزب الله« الشيخ محمد يزبك ان المقاومة لن تتخلى عن سلاحها, وسنستمر في مطالبتنا بتحقيق المشاركة في هذه الحكومة واقامة حكومة وحدة وطنية واضاف في احتفال اقيم في مدينة بعلبك لمناسبة ذكرى الثورة الايرانية ان السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان هو الذي يعطي ايحاءاته, حتى يعرقل قيام حكومة وحدة وطنية, واكد ان السرايا الحكومية هي سرايا اللبنانيين جميعاً, ورئاسة مجلس الوزراء هي لكل لبنان, ولا يوجد شبر واحد من الاراضي محرم على اي لبناني في حين اكد السفير الايراني محمد علي شيباني امام الحفل ذاته على وقوف بلاده الى جانب لبنان في مقاومته وفي سعيه لاستعادة ارضه ومياهه وتحرير اسراه, داعياً الى وحدة الافرقاء والاحزاب في لبنان.
في الجنوب رأى المسؤول عن »حزب الله« الشيخ نبيل قاووق ان الخروقات الاسرائيلية توجب على المقاومة استكمال جهوزيتها وتعزيز قوتها, وقال ان فريق 14 مارس والسيد السنيورة واهمون حين يظنون اننا تركنا الجنوب والمقاومة.
واشار الى ان المعارضة اثبتت شجاعتها في الكثير من المواقف حين اعلنت بكل جرأة وشجاعة انها مع مبدأ الوحدة الوطنية فلننتظر الذين يدعون الى المواقف الشجاعة في اعلان انهم مع مبدأ حكومة الوحدة الوطنية اي 11 وزيراً للمعارضة.
وفي موقف لافت, دعا رئيس جبهة العمل الاسلامي فتحي يكن حلفاءه في المعارضة الى اعلان الموافقة على المحكمة الدولية بالتحدي ومن دون تحفظ اي ان المهم كشف من يقف وراء جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري واسقاط دعوى التستر على الجناة وبالتالي تعطيل ذريعة التدخل الاميركي في السياسة اللبنانية.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home