Friday, February 23, 2007

لندن تؤكد معلومات "هآرتس" وتعزوها إلى "مخاوف سورية"

لندن تؤكد معلومات "هآرتس" وتعزوها إلى "مخاوف سورية"

الحشود السورية في الجولان مؤشر لاقتراب

حرب إسرائيلية جديدة و"حزب الله" يحفر

أنفاقاً تحت بيروت وفي جبال البقاع


لندن - »السياسة«:
أكدت مصادر أمنية قريبة من وزارة الدفاع البريطانية في لندن المعلومات التي سربتها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)إلى صحيفة »هآرتس« أمس الخميس حول »وجود حشود عسكرية برية وصاروخية سورية على الحدود العبرية«, إلا أن تلك المصادر عزت وجود هذه الحشود إلى »مخاوف سورية متزايدة منذ حرب تموز (يوليو) في لبنان, من إقدام حكومة إيهود أولمرت بمباركة أميركية على الهروب إلى الأمام من »عار هزيمتها« العسكرية أمام حزب الله في لبنان, بتوجيه ضربة جوية عنيفة وواسعة لما أعاد هذا الحزب بناءه في ترسانته, يعتقد السوريون أن واشنطن وحليفات لها أوروبية بل وعربية, ستسعى لتوسيع نطاقها كي تشمل الترسانة الصاروخية السورية في كل أنحاد البلاد«.
وسخرت المصادر الدفاعية البريطانية في تعليق لها ل¯ »السياسة« على معلومات الصحيفة العبرية, من أن تكون تلك الحشود السورية استعداداً »لفتح جبهة الجولان مع إسرائيل أو لهروب بشار الأسد من محنتيه الدولية والعربية للخروج من عزلته القاتلة باتجاه شن حرب على إسرائيل يدرك مسبقاً أنها خاسرة وأنها قد تكلفه نظامه بالكامل«.
إلا أن المصادر لم تستبعد أن تكون الحشود السورية »التي اقتربت لأول مرة منذ حرب 1973 الأخيرة أكثر من خطوط التماس مع الإسرائيليين في مرتفعات الجولان وعلى طول حدودها معهم, وتم انتشار قوات سورية في مواقع لم تطأها قدم جندي سوري منذ تلك الحرب, ناجمة عن نفس المعلومات التي يمتلكها الغرب من أن رئيس هيئة أركان الجيش العبري الجديد الجنرال غابي اشكنازي الذي خلف لتوه الجنرال ايالون في منصبه بسبب نكسته العسكرية في لبنان في الحرب الأخيرة, يستعد فعلاً لشن حرب جوية أخرى على حزب الله في لبنان استكمالاً لحرب تموز (يوليو) التي توقفت في منتصفها قبل تحقيق الإسرائيليين كامل أهدافهم بدعم أميركي علني لإخراج حزب الله من ساحة الشرق الأوسط قبل أي حملة عسكرية أميركية - إسرائيلية - دولية محتملة على إيران الصيف المقبل«.
ويعتقد السوريون - حسب المصادر البريطانية - أن إدارة جورج بوش »في محاولة لتقويم نفسها« قبل انتهاء ولايتها في حكم الولايات المتحدة العام المقبل, هرباً من كابوس فشلها الهائل في العراق وربما في أفغانستان أيضاً, قد تلزم إسرائيل مهمة توجيه ضربة خاطفة عنيفة إلى سورية بالتزامن مع حربها على حزب الله في محاولة لإخراج نظام بشار الأسد هو الآخر من معادلة الشرق الأوسط الجديدة القائمة على إنهاء دوري إيران وسورية فيها«.
وكان الجنرال اشكنازي حذر أول من أمس من أن إسرائيل »قد تضطر إلى دخول مواجهة جديدة مع حزب الله لوقف محاولاته إعادة تسليح نفسه بعد حرب تموز... وان تل أبيب تراقب عمليات تهريب أسلحة يقوم بها الحزب, ويبدو أنه يجب علينا التعامل مع ذلك في أسرع وقت ممكن«.
وكشفت المصادر الدفاعية البريطانية ل¯ »السياسة« في لندن النقاب عن أن عبارة اشكنازي »في أسرع وقت ممكن«, قد تكون »تحمل في طياتها موعداً محدداً لا يتجاوز الاسابيع القليلة, وهذا ما يتقاطع مع معلوماتنا الاستخبارية من وزارة الدفاع والاستخبارات الاسرائيلية الاخيرة القائلة ان الجنرال اشكنازي بات جاهزاً لهجوم جديد على لبنان لاجتثاث حزب الله من الليطاني حتى أقصى شمال البقاع (بعد بعلبك),وهذا مما يؤشر ايضاً الى ان الحملة العسكرية على ايران لم تعد بعيدة هي الاخرى«.
وقالت المصادر ان السوريين »ابلغوا عواصم غربية مخاوفهم من المناورات العسكرية الاسرائيلية التي جرت في الجولان وكانت المناورات الاضخم للجيش العبري منذ خمس سنوات, وبالتالي فان ما سربته الاستخبارات العسكرية لصحيفة »هآرتس« امس عن الانتشار العسكري السوري, الكثيف على الحدود ربما يكون ايضاً ناجماً عن تلك المخاوف من ان تقوم تل أبيب بشن حرب مفاجئة على سورية«.
وذكرت المصادر ل¯ »السياسة« ان حرب تموز (يوليو) الماضي, وإن كانت »شكلت انتكاسة مرحلية موقتة للجيش الاسرائيلي تمكنت قياداته الجديدة من ازالة اثارها بسرعة, الا انها كشفت للدولة العبرية انواع الصواريخ التي يمكن ان تواجهها في اي حرب جديدة مع حزب الله وسورية, بعدما اطلق الحزب اكثر من 4500 صاروخ من مختلف الانواع الموجودة في الترسانتين الايرانية والسورية ومن بينها صواريخ سكود واسعة المدى (ما بين 200 و 400 كيلو متر) التي تطلق عليها ايران وسورية مسميات مختلفة, كما كشفت كل انواع القذائف المضادة للدبابات والدروع وكانت اخطر ما واجهته وفوجئت به اسرائيل ضد سلاح مدرعاتها«.
وعلى صعيد آخر مواز لهذا الاحتقان العسكري بين اسرائيل وجيرانها, اميط اللثام امس الخميس عن ان »حزب الله« الذي يعمل ايضاً »على خطة لتفجير داخلي في لبنان«, الى جانب خطه مع اسرائيل »منكب منذ ديسمبر على »تزنير« منطقة بيروت الغربية السنية ومدينة صيدا بحزام من الأنفاق الارضية بعدما نجحت تجاربه السابقة مع الاسرائيليين في نجاعة واهمية انفاق مماثلة حفرها في كل انحاء جنوب الليطاني وشماله وحمت عناصره وصواريخه واسلحته من التدمير الماحق طوال شهر كامل من القصف الجوي الاسرائيلي المدمر«.
ونسب موقع »الحقيقة« الالكتروني العائد للمعارضة السورية في باريس امس الى »تقرير امني اسرائيلي اطلع عليه« زعمه ان مهندسين عسكريين سوريين تابعين لسلاح الهندسة في الجيش السوري »يشرفون على حملة بناء وحفر الانفاق في محيط بيروت الجنوبي وعلى امتداد السلسلة الجبلية على جانبي وادي نهر الليطاني الممتدة من شرق لبنان الى غربه وبعرض يزيد عن خمسين كيلو مترا«.
وقال الموقع الالكتروني السوري »ان المهندسين العسكريين السوريين يدخلون لبنان بصفة عمال مستغلين تواجد الاف العمال السوريين الذين عادوا بعد حرب تموز بكثافة غير مسبوقة وخصوصاً الى مناطق حزب الله في الجنوب وبيروت للمساهمة في اعمار المدن والقرى التي تضررت«.
ونقل الموقع عن التقرير الاسرائيلي قوله ان »نائب قائد فيلق القدس الايراني مصطفى ربيعة يشرف شخصياً على عمليات اعادة البناء العسكري لحزب الله بمساعدة عماد مغنية وعدد كبير من الاختصاصيين الايرانيين«.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home