Saturday, February 23, 2008

السعودية .. سائقو سيارات السيدات يبحثون عن أعمال بديلة

ر 1429هـ - 23 فبراير2008م

قبل أن يدهمهم قرار السماح للنساء بالقيادة
السعودية .. سائقو سيارات السيدات يبحثون عن أعمال بديلة

http://www.alaswaq.net/articles/2008/02/23/14151.html
الرياض – عمر عبد العزيز

أثارت إرهاصات بشأن توجه المملكة العربية السعودية لمنح المرأة حق قيادة السيارة، وأنباء ترددت بأن قرارا بهذا الصدد قد يصدر العام الحالي، حالة من القلق لدى السائقين الأجانب العاملين لدى الأسر السعودية، خشية الاستغناء عنهم، بل إن بعضهم بدأ في ترتيب أموره لمرحلة ما بعد صدور القرار، وراح يبحث عن عمل بديل قبل أن يدهمه القرار بشكل مفاجئ.

وعلى الرغم من حالة القلق النسبي التي رصدها موقع "الأسواق نت" خلال حديثه مع عدد من السائقين الخاصين، إلا أن بعضهم رأى أن مثل تلك الخطوة تتطلب سنوات لتطبيقها، وذهب آخرون إلى أبعد من ذلك بالسعي إلى تأمين عمل بديل سواء في السعودية، أو في بلدانهم الأصلية.


العودة للوطن

وفي المقابل، تسير عملية استقدام السائقين الخاصين على وتيرتها ولم تتأثر بعد، غير أن التوقعات تشير إلى أن صدور مثل هذا القرار سيؤثر بشكل لافت على استقدام تلك الفئة.

ويقول السائق السوداني عبد القيوم الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا: إن قرارا سيصدر ـ إن عاجلا أو آجلا ـ يسمح للمرأة بقيادة السيارة، وأن عليه أن يرتب نفسه لذلك اليوم.

وقال: إن ما أثير مؤخرا حول السماح للمرأة بالقيادة دفعه إلى التفكير في ما بعد صدور القرار، وإنه بدأ يرتب أموره في العاصمة السودانية الخرطوم، " فمن خلال عملي في المملكة أكثر من 10 سنوات استطعت تكوين مبلغ مالي جيد، وأسعى إلى استغلاله في إنشاء مشروع هناك".

وأضاف إنني تحدثت مع أحد الأصدقاء في السودان في هذا الصدد، وطلبت منه البحث عن مشروع يدر علينا دخلا جيدا، وخاصة أن بلدنا بدأ يشهد تنمية، مشيرا إلى أنه عندما كان في إجازة في الصيف الماضي، بدأت فكرة العودة تراوده.

وأضاف إننى لن أعود إلى السودان حاليا، ما لم يستغن عني كفيلي، حيث أقود السيارة لزوجة كفيلي وأولاده في المراحل التعليمية المختلفة.

وقال السائق الإندونيسي أوبالا جوناسيكير: إن صدور قرار منح المرأة السعودية حق القيادة يثير نوعا من القلق بين السائقين الأجانب للأسر السعودية، ولكن هذا القلق ليس كبيرا في الفترة الحالية؛ لأننا نسمع عن هذا الموضوع منذ عدة سنوات ولم يحدث جديد.

وأشار إلى أنه ليس في حاجة إلى البحث عن عمل في الفترة الحالية، أو على الأقل خلال العامين المقبلين في حالة السماح للمرأة العام الحالي بالقيادة؛ لأن ذلك سيتطلب وقتا حتى تصبح المرأة قادرة على القيادة.


عمل بديل


كثيرا من السيدات السعوديات لا يفضلن القيادة، لأنهن غير راغبات في إزعاج أنفسهن بالقيادة وتكبد عنائها وبخاصة مع تهور الكثير من السعوديين في القيادة
أوبالا جوناسيكير

أما عثمان الشيخ (سوداني) وهو سائق لأسرة سعودية فلم يبد قلقا كبيرا لصدور مثل هذا القرار، وأوضح أنه سمع أنه سيصدر قرار يتيح للمرأة قيادة سيارتها، وأنه تحدث مع أخيه الذي يملك باصا في السعودية خاصا بنقل طلاب المدارس للعمل عليه في حالة الاستغناء عنه من جانب كفيله.

ولفت إلى أن السودانيين ـ عموما ـ غير قلقين من ناحية الاستغناء عنهم، خاصة أن هناك تجمعات سودانية كبيرة في معظم مناطق ومدن المملكة لا سيما الرياض، وتحرص هذه التجمعات على توفير الدعم لكل السودانيين، والبحث عن عمل لهم في حال الاستغناء عنهم.

واتفق الشيخ مع السائق الإندونيسي جوناسيكير، في أن إصدار قرار يسمح للمرأة بالقيادة لا يعني الاستغناء عن السائقين مباشرة، لأن ذلك سيتطلب وقتا، كما أن كثيرا من السيدات السعوديات لا يفضلن القيادة، لأنهن غير راغبات في إزعاج أنفسهن بالقيادة وتكبد عنائها وبخاصة مع تهور الكثير من السعوديين في القيادة.

وأشار إلى أنه لا يستطيع أن يبحث عن عمل بديل حاليا؛ لأن كفيله لن يستغني عنه، فالكفالة تقف عائقا أمامه.

من جهته، قال السائق الفلبيني روبير تارونجوي، الذي يعمل سائقا لأسرة سعودية وزوجته تعمل خادمة للأسرة نفسها: إنه قرأ عن توجه بالسماح للمرأة السعودية بالقيادة، وشعر بالقلق لأنه يخطط وزوجته للعمل في السعودية عدة سنوات، وخاصة أنه ترك عمله في شركة خاصة في بلاده.

وأضاف أنه قدم للسعودية منذ عامين وحرص عند التعاقد أن تكون زوجته معه للعمل في منزل كفيله؛ لأنه يخطط للبقاء عدة سنوات في المملكة.

وأشار إلى أنه تحدث مع زوجة كفيله في هذا الصدد وأنها طمأنته بأنه حتى في حالة صدور مثل هذا القرار فإنه باق وزوجته؛ لأن أولادها في مراحل تعليمية مختلفة ومن الصعب عليها القيام هي بتوصيلهم إلى المدارس في الصباح الباكر ثم إحضارهم بعد الظهر، إضافة إلى الذهاب للتسوق والزيارات والأماكن الأخرى.


استقدام السائقين


الأسر السعودية لن تستغني عن السائق على المدى البعيد، وخاصة أن الأخير يقوم بدور كبير في قضاء أغراض الأسر
صالح الشهيبي

ويقول مدير مكتب الأندلس للاستقدام صالح الشهيبي: إن عملية استقدام السائقين الخاصين تسير على وتيرتها العادية، فلم يصدر قرار يسمح للمرأة السعودية بقيادة سيارتها بعد.

وتوقع الشهيبي في حديثه لموقعنا أن تتراجع معدلات الاستقدام بشكل لافت في حال السماح للمرأة بقيادة السيارة، خاصة مع وجود عدد كبير من السيدات يجدن القيادة، ونرى ذلك واضحا عندما يسافرن خارج البلاد.

وأوضح أن الأسر السعودية لن تستغني عن السائق على المدى البعيد، خاصة أن الأخير يقوم بدور كبير في قضاء أغراض الأسر.

وأشار إلى أنه توجد نسبة ليست قليلة من السيدات لا يحبذن القيادة، بسبب عناء القيادة ومشاكلها والقيادة بسرعات جنونية من جانب البعض.

وعن عدد السائقين الخاصين بالبيوت السعودية، قال الشهيبي: إنه لا توجد إحصائيات رسمية حديثة في هذا الصدد، ولكن الرقم يتراوح بين 270 إلى 300 ألف سائق خاص لدى الأسر السعودية، من إجمالي قرابة مليون سائق أجنبي في المملكة.

وأشار إلى أن عدد السائقين في البيوت السعودية شهد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة؛ بسبب النمو والطفرة الاقتصادية التي تشهدها المملكة، لدرجة أنك تجد موظفا راتبه 5 أو 6 آلاف ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالا) يقوم باستقدام سائق خاص لأسرته.

غير أنه أوضح أن الغلاء الذي تمر به البلاد حاليا سيحد من إقبال تلك الفئات على استقدام سائقين وخادمات أيضا، مشيرا إلى أن أغلب السائقين من لدى الأسر السعودية من الفلبين، وإندونيسيا، وسريلانكا، والسودان.

يذكر أن إحصائيات المرور السعودي تشير إلى وجود أكثر من 75 ألف امرأة يملكن 120334 سيارة بنهاية 2006، وتستورد السعودية حاليا نحو 300 ألف سيارة سنويا.


مشكلات اجتماعية

وقالت الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في السعودية فوزية العيوني لـ "الأسواق.نت": إن النساء وأطفالهن تحت رحمة الابتزاز الجنسي من جانب السائقين الأجانب، ونحن نعرف حوادث كثيرة من هذه الشاكلة قد حدثت، فالأكثر أمانا بالنسبة للنساء والأنسب لهن أن يقدن بأنفسهن".

وأضافت أنه إذا كان الرافضون لقيادة المرأة للسيارة يتعللون بأن في ذلك فتحا لذريعة الفساد، ومحاذير دينية مثل الخلوة بالرجل، فماذا عن السائق الأجنبي ثقافة، أليس رجلا أيضا؟! ألا يخلو هو بالمرأة في السيارة أكثر الوقت، ألا يتحول، وهذا تعرفه كثير من السيدات إلى الآمر الناهي بحكم امتلاكه لحق القيادة؟!.

وأوضحت أن السائق يتحكم في تفاصيل كثيرة من حياة المرأة ويعرف خصوصياتها أكثر من الآخرين، لأنه معها في هذا الصندوق السيارة أغلب الوقت.

وأشارت إلى أن هناك مشاكل اجتماعية خطيرة تترتب على وجود السائقين الأجانب في البيوت السعودية، ولا بد من حماية أبنائنا، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية ومنها زيادة معدلات البطالة بين السعوديات.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home