فيما تتجه الأصابع إلى آصف شوكت الذي يمسك
فيما تتجه الأصابع إلى آصف شوكت الذي يمسك
الآن بزمام كل الأمور في سورية بتفويض عائلي
كنعان حاول الوصول إلى السلطة
بانقلاب عسكري.. فقتلوه!
دمشق - بيروت - لندن - باريس - »السياسة«:هزأت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية من خبر وكالة الأنباء السورية (سانا) الذي نعى وزير الداخلية غازي كنعان وقال انه مات منتحراً في مكتبه برصاصة أطلقها داخل فمه. وقالت هذه المصادر ان كنعان تمت تصفيته من قبل أدوات النظام الحاكم الذي انتهت إلى معلوماته قضية تعاونه مع رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس, وتناغمه معه, واستعداده إلى كشف كنز المعلومات الذي لديه والمتعلق بجريمة اغتيال الحريري, إلا أن المعلومات الأخطر التي وصلت الى النظام كانت تلك التي تفيد بترتيبات غامضة كان يتخذها كنعان, وتتعلق بالقيام بانقلاب عسكري يحمله الى السلطة. ومما زاد في شكوك النظام السوري وخوفه من كنعان معرفته بعلاقته الطيبة السابقة مع رئيس وزراء لبنان المغدور رفيق الحريري, واتصالاته بعبدالحليم خدام وحكمت الشهابي الموجودين في العاصمة الفرنسية باريس.وكشفت المصادر أيضاً أن كنعان, وأثناء مثوله أمام القاضي ميليس, استمع منه الى شريط مسجل عليه آخر لقاء ضم الأسد والحريري, وكان هو حاضراً لهذا الاجتماع الذي هدد فيه رئيس النظام السوري الحريري إذا لم يقبل بقراره التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود في ولاية ثانية. وقد استمع كنعان الى الشريط, إلا انه نفى تهديد الأسد للحريري, وقال لميليس انه, أي الأسد, يحب الحريري, وكان يمازحه ولا يهدده. ورغم هذا التفسير الذي أعطاه لتغطية رئيسه, إلا أنه أبدى استعداده للتعاون مع لجنة ميليس, وانه جاهز للمثول أمام أي محكمة دولية ستنظر في القضية, وجاهز أيضاً للسفر الى الخارج إذا كان هذا السفر يساعد على الإدلاء بكل ما لديه من معلومات.كما كشفت المصادر عن ان الوضع الضاغط على أركان النظام السوري قد دفعهم الى عقد اجتماع قبل ثلاثة أيام ضم الرئيس الأسد وأخاه ماهر, وصهره آصف شوكت, ووالدته السيدة أنيسة. وقد تم الاتفاق في هذا الاجتماع على تسليم النجوم الأربعة ذوي الصلة باغتيال الحريري وهم غازي كنعان, ورستم غزالي, ومحمد خلوف, وجامع جامع.وقد علم كنعان بالنتائج التي توصل اليها المجتمعون, وهي أنه لابد من كبش فداء لحماية النظام, وان كبش الفداء تقرر أن يكون وزير الداخلية والضباط الأمنيين الثلاثة الذين لابد من تسليمهم. وهنا عرف كنعان أن نهايته اقتربت وانه لابد من حدوث أمر ما سيئ سيتعرض له قريباً, خصوصا بعد أن عرف أيضاً ان غزالي وخلوف وجامع قد وضعوا في الاقامة الجبرية وجرى التحفظ عليهم, وقطعت عنهم الخطوط الهاتفية, ومنعت عنهم الاستقبالات من كل نوع.وتضيف المصادر ان النظام السوري قرر في الاجتماع التخلص من كنعان لأنه يعرف ان القيادة متورطة في جريمة اغتيال الحريري, وجاهز لتزويد ميليس بالمعلومات ذات الصلة بحادث الاغتيال.وتعود المصادر بالذاكرة الى آخر اجتماع للحريري مع الأسد, والذي تلقى فيه التهديد إذا لم يوافق على التمديد للحود »لأن لحود هو أنا وأنا هو لحود« لتقول بأن غازي كنعان كان شاهداً على ما دار فيه, وسمع من الأسد يقول للحريري »إذا كنت فرحاناً بلبنان الذي عمرته فإني سأهدمه فوق رأسك في عشر دقائق, فيجب عليك أن تفهم وتسمع ما أقوله« وقد تداخل كنعان في هذا الحوار الحاد وقال للأسد: »الحريري رجل طيب, وتجاوب معك« فقال له الأسد: »مفهوم.. فهذا صاحبك وأنت مستفيد منه« وقد رمت المصادر شديدة الخصوصية من هذا التذكير الى القول ان غازي كنعان وضع في دائرة الاستهداف, بعد اغتيال الحريري, ولعلم الاسد بالعلاقات الجيدة التي تربطه به, وخوفه من ان تمتد هذه العلاقة الى ولده سعد الحريري الذي يستقبل خدام والشهابي في باريس كل يوم تقريبا.وتتوقع المصادر ان يكون صهر الأسد, آصف شوكت وراء تصفية كنعان, خصوصا وانه يمسك الآن بزمام كل الامور في سورية بتأييد من والدة الأسد السيدة أنيسة, التي تتهم ولدها هذه الايام بالضعف, وبأنه يقول ولا يفعل, بينما يدافع الاسد عن نفسه, ويقول ان عائلته هي التي ورطته وأوصلته الى هذه الحالة الخانقة التي هو فيها.وافادت المصادر ان حالة من الاستياء العام تسود الآن أوساط العشيرة التي ينتمي اليها غازي كنعان. ومعروف ان العلويين في سورية يتوزعون على اربع عشائر هي الكلبية, الخياطين, والحدادين, والنمليكيين وكنعان ينتمي الى عشيرة الكلبيين التي تشاركها الاستياء عشيرة الحدادين التي ينتمي اليها صلاح جديد, عدو الاسد الاب اللدود والذي قضى موتاً في أحد سجونه.وبعد مقتل كنعان, نقلت المصادر من دمشق ان رجال المخابرات ينطلقون الآن للقبض على رهيف الأتاسي شريك كنعان ومدير اعماله واملاكه, والذي يسكن في البناية نفسها التي يسكنها وزير الداخلية المغدور في منطقة غرب المالكي بجانب مسجد سعد بن معاذ. ورهيف الأتاسي هذا لديه وكالات عامة من كنعان, والقبض عليه هو بهدف التحقيق معه للكشف عن كل املاك وودائع كنعان. كما نجا من قبضة رجال المخابرات ابن أحد اصحاب المصارف اللبنانية, المتحدر من اصل سوري, ومن مدينة اللاذقية بالذات, مسقط رأس كنعان, لانه معروف بانه هو من هرب اموال المغدور, ويعرف كل أرقام حساباته.وعلى صعيد اخر ذي صلة قالت المصادر ان رئيس النظام السوري يشكو كثيرا, من مواقف احدى الدول العربية, التي يعتبر انها تخلت عنه, خصوصا بعد ان بلغه منها بأنها نصحته كثيراً, ولم يستجب لنصائحها, وان هذه الدولة العربية لديها احساس بانه لا يحكم, وان هناك اشباحاً غيره هي التي تدير البلد.وعندما زار الرئيس المصري حسني مبارك السعودية اخيرا كان الوضع السوري مطروحا في محادثاته مع خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز, وقد تلقى الرئيس المصري وجهة نظر العاهل السعودي التي تقول بانه لم يعد هناك مجال للديبلوماسية الكاذبة, فالشعوب العربية اصبحت واعية وتريد من حكامها صدق الطرح وصدق القرار.وفي الآونة الاخيرة حاول الاسد الاتصال بالرئيس الفرنسي جاك شيراك ولم يلق تجاوباً, كما حاول الاتصال بدولة عربية فلقي المعاملة نفسها, وقد نصح المحيطون بالاسد, بان يذهب هذه الايام الى العمرة ويفعل كما فعل العاهل الاردني الراحل الملك حسين, فجاءه الجواب بان لجوءه لهذه الطريقة لن يفيده, اذ سيعامل كرجل عادي لا مجال للاحاديث السياسية معه.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home