Friday, September 30, 2005

رئيس لجنة التحقيق الدولية قد يصبح المدعي


رئيس لجنة التحقيق الدولية قد يصبح المدعي
العام في محكمة خاصة للنظر في اغتيال الحريري
تقرير ميليس النهائي: دمشق
خططت وبيروت نفذت الجريمة
دمشق ¯ »السياسة«:نقلت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية الاجواء التي يعيشها اركان النظام السوري هذه الايام, وبالذات بعد محاولة احياء علاقات قديمة مع روسيا, وكأنها لا تزال الاتحاد السوفياتي السابق, وبعد عودة رئيس النظام من زيارة خاطفة الى مصر, احتسبت في عداد محاولة للخروج من العزلة, والهروب من استحقاقات الديمقراطية والحرية التي يضغط في تلبيتها الشعب السوري, قبل المجتمع الدولي.في هذا الاطار تشيع بين اركان النظام السوري حالة من الاحباط لا يجري اخضاعها للتفسير, بقدر ما تجري ادانة اسبابها, وهم الاخرون العرب والاطراف الدولية, التي يقال هنا في دمشق انها تتآمر على آخر قلعة في مواجهة »العدو الاسرائيلي«.ونقلت المصادر عن رئيس النظام بشار الاسد الكثير من مشاعر الخيبة والندم اثر عودته من القاهرة. وقد قال »ليتني لم اقم بهذه الزيارة.. لقد عاملني حسني مبارك (الرئيس) وكأنني آت إليه لأطلب زكاة او صدقة«. واثر هذا الموقف اندلعت الحملات في اوساط النظام والحكم ضد الرئيس المصري. وقيل في هذا النطاق ان مبارك لا يستطيع مخالفة اميركا, وهو وقف معها ضدنا لانها نجحته في انتخابات الرئاسة, ومكنته من ولاية خامسة, وانه يجامل دولا عديدة عربية واوروبية, وبالذات فرنسا.وقد كال اركان النظام السوري الشتائم لمصر والمصريين الذين تعاملوا مع الاسد كالفراعنة والطواويس كما يقول اركان النظام انفسهم.وتذكر المصادر في هذا الجانب ان الاسد عرض على الرئيس مبارك التعهدات التي قدمها الى فرنسا في وقت سابق, ونقلها الى باريس زوج اخته بشرى ورئيس استخباراته العسكرية آصف شوكت. وقال له كما ترى , لقد قدمنا لهم كل ما يريدون , مقابل رفع الضغوط عنا وابعاد مسؤوليتنا في قضية اغتيال الحريري التي يقوم لاجلها تحقيق دولي بواسطة لجنة يترأسها القاضي الالماني ديتليف ميليس ومرجعيتها الامم المتحدة. وقد استمع الرئيس مبارك الى عروض الاسد وتعهداته, ووعده باجراء ما يرغب به من اتصالات, سواء مع اميركا, او فرنسا, لكنه استدرك متشائما وقال له: لا استطيع ان افعل لك شيئا اكثر من ذلك, ولا اضمن النتائج فالاميركيون والاوروبيون لا يثقون بالنظ¯ام السوري الذي لم يفعل شيئا تجاه ما تطلبه الاسرة الدولية, ولا يتحرك, ولو خطوة واحدة في اتجاه الاصلاح. ولقد نصح الرئيس مبارك الاسد بوجوب التعاون التام مع لجنة التحقيق الدولية, وقال عليك ان تستقبل رئيس اللجنة ميليس انت واخوك ماهر , وان تتعاونا معه, وتستمعا الى اسئلته.وبموجب هذه الحصيلة المخيبة, عاد الاسد الى دمشق لتبدأ الحملة على الرئيس المصري, وهي حملة مكتومة حتى الان, ولا تتعدى مفرداتها الشتائم والكلام البذيء.وتجدر الاشارة الى ان الرئيس المصري لفت انظار الاسد الى ان المجتمع الدولي, والدول الكبرى, ممتنعة عن البحث في اي شيء يتعلق بالنظام السوري قبل ظهور التقرير النهائي للقاضي ميليس, الذي سيصدر في الواحد والعشرين من هذا الشهر, والذي من المتوقع ان يحدد المسؤولية عن جريمة اغتيال الحريري, ويشير بالاسم الى الجهة التي خططت ونفذت الجريمة بكل دم بارد.من ناحية اخرى توقعت المصادر ان يحتوي التقرير النهائي على حقيقة ان التخطيط سوري والتنفيذ لبناني وان يتضمن ادلة كثيرة من شهادات الشهود الذين تعاونوا مع ميليس, وكذلك بعض المعلومات التي جاءت من جهات تراقب من بعيد قبل وبعد اغتيال الحريري, ومثل هذا الاتهام سيدخل سورية في نفق مزعج, الامر الذي دفع الاسد لاستشارة مبارك في هذا الموضوع في حال اتهمت سورية بالضلوع بالجريمة, ومعروف ان الرئيس الاسد وشقيقه رفضا الاجتماع الى ميليس حسب طلبه.وقالت المصادر ان ميليس سيطلب تشكيل محكمة دولية ربما أصبح فيها المدعي العام بكل ما لديه من مستندات وشهادات وتقارير.والمعروف ان ذهاب ميليس الى دمشق اعتمد اسلوب التخطيط نفسه الذي جرى في بيروت حيث اوصى للمشبوهين بالطمأنينة وقد فوجئ المستجوبون بكثافة الاسئلة وعمقها. وكانت جرت تمارين في دمشق على الاستجواب لمطابقتها مع ما سيفعله ميليس عندما يبدأ التحقيق فيكون المستجوب مستعدا.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home