Sunday, October 23, 2005

ضباط سوريون باعوا جثث المعتقلين اللبنانيين


ضباط سوريون باعوا جثث المعتقلين اللبنانيين
GMT 6:00:00 2005 الأحد 23 أكتوبر
. فادي عاكوم
إحياء تجارة انقرضت منذ قرون ضباط سوريون باعوا جثث المعتقلين اللبنانيين
إقرأ أيضا
معتقلون لبنانيون في سورية
معتقلون لبنانيون في سورية (2)فادي عاكوم من بيروت: من بعد كل الفضائح المالية التي انكشفت في الفترة الاخيرة بعيد انسحاب الجيش السوري من لبنان، وبعد تقديم الاثباتات حول تورط اكثر من مسؤول امني سوري بفضائح الفساد وغسل الاموال، وبعد ان كشف القاضي الالماني ديتليف ميليس تورط بعضهم بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، قضية من بين قضايا كثيرة لا تزال عالقة و هي مصير مئات اللبنانيين الذين خطفوا على مدى الـ 25 سنة الماضية على يد القوات السورية في لبنان، وفي ظل النفي السوري الدائم من جهة، وتأكيد أهالي المخطوفين من جهة ثانية، من خلال الوثائق والاثباتات والشهود العيان انزاحت الستارة عن فصل جديد لهذه المسرحية المحزنة المبكية التي ان دلت على شيء فهي تدل على ما دأب عليه الضباط السوريون من القيام بكل الافعال التي تدينها كل الاعراف و القيم الانسانية بهدف جمع اكبر كمية من الاموال في الفترة التي يقضونها في لبنان قبل انسحابهم منه.
فقد كشف دكتور محاضر سابق في جامعة دمشق ويعمل حاليا في منطقة "هاي ستريت كينزغتون" في بريطانيا بعد ان هاجر واستقر هناك لينضم الى المعارضة السورية في الخارج للاستخبارات البريطانية، أنه في عام 1989 وخلال الفصل الدراسي الثاني للسنة الأخيرة لطلبة كلية الطب البشري في جامعة دمشق، كانت تصل شحنات في منتصف الليل ـ بانتظام وكل اسبوعين ـ من بيروت تمر عبر الخط العسكري بين مركزي المصنع اللبناني وجديدة ـ يابوس السورية تحمل جثثا بمعدل ست الى ثماني جثث داخل شاحنات عسكرية لمواطنين لبنانيين تتراوح أعمارهم بين الـ 25 الى الـ 40 سنة مقطوعة الأصابع ـ لاخفاء البصمات والهويات ـ وعليها علامات تعذيب وحشية.
وحسب صحيفة الوطن الكويتية التي اوردت الخبر فالتعليمات التي أملاها عناصر الاستخبارات الذين قاموا بتسليم الجثث الى الدكتور المحاضر، ان هذه جثث لاناس انتحروا او قتلوا في حوادث سير وهي مخصصة للبيع للطلبة ـ غير السوريين ـ الذين يستطيعون دفع ثمنها لزوم الدراسة، ثم يختمون جملتهم لهذا الدكتور: "هيك عم بيبلغك معلمنا.. فاهم"، أما "المعلم" المقصود فلم يكن سوى رئيس جهاز الأمن والاستطلاع السوري في لبنان في ذلك الوقت غازي كنعان ، هذا مع العلم انه من المرجح ان تكون غالبية هذا الجثث إذا لم تكن كلها هي جثث للمعتقلين اللبنانيين في زنزانات سورية الذين وصل عددهم للآلاف بشهادة المئات الذين تم الإفراج عنهم ، هؤلاء رووا عن تعرضهم لشتى انواع التعذيب على يد المحققين السوريين خصوصا في معمل البصل في منطقة البقاع(حيث ذكر شهود عيان ان القوات السورية قامت بعمليات حفر وردم كثيرة في داخله بتغطية امنية واسعة من الأجهزة الأمنية اللبنانية آنذاك لطمس أعمالهم الإجرامية فيه) حيث كان يتم احتجازهم قبل نقلهم إلى غياهب السجون في سورية وهذا ما يفسر أن الشاحنات التي كانت تنقل الجثث لبيعها في جامعة دمشق كانت بالفعل تعبر الحدود عبر بوابة المصنع اللبنانية .
وتضيف الصحيفة ان بعض الطلبة العرب الذين "درسوا واشتروا" هذه الجثث هم من جنسيات مختلفة وأحدهم "خليجي" يعمل حاليا في مستشفى حكومي داخل بلده.
و يذكر هنا ان قضية المعتقلين اللبنانيين في سورية تفاقمت في الاونة الاخيرة و يقوم اهاليهم بتحركات واسعة على الصعيدين الداخلي و الخارجي و طرحت القضية في المحافل الدولية، و في حديث سابق لايلاف مع مقرر "حركة دعم المعتقلين اللبنانيين" السيد غازي عاد الذي اوضح انه وعلى الرغم من اعتراف المحافل الدولية بالموضوع الا ان السلطات الرسمية اللبنانية و السورية تصر على عدم وجود هذه القضية، و رغم نفي السلطات السورية هذا الامر الا انه يوجد دائما بعض الافراجات مثلا عام 1998 بعد نكران الامر تم الافراج عن 181 معتقلًا لبنانيًا و سنة 2000 – في كانون الأول/ديسمبر افرج عن 46 لبنانيًا، و هذه السنة في شباط/فبراير افرج عن 55 معتقلًا سياسيًا، بينهم اثنان لبنانيان، اذًا هذا اثبات اكيد وواضح على وجود لبنانيين في السجون السورية، و يبقى ان تتعاطى السلطات السورية بشفافية مع هذا الموضوع و اذا استمروا بالنكران فليسمحوا للصليب الاحمر بالدخول الى المعتقلات السورية، او اي هيئة دولية و اممية من قبل الامم المتحدة للتحقق من عدم وجود معتقلين . فانهم يرفضون لمجرد الرفض مع وجود دلائل وحقائق لدى الاهالي والمنظمات التي تهتم بهذا الملف، ومعروف ان هذه المنظمات لا يمكن اتهامها بتسييس الموضوع، لأنها غير معنية بالسياسة المحلية.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home