Sunday, October 15, 2006

مسلسلات رمضان: لت وغبن واستغباء للمشاهد

مسلسلات رمضان: لت وغبن واستغباء للمشاهد

*اصرت نادية الجندي (65 سنة) على تأدية دور فتاة طالبة في الثانوية العامة، في مسلسل ((من اطلق الرصاص على هند علام)) مما دفع المخرج خالد بهجت الى ايقاف تصوير المسلسل بحثاً عن فتاة تؤدي دور نادية عندما كانت طالبة ثانوية (16 – 17 سنة).

نادية الجندي لم تستمع لتعليمات المخرج، فطلبت من الماكيير محمد عشوب ان يرتب شكلها (65 سنة) لتصبح ابنة (16 – 17 سنة) فلما انتهى من ترتيب وجهها اقتنعت نادية بأنها اصبحت فعلاً في سن العشرين، فطلبت تصوير مشاهدها كطالبة ثانوية..

جن جنون المخرج خالد بهجت قائلاً إنه يصور المسلسل بهذه المهزلة، ونادية الجندي اصرت على ماكياجها الجديد، وصممت على التصوير.. وأمام هذا التناقض في موقفي الممثلة والمخرج توقف تصوير المسلسل.. ولم يعرض في شهر رمضان.

الممثل خالد زكي اقتنع اول الامر في المجيء ببديل عنه يؤدي عنه دور شاب في الثانوية العامة.. لكنه بعد ان تابع اصرار نادية الجندي.. اقتنع مع عشوب بأن يجري له عملية ((ترميم)) كي يظهر في بعض اللقطات كطالب ثانوي رغم ان عمره اقترب من الستين.

اظرف تعليق على هذه المهزلة قاله ناقد فني بطريقة ساخرة وهو: ان دور الفتاة الطالبة عرض على مريم فخر الدين (75 سنة) ووافقت، رغم ان دور الطالبة الثانوية كان يليق بأمينة رزق.. فلما سألوا عن امينة قيل لهم انها توفيت عن عمر يناهز الثمانين!!!



*وعلى المسار نفسه وفي مسلسل آخر يحمل اسم الامام المراغي (محمد) ويؤدي دوره حسن يوسف (70 سنة) ينشغل والدا حسن يوسف مرة اخرى (70 سنة) بالبحث له عن عروس تناسبه، فيجدا له فتاة صغيرة هي نهال عنبر (40 سنة) لتصبح زوجه..

فلما يمضي العمر بالعروسين أي بعد عشرين سنة يصبح حسن يوسف ابيض الشعر واللحية.. وتضع نهال عنبر الطرحة على رأسها..



*وفي مسلسل ((سوق الخضار)) تؤدي بطلته الراقصة المعتزلة فيفي عبده دور فتاة عزباء (احتفلت منذ ثلاث سنوات بزفاف ابنتها واصبحت فيفي جدة منذ سنتين).

عريس صباح.

((فيفي عبده في مسلسل سوق الخضار)) هو الممثل جمال عبد الناصر، وهو في سن عريس ابنتها الحقيقي.. لكنها في منتصف المسلسل تتزوج من احمد بدير (والاثنان فيفي عبده وأحمد بدير في الخمسينيات من العمر وهما اعزبان)..



*حتى الحلقة 13 من مسلسل ((سوق الخضار)) تبدو رانية فريد شوقي (جميلة) شقيقة (صباح) فيفي عبده كمعازيم الفرح لا دور ولا حوار ولا لزوم لها في المسلسل حتى بدت تلزيقة في المسلسل.

وقيل ان رانية لم تجد دوراً في أي مسلسل، وان فيفي عبده وفاء منها للفنان الراحل فريد شوقي جاءت بابنته لتأدية دور شقيقتها دون أي حاجة..



*التخن في المسلسلات المصرية بات سمة ممثلاته الاوائل.

دلال عبد العزيز في مسلسل ((رجل وامرأتان)) مع فاروق الفيشاوي ظهرت تخينة جداً.

الهام شاهين في مسلسل ((احلام لا تنام)) تخينة كالعادة.. وهذه المرة تتزوج من الممثل جمال عبد الناصر وهو في سن ابنها.

سهير رمزي في مسلسل ((حبيب الروح)) تخينة ومتزوجة من شاب اصغر منها هو الممثل مصطفى فهمي.

فيفي عبده في مسلسل ((سوق الخضار)) تخينة وترقص وتؤدي دور فتاة شقية.



*ظاهرة تخن الممثلات تظهر قلة احترام للجمهور وللفن، فلا تهتم اياً من الممثلات بالظهور بالمظهر الرشيق او بذل الجهد لتخسيس انفسهن وأوزان اجسادهن.. لأن آخر همهم ان يرضى الجمهور او لا يرضى بمظهرهن البشع بهذا التخن..

والذين يتابعون الافلام والمسلسلات المصرية منذ عقود طويلة يتحسرن على رشاقة مريم فخر الدين وسعاد حسني ونادية لطفي ومديحة يسري وراقية ابراهيم وايمان وفاتن حمامة ولبلبة وزهرة العلا.. وغيرهن اللواتي كن يحرصن على رشاقتهن ومظهرهن ليكن في افضل صورة امام الجمهور احتراماً له وللفن.. والتزاماً بما يكتبه الادباء الكبار ويفرضه المخرجون الذين يحرصون على سمعتهن..



*في مسلسل ((مواطن بدرجة وزير)) بطولة حسين فهمي (زوجه ايمان)) ونيرمين الفقي، يعمل ابنهما احمد سعيد عبد الغني مهندساً يظهر في ثلاثة مشاهد في ارض رملية وفي المشاهد الثلاثة يحضر رئيس العمل ليثني على احمد سعيد لاجتهاده ونجاحه وإخلاصه في العمل، وفي المشاهد الثلاثة لا نرى الا الرمل فقط! لا آلات ولا انشاءات ولا عمال ولا تموين أي لا حجارة ولا حديد ولا زلط.. ما شاء الله على الانجازات.. كله أي كلام.. بل المخرج هو أي كلام..



*في مسلسل ((حارة الزعفراني)) للكاتب الكبير جمال الغيطاني، بطولة صلاح السعدني، عن اوضاع مصر في مطلع القرن العشرين، نرى حفيدته تدرس في الجامعة سافرة تجلس على عشب الحديقة مع احد زملائها يتناولان الفول والفلافل وتأخذ راحتها في حوار مسموع، وصوت مرتفع.. والمخرج ينسى انه في مرحلة مطالبة هدى شعراوي بحرية المرأة وحقها في التعليم الذي لم يكن مسموحاً به يومها للفتاة.

المخرج ادخل الفتاة المصرية على ذوقه الى الجامعة وسافرة.. وعندما يسألها زميلها عن التهامها ارغفة الطعام الكثيرة ترد عليه بأنها كسرت الريجيم!!! ما شاء الله على الريجيم مطلع القرن العشرين.



*في مسلسل ((السندريلا)) تؤدي منى زكي دور سعاد حسني، فيبدو الفرق في الشكل مريعاً، حيث ان اجمل ما في وجه سعاد حسني هو ابتسامتها، وأبشع ما في وجه منى زكي هو شفتاها خاصة حين تفترقان عن بعضهما، اما الافظع فهو اعطاء دور العندليب الاسمر للمغني مدحت صالح الذي يحاول تقليد مشية عبد الحليم حافظ، فيبدو مثل احدب نوتردام، علماً بأن مدحت صالح صاحب صوت جميل، وهو كثيراً ما يبدأ حفلاته الغنائية العامة باحدى اغنيات عبد الحليم، لكنه في هذا المسلسل يبدو كبير السن نسبة لعمر منى زكي وهو ما لم يكن ابداً فارق السن بين حليم وسعاد حسني في الحقيقة.

في المسلسل نفسه كان يمكن الاستعانة بأحد الذين تقدموا لمسابقة العندليب التي نظمها آل العدل، ولكن لأن سمير سيف سبق آل العدل في مسلسل سندريلا، فإنهم رفضوا تقديم أي واحد من الذين تقدموا للمسابقة، وكثيرون منهم كانوا سيكونون اكثر اقناعاً بدور حليم شكلاً وعمراً وربما مضموناً.



*اطرف ما قيل في مسلسل العندليب لآل العدل ان سامي العدل كان يطمح لدور عبد الحليم حافظ، لكنه لم يقتنع بإجراء عملية جراحية لحباله الصوتية وحنجرته ليبدو صوته ناعماً كصوت عبدالحليم بدل ((الجعارية)) التي تميز صوته في كل المسلسلات التي يفرض فيها آل العدل اخاهم سامي لأنهم هم المنتجون!!



*من يراقب حشرجة اصوات الممثلين الكبار صلاح السعدني، يوسف شعبان، فاروق الفيشاوي، احمد راتب.. يتساءل لماذا لا يعالج هؤلاء هذه الحشرجة التي تؤثر كثيراً على ادائهم، وهل هو الوجه الآخر لتخن الممثلات ليلى علوي، الهام شاهين، سهير رمزي وسلوى عثمان.



هل يذكر هؤلاء الفنانين اصوات الكبار ممن سبقوهم الذين وصلوا الى الثمانينات من العمر وقد ظلت بلابل تغرد سواء فريد شوقي او عماد حمدي او محسن سرحان او شكري سرحان او كمال الشناوي وعمر الشريف؟

هل يذكر هؤلاء اصوات عبد الوارث عسر، وحسن البارودي ومحمود المليجي وعبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس وسراج منير وزكي رستم وهم يؤدون ادوارهم بصلابة صوت وقدرات عظيمة تظهرها اصواتهم المجلجلة النقية؟ لقد مر في السينما المصرية صوت عظيم في حشرجته هو صوت حسين رياض كان احد مظاهر ادائه المميز، وقد عرف منذ الشباب المبكر.

لقد تجاوز عادل امام السبعين من عمره وما زال صوته قوياً وعالياً ونقياً، وكذلك حسين فهمي وعزت العلايلي.

عندما اصبح وزن الفنان العالمي مارلون براندو زائداً كثيراً قرر ان يعتزل الفن وان يتفرغ للعمل السياسي الثوري لأنه لم يستطع ان يخفض وزنه، والبعض قال انه قرر الا يخفض وزنه بعد ان دخل المعترك السياسي فلم يعد بمقدوره التمثيل او الاستجابة لطلب المخرجين بتخفيض وزنه.. فاعتزل حتى رحل دون ان يفرض وزنه عفواً تمثيله على الناس احتراماً له ولفنه.. ولتاريخه.

فإذا كان هؤلاء مصممين على الاداء بهذه الحشرجة فعليهم ان يقتنعوا بأنهم يسيئون للناس ولفنهم ولتاريخهم.

الفن يقتضي الرشاقة واحترام الذات والتضحية كي يظهروا بالمظهر اللائق صوتاً وصورة.. فزمن الاداء الاذاعي يتراجع وزمن الصورة هو الطاغي.. وهذا ما يجب ان يكون قدرة واقتداراً.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home