Wednesday, October 18, 2006

خطر على السلم الأهلي في لبنان..


خطر على السلم الأهلي في لبنان..
GMT 21:30:00 2006 الأربعاء 18 أكتوبر
المستقبل اللبنانية
الخميس: 2006.10.19 خيرالله خيرالله
يُعتبر الخطاب الذي ألقاه النائب اللبناني ميشال عون الأحد الماضي برنامجاً يطرح نفسه على أساسه رئيساً للجمهورية. نسي الأستاذ عون أمراً في غاية الأهمّية يتمثّل في أنه يستحيل وصوله ألى سدّة رئاسة الجمهورية نظراً ألى عدم أمتلاكه القدرات العقلية التي تؤهّله لمثل هذا الموقع الذي سبقه أليه أميل لحّود. الأكيد أن لدى لحّود ليس أفضل بكثير من عون لكنّه أمتلك على الأقلّ القدرة على التعاطي مع موازين القوى التي كانت سائدة في لبنان في مرحلة معيّنة وعرف كيف يوظّفها في خدمة طموحاته الشخصية حتى لو كان ذلك على حساب لبنان واللبنانيين. وهذه الميزة المتمثّلة في أستخدام كلّ شيء وعمل أي شيء للوصول ألى الرئاسة من الأمراض المشتركة التي تجمع بين أميل لحّود وميشال عون. ربّما كان الفارق الوحيد بين هذين الشخصين أن أميل لحّود عرف مثلاً كيف يستغلّ هذه الموازين والمعطيات المتوافرة في مرحلة معيّنة، في مقدّمها حقد النظام السوري ممثّلاً ببشار الأسد الذي كان الحاكم الفعلي للبلد في السنوات الأخيرة من عهد والده، على الشهيد رفيق الحريري.لا يزال أميل لحّود في موقع الرئاسة على الرغم من أنّه أفرغه من مضمونه. يكفيه أنه لا يزال يمارس حقده على كل ما كان يمثّله وما زال يمثّله رفيق الحريري، وفي مقدّم ذلك النجاح. النجاح في أعادة لبنان ألى خريطة المنطقة والعالم بعد أعادة بناء ما هدّمته الحرب بما في ذلك أستعادة البلد لبنيته التحتية، أو على الأصحّ لجزء أساسي منها.لم يكن خطاب ميشال عون الذي ألقاه محاطاً بمجموعة من التافهين، بينهم عدد لا بأس به من الصبية حتى لا نقول الغلمان، فيما جلس قبالته عدد من يتامى الأجهزة السورية أو الأنتهازيين الذين يصلحون لكلّ الأجهزة، سوى تعبير عن الأفلاس الذي يعاني منه "الجنرال". ولعلّ أفضل دليل عن مدى عمق هذا الأفلاس النصّ الذي أُلقي بواسطة عون والذي يُظهر أن من يعتبر نفسه زعيماً وطنياً فذّاً على علاقة بكلّ شيء بأستثناء الواقع اللبناني. كيف يستطيع نائب لبناني، يدّعي أنّه يحترم نفسه، الشك في الصفة التمثيلية لمجلس النوّاب من جهة وعدم تقديم أستقالته من جهة أخرى؟ كيف يمكن لنائب لبناني تقديم هذه القراءة المجتزأة للقرار الرقم 1701 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة؟ أنّه يأخذ من القرار ما يشاء ويرفض الأعتراف بأنّه تضمّن بنوداً معيّنة كان على الحكومة اللبنانية قبولها من أجل التوصّل ألى وقف للنار. وقد قبلت الحكومة القرار ككلّ، بما في ذلك البنود التي لا يشير أليها ميشال عون من قريب أو بعيد، بموافقة "حزب الله". وهذا يطرح في طبيعة الحال سؤالاً في غاية الأهمّية هو الآتي: هل قرأ الأستاذ عون نص القرار؟ وفي حال قرأه، هل فهم النص وأبعاده وما يترتب عليه من تصرّفات ومسؤوليات على الجانب اللبناني تحمّلها في حال كان يريد بالفعل حماية البلد والمحافظة على السلم الأهلي؟ ربما في الأمكان فهم ما تضمّنه الخطاب الذي ألقاه"الجنرال" من زاوية أنّه لا يستوعب ما يقرأه لا أكثر ولا أقلّ.لا يمكن أيجاد أيّ أعذار لميشال عون بأستثناء عذر واحد. أنّه أعمى يسيّره الحقد ولا شيء غير الحقد. وهذا الحقد يزداد يومياً عند "الجنرال" كونه أكتشف أن لا مجال لوصوله ألى الرئاسة في ظلّ الأكثرية الحقيقية في لبنان. ولذلك عليه المشاركة في أنقلاب هدفه أطاحة الحكومة الحالية غير مدرك أن الحكومة هي خط الدفاع الأوّل والوحيد عن لبنان الحرّ والسيّد والمستقلّ الذي يرفض بقاء البلد "ساحة" للتجاذبات الأقليمية، "ساحة" يستخدمها المحور الأيراني- السوري الذي تحوّل ميشال عون أداة من أدواته لأبتزاز العالم خصوصاً الولايات المتحدة لعقد صفقات معها يدفع ثمنها لبنان اللبنانيون. تماماً كما حصل في الماضي.لا يصلح الحقد لأن يكون سياسة. لقد أوصل الحقد أميل لحّود ألى الرئاسة، فماذا كانت النتيجة؟ كلّ ما حصل أن لبنان دفع غالياً ثمن الحقد على النجاح والناجحين... حقد النظام السوري أوّلاً الذي يعتقد أن لا مستقبل له في حال كان لبنان حرّاً مزدهراً. الآن تبدو ورقة أميل لحّود وكأنها صارت شبه مستهلكة. لم يعد في الجانب المسيحي من يُستخدم في عملية أستكمال دور أميل لحّود سوى ميشال عون. هل يدرك "الجنرال" معنى الدور الذي يلعبه، أو على الأصحّ الذي رُسم له من خارج لبنان؟ هل يعي ما يفعله أو ما يُجرّ أليه؟ من الصعب الرهان على أمكان أستعادة "الجنرال" وعيه، نظراً ألى أنّه لم يمتلك يوماً حدّاً أدنى من الوعي. ولذلك يشكّل ميشال عون في هذه المرحلة خطراً على السلم الأهلي في لبنان أكثر من أي وقت. أنّه يلعب الدور ذاته الذي لعبه عندما تمرّد على الشرعية وتحصّن في قصر بعبدا متسبّباً بقتل الرئيس المنتخب الشهيد رينيه معوّض بطريقة أو بأخرى. وكانت النتيجة أدخال السوريين ألى القصر الذي فرّ منه قائد "حرب التحرير" ألى منزل السفير الفرنسي. وقتذاك حرّر ميشال عون لبنان من اللبنانيين الذين هاجروا بالآف. اليوم، يبدو في ضوء التهديدات التي أطلقها أنه على أستعداد لأعادة الكرّة. ما هو الثمن الذي سيدفعه لبنان واللبنانيون هذه المرّة بعد الخطاب، الذي خرج به "الجنرال" في الذكرى السادسة عشرة لتسليمه قصر بعبدا ووزارة الدفاع للسوريين، وهو خطاب فارغ ليس ألاّ يمكن القول أنّه في مستوى موضوع أنشاء لتلميذ في بداية دراسته الثانوية...

0 Comments:

Post a Comment

<< Home