Monday, March 28, 2005

طرابلس مدينة عمر بن عبد العزيز

طرابلس مدينة عمر بن عبد العزيز
لا عمر بن عبد الحميد
بقلم سلمى جمال

قد يكون الحديث عن احوال الطائفة السنية في لبنان ومشكلاتها موضوع سوء فهم في جو حماسي للوحدة الوطنية.
ولكن التحقيق الذي نشرته "النهار" في 21/3/2005 عن تسخير الاسلاميين بعض منابر الجمعة في طرابلس يصب تماما في الحدث الكبير الذي يشهده لبنان منذ 14/2/2005.
14 شباط 2005 شهد يوم شؤم على لبنان الذي فقد رجلا عالميا كبيرا يعتبر. "ان لا احد اكبر من وطنه"، وعلى الطائفة السنية التي فقدت افضل ممثلي اعتدالها في زمن يستهدف الاسلام وينعته بالارهاب.
و14 آذار 2005 كان يوم امل لبنان الذي انتفض على الموت مطالبا بالحقيقة، حقيقة من اغتال شهيد الاعتدال الوطني والديني؟
نعم الحقيقة لا الكذب والتخويف والتستر، الحقيقة الواضحة الحضارية لا الثأر والانتقام والتشفي.
الا يستحق هذا الشهيد العظيم وفاء "لذكراه ان نحقق في احوال دين اعتنق مبادئه وطبق تعاليم قرآنه الكريم فلم يكن فظا غليظ القلب بل متسامحا متقبلا للاخر، لذلك لم ينفض اللبنانيون من حوله بل تجمعوا حول ضريحه مسلمين ومسيحيين.
من المعروف ان الشخصية المسلمة الوحيدة في تاريخ الاسلام التي صلت عليها الطوائف مجتمعة من مسلمين ومسيحيين قبل رفيق الحريري هو الخليفة عمر بن عبد العزيز – لا عمر بن عبد الحميد – الذي حفظ له التاريخ حكمه العادل ولقب بآخر الخلفاء الراشدين لشدة تقواه.
فليتق الله كل رجل دين وفاء "لمؤمن عظيم وليعلموا انهم مكلفون الا يذهب دم شهيد الاعتدال اهدارا على منابر المحسوبيات الشخصية المادية الضيقة".
طرابلس "قلعة المسلمين" فلتكن، ولكن على طريقة شهيدنا الكبير محصنين بالعلم والايمان والاعتدال.
وبما انه حان وقت كسر طوق الخوف والتخويف والتكفير، اعلموا يا من لبستم عباءات رجال الدين انكم لستم من يحلل ويحرم، لستم من يفرض العقائد ويصنف الضمائر ويوزع شهادات التقوى والاسلام.
أكثير على رجال الدين الذين باعوا انفسهم في طرابلس، مدينة العلم والايمان والعروبة، ان يكونوا، كما امرهم الله احرارا في ضمائرهم وفي وفائهم لكلامه عز وجل؟
فلنقسم نحن المؤمنين في طرابلس العريقة بالله العلي العظيم، مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين لاجل لبناننا العظيم قلعة المسلمين والمسيحيين ومنارة الحقيقة والاعتدال.
وجوابا عن سؤال السيد باسم بكور، الوارد في مقاله، اقول ان طرابلس لم تفلس شعبيا، فالطرابلسيون لبنانيون فخورون بحضاراتهم السابقة والحاضرة، وهم طبعا مستغلون من السياسيين ومع الاسف بعض رجال الدين.
حبذا لو انكم يا ممثلي اسلامنا تعظون بأن القرآن الكريم حض على استعمال العقل، ألم يقل سبحانه "أفلا تعقلون" و"أفلا تتفكرون"، فلولا العقل لما كان الحساب ممكنا ولكنا وكنتم غير مخيرين، غير مسؤولين، غير مكلفين.
القرآن الكريم الذي يبدأ بـ"اقرأ"، ويعني قراءة خطاب الله لرسوله محمد الامين يدعوه فيه الى الجهاد اي بذل الجهد لايصال الرسالة الحقيقية بكل امانة.
فيا رجال الدين، من على منابركم كونوا داعين للحق مانعين كل معتد أثيم يشوه الحقيقة ويفرض شـــعـــارات زائـــفة ويلقي خطابا يدعي انه ديني وهو دون الدنيوي. رأفة بايماننا وحفاظا على ديننا اعلموا ان التستر وراء الاقنعة ولى عهده، و لا بد من ان يسقط النفاق فأبواب الحقيقة فتحت، وأهل طرابلس اللبنانيون أكدوا مجتمعين خيارهم الاخلاقي الحضاري لحل أزمة عدم الثقة بينهم وبين حكامهم.
لا تديروا ظهوركم لخطاب الاعتدال بل ادعوا للحكمة والموعظة الحسنة اي بالكلمة الطيبة، فالفرق بين الظلمة والنور كلمة، والنور هو ما وصف رب العالمين به نفسه في القرآن الكريم. والكلمة في القرآن "كلمة طيبة كشجرة طيبة تؤتي أكلها في كل حين...".
فاقرأوا كما أمرتم واعقلوا ان استطعتم وخاطبوا عقولنا، وقد نسمح لكم بعدها بالتوكل".
(طرابلس)

0 Comments:

Post a Comment

<< Home