Wednesday, April 06, 2005

النقمة تتركز على آصف شوكت وعلى قرار التمديد للحود

افادت الانباء الواردة من دمشق أن الحياة في العاصمة السورية قد تراجعت عن مستوياتها الطبيعية المعهودة.فالناس قاطعوا السهر,
وأصبحوا يأوون الى بيوتهم في التاسعة مساء, الى جانب أن حركة البيع والشراء قد تراجعت, وأصبح الخوف من المجهول هو المسيطر على النفسية العامة هناك. ويعزو المراقبون هذا الوضع الى استشعار مبكر للمخاطر الآتية بدأ يتوافر لدى الجميع من المواطنين الدمشقيين, الذين عرف عنهم شدة الحذر, والتعرف المسبق على كل مايثير التشاؤم, والقلق.وبالسؤال عن اسباب هذه الحالة النفسية الشائعة افادت اوساط مقربة وشديدة الاطلاع أن التباين في المواقف ووجهات النظر بين رموز النظام السوري, والذي قارب حد الصراع وتبادل الملامة والاتهامات, قد وصل رذاذه الى الشارع السوري, والذي بدأ بموجبه يستشعر قدوم عواصف آتية اليه في الطريق قد تؤثر على أمنه واستقراره.وقالت هذه الاوساط إن قرار اغتيال الحريري وما اعقبه من تداعيات داخل لبنان وفي العالم, وادى الى صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق الدولية الذي يشير الى سورية باصابع الشبهة والمسؤولية, والى الانسحاب العسكري والاستخباراتي من لبنان.. إن كل هذه التداعيات قد جرت مناقشتها بين اوساط رموز النظام السوري لجهة الاسباب التي ادت الى اندلاعها, والتي كان يمكن تلافيها لو لم يتم فرض التمديد لولاية الرئيس اللبناني لحود, او تم تجاهل ضغوطات بعض رجال الاجهزة السورية الذين اعتبروا انهم المسؤولون عن كل ما آلت اليه الاوضاع الداخلية, بما فيها الوضع في لبنان المشحون بالكراهية ضد السوريين.وتؤكد الاوساط أن الخلافات بين رموز النظام, والقابضين على المفاصل المهمة فيه, باتت تهدد بتطورات جسيمة تذكر بحركة التمرد التي قادها رفعت الاسد ضد اخيه الرئيس حافظ الاسد, وكادت هي الاخرى تهدد بوقوع احداث دموية.وعلى هذا النطاق قالت الاوساط ان الاستشعار بالمخاطر الآتية يتحكم بشدة بافكار المسؤولين الذين لايبدو انهم مجمعون على رأي واحد لمواجهة هذه المخاطر, الى جانب أن بعض رؤساء الاجهزة الذين يتحكمون بمفاصل النظام قد أصبحت لديهم خياراتهم المستقلة, وكذلك طموحاتهم الخاصة, الامر الذي أصبح يؤثر على صاحب القرار, ويضعه, احيانا في موقف الضعيف الذي لايملك من امره شيئا.وتشير الاوساط الى ثلاثي رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية آصف شوكت, ورئيس الفرع 251 التابع لادارة المخابرات العامة بهجت سليمان, ورئيس الاركان علي حبيب الذين أصبحوا يملكون خياراتهم المشتركة, كما أصبحوا يتصرفون بحرية لخدمة هذه الخيارات الطموحة, في مواجهة خيارات ماهر الاسد, قائد الحرس الجمهوري, الذي يبدو الآن وحيدا اكثر من اي وقت مضى, وتقول الاوساط إن ماهر الاسد سئل في الايام الاخيرة عن مستوى استعداداته العسكرية, في مجال اجراء حسابات مواجهة المصاعب الآتية, فأعطى اجوبة شديدة السلبية, مشيرا الى أن معنويات الجندي السوري قد أصبحت في الحضيض بعد الانسحاب من لبنان, الى جانب أن هذا الجندي لايتمتع اصلا بالمعنويات كونه سخر لخدمة الضباط, وغسل سياراتهم, وتنظيف مطابخهم, وتوصيل اولادهم الى المدارس, ويتلقى اسوأ معاملة, وقال ماهر الاسد لسائله الكبير إن معنويات الجيش منهارة, والاصغاء لنصائح آصف شوكت اوصلنا الى هذه النتيجة التي نعاني منها حيث أصبحت الدنيا كلها ضدنا ولم يعد يقف معنا احد.وتروي الاوساط عن حالة عدم استلطاف وقبول تسود علاقة ماهر الاسد بزوج اخته آصف شوكت الذي تسلم اخيرا رئاسة الاستخبارات العسكرية, والسبب يعود الى تطلع آصف للزواج من اخته الذي رأى انه جزء من طموح الرجل الذي يدفعه الى الحكم بان يكون الرجل الاول في النظام. وتقول الاوساط إن طموح آصف شوكت لم يكن خافيا عن الرئيس الراحل حافظ الاسد, وعن شقيق الرئيس, الراحل باسل الاسد. فالاسد الاب سبق وسجن شوكت ايام كان رئيس فرع المداهمة في الاستخبارات العسكرية التي كان يقودها علي دوبا. ورغم ذلك تمكن آصف شوكت من الوصول الى اهدافه والزواج من ابنة الرئيس الراحل حافظ الاسد بمساعدة خالها محمد مخلوف الذي لم يكن يمانع زواجه من ابنة اخته, على عكس والدها الراحل, واخيها الراحل باسل.وتؤكد الاوساط أن ماهر الاسد مازال يحمل مشاعر والده واخيه الراحلين, تجاه زوج اخته آصف شوكت, ومازال يحذر منه ومن طموحاته ويحمله المسؤولية الاكبر عما آلت اليه الاوضاع سواء داخل سورية او في لبنان.وبموازاة مشاعر الكره هذه في اوساط العائلة تدور الاحاديث الحميمة الآن حول شريط الاحداث الذي بدأ بقرار التمديد لولاية لحود وبلغ ذروته باغتيال الحريري وباخراج القوات السورية من لبنان, واغلب المتداخلين في الوسط العائلي للرئيس السوري يستنكرون كل ماجرى, ويصبون جام اعتراضهم على الرئيس اللبناني والذي يقولون انه لايلزمهم بشيء ولاينفعهم بشيء, وبالتالي لا ضرورة لمنحه هذه التغطية السياسية التي كلفت سورية كثيرا.وفي سياق الاحاديث العائلية الحميمة يتم استحضار ذكرى الحريري بكثير من الندم اذ أن ايادي الرجل البيضاء قد نال الجميع من خيراتها وهباتها وكان الاجدى أن يحظى هو بالحماية, ولاينتهي الى الموت غيلة وقتلا وتفجيرا. ويذكر للحريري في مجال المكرمات أنه هو الذي ارسل طائرة خاصة الى لندن لنقل بشار الاسد على وجه السرعة الى دمشق, وكان ذلك يوم الجمعة الواقع في الرابع عشر من يناير سنة ,1994 للمشاركة في المصيبة التي حلت بالعائلة بمقتل باسل الاسد الابن البكر للرئيس حافظ الاسد في حادث السيارة الشهير, والذي خرج منه ابن خاله حافظ مخلوف سليما معافى.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home