Wednesday, April 06, 2005

"البعث" السوري يحل قيادته القومية ويعترف بالفشل


المعارضة حذرت النظام: إصلاحات
جذرية فورية أو مواجهة النهاية المحتومة
"البعث" السوري يحل قيادته القومية ويعترف بالفشل

دمشق - كونا - »إيلاف«: كشف مصدر حزبي سوري عن انه سيتم حل القيادة القومية لحزب البعث العربي خلال مؤتمر سيعقد لاول مرة منذ 25 عاما في دمشق في الاول من مايو المقبل. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته انه سيتم استبدال القيادة القومية ومقرها دمشق بمجلس قومي يضم فقط اعضاء من سورية.وعزا المصدر حل القيادة القومية الى تشكيل الكثير من الدول العربية الاعضاء في القيادة القومية احزابا بعثية في بلدانها.وتضم القيادة القومية لحزب البعث العربي من بين اعضائها بالاضافة الى سورية, الاردن والعراق واليمن ولبنان وتونس وموريتانيا والسودان وفلسطين في ما كان يترأسها الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ويساعده عبد الله الاحمر الامين العام المساعد لحزب البعث العربي. وكان قائد الجيش الشعبي السوري اللواء ابراهيم العلي وهو بمرتبة المقرب من السلطة طالب في مقابلة اجراها في برنامج (مدارات) الذي بثه التلفزيون السوري في الثامن من مارس الماضي (وهو تاريخ الاحتفال بعيد الثورة) بحل القيادة القومية لحزب البعث معتبرا انه "لم يعد لها لازمة".وعلى صعيد متصل قالت مصادر سورية ان انتخابات الشعب الحزبية في المحافظات السورية كافة ستبدأ خلال اليومين المقبلين بانتخاب اعضاء المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث السوري الذي سيعقد في الاول من يونيو المقبل.وكان المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث السوري انعقد عام 2000 وانتخب 21 عضوا بينهم الرئيس السوري بشار الاسد الذي عين امينا عاما للقيادة القطرية للحزب.وتم حل اللجنة المركزية لحزب البعث السوري البالغ عدد اعضائها 85 عضوا حيث سيتم خلال المؤتمر القطري العاشر انتخاب مجلس مركزي جديد وقيادة قطرية جديدة وسيكون هناك الكثير من الوجوه الجديدة في المجلس والقيادة.في تطور متصل, قال عضو حزب البعث السوري جورج جبور ان حزب البعث يواجه ظروفا صعبة مما يتطلب منه ان يكون واقعيا وينظر في مستقبل عربي افضل.وقال جبور الذي يمثل حزب البعث في مجلس الشعب السوري ان المؤتمر القومي للحزب الذي سيعقد بعد فترة انعقاد طويلة سيتخذ جملة من القرارات المهمة بالنسبة للمستقبل التنظيمي للاقطار العربية. واضاف ان المؤتمر التأسيسي للحزب الذي عقد في دمشق عام 1946 شارك في انشائه بعثيون عرب كانوا يعيشون بدمشق وآخرون جاؤوا اليها خصيصا للمشاركة في المؤتمر التأسيسي باعتباره تنظيما قوميا. وقال انه حين استقر حزب البعث العربي في سورية عام 1963 اصبح جزءا من القيادات العربية المسيطرة على الامور في بعض الدول العربية.واشار جبور الى انه كان على الحزب في وقتها ان يجري علاقات مع حكومات نظيره للحكومة السورية التي تقود الحزب على ان تكون هذه العلاقات متكافئة, مؤكداً ان سورية ومنذ الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الاسد بذلت جهدا لاحياء العلاقات العربية مستندة الى التضامن العربي الى جانب تقليص امكان قيام الحزب بثورات في عدد من الدول العربية. وقال انه في الاونة الاخيرة تم طرح انشاء هيئة قومية حزبية بعثية في سورية تكون بديلا عن قيادات حزبية عربية كانت تشارك القيادة القومية.واضاف ان كل عربي ينظر الان الى التجربة الاوروبية في الوحدة ونتائجها الباهرة وتعاونها وهذا الامر يتطلب من حزب البعث الذي يواجه ظروفا صعبة ان ينظر الى مستقبل عربي افضل.في المقابل, حذر المحامي أكثم نعيسة رئيس لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية, غير المرخصة اصولا, اثر عودته من بروكسل, ومشاركته بجلسة الاستماع في البرلمان الاوروبي الخاصة بموضوع الشراكة بين سورية والاتحاد الاوروبي, حكومة بلاده قائلا. لم يعد امام النظام الا إجراء تغييرات حقيقية وجذرية وسريعة وليس مجرد القيام باجراءات الهدف من القيام بها تحسين صورته في الخارج, واكد انه ُوضع تحت الحماية الأوروبية بعد تحدثه في البرلمان الأوروبي لمدة نصف ساعة الخميس الماضي عن الشأن الداخلي في سورية.وشن نعيسة هجوما على بعض المعارضة السورية معتبرا أنها طائفية وتقاطعه لأنه من الطائفة العلوية وأنها تدعو في خطابها الى الاقتتال الطائفي في سورية, كما ان بعضها يعيش على موائد الامن. وقال نعيسة ان البرلمان الأوروبي هو الذي اختاره للتحدث أثناء جلسات الاستماع وليس رئيس حزب »الاصلاح« فريد الغادري فقد اختاروا الغادري من الخارج ونعيسة من داخل سورية.واكد نعيسة »انني لست ضد الغادري ولكني سياسيا لا اتفق معه اذ انه يتكلم كمواطن اميركي اكثر مما يتكلم كمواطن سوري ويريد دخول البلاد على دبابة اميركية رغم نفيه ذلك واعتقد يجب ان يواكب الاحداث كمواطن سوري بالايقاع السوري ولا يواكب السياسة الخارجية الاميركية داخل سورية , وهذا رغم اقراري ببعض الايجابيات التي يفعلها مثل فتح ملف المحاكمات والجرائم التي اقترفها بعض المسؤولين في سورية« وقد قلت في البرلمان الاوروبي ان الغادري لايمثل المعارضة السورية فقالوا ليس من واجبنا الجواب على سؤالك ونحن من نقرر فهذا موضوع يخصنا.واوضح نعيسة »لقد تساءل المسؤولون الاوروبيون لماذا انسحب السفير السوري في بروكسل من الجلسات رغم ان هذه الجلسات مهمة بالنسبة لمستقبل سورية واستغرب ان يتحدث رئيس لجنة الشؤون التشريعية في مجلس الشعب السوري فيصل كلثوم خلال الجلسات عن نفسه واكد المسؤولون الاوروبيون اننا لن نوقع الشراكة مع سورية في حال استمرت الحكومة بالمراوغة.واعتبر نعيسة ان المقاطعة من جانب الحكومة السورية خطأ كبير وقد طلبوا ان يلقوا كلمة ولكن هذه الجلسات كانت لمجرد الاستماع من المعارضة وعندما رفض البرلمانيون الاوروبيون اعطاء الكلام للسوريين الحكوميين قاطعوا الجلسة.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home