Tuesday, April 19, 2005

مثقفون يربطونه بـ"الاستقلال الثاني" في لبنان


مثقفون يربطونه بـ"الاستقلال الثاني" في لبنان وصحيفة "شيوعية" تنشر"رسالة سرية" من بوش الى القادة العرب!.. سورية: عيد الجلاء يترافق بدعوات "معارضة" الى مؤتمر وطني يضم "الاخوان"
دمشق - ابراهيم حميدي الحياة 2005/04/18 :
مرّت امس ذكرى عيد الجلاء في سورية بين دعوات «معارضة» الى عقد مؤتمر وطني شامل يضم «الاخوان المسلمين» ويؤدي الى «التغيير الديموقراطي»، وبين تحذير في مواقع الكترونية سورية من الحديث عن نية الرئيس بشار الاسد القيام بـ «انقلاب ابيض» قبل انعقاد المؤتمر القطري لحزب «البعث» الحاكم، اذ اعتبر احد هذه المواقع ان هذا الكلام يرمي الى «زرع الفتنة» داخل النظام و«احباط السوريين» والتعامل بـ «سلبية مع قررات ايجابية» ستصدر في ختام مؤتمر «البعث» في حزيران (يونيو) المقبل.
في غضون ذلك، نشرت صحيفة «قاسيون» التابعة لأحد اجنحة «الحزب الشيوعي» المرخص له «رسالة سرية» قالت ان الرئيس الاميركي جورج بوش بعثها الى القادة العرب قبل قمة الجزائر، وجاء فيها ان واشنطن «تبدي قلقاً كبيراً على الدول العربية التي ترفض بإصرار الاتجاه نحو الديموقراطية وترسيخ الحريات السياسية والاقتصادية» وان «كل ما يتعارض مع الديموقراطية وحريات الرأي ما هو إلا تمثال سيسعى الجميع الى اسقاطه».
واكتسبت الذكرى الـ49 لجلاء القوات الفرنسية عن سورية، ابعاداً اضافية لأنها تزامنت مع انسحاب القوات السورية من لبنان واستمرار الضغوط الاوروبية - الاميركية على سورية وتسريبات الكترونية وشفوية عن تغييرات جذرية ستشهدها البلاد في الاسابيع المقبلة.
وفيما فضلت مؤسسات رسمية الجمع بين مناسبتي الاحتفال بتأسيس «البعث» الحاكم في السابع من الجاري وعيد الجلاء، كما هي الحال مع وزارة التعليم العالي التي رفعت لافتة كبيرة بأن العاملين فيها «يهنئون حزبنا وشعبنا وقائد مسيرتنا السيد الرئيس بشار الاسد بذكرى حزبنا العظيم وعيد الجلاء»، استغلت احزاب طامحة الى الترخيص الرسمي هذا المناسبة للاعلان عن وجودها. اذ رفع «حزب النهضة الوطني الديموقراطي» لافتات عدة في شوارع دمشق جاء في احداها: «كلنا شركاء في وطن تسوده العدالة والديموقراطية والمساواة».
وفي حين ربطت مؤسسات شبه رسمية المناسبة بما يجري في لبنان حيث تبنت غرفة صناعة دمشق قول الاسد ان «مهمتنا نجحت ودورنا ليس رهناً بوجود قواتنا في لبنان»، اختار مثقفون سوريون ربطاً اكثر تسييساً بين البلدين، فكتب 23 مثقفاً وناشطاً سورياً مقالات في ملحق «النهار» عن «الاستقلال الثاني لسورية ولبنان» مع رسومات ليوسف عبدلكي المقيم في باريس.
من جهتها، ربطت الصحف الرسمية بين الاستقلال عن الانتداب الفرنسي و«نضال شعبنا حتى التحرير» في الجولان. وكتبت «البعث» في صدر صفحتها ان «اهلنا في الجولان يجددون تشبثهم بأرضهم وهويتهم الوطنية حتى جلاء المحتل عن تراب الوطن وعودته كاملاً جزءاً لا يتجزأ من سورية العربية». وخصصت «تشرين» معظم صفحاتها للحديث عن هذه المناسبة شعراً ونصوصاً ومقالات ومقابلات كان بعضها مكرراً من سنوات سابقة.
واختارت صحيفة «قاسيون» المقارنة بين «انذار» الجنرال غورو في العام 1920 الذي اسفر عن انتداب فرنسا على سورية و«رسالة» قالت أن بوش وجهها الى القادة العرب مع عنوان عريض «ما أشبه اليوم بالبارحة».
واصدر «التجمع الوطني الديموقراطي» (ائتلاف من الاحزاب المعارضة غير المرخص لها) امس بياناً لافتاً تضمن اعتبار «التيار الإسلامي عموماً وجماعة الإخوان المسلمين في توجهاتها الديموقراطية على وجه الخصوص جزءاً أساسياً من البنية الفكرية والسياسية والثقافية لشعبنا» تأكيد ان «الحياة العامة لا تستقيم من دون مشاركة الممثلين الحقيقيين له وتوفير الأسباب التي تؤمن هذه المشاركة العلنية والحرة . لذلك لا بد من إلغاء القانون 49 السيئ الصيت» الذي نص على عقوبة الاعدام على المنتمي الى «الاخوان المسلمين» منذ العام 1980 . اضاف البيان ان المؤتمر الوطني الذي طرحت فكرته أطراف عدة من المعارضة «يشكل مدخلاً لحوار جدي، ينفتح على إمكان صياغة مشروع مشترك للتغيير الديموقراطي» ودعا الى «وقف العمل بالأحكام العرفية والقوانين والمحاكم الاستثنائية وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي واطلاق الحريات العامة للشعب وإلغاء جميع القيود التي تحد منها والدعوة الى مؤتمر وطني للمصالحة والتغيير».

0 Comments:

Post a Comment

<< Home