From Syria عن أي استقلال نتحدث اليوم
عن أي استقلال نتحدث اليوم
محمد الصالح 18/4/2005 :
صحيح أن سورية قد استقلت – بدماء الوطنيين – عام 1946 .. ولكن الصحيح أيضاً أن هذا الاستقلال قد وئد منذ أربعين عاماً ونيف .. وأهيل على جسده الطاهر أطنان من القرارات والممارسات التي تغتال الإنسانية وتعتقل الرأي في الزنزانات الرطبة المتعفنة ، ممارسات لا يكاد الإنسان يصدق أنها قد حدثت فعلاً في بلدنا الحبيب .. وها هي الشهادات التي تتناقلها الفضائيات عمن رأوا وتعرضوا لألوانٍ من التعذيب المتوحش في سجن تدمر سيئ الصيت والسمعة وغيره من السجون السورية ... ناهيك عن سحق المجتمع المدني بكل مؤسساته دون استثناء وتحويل الشعب السوري الذي يعشق الحرية والكرامة والأنفة ..... إلى مصفقين للقائد الأوحد .. ومذعنين للحزب الأوحد الذي نصّب نفسه قائداً للدولة والمجتمع .. وجاست جيوش الأجهزة الأمنية خلال الديار تعتقل وتضرب وتهين وتبتز وتغتصب دون أي رادع أو رقيب أو حسيب ، حتى أصبح الذعر والرعب والخوف خبزاً يومياً لشعبنا المنكوب بهذا النظام .
وعندما ظن الشعب أن هذا الكابوس المرعب سينزاح عن صدره بتولي رئيس شاب للسلطة يعلم بوجود رأي آخر وبمنتج اسمه ديموقراطية ذات طريقين وكلام جميل آخر زين خطاب القسم ، تفاجأ هذا الشعب – بعد مرور خمس عجاف على هذا الخطاب وهذه الأماني ... أن الأمور هي هي والوجوه هي هي وكذلك الممارسات والمحظورات والأجهزة و ...... الخ .
وتجيء ذكرى الاستقلال والوطن في عنق الزجاجة : خارج يتحفز للإنقضاض .. وداخل يئنّ من الجور وانسداد الآفاق .... فعن أي استقلال يمكن للشعب السوري أن يتحدث ؟!!
اللهم إلا إذا كان استقلالاً جديداً ينهض لنيله الوطنيون ثانية بعد أن وأد الظالمون الاستقلال الأول والأزهى والأحلى ؟!!
على من تقرأ مزاميرك أيها السابع عشر من نيسان الأغرّ ؟!! ....
0 Comments:
Post a Comment
<< Home