رداً على تأكيدها إنهاء وجودها العسكري
رداً على تأكيدها إنهاء وجودها العسكري
عنان: سورية لم تف بالقرار 1559
ونشرت استخباراتها في أنحاء لبنان
بيروت - »السياسة«:عواصم - الوكالات:استعاد لبنان حريته المسلوبة وقراره الحر أمس بانسحاب آخر جندي سوري من أراضيه بعد احتلال استمر ثلاثة عقود سيطرت خلالها سلطة الوصاية على جميع مفاصل الحياة وحولت لبنان الوطن الى مزرعة عاثت فيها فسادا وإفساداً.ولم يكن الحفل الوداعي الرمزي الذي أقامه الجيش اللبناني للضباط السوريين سوى نقطة النهاية لأحد أكثر فصول تاريخ لبنان تعقيداً وصعوبة.وفيما شككت الولايات المتحدة بالانسحاب الكامل للسوريين أعلن الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان دمشق لم تف بعد بجميع مطالب مجلس الأمن المتعلقة بانهاء تدخلها السياسي في لبنان الأمر الذي سيدخل النظام السوري في مواجهة مع المجتمع الدولي ومع اللبنانيين أنفسهم حيث ملف المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية مازال مفتوحاً..(راجع ص34-35)وأعلن عنان رداً على رسالة سورية رسمية عن اكمال الانسحاب وفقا للقرار الدولي ,1559 انه على الرغم من انسحابها العسكري من لبنان الذي جرت الدعاية له بشكل واسع النطاق فإن الحكومة السورية لم تف بعد بجميع مطالب مجلس الأمن المتعلقة بانهاء تدخلها السياسي في لبنان.وقال عنان لمجلس الأمن »حتى 26 ابريل 2005 لم يتم الوفاء بمتطلبات القرار رقم 1559 ليس هناك تقدم في تنفيذ بقية شروط القرار«, وذلك في اشارة الى المطالب بنزع سلاح الميليشيات وسيطرة قوات الأمن اللبنانية على كامل الاراضي اللبنانية.وأضاف عنان في تقريره الى مجلس الأمن ان لبنان »متخوف من احتمال ظهور صعوبات متعلقة بالانسحاب الكامل لجميع الاشخاص المرتبطين بالوجود الاستخباري السوري بسبب الصلات العائلية التي أقامها المسؤولون الاستخباريون السوريون في لبنان عبر تواجدهم على أراضيه لنحو 30 عاما وبسبب وجود شبكة من العملاء بين المواطنين اللبنانيين«, واشار في هذا السياق الى ان بعض البلدان والمعارضة اللبنانية أكدت له ان الاستخبارات السورية اتخذت مواقع جديدة لها في جنوب بيروت ومناطق لبنانية اخرى.ودعا الأمين العام لبنان وسورية الى تبادل العلاقات الديبلوماسية.من جهته, قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية »اكيد ان المعلومات حول الانسحاب السوري امر جيد لكنه لن يكون نهائياً إلا بعد ان تتحقق الأمم المتحدة من الرحيل الكامل للقوات المسلحة وأجهزة الاستخبارات« في حين شددت فرنسا والمانيا على ضرورة التحقق ميدانياً من انهاء الوجود السوري.وأضاف: »مازالت هناك معلومات حول تواجد أجهزة الاستخبارات في لبنان وهذا من شأنه ان يطرح مشكلة, لابد ان تغادر (الاجهزة السورية) ايضا لبنان«.وكان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اكد في رسالة الى عنان انسحاب كامل القوات والاستخبارات السورية من لبنان وفقا للقرار 1559 .وفي بيروت كان الانسحاب السوري بندا اساسيا في مناقشات النواب وكلماتهم في جلسة البرلمان المخصصة لمناقشة البيان الوزاري لحكومة نجيب ميقاتي حيث اجمع المتحدثون ومعظمهم من المعارضة على أهمية ما تحقق على صعيد انتهاء الهيمنة السورية التي دمرت الاقتصاد وشخصنة البلد وأوصلته الى ما وصل اليه من تسيب وفوضى على مختلف المستويات.واعتبر النائب المعارض نسيب لحود رئيس حركة التجدد الديمقراطي انه بانسحاب الجيش السوري انتهى عهد الوصاية والتبعية, ولابد من عودة القرار اللبناني في دمشق الى بيروت, وشدد على ضرورة تفكيك ما تبقى من النظام الامني المخابراتي اللبناني الذي اقامته سورية.أما النائب أكرم شهيب عضو »اللقاء الديمقراطي« النيابي, فقد اعتبر ان ادارة لبنان »بالريموت كونترول« قد ولت, وآن الأوان لان يستعيد اللبنانيون حريتهم واستقلالهم, في حين اعرب نواب اˆخرون عن قلقهم ازاء عودة التدخل السوري مستقبلا وقالوا ان استمرار التواجد السوري لفترة طويلة ومعرفة السوريين بأدق التفاصيل ربما يسمح لهم مستقبلا »بنسج الخيوط من خلف الكواليس مرة أخرى«.كذلك الأمر فإن نوابا آخرين طالبوا بفتح سفارات بين لبنان وسورية كبقية دول العالم وهذا ما اشار اليه النائب يوسف المعلوف الذي طالب البلدين بترسيم الحدود بينهما للتأكيد على لبنانية مزارع شبعا.كما حضر موضوع المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية بقوة في المناقشات النيابية خصوصا وان عددا من اهالي المعتقلين حاولوا الدخول عنوة الى محيط المجلس النيابي لشرح قضيتهم فمنعتهم القوى الأمنية ما ادى الى حصول اشكال كبير نتج عنه وقوع اصابات نتيجة التدافع الذي حصل وقيام عدد من العناصر الأمنية بالاعتداء على بعض المعتصمين بعد تعرض سيارات نواب للرشق من قبل مشاركين في الاعتصام, ومن بينها سيارة النائب الموالي لسورية عدنان عرقجي الذي طالب وزيري الداخلية والدفاع حسن السبع والياس المر بالاستقالة.وفي تطور متصل نفت دمشق أمس وجود اي معتقلين لبنانيين لديها. وقال نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال استقباله سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين في دمشق: »لا يوجد في سورية معتقلون لبنانيون حسب معلوماتي وكل ما كان موجودا هو فقط خمسة اشخاص تم اطلاق سراحهم«.واضاف: »لا نستبعد ان يكون ضمن المفقودين من مات خلال الحرب الأهلية اللبنانية«.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home