Wednesday, April 27, 2005

الأسد يقضي على امبراطورية خاله محمد مخلوف

ألغى ترخيص استثماره لأرض معرض دمشق
وسحب 500 عسكري من خدمته ومئات السيارات
الأسد يقضي على امبراطورية خاله محمد مخلوف
»السياسة« ¯ خاص:أفادت المعلومات الاكيدة المتناهية من دمشق أن الرئيس السوري بشار الأسد يبدو في هذه الايام في حالة استثنائية, حيث بدأ يمعن النظر الى وضعه كرئيس للدولة, ويقايس بين هذا الوضع ووضع الاجهزة الامنية وأوضاع الاقارب وأصحاب النفوذ. وقد تبين له أن أكثر الاساءات الى شخصه, والى عهده قد جاءته من رجال الاجهزة ومن الاقارب, الذين انصرفوا بكليتهم الى التواصل مع أوضاعهم والمحافظة على مكتسباتهم بالطريقة التي كانت لهم ايام عهد الرئيس السوري حافظ الاسد, وكأن البلد لايوجد فيها رئيس جديد, وعهد جديد, وعقلية جديدة, وأحلام جديدة, وتطلعات جديدة لبناء دولة سورية عصرية وحديثة وقوية.وتقول المعلومات أن مقايسات الرئيس الاسد, ومراجعته لاوضاعه, والاوضاع الاخرى المناقضة من حوله, قد دفعته الى اعلان صرخة استنكار عالية يمكن اعتبارها البداية التي سيتأسس عليها العهد الجديد في سورية الذي سيطوي صفحات العهد الماضي, بكل رجاله, وحرسه القديم, وفساد أجهزته.وفي هذا الجانب المهم قالت المعلومات أن الرئيس الاسد بدأ يتوجه باللوم الى رجال الاجهزة, والى الاقارب, ويحملهم مسؤولية تشويه سمعة سورية, وتشويه سمعة عهده, خصوصا بعد ان وضع يده على فضائح كثيرة, بعد خروج قواته من لبنان, كان يتم حجبها عنه, وتصوير الواقع امامه على أنه افضل مايكون.ولقد بدأ الرئيس الاسد يشعر الآن أن »الحاشية الفاسدة« هي التي ورطته في العراق وأوصلته الى التصادم مع الولايات المتحدة, والى اعلان رئيسها عن عدم التعاون معه, ووضعه في منزلة ياسر عرفات الذي ظل معزولا ومحاصرا حتى مماته. وهي التي ورطته في قرار التمديد للحود في ولاية ثانية مختصرة, وهي التي اوصلته الى وضع صدرت بحقه قرارات دولية أخرجته من لبنان, وتوجهت اليه أصابع الاتهام باغتيال الحريري, على غرار مافعله جاك سترو وزير خارجية بريطانيا.والآن, وبعد خروجه من لبنان, عسكريا وأمنيا وسياسيا, طلب الاسد من رؤساء اجهزة المخابرات عنده, وبالذات من اللواء الدكتور بهجت سليمان, ان يقطعوا صلتهم نهائيا بالوضع اللبناني الداخلي, وان لايتصلوا برؤساء الاجهزة الامنية اللبنانية, الذين بدأوا بالتساقط واحدا تلو الآخر, وأن لايردوا على مهاتفاتهم إن اتصلوا. والى جانب ذلك طلب الاسد من رؤساء أجهزته المخابراتية, تزويده بلوائح تتضمن كل التجاوزات المشينة التي ارتكبت في لبنان, وأدت الى انهيار علاقات البلدين وتدميرها, وأسفرت عن موجة عارمة من الكراهية بدأ يطلقها الشعب اللبناني ضد كل ما يمت الى سورية بصلة, خصوصا وأنه اطلع على تفاصيل هذه التجاوزات المشينة من خلال الصحف العربية التي كشفتها وكتبت عنها بالتفاصيل.وتقول المعلومات أن الرئيس الاسد الان يريد أن يتزود بهذه اللوائح لتعزيز موقفه في مؤتمر القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم, والذي سينعقد في شهر يونيو المقبل, وللاستناد اليها في اعلان ثورته البيضاء المزمعة, والمقدر لها أن تخرجه من عهد أبيه وتوابعه والى الابد. واكدت المعلومات أن الرئيس الاسد أبدى ارتياحه لما تكتبه الصحافة العربية والاجنبية حول اوضاع سورية الداخلية, وتجاوزات أجهزته الفظيعة, واعتبرها تشكل قضية رأي عام ضد المتجاوزين ستعينه على اتخاذ كل الاجراءات القاسية المطلوبة للقضاء على التجاوز والمتجاوزين وعلى الفساد والمفسدين.وقالت المعلومات أن الرئيس الاسد باشر في اتخاذ اجراءات مبكرة للحد من الفساد, ولم ينتظر انعقاد المؤتمر القطري, فقد سارع الى إلغاء امتيازات خاله محمد مخلوف وابن خاله رامي مخلوف, ومنها سحب 500 عنصر من الجيش كانوا يلتحقون في خدمة الخال الذي كان يكلفهم بأعمال مهينة لشرفهم العسكري, وبعيدة عن واجباتهم, كغسيل السيارات, وتنظيف الحمامات وأدراج السلالم, الامر الذي أدى الى شعور بالنقمة لدى المواطنين الذين كانوا يرون جنودهم يؤدون مهمات دنيئة وهابطة, بينما مهماتهم الاصلية الدفاع عن الوطن. كما أقدم الرئيس الاسد على سحب ترخيص استثمار ارض معرض دمشق من خاله محمد مخلوف, والتي سبق, بنفوذه, أن استأجرها مقابل الف دولار اميركي في السنة ولمدة 99 سنة.وكان الخال ينوي استثمارها ببناء المتاجر, والمعارض, والمحلات الكبرى, كما سحب منه أمر المهمات والسيارات الكثيرة التي كان يقتنيها دون أن يدفع عليها الرسوم الجمركية, ويضعها بالسير وفق لوحات الادخال الموقت ولوحات القصر الجمهوري.وتجدر الاشارة أن صفقة ارض معرض دمشق الدولي, ومساحتها 400 ألف متر مربع أثارت حفيظة الشعب السوري, ولم يكن قادرا على الاحتجاج, اذ يوم إبرام الصفقة لم يكن احد قادرا على الكلام, بسبب نفوذ محمد مخلوف وابنه رامي الطاغي على اجهزة المخابرات, وبسبب اجرائه بعض الترتيبات مع رؤساء هذه الاجهزة مقابل كتابة تقارير ايجابية تخدم مصالحه.وعلى هذا الصعيد المتصل قالت المعلومات أن الرئيس الان بدأ يدخل على مواقع الصحف العربية بواسطة شبكة الانترنت, ويقضي وقتا طويلا من الليل في قراءتها قبل أن ينام, وخصوصا قراءة المواضيع التي تكتب عنه, وعن ظروفه وعن أوضاعه الداخلية, وذلك بعد أن حجبت الاجهزة هذه الصحف عنه, لحماية نفسها ولتغييبه عن الواقع.وعادت المعلومات لتؤكد أنه بموجب أوامر الرئيس الاسد فان أجهزة المخابرات السورية ستبتعد عن التدخل في الشأن الداخلي اللبناني, وقصة دعمها للأعوان هناك أصبحت قصة من الماضي. وهدف هذه الاوامر تعزيز التوجهات الجديدة لسورية التي تقوم على أساس قطع العلاقة مع الشأن اللبناني تجاوبا مع القرار الدولي ,1559 وللابتعاد عن المشبوهية في جريمة اغتيال الحريري.والى جانب ذلك أكدت المعلومات ان الرئيس الاسد بدأ يراقب مباشرة دائرة الاقارب حوله, وسمع أكثر من مرة يقول إنه ما كان يجب ان يترك الحبل على غاربه لخاله محمد مخلوف ليسيطر على عصب الاقتصاد السوري ويتحكم به. وقد حرص الاسد على متابعة زيارة ابن خاله رامي مخلوف الاخيرة الى دبي واستفسر عن اسبابها واهدافها.وفي هذا الجانب الموصول نقل عن لجنة التحقيق الدولية التي ستباشر عملها قريبا في لبنان للتوصل الى مرتكبي جريمة اغتيال الحريري , أنها طلبت مبكرا اسماء كل النافذين الذين يملكون تصاريح مرور على الخط العسكري بين سورية ولبنان , من اول ماوضع في الاستخدام وحتى اليوم. وهذا الطريق كان الواسطة الملائمة للقيام بالاعمال غير المشروعة, كون من يستخدمه لايتعرض للسؤال ولا للتفتيش , وكثيرا ما جرى الافادة منه في أعمال التهريب, من البضائع الى الاشخاص, وكثيرا ما استغل في تمرير الاسلحة والمتفجرات بكل أنواعها الى لبنان.وشددت اللجنة على حصر أسماء الذين استخدموا الخط العسكري في فترة ماقبل وبعد اغتيال الحريري لمقارنتها بالاسماء التي لديها, ولمعرفة هل كان السوريون متجاوبين فعلا في قضية تأمين سلامة الحريري أم لا.ومعروف ان اول من استغل الخط العسكري بين سورية ولبنان العماد علي عيسى دوبا, رئيس المخابرات العسكرية السابق, اذ كان يبيع تصريح المرور بنصف مليون ليرة سورية لطالبه, والذي جاء بعده ابنه محمد دوبا ليخفض سعر بيع التصريح الى مئتي الف ليرة سورية.وقد جنى علي دوبا ثروات طائلة من هذا الخط, بالنظر لما كان يدره عليه من عائدات.ومعروف ان دوبا أصدر في عهد ولايته اكثر من 1500 تصريح تم بيعها بالكامل, واستخدمها أصحابها في كل الاغراض الا الاغراض العسكرية.على صعيد اخر ذي صلة اجتمع الرئيس الاسد يوم السبت الماضي بالامير السعودي الوليد بن طلال, وبعد ان أدلى الرئيس السوري بآرائه وانطباعاته حول الاوضاع الراهنة, والوضع في لبنان, تحدث الامير الوليد عن المنغصات التي تواجهها استثماراته في سورية, وتحديدا في العاصمة دمشق, فأدرك الاسد مقاصد الامير, وعرف ان النافذين عطلوا له رخصا كان قد تقدم للحصول عليها, وبالذات الاناس الذين أرادوا مشاركته في مشاريعه من دون اي مقابل يدفعونه, وبالصورة التسلطية التي اعتادوا عليها, الامر الذي يتعارض مع مبادئ الوليد العملية والاخلاقية, فقد اعتاد ابتداع وتأسيس الشركات من نفسه, دونما حاجة الى شركاء, فأبلغه, اي الرئيس, ان كل اصحاب النفوذ ومستغلي المراكز قد تمت قصقصة أجنحتهم, وبامكانك ان تمضي في أعمالك دون منغصات.وفي إثر المقابلة عبر الامير الوليد بن طلال عن ارتياحه واطمئنانه, وقال انه سيستثمر الان في اكثر من مشروع في سورية وهو مرتاح البال, فبادره الرئيس الاسد بالقول: لن توجد أمامك اي معوقات, ولن تصادفك اي منغصات,مما أوحى ان الاسد شرح له كل شيء عن تدابير كان قد اتخذها, وكان صريحا معه, وان الذين كانوا يعيقونه ويضعون المنغصات في طريق أعماله كان الاسد عارفا بهم واتخذ الاجراءات اللازمة ضدهم.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home