من هو الرائد محمد سعيد صديق ؟
هل التقى المحقق ديتليف ميليس ضابطا سوريا منشقا في جنيف ؟ ومن هو الرائد محمد سعيد صدّيق !؟
المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية - الحوار المتمدن - 2005 / 8 / 20 :
معلومات ينبغي التعاطي معها بحذر رغم جديتها :
ضابط سوري من مكتب اللواء حسن خليل التقى " ميليس " أول أمس في جنيف بعد أن قدم " أدلة مفتاحية" في قضية اغتيال الحريري ووصل إلى باريس اليوم حيث يجري التحقيق معه .. الرائد " محمد سعيد صدّيق " فرّ إلى السعودية بمساعدة وحماية جهاز استخباراتها الخارجي !!؟
معلومات " المجلس " : يوجد ضابط بهذا الاسم ، لكن لا دليل على أنه كان في مكتب اللواء خليل !
فيما قطع التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري شوطا كبيرا باتجاه وضع اليد على الجناة المباشرين وغير المباشرين كما تؤكد المعلومات المسربة من بيروت ، ذكر مصدر مقرب من أوساط " تيارالحريري " في باريس أن " الشخص الذي قدم المعلومات المفتاحية للجنة التحقيق الدولية هو ضابط المخابرات السوري (م . ص ) الذي عمل في مكتب اللواء حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية السورية السابق حتى تاريخ إحالته على التقاعد أواسط شباط (فبراير ) الماضي بعد أن بلغ السن القانونية " . وقال المصدر في حديث خاص مع أحد أعضاء " المجلس " إن الضابط المذكور " فر إلى السعودية بترتيب مع جهاز استخباراتها الخارجي الذي نسق العملية مع أجهزة استخبارات دولية وإقليمية أخرى تخترق المخابرات العسكرية السورية منذ سنوات طويلة " . وأضاف المصدر " إن الضابط الذي يقيم الآن في السعودية بضيافة وحماية جهاز استخباراتها ، كان قدّم لرئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس أدلة مفتاحية ساعدته في فك لغزين أساسسين على الأقل من الألغاز المحيطة بعملية اغتيال الرئيس الحريري ، وهما قضية أحمد أبو عدس وشريطه التلفزيوني من جهة ، وقضية المادة المتفجرة C4 من جهة أخرى " . لكن المصدر لم يحدد ما إذا كان هذا الضابط قد التقى رئيس لجنة التحقيق مباشرة ، أم أنه سلمه معلوماته بطريقة غير مباشرة عبر طرف ثالث؟ إلا أن معلومات وردت إلى باريس ليلة أمس من جنيف تفيد بأن " ميليس " التقى أول أمس ، وقبل ساعات قليلة من عودته إلى بيروت ، الضابط السوري المزعوم ( م. ص ) في مقر البعثة السعودية بالأمم المتحدة ، حيث كان الضابط يرتدي لباسا خليجيا جعله يبدو كما لو أنه من طاقم البعثة " ؟ وفي تطور لاحق ، علم " المجلس " أن الضابط المذكور ليس سوى محمد سعيد صدّيق ، وقد وصل اليوم إلى باريس قادما من جنيف أو ماربيا في إسبانيا حيث يقيم رفعت الأسد " للمشاركة في مؤتمر لمجموعات سورية معارضة يعقد نهاية الشهر القادم برعاية وتمويل من جهات أمنية فرنسية ومكتب رفعت الأسد في فرنسا الذي يديره قريبه المدعو عقيل الخيّر " ، بحسب ما ذكره لـ " المجلس " مصدر ديبلوماسي سابق ينتمي للحزب الاشتراكي الفرنسي . وقد أشار هذا المصدر إلى أن الضابط المذكور " يخضع منذ وصوله إلى باريس اليوم لاستجواب السلطات الأمنية الفرنسية " . وقال المصدر " إن السلطات الأمنية الفرنسية اتصلت عبر طرف ثالث بالمعارض السوري نزار نيوف للمساعدة في تقديم معلومات عن الضابط المشار إليه باعتباره ( أي نيوف ) خبيرا بشؤون الاستخبارات السورية ويمتلك أرشيفا مهما جدا عن ضباطها ، إلا أن نيوف رفض التعاون مبررا ذلك بأن الفرنسيين في ظل حكم اليمين الديغولي لا يمكن الوثوق بهم بسبب علاقاتهم المشبوهة مع النظام السوري ، والتي لم تنقطع رغم تدهور العلاقات السياسية والديبلوماسية . وكانوا العام الماضي قد تسببوا في اعتقال ضابط سوري ووفاته لاحقا هو المقدم علي فاضل . والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين " ! إلا أن نيوف ، وحين الاتصال به للتعليق على هذه المعلومات ، رفض تأكيد أو نفي ما قاله المصدر الفرنسي ، مؤكدا على أن " ملف الضابط المنشق الذي وصل إلى باريس ، وعلاقاته ، وما يتصل بملف اغتيال الرئيس الحريري ، على درجة كبيرة من الحساسية لا أحب الخوض فيه الآن " .
على أي حال ، يستشف مما ذكره المصدر أن الضابط المذكور " كان أرسل معلومات عبر السعودية إلى ميليس ساعدته في توجيه تحقيقاته باتجاهات معينة ، وهو ما دفع ميليس وشجّعه على السفر إلى جنيف للقاء الضابط " . كما ويستشف من أقوال المصدر " أن الضابط حدد الجهة السورية الضالعة في الجريمة ومستوى ضلوعها ، وأشار إلى أن الجهة المنفذة كانت جهة أصولية بالفعل ، لكنها مخترقة ومدارة من قبل جهات سورية ، وأن قضية أبو عدس وشريطه التلفزيوني تمت فبركتهما فعلا في دمشق بالاشتراك بين الحرس الجمهوري الذي يقوده ماهر الأسد ، وجهة مخابراتية سورية قد تكون مرتبطة باللواء بهجت سليمان الذي جرّد قبل عدة أسابيع من وظيفته كرئيس لأهم فرع في المخابرات العامة (الفرع 251 ) ووضع بتصرف القيادة العامة للجيش دون أي عمل " . كما يستشف من المصدر أن " الضابط الذي لعب دورا أشبه ما يكون بدور شاهد الملك King’s Evidence قدم أدلة مفتاحية تثبت امتلاك سورية للمادة المتفجرة C4 المستخدمة في جريمة الاغتيال ، والتي يقتصر إنتاجها على الولايات المتحدة ودول أخرى أعضاء في حلف شمال الأطلسي مثل بريطانيا وإيطاليا ، فضلا عن إسرائيل . وإذا كان الضابط لم يحدد الدولة التي حصلت منها سورية على هذه المادة ، إلا أنه كشف عن أن رجل أعمال سوريا لعب دور الوسيط في حصول سورية على مادة RDX ، التي تشكل 91 بالمئة من نسبة الخليط الداخل في تركيب C4 ، من شركة Chemko التي تقع مصانعها في مدينة Strazske شرقي سلوفاكيا ، وأن إبرام الصفقة تم في مدينة استانبول التركية قبل عدة سنوات تحت إشراف اللواء آصف شوكت رئيس المخابرات العسكرية السورية الحالي " . وفي اتصال سابق كان أجراه " المجلس " مع الخبير التشيكي ستانيسلاف بريبيرا في إطار تحقيق شامل حول " السوق السوداء والشرعية لمادة RDX في الشرق الأوسط " ، أكد الخبير " امتلاك سورية وإيران وحزب الله لهذه المادة " ، وبالتالي " قدرتهما على إنتاج متفجر السي فور بسهولة " . وحين واجهناه بكلام ضابط الاستخبارات والديبلوماسي السابق جوني عبده ، الذي أكد في مقابلاته الصحفية الأخيرة " عدم امتلاك سورية للسي فور " ، قال الخبير التشيكي " هذا الجنرال يهرف بما لا يعرف . وإذا كان قال ذلك فعلا ، فإنه أكثر ضباط المخابرات في الشرق الأوسط جهلا " . ( سينشر " المجلس " أقوال الخبير التشيكي كاملة في سياق التحقيق الصحفي الشامل الذي أجراه أحد الزملاء حول هذه القضية في عدة عواصم أوربية وشرق أوسطية . وذلك حين يتم الانتهاء من الجانب المتعلق بالتجارة غير المشروعة لمادةRDX في الشرق الأوسط ) .
من هو الرائد محمد سعيد صديق ؟
في التحقيق الذي أجراه " المجلس " في دمشق حول شخصية محمد سعيد صديق لم يجد أي دليل على أن هذا الرجل كان يعمل في أي وقت من الأوقات في مكتب اللواء المتقاعد حسن خليل رئيس شعبة المخابرات العسكرية السابق في سورية الموضوع الآن في ما يشبه الإقامة الجبرية ، والممنوع من السفر . إلا أن المعلومات تشير إلى أنه " متزوج من سيدة من جبل العرب في سورية ( تنحدر من الطائفة الدرزية ) وتمت بصلة قرابة للنائب والوزير اللبناني مروان حمادة الذي تعرض لمحاولة اغتيال العام الماضي في بيروت " . وتقول المعلومات المتعلقة بالضابط المذكور " إنه كان على صلة باللواء بهجت سليمان وبرفعت الأسد ، وبأنه زار رفعت الأسد أكثر من مرة في مقر إقامته بجزيرة ماربيا في إسبانيا . وهذا ما يفسر قدومه إلى فرنسا للمشاركة في أعمال مؤتمر جماعلت سورية معارضة الشهر القادم " ، حسب مصدر خاص في دمشق .
أيا تكن جدية المعلومات المذكورة أعلاه ، ينبغي التعاطي معها بحذر بالغ ، نظرا لأن أكثر من جهة إقليمية ودولية دخلت على خط القضية ، ولكل منها أجندتها الخاصة التي قد لا تكون معنية بالبحث عن " الحقيقة " في اغتيال الرئيس الشهيد ، بقدر ما هي معنية بالبحث عن مكاسب سياسية وديبلوماسية . فليس اغتيال الرئيس الحريري ، على صعيد لبنان والمنطقة ، بأقل أهمية وخطورة من نسف برجي نيويورك كما سبق وقلنا لحظة الغدر بالرئيس الشهيد !
0 Comments:
Post a Comment
<< Home