Wednesday, August 31, 2005

خوف في دمشق من تداعيات اعتقالات ميليس


خوف في دمشق من تداعيات اعتقالات ميليس
واجتماعات عليا تباحثت في المستقبل والمصير
لحود والأسد لن يصمدا حتى آخر أكتوبر
دمشق - بيروت - خاص:في إثر توقيفات رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي ديتليف ميليس, والتي شملت رؤوس النظام الأمني السوري - اللبناني أول من أمس, انعقدت في دمشق اجتماعات على أعلى مستوى لتقليب الأمر, ووضع التوقعات, والتكهن بما سيجري في المستقبل, وقد تخلل هذه الاجتماعات العالية اتصالات هاتفية مكثفة مع بيروت في محاولات اضافية لمعرفة طبيعة الخطوة التالية, وماذا سيحدث فيها.وأفادت أوساط مقربة وشديدة الخصوصية »السياسة« ان ما زاد الضغط على المجتمعين, ورفع مستويات القلق عندهم, المعلومات التي تسربت اليهم وتفيد بأن أعلى رأس في لبنان سيذهب, وقد يتم احضاره للمثول أمام محكمة دولية خاصة ستتولى محاكمة كل من كان لهم صلة باغتيال الحريري, كما ان هذه المعلومات أفادت أيضاً ان الرئيسين اللبناني والسوري لن يصمدا طويلاً, وإذا صمدا فلمدة لا تتعدى نهاية شهر اكتوبر المقبل, وقد عطف الاجتماع العالي في دمشق هذه المعلومات الى معلومات اخرى سابقة تتصل بطلب الرئيس الفرنسي شيراك, من شخصية عربية, بأن ينصح صاحبه (...) بأن يترك لاننا نعرف من منفذ العملية, وان ميليس هو الذي أبلغ الرئيس الفرنسي بهذه القنبلة, أثناء زيارته السابقة الى باريس.وأفادت الأوساط المقربة ان اجتماع كبار رموز النظام في دمشق, انتهوا بعد مداولاتهم الطويلة في احتمالات المستقبل, الى قرار يشبه النصيحة يقضي بعدم توجه الرئيس السوري الى نيويورك لحضور القمة العالمية التي ستنعقد بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيس منظمة الامم المتحدة, خشية وقوع تطورات داخلية قد تحدث في غيابه, وقد أيد آخرون في الاجتماع هذه النصيحة, إذ ان عدم سفر الرئيس سيجنبه ايضا التعرض الى انتقادات الدول, وإهمال رؤسائها له, الأمر الذي قد يضعه في عزلة لا لزوم لها, وقد تقرر في الاجتماع أيضاً ان القمة العالمية مهمة, لكن يبقى الوضع الداخلي السوري وتماسكه هو الأهم.وقالت الأوساط المقربة على هذا الصعيد المتصل ان النائب اللبناني السابق ناصر قنديل الذي استدعي من دمشق للمثول أمام ميليس والتحقيق معه, كان قصد مكتب آصف شوكت رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية, لكن شوكت أمر مدير مكتبه بعدم اعطائه موعداً رافضاً بذلك استقباله, وقد أبدى قنديل امتعاضه من هذا الجحود, وهو المتعاون الأول مع الأمن السوري, والداعية الأكبر والمروج للسياسات السورية في لبنان, وعبر منابر الفضائيات كلها, وقد عزا البعض الافراج عن قنديل أمس الى انه أبدى استعداداً للتعاون مع ميليس وإمداده بمعلومات ثمينة, وبالكشف أمامه عن أمور كثيرة تتعلق بأسرار عملية اغتيال الحريري, والى ان هذا الاستعداد جاء رداً على تنكر السوريين له ولاغفال تعاونه معهم والقتال في صفوفهم وفي ضوء معاملة دمشق لقنديل, وتسليمها له ليكون بين أنياب ميليس, بدأ كثيرون من المتعاونين مع النظام السوري داخل اجهزة الامن اللبنانية, وكثيرون من رجال السياسة, يعيدون تقييم مواقفهم وخياراتهم السابقة, بعد ان شعروا انهم اصبحوا بلا حماية, بعد بروز توجهات سورية للتخلي عنهم وتركهم الى مصائرهم, وبعد ان أخذوا يلاحظون الضعف الذي بدأ يدب في أوصال الأوكار المخابراتية السورية التي كانت تحكم لبنان, والتي لم يعد لها تأثير يذكر.وتؤكد الأوساط المقربة ان تسليم قنديل, وعدم توفير الاستقبال اللائق له في دمشق كان بمثابة رسالة سورية واضحة لأعوانها اللبنانيين, الذين فهموا المقصود, وأخذوا يظهرون المرونة فيما يتعلق بالتعاون مع لجنة ميليس بشكل ايجابي, كما أكدت الأوساط ان واقع تخلي سورية عن أنصارها في لبنان, تغيير وجهتهم نحو التعاون مع التحقيق الدولي قد أصبح في متناول علم رئيس الوزراء فؤاد السنيورة, وعلم عائلة الحريري, وفي ضوء هذا الواقع بدأ كثيرون في لبنان يرون ان خيوطاً اخرى ستنكشف بذاتها في الأيام المقبلة بعد ان انقلب الحلفاء على الحليف الذي تخلى عنهم.وتبدو الجهات العليا السورية منزعجة, كما تقول المصادر, مما جرى امس على يد ميليس, ولا تعرف كيف تدير شؤونها وتتدبر الأمور, خصوصا وانها لم تعد قادرة على حماية حلفائها, ولا حماية رجالها الامنيين في الداخل من هجمات ميليس الى جانب انها بدأت تعاني من الأبواب العربية المقفلة في وجهها, بحيث لم يعد أمامها باب مفتوح إلا باب ايران التي تعاني بدورها من استحقاقات دولية داهمة تهدد بمخاطر كبيرة.أما في جانب عائلة الحريري فتحدثت الأوساط المقربة انها مرتاحة لقرب الكشف عن الحقيقة, وتعلن صراحة ان معلومات كثيرة حول حادث الاغتيال متوفرة لديها من زمان لكنها لا تعلنها وتفضل ان تصل الى ميليس ليعلنها بنفسه, وما يزعج عائلة الحريري الآن هو وجود »اللائحة السوداء« التي تتضمن أسماء شخصيات لبنانية مطلوبة للاغتيال من ضمنها عميد العائلة الآن الشيخ سعد الحريري, الذي قتلوا أباه ويريدون أن يقتلوه من بعده.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home