Sunday, October 23, 2005

قلق ومضطرب لا يلاطف أبناءه ومختلف


قلق ومضطرب لا يلاطف أبناءه ومختلف
مع أخيه ماهر ويخشى من انقلاب شمشوني
"الأسد المحاصر" يخسر 8 كيلو
من وزنه وعاجز عن تسليم أقربائه
دمشق ¯ »السياسة«:قالت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية أمس ل¯ »السياسة« ان دمشق بعد إعلان التقرير النهائي لميليس هي غيرها قبل ظهور الإعلان والكشف عن أسماء المتورطين في تخطيط وتنفيذ جريمة اغتيال الحريري.ونقلت المصادر صورة بانورامية للاوضاع في العاصمة السورية وقالت ان الاوضاع هذه كلها اصبحت محكومة للضياع, وللاستنفارات العسكرية, ولضياع المنطق واساليب الدفاع عن النفس, مضيفة ان الكشف عن الحقيقة كشف ايضا عن الهزال المطلق في التفكير السوري الرسمي, الذي يشمل تفكير اركان النظام واركان الحكومة, وعجز هذا التفكير عن قراءة الظروف الاقليمية والدولية, وحتى عن الاستفادة من تجربة صدام حسين اليائسة في العراق, والتي انتهت به الى الهلاك والمهانة الشخصية.وقالت المصادر في هذا الصدد ان التوتر والقلق يسودان الحياة العامة في سورية, باعتبار ان لو احد اصبح قادرا على معرفة ماذا سيحصل, وهل ستتعرض البلاد الى ضربة عسكرية دولية, وهل سيبقى النظام ام سيسقط?.إضافة الى ذلك فان جميع الثكنات العسكرية في انحاء البلاد, دخلت مرحلة الاستنفار الشديد, وان قادة الفرق في الجيش قد اخذوا بروح عدم الثقة ووضعوا تحت الرقابة المشددة.اما عن احوال رئيس النظام السوري بشار الاسد الشخصية فقد أفادت المصادر ان الرجل القلق خسر ثمانية كيلو غرامات من وزنه, ولم يعد يتلاطف مع عائلته, زوجته وابنائه, وكذلك توقف عن الاجتماع بأخيه ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري, وان اجتمع به صدفة اشتعلت بينهما الخلافات, وتبادلا التهم عن من هو المسؤول عن ايصال الاحوال العامة الى هذا الحضيض.وتضيف المصادر ان الاسد الذي دخل مرحلة عميقة من العزلة, بدأ يتناول الحبوب المهدئة للسيطرة على اعصابه, ولمساعدته على النوم, وكل المحيطين به بدأوا يشعرون بأنه اصبح شخصية متوترة قلقة ومنزعجة.واكدت المصادر ان اكثر ما يقلق الأسد, بعد صدور التقرير النهائي لميليس, هو الخيارات المستحيلة التي اصبح يشعر انه عاجز عن اتخاذها, فالاتهام بالتورط قد طال اكثر الدوائر قربا منه, ومن بينها اخوه ماهر, وصهره اˆصف شوكت, فان سلم هؤلاء الأقرباء للعدالة الدولية فلن يضمن العواقب الوخيمة وتجنبها, وان لم يسلمهم فلن يأمن من جانب المجتمع الدولي وما سيجره عليه من عواقب اكثر شدة وخطورة, اقلها ما جرى لصدام حسين, واذا ما اراد الاخذ بالخيار القذافي فإنه لن يصح لأن ظروف قضية لوكربي تختلف عن ظروف قتل الحريري. يضاف الى هذه الورطة ان الاسد يعرف ان المتورطين في ارتكاب الجريمة يتمتعون بمواقع سلطة وقوة ونفوذ, لايعتبرون انفسهم اكباش فداء لبقاء النظام ورئيسه, وليس لديهم الاستعداد للتضحية بانفسهم لأجل احد, مهما كان, واذا ما حشروا فانه من السهل عليهم اتخاذ »الخيار الشمشوني« فيهدمون المعبد فوق رؤوسهم ورؤوس اعدائهم. وكذلك يعرف الاسد ان ليس لديه المقدار الكافي من السلطة والقوة الذي يمكنه من إلزام الاقرباء المتورطين على التسليم, خصوصا صهره اˆصف شوكت الذي لا يقدر عليه بعد ان امسك بعصب النظام المتمثل بالمخابرات وفرق الجيش النظامي.وتؤكد المصادر ان الاسد, لو يستطيع, فهو جاهز لبيع أخيه ماهر وصهره اصف شوكت في سبيل ان ينجو ويبقى في السلطة, على غرار ما فعله ابوه حافظ الأسد الذي ضحى بأخيه رفعت حين تطلع الى فوق وحاول الوصول الى كرسي الرئاسة. لكن الاسد الابن, تضيف المصادر, ليس كأبيه, اضافة الى انه لا يملك السلطة الكافية للقيام بهذه المهمة الصعبة, وهي ازاحة اقربائه من طريقه. ويخشى الاسد الاˆن من معركة اذا انتصر فيها فسيكون خاسرا, اذ لو فاز على اخيه وصهره وسلمهما فانهما حتما سيعترفان عليه, وسيقولان انه هو من امر بقتل الحريري, وان كل ما فعلاه هو تنفيذ الاوامر العليا.على هذا الصعيد المتصل افادت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية, ان مجلس الطائفة العلوية ينهمك هذه الايام في دراسة الاوضاع العامة بعد ان استشعر ان لا شيء ربحه ابناء الطائفة من النظام الحاكم. وقد يجتمع المجلس اليوم لتقرير »الاجراءات الانقاذية« التي يجب ان تتخذ, وبالذات تحديد من يجب ان يذهب, ومن يجب ان يتسلم السلطة. واعتبرت المصادر ان هذا الاجتماع, لو عقد, فانه سيمثل خروجا بينا للطائفة العلوية من الولاء لنظام الاسد وتأييده, الامر الذي سيفقده اˆخر اسباب البقاء والاستمرارية, وينزع عنه صفة التمثيل لمصالح العلويين الذين لم يصيبوا شيئا منه, وتضررت منه هذه المصالح. ووصفت المصادر اجواء الطائفة بأنها مكهربة ومتوترة, خصوصا بعد ظهور تقرير ميليس النهائي, ووصول اخبار مؤكدة عن الأسد بأنه يعيش عزلة دولية وعربية خانقة, وان لا احد في العالم, بما فيه العالم العربي, يريد سماع اسمه, ويحظى بكره شديد شعبي ودولي, وبان الرئيسين بوش وشيراك مصران على تقديمه الى محكمة دولية, ولا يريدانه الاستمرار في السلطة لا هو ولا حليفه اللبناني اميل لحود.على صعيد اˆخر ذي صلة نقلت المصادر ان وزير الداخلية السوري المغدور غازي كنعان, والذي حكم لبنان فعليا ابان الاحتلال السوري مدة عشرين عاما, كان ابلغ زوجته قبل موته بان لديه وديعة في بنك لبنان والمهجر في بيروت تبلغ 18 مليون ومئتي الف دولار احتفظ بها لمواجهة تقلب الأيام. وبعد موته قامت ارملته بمراجعة البنك المذكور فانكر ان لديه وديعة بهذا المبلغ باسم غازي كنعان, وبأن المذكور قام بسحب جميع ودائعه من البنك, وحولها الى سورية بعد اغتيال الحريري, وتقول المصادر ان ارملة كنعان لم تقتنع بهذه الافادة وقررت اقامة دعوى قضائية على البنك على امل استرداد وديعة زوجها.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home