دمشق متخوفة من أمر دولي
دمشق متخوفة من أمر دولي باعتقال
أركان مخابراتها الستة في بيروت
اشتباك مسلح بين الحرس الجمهوري
وعناصر آصف شوكت المحاصر داخل منزله
لندن - من حميد غريافي:بيروت - »السياسة«:عواصم - الوكالات:دخلت سورية سريعاً في مرحلة تنفيذ استحقاقات القرار الدولي 1636 حين كشفت رسمياً عن تلقي طلب رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس باستدعاء ستة من كبار مسؤوليها وضباطها الأمنيين المشتبه بهم في اطار الجريمة الارهابية الى بيروت لاستجوابهم.إلا أن دمشق التي اكتفت بالقول انها تدرس طلب ميليس قد لا تستطيع فعليا تلبية هذا الطلب دون تداعيات داخلية خطيرة حيث أكد شهود عيان, ومصادر مطلعة ان تبادلاً لاطلاق النار سمع بكثافة مساء أمس حول مكاتب رئيس المخابرات السورية اللواء آصف شوكت الذي يتصدر قائمة مشبوهي ميليس السوريين.وقالت المصادر ان الاشتباكات جرت بين قوات من الحرس الجمهوري بقيادة العقيد محمد سليمان وعناصر موالية لآصف شوكت.وكانت مصادر سورية رفضت الكشف عن اسمها اكدت امس ان اللواء شوكت وضع قيد الاقامة الجبرية في منزله تمهيدا لتسليمه الى ميليس..(راجع ص30-31)وجاءت هذه التطورات في الوقت الذي شددت فيه أطراف عربية ودولية على ضرورة تعاون سورية الكامل مع لجنة ميليس من جهة واستجابتها لتقرير مبعوث الأمم المتحدة الخاص بمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن من جهة ثانية.ويبدو أن مطالبات دمشق الاستباقية بلجنة دولية للحكم على مدى تعاونها مع ميليس لم تنجح في تأخير مثول رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية صهر الرئيس اللواء آصف شوكت واللواء بهجت سليمان الرئيس السابق للاستخبارات الداخلية والعمداء رستم غزالي رئيس الاستخبارات السورية سابقاً في لبنان ومساعده جامع جامع اضافة الى المسؤول في فرع فلسطين في المخابرات عبدالكريم عباس والخبير في الاتصالات والانترنت في الاستخبارات السورية ظافر اليوسف.وقالت مصادر مطلعة ومقربة من التحقيق ل¯ »السياسة« أمس ان ميليس سيوجه أول ضربة حقيقية لسورية حين سيطلب من السلطات القضائية السورية ممثلة بلجنة التحقيق الداخلية في اغتيال الحريري اعتقال هؤلاء الضباط الستة كما حدث في لبنان مع قادة الأجهزة الأمنية الأربعة المعتقلين بتهم التآمر وقتل الحريري وهو ما تخشاه سورية.وحسب المصادر فإن ميليس يخطط لمواجهة الضباط السوريين الستة بعدد كبير من الشهود غير المتوقعين وتسجيلات ووثائق قد تنتهي الى ادانتهم كما سيقوم بمواجهة المشتبه فيهم من السوريين مع المتهمين اللبنانيين لاحباط أي رواية منسقة قد يكون السوريون جهزوها سلفاً.وفي دمشق اكتفت مصادر مسؤولة في وزارة الخارجية بالقول ان السلطات تدرس طلب ميليس استجواب الضباط الستة في مقره في فندق »المونتيفيردي« الخاضع لاجراءات أمنية كثيفة للغاية, فيما جدد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في كلمة أمام القيادة الوطنية التقدمية تأكيده على أن سورية ستتعاون بالكامل مع لجنة ميليس لكنه عاد وحدد شروطاً لهذا التعاون مثل »المهنية والحيادية«.من جهتها, عقدت اللجنة السورية الخاصة للتحقيق برئاسة المحامي العام القاضية غادة مراد مؤتمراً صحافياً مختصراً شددت فيه على التعاون مع ميليس والقضاء اللبناني دون الخوض في أي تفاصيل.في غضون ذلك, نشطت الحركة السياسية الدولية حول الملف السوري حيث طالب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في باريس باستخلاص النتائج من تقرير لارسن حول وجود تنظيمات مسلحة غير لبنانية على أرض لبنان مشدداً على ان سورية يجب أن تتعاون بالكامل مع لجنة ميليس.وفي عمان أعرب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني عن أمله في ان تتجنب سورية أي نتائج سلبية لتقرير ميليس مشيراً بعد استقباله نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى ان على دمشق ان تبدي كل تعاون ممكن مع التحقيق الدولي.من جانبه, كرر المعلم تصريحات مسؤولي بلاده السابقة حول التعاون موضحا انه اطلع العاهل الاردني على المواقف السورية في هذا الخصوص.وستكون سورية كذلك محوراً أساسياً لمحادثات عنان الذي سيزور مصر والمملكة العربية السعودية فيما سينتقل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد لقائه عنان الى الرياض ودمشق على ان تتوج هذه الاتصالات بزيارة لولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى القاهرة لبحث تطورات المنطقة وخصوصا الملف السوري مع الرئيس حسني مبارك.وفي لبنان, الذي يعيش على وقع تطورات التحقيق الدولي في اغتيال الحريري أكدت مصادر مطلعة ان ميليس سيعمد الى اطلاق موجة جديدة من التوقيفات فيما دعت مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون سورية ولبنان اليزابيث ديبل بعد لقائها وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ سورية الى الامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي وعدم عرقلة جهود المجتمع الدولي في كشف الحقيقة, وقالت ان »الكرة أصبحت الآن في الملعب السوري«.ونفت ديبل التي تزور بيروت لبحث فرص استثمارية اميركية في لبنان أي تدخل أميركي في شؤون لبنان الداخلية مشيدة بالتطورات الديمغرافية بعد الانسحاب السوري.لكن حلفاء سورية في لبنان بدأوا فعلياً هجوماً منسقاً على ميليس حاولوا خلاله التشكيك بنزاهته حيث اعتبر »حزب الله« ان التقرير الذي قدمه سياسي يخدم توجهات اميركية - اسرائيلية.وفي موقف لافت هدد زعيم الكتلة البرلمانية للحزب النائب محمد رعد بالانسحاب من حكومة فؤاد السنيورة بدعوى وجود تفرد في المواقف والقرارات مشيراً الى ان »حزب الله« »لا يمكنه أن يظل شاهد زور« على حد وصفه.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home