ماهر الأسد وشوكت وسليمان وغزالي
ماهر الأسد وشوكت وسليمان وغزالي
للاستجواب في قبرص أو جنيف
تقرير ميليس وضع سورية على حافة الهاوية
والمطلوب: رأسا النظامين في دمشق وبيروت
لندن ¯ من حميد غريافي:شرع تقرير ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري ابواب ونوافذ سورية على كل الاحتمالات المريرة, من فرض عقوبات دولية في مجلس الامن لها نفس اسنان العقوبات التي فرضها على العراق بسبب احتلاله الكويت عام ,1990 فحولته الى احدى افقر دول العالم قبل ان تؤدي تداعياتها بعد اثني عشر عاما الى شن الحرب عليه وتحويله الى شبه قاع صفصف, مرورا بخيار استخدام القوة العسكرية كما لمحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاسبوع الماضي, وصولا الى اسقاط النظام البعثي »الثاني« دون ان يرف للغرب جفن كما الحال في العراق.وكشف مسؤول في الامانة العامة لوزارة الخارجية الاميركية في واشنطن النقاب ل¯ »السياسة« عن ان مجلس الامن في جلسته المقررة مبدئيا الثلاثاء المقبل لتدارس تقرير ميليس, »سيصدر تحذيرا اخيرا وحاسما للحكم في دمشق بوجوب التعاون الكامل واللا محدود مع لجنة التحقيق الدولية بما في ذلك التجاوب مع متطلبات ميليس بنقل المسؤولين السوريين المطلوب استجوابهم الى خارج بلدهم حيث سيحدد مكانين لهم في احد مقري الامم المتحدة في قبرص او سويسرا (جنيف), وعلى رأسهم شقيق الرئيس السوري ماهر الاسد وصهره اˆصف شوكت وبهجت سليمان, بالاضافة الى من استجوبهم في السابق مثل رستم غزالي وجامع جامع وسواهما في جو من الحصار بحضور موظفين امنيين وديبلوماسيين وتحت مراقبة استخبارية مشددة بالصوت والصورة«.وقال المسؤول الاميركي في اتصال به من لندن »ان مجلس الامن, بتراص دولي واجماع شبه شامل, سوف لن يمدد مهلة تحقيقات ميليس مرة اخرى بعد انتهاء الفترة التي سمح له بها المجلس اصلا وتنتهي في الخامس عشر من ديسمبر المقبل وهي ثلاثة اشهر اساسية تمدد ثلاثة اشهر اخرى اذا طلب ذلك, وهذا ما حدث بالفعل (لبنان تقدم بطلب التمديد للجنة التحقيق حتى نهاية ولايتها في اواخر العام), ما يعني ان على السوريين ان يحسموا امرهم ويتخلوا عن ادعاءاتهم بأن مطالب ميليس تعجيزية , ويدعون الرجل يكمل مهمته بنجاح, والا فإن العواقب هذه المرة ستكون وخيمة عليهم«.وبصدور هذا التقرير الدولي الذي لم يسبق له مثيل في العلاقات الدولية, محملا كبار القادة السوريين معظم مسؤولية اغتيال الحريري, تكون دمشق اشرفت على »حافة الهاوية« التي حذرها العالم منذ ضلوعها في العراق بعيد سقوط بغداد في ابريل عام ,2003 وبالاخص طوال الاشهر الثمانية الماضية الفاصلة بين اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق في الرابع عشر من فبراير الفائت وصدور تقرير ديتليف ميليس رئيس اللجنة الدولية في التحقيق بهذا الاغتيال الدراماتيكي لتصحو (سورية) صباح الجمعة فتجد نفسها في مواجهة كل دول المجتمع الدولي, معزولة, مهيضة الجناع, لعدم تعاونها الكامل الذي عرقل التحقيقات الدولية ومنعها من الوصول الى اهدافها« حسبما ورد في التقرير الذي هز العالم لاتهامه النظامين الامنيين في دمشق وبيروت بالتخطيط للجريمة وتنفيذها, لاسباب اقل ما يمكن ان يقال فيها انها »لا تستأهل قتل هكذا رجل بهذا الحجم من النفوذ الداخلي والعربي والدولي الذي قلما تمتعت به شخصية ما من دول العالم الثالث«, حسب برلماني بريطاني في لندن.وكشفت اوساط رسمية على طرفي الاطلسي في كل من واشنطن وباريس ولندن النقاب عن ان »روحية تقرير ميليس »المفعمة بالسواد« استهدفت المقامين السياسيين الاولين في النظامين السوري واللبناني في جوهريهما, حين اتهم في التفاصيل وذكر الاسماء اعلى قياديي الاجهزة الامنية في البلدين وعلى رأسهم مدير الاستخبارات العسكرية السورية اˆصف شوكت صهر الرئيس السوري, ومدير جهاز الامن العام اللبناني السابق جميل السيد, بتخطيط فصول الجريمة طوال اشهر وبتنفيذها بطريقة معقدة يعجز عن اتباعها الناس العاديون ولا يمتلك عناصرها الا اجهزة دول منظمة وذات خبرة واسعة وامكانات بشرية ومادية كبيرة«.وقال احد كبار اعضاء لجنة العلاقات الخارجية والاستخبارات في مجلس النواب بالكونغرس الاميركي ل¯ »السياسة« ان »روحية تقرير لجنة التحقيق الدولية وضعت الرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني اميل لحود حليفه نفسيهما وجها الى وجه امام الاتهام الكبير بمعرفتهما وموافقتهما على اغتيال الحريري, طالما صهر الرئيس الاول اˆصف شوكت وربيب الرئيس الثاني وساعده الايمن منذ مطلع التسعينات جميل السيد وقائد حرسه الجمهوري مصطفى حمدان, ضالعون في عملية الاغتيال هذه, ولن يكون بمقدور احد من اعضاء مجلس الامن لدى مناقشة التقرير الدفاع عن اي منهما, اذ لا يعقل منطقيا ان يكونا خدعا من اقرب المقربين اليهما او لم يطلعا على خطة الاغتيال«.وذكر البرلماني البريطاني بدوره ل¯ »السياسة« في لندن ان »تقرير ميليس حدد بطريقة واضحة جدا حتى ولو كانت غير مباشرة, عبر سرده الجزئيات في كيفية حبك مؤامرة الاغتيال, الهدفين الرئيسيين والنهائيين لمجلس الامن من مجمل تحقيقاته التي تعتبر سابقة في التاريخ القضائي الدولي, وهما رأسا النظامين السوري واللبناني, وسيكون عدم جلبهما الى المحكمة الدولية طعنة للقضاء والقوانين الدولية التي تتحكم بمجريات الحياة لشعوب الارض, وسقوطا فظيعا للمثل الاخلاقية البشرية ولحقوق الانسان«.وقال النائب البريطاني »ان (الرئيسين) بشار الاسد واميل لحود ليسا اهم من (الرئيس اليوغسلافي السابق) سلوبودان ميلوسيفيتش ولا اقوى منه, ولا سورية ولبنان بنفس مرتبة يوغسلافيا العسكرية والسياسية والدولية, وعليهما ان يخضعا لمشيئة المجتمع الدولي ويجلبا الى المحاكمة مثله, خصوصا وان وهج الاتهامات باشتراكهما في الجريمة (اغتيال الحريري) اكثر حرارة وحدة من كل الاتهامات النظرية ولكن المشابهة التي وجهت الى ميلوسيفيتش وادت الى سوقه امام المحكمة«.ودعا ديبلوماسي فرنسي في باريس امس الرئيسين السوري واللبناني الى »تقديم استقالتيهما فورا بعد صدور تقرير ديتليف ميليس, لانهما, سواء شاركا مباشرة في الجريمة ام لم يشاركا, يتحملان المسؤولية المعنوية واوزار معاونيهما الذين هما اختاروهم وعملوا معهما فترات طويلة بثقة تامة وتعاون حميم«.وقال الديبلوماسي »ان المنطق والعدالة يقضيان بذلك (اي استقالة الرئيسين), واتصالاتنا مع ممثلي المجتمع الدولي في مجلس الامن والامم المتحدة خلال الساعات القليلة التي اعقبت صدور تقرير لجنة التحقيق الدولية, اكدت انهم لن يقبلوا بأقل من ذلك, والا فان مجلس الامن سيتخذ قرارات خطيرة جدا يتوخى ان تدفع نتائجها المكلفة على النظامين السوري واللبناني بهما الى التنحي جانبا«.وذكر الديبلوماسي الفرنسي ل¯ »السياسة« انه »بعد اعلان ميليس رفض الرئيس السوري الاجتماع معه, وعدم تعاونه الكامل مع لجنة التحقيق, ومطالبته بانتقال المستجوبين السوريين الى خارج سورية بعيدا عن اي حضور حكومي سوري لعملية التحقيق, يعني لنا كما فهمناه نحن وحلفاؤنا, انه اذا كرر بشار الاسد رفض استقبال ميليس, فإنه سيدخل فورا دائرة الاتهام المباشره بالاغتيال. اما اذا رفض الامرين معا, تكون التهمة لبسته, وهذا ما يحصل عادة في كل عمليات التحقيق القانونية في العالم«.واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان »يقدم الرئيس اللبناني اميل لحود خلال فترة وجيزة على تقديم استقالته لانه لا يتمتع بنفس مواصفات حليفه السوري لا قوة ولا سلطة, وليس وراءه نظام يحتمي به بعد انهيار نظامه الامني وتلاشيه«.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home