Wednesday, November 09, 2005

تحسين خياط: هذه انجازات جميل السيد


حسن صبرا: حاكم عنجر السوري وتابعه اللبناني
GMT 3:45:00 2005 الأربعاء 13 يوليو
مجلة الشراع اللبنانية
1 ـ 2
*الحسيني وقف ضد المخابرات السورية وكان يتجاوزها بلقاء الرئيس الراحل حافظ الاسد فكان عقابه الخلع من رئاسة المجلس
*مبادرة عبدالله الزاخم لحل قضية عون في بعبدا عطلها كنعان لانها مرت عبر الهراوي واللواء صافي ولم تمر عبره
*طلبت من كرامي ان ينقل ممارسات الاجهزة ضد ((الجديد)) الى الاسد فأجابني: ((لن اتخطى الاستخبارات..)) ((ما متت ما شفت مين مات)).. لن اتخطى الاستخبارات
*كرامي استسلم لرستم غزالة وجميل السيد عندما اصبح رئيساً للوزراء خوفاً وقد يكون على حق
*الوحيد الذي وقف موقف البطل الشريف والحقيقي هو الحص الذي قال لا اكثر من مرة للرئيس حافظ الاسد
*عاقبوا الحص على بياناته ضد الاجهزة وفي انتخابات الالفين عملت الاجهزة ضده ولمصلحة الحريري وميقاتي والمتمولين
*بري كان شريكاً في كل ما يحصل في البلد من مشاريع وتلزيمات ومشاريع فاسدة
*اموال الكهرباء ذهب جزء منها الى كنعان وجزء آخر الى الهراوي وجزء ثالث الى خدام ورابع الى فرنجية.. وأخيراً الى رستم والعراب هو عهد بارودي
*قلت للحود اذا كلفت عضوم بمتابعة فضيحة الكهرباء وسمع امراً مناقضاً من غزالة فلمن سيستمع.. فلم يجبني
*كنعان وطوال 20 سنة لم يجرؤ على التحدث معي بكلمة ولكنه كان وراء اقفال ((الجديد)) عام 97 بالاتفاق مع بري والحريري
*كنعان كان يتحدث بطريقة مهينة ومذلة ومبتذلة مع القيمين على التلفزيونات
*المفتي جلال الدين هو المقاوم الاول وكنا مع حسيب عبدالجواد وفاروق سلام وجودت الددا نحول الاموال له ليدفع لعائلات الشهداء
*ابلغني مروان فارس بعد استشهاد سناء محيدلي ان كنعان يريد التعرف الي ليشكرني على وطنيتي فرفضت لانني لا اريد شهادة بالوطنية من ضابط استخبارات
*تعرضت مرات ((لزكزكات)) من جميل السيد لاتصل به واتعرف عليه لكنني لم افعل فاستدعوا زوجي للتحقيق من اجل تجديد جواز سفر وخطفوا خادمي من منـزلي
*اتصل بي السيد مرة يتيمة ليعاتبني على خبر نشر في الـ (الجديد)) وقال لي إنه آدمي فأجبته انت اكبر ازعر في لبنان وبلا أدب.. فهددني
*احتجز السيد ملكة جمال يوغوسلافيا في المطار لابتزازي فلم اكلمه.. وعندما هددت بالغاء مسابقة ملكة جمال اوروبا اذا لم يطلقها افرج عنها
*السيد كان يلاحقني بسيارة للأمن العام.. وعندما اردت اصدار جواز سفر لابنتي وهي في عمر السبع سنوات حجزه لأتصل به لكنني لم افعل
*منع السيد صديق ميقاتي من الدخول الى المطار وبعد اسبوع ألغى القرار بعد ان رتب وضعه مع نجله مالك
*اجتاحوا الـ(فيرجين)) بتهمة الترويج لاسرائيل لكن عندما عين مالك جميل السيد وكيلاً للشركة اصبحت موقعاً للأمة العربية
*اخترق السيد التلفزيون بموظفين كنت اطردهم عندما اعلم بأمرهم
*السيد كان اداة عند رستم غزالة لا بل انه لا يستطيع ان يعطس إلا بإذنه
*ميشال سماحة عميل صغير للسيد وغزالة امر بوقف الاخبار في الـ(NTV) ثمان وأربعين ساعة عقاباً على خبر عن داليا احمد

اختلفنا مع تحسين خياط حول الموقف من رفيق الحريري، والتقينا معه حول الموقف من اجهزة الاستخبارات السورية الحاكمة في لبنان وتابعها المحلي.. ولعل الصديق تحسين بات يدرك بعد معركته مع هذه الاجهزة عمق المعاناة التي عاشها الشهيد قبل ان يقتلوه غدراً في 14/2/2005.
عندما سألت تحسين عام 1996.. ((لقد صرفت حتى الآن عشرات ملايين الدولارات.. ولم تسترد منها فلساً وليس لك طموح سياسي او مادي، فلماذا اذن محطة الجديد (NTV)؟ وليس امامها سوى مهاجمة رفيق الحريري؟
رد قائلاً: هذه المحطة هي للمعارضة وكل رأي معارض، حتى لو جاء صديقي حسين الحسيني الى السلطة حاكماً فأنا سأكون في الموقع المضاد له.
لم تكن مواقف محطة (الجديد) الاعلامية معبرة تماماً عن هذا الموقع الذي اراده تحسين، لان معركته مع الحريري كانت طاغية على كل شيء، رغم انه يرد بأنها خاضت معارك ضد آخرين ايضاً..
ظل هذا الانطباع سائداً عندي.. حتى ذهلت كما معظم اللبنانيين والعرب من خبر اعتقال تحسين بتهمة العمالة للعدو الصهيوني وانحزنا له بطبيعة الحال وبدأ الاقتراب منه اكثر، فقد اصبح هذا الاعتقال نموذجاً لدرجة من الفساد والطغيان والافتراء على الناس من قبل الاستخبارات السورية الى درجة لا تطاق ولم تعد تحتمل.
نعم
لقد سبق لهذه الاستخبارات ان اقتحمت جريدة ((السفير)) عام 1976 بعد انتهاء ما يسمى بحرب السنتين وعبثوا بأرشيفها واعتقلوا عدداً من مسؤوليها لانها اتخذت موقفاً مدافعاً عن المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية خلال هذه الحرب.
وسبق لهذه الاستخبارات ان اقتحمت جريدة ((المحرر)) في الضاحية وقتلت الكاتب العربي الفلسطيني نايف شبلاق والزمت الكاتب والمناضل العربي الفلسطيني شفيق الحوت ان يقفز فزعاً من سطح مبنى الجريدة الى سطح مبنى آخر كي ينجو من الموت ومن الحريق الذي اصاب بعض جسده.
ولقد سبق لهذه الاستخبارات السورية ان احالت مبنى جريدة ((بيروت)) الى ركام كامل على الارض بسبب خلافها مع النظام العراقي.
غير ان هذا كان في زمن مضى، تحولت فيه هذه الاستخبارات بعد ان امسكت بالبلد كله.. كله.. كله.. الى ارعاب الصحافة والاعلام بوسائل اخرى فقد كان ضباطها يتصلون بمحطات مرئية لكي يمنعوا بث خبر قبل اذاعته، وكانوا يرتبون مقابلات لجماعاتهم عبر هذه المرئيات ويمنعون ظهور من لا يريدون، ومن كان يعترض او يظهر رفضاً او يفتح ساعات بثه لرأي لا يعجبهم كان يلاقي مصير مرئية الـ ((M.T.V)) والتفتوا الى المجلات والصحف فدسوا مخبرين فيها واشتروا محررين وموظفين عاديين.
فعلوا هذا بالصحف والمجلات ودرو النشر والمطابع، طبعاً مع الناس وليس مع الآلات، حتى ينصرفوا الى عمل كل الموبقات دون ان يجرؤ احد على مجرد الاشارة اليهم.
نعم
كانت هناك كتابات تلمح اكثر مما تصرح، وتتعب القارىء او المشاهد وهو يلاحق ما بين السطور ليكتشف هدف الكاتب.
كانت الهيمنة قاتلة وكان بدا ان لا أمل في ظل القمع وشراء الضمائر وتسخير ما يمكن تسخيره لخدمة هذه الاجهزة خاصة من قبل السياسيين والحاكمين وهي مطمئنة.
غير ان نموذج ارهاب تحسين خياط كان فاقعاً في درجة الوقاحة التي اعتمدتها هذه الاجهزة.
نعم خرج تحسين من هذه المعركة بطلاً وهي ارادت ان تحرق سمعته بتدبير تهمة العمالة لاسرائيل وهي تهم تلجأ اليها الاجهزة لتبرير ضعفها او لتظهر مقدار رذالتها والمدى الذي يمكن ان تصل اليه في ارهابها.
اندفعنا الى تحسين بعد هذه الجريمة ضده، وضد الوطن وضد الاعلام، وكان معه هذا الحوار الطويل الذي لم يحدد بمكان ولا بزمان، لانه بدأ وقوفاً في بهو فندق (ريتز) في الدوحة اثناء حضورنا مؤتمراً فيه واستكملناه على فترات غير متباعدة في بيروت، اختلفنا في الحوار، والتقينا خاصة وان ((الشراع)) ومحطة ((الجديد)) تخوضان الآن معركة مشرفة ضد الفساد والافساد.. وهذان العنصران هما صدى حقيقي لتسلط اجهزة الامن السورية التي كانت حاكمة مع تابعها اللبناني.
في كل الحالات يسجل لتحسين خياط ومرئية الجديد (N.T.V)) انها مثلما وقفت ضد الارهاب الاستخباراتي فإنها ايضاً تخوض معركة جدية وناجحة ضد الفساد، وقد بدا ان الاثنين وجهان لعملة واحدة.
ونحن نتحدث عن هذه الثنائية فليس انسب من ان يكون الحوار مع تحسين خياط عن اثنين يكملان بعضهما بعضاً او هما وجهان لعملة واحدة، رستم غزالة وجميل السيد.
نعم
سبق لـ((الشراع)) ان خصصت لكل منهما غلافاً روى جزءاً من سيرتهما، وكانت واقعة غزالة مع تحسين خياط بارزة في مقالة ((الشراع)): ((رستم غزالة الكردي الذي حكم لبنان)).. وكذلك وقائع لا تحصى عن جميل السيد.
الآن
الحوار مع تحسين خياط يقتصر على ممارسات الثنائي رستم وجميل ضد الرجل والمحطة، حتى لو اختلط فيها الشخصي بالسياسي فإنها في نهاية المطاف نماذج من التسلط والقهر والاستخدام المقيت للسلطة، لكنها ايضاً تظهر مقاومة العين للمخرز، وهي مقاومة تسجل لتحسين خياط، حتى لو ظللنا نتساءل نحن وعائلته.. على من كان يعتمد.
انتصر تحسين في معركة حريته الاعلامية – وهي تعني حرية الوطن والاعلام والاعلاميين – بفضل شجاعته في وقت كادت فيه هذه الشجاعة تكلفه حياته رصاصة في ليل او قذيفة في نهار او خطف الى قبو او مصير كمصير سليم اللوزي او رياض طه او سمير قصير.
انتصر تحسين خياط ومرئية (الجديد).. وهي مسؤولية كبرى بالمحافظة على هذا الانجاز العظيم.. ان تستمر وان تكون دائماً موضوعية وان تظل حريتها مسؤولة ليس عن الخبر او التعليق او الصورة بل عن الحقيقة والوطن وقبل كل ذلك.. الناس.
وفي ما يلي نص الحوار الذي نعرضه على حلقات:

# ونحن نبدأ الحوار حول ممارسات الجهازين الامنيين السوري وتابعه اللبناني من خلال آمريهما رستم غزالة وجميل السيد، احب ان اسألك (قيل كثيرا عن شيء اسمه ((نظام امني لبناني – سوري مشترك))، هذه العبارة الا تعتقد انها تحتاج الى الدقة؟ وهل كان يجرؤ احد على مخالفة أي امر يقرره ضابط استخبارات سوري سواء كان اسمه غازي كنعان او رستم غزالة؟
- لا اذكر ان في لبنان مسؤولاً او غير مسؤول استطاع ان يقف بوجههم ولم يواجه عقاباً شديداً.
# هل حدثت محاولات ممن لم يفهم مثلاً او انه عاند ودفع الثمن؟
- طبعاً حتى السياسيون، انا اذكر مثلاً الرئيس الحسيني، عندما كان رئيساً للمجلس الم يعاقب ويحارب؟
# كيف؟
- انا عايشت الرئيس الحسيني عندما كان رئيساً للمجلس وهو صديقي ورفيق العمر فالرئيس الحسيني كان يأخذ ويعطي وانا لا اقول انه كان ضد سوريا لكنه كان يقول لا، وكان يتخطى غازي كنعان ويذهب الى الرئيس حافظ الاسد عندما تكون هناك ((اجندة)) عند الاجهزة على الارض تختلف عن سياسة سوريا او على الاقل كانوا يعملون على الارض بخطة لا تتفق اولاً مع سيادة لبنان وثانياً قد تكون مضرة للبنان وسوريا، واعطيك مثلاً صغيراً مرة كنت على الغداء في بيته فجاء غازي كنعان ومروان حماده واثنان آخران واعتقد رياض رعد ايضاً واربعة اشخاص وكان وقتها حسبما اذكر يجري البحث في الدعوة لمؤتمر اللقاء الوطني في البريستول الذي حضره (الرئيس الراحل) سليمان فرنجية والقى فيه خطاباً وكان لقاء البريستول لقاءً وطنياً شاملاً وكانت عناصره من الوزراء والوزراء السابقين وما الى هنالك، فجاء غازي كنعان يريد ادخال الميليشيات والاحزاب في هذا اللقاء لكن الرئيس الحسيني رفض واستمر النقاش لأكثر من ساعة ونصف الساعة وحسين الحسيني يرفض هذا الامر. وبقي رافضاً وبعدها جاء تقي الدين الصلح رحمه الله وتشاور معه حيث كان الرئيس الحسيني يحترم آراءه وفي اليوم التالي طلب موعداً مع الرئيس حافظ الاسد وذهب اليه وهو رافض، وبقي رافضاً، وتم عقد المؤتمر بمعزل عما طلبه غازي كنعان.
# هذا الكلام كان قبل اتفاق الطائف طبعاً؟
- نعم، قبل اتفاق الطائف اقول انه في ذاك الوقت عندما كان الرئيسان الحسيني وسليم الحص كان هناك أخذ ورد في القرار، ومما لا شك فيه انه كانت توجد مصالح سياسية ولم نكن بعد قد دخلنا في مرحلة الاستسلام لاجهزة الاستخبارات السورية. وعندما ذهب الحسيني الى الرئيس حافظ الاسد واشتكى اليه اعطاه الحق وكسر كلام غازي كنعان وقال: ((ابو علي معه حق))، ونفذ الحسيني ما اراده ولكنه عوقب.
# كيف؟ خلعوه من المجلس؟
- طبعاً، خلعوه من رئاسة المجلس ولم يعد الرئيس الحسيني محبوباً منهم وحورب بالانتخابات في منطقته نفسها، ولم يعد من المحظيين في لبنان.
# الا تعتبرها جزءاً من الصراع الاستخباراتي السوري، بمعنى ان الرجل المكلف في لبنان هو غازي كنعان، ولكن في سوريا هنالك ايضاً مرجعية استخباراتية تعنى بالشأن الشيعي يمثلها اللواء محمد ناصيف اليس كذلك؟
- هناك نظام قائم في سوريا يعتبر غازي كنعان (او رستم غزالة) مكلفاً بهذا الشأن فهو المرجعية الاولى والاخيرة ولدى حدوث أي تضارب يرجع القرار في النهاية الى رئيس جهاز المخابرات في لبنان وكذلك الحال في سوريا.
# كيف تفسر ان الرئيس الحسيني يستطيع مقابلة الرئيس الاسد في اليوم الثاني لرفضه طلب غازي كنعان والاستقبال عادة يحتاج الى اجراءات تستغرق مدة فإذا بها تكون في اليوم التالي، لماذا؟ اليس لأنه كان نافذاً مع جهاز آخر في سوريا.
- لا، لأنه كان موضوعاً ملحاً يعني مثلاً كان عبدالله الزاخم يفاوض وقت ميشال عون قبل ان يضرب بالطائرات وكانت علاقة عبدالله جيدة مع قائد القوات السورية في لبنان العماد ابراهيم صافي وكان الاخير قادراً على الاتصال مباشرة مع الرئيس حافظ الاسد لاجراء تسوية لقضية عون وكان رد الرئيس الاسد: ((علينا ان نراجع دائرة الاستخبارات)) فتوجه عبدالله الزاخم لمقابلة الياس الهراوي ووافق الهراوي على التسوية لكنها لم تمش.. لماذا؟، لان عبدالله الزاخم تخطى غازي كنعان وان يكن عن طريق ابراهيم صافي والذي عطّل هذه المفاوضات التي وافق عليها الاسد والهراوي، هو غازي كنعان.
# الا تعتقد ان هناك لغزاً بمعنى ان كلمة السر الفعلية هي عند غازي كنعان والباقي تفاصيل، فإذا راجع احد الرئيس الاسد تبقى كلمة السر عند كنعان وهي التي تحصل؟
- يجوز، قد يكون هذا ولكن لا، هذا شيء جدي وحصل امامي، فأنا مرة قلت للرئيس عمر كرامي عندما خضنا في محطة (N.T.V) المعركة ضد الاجهزة سنة 2000: انت تقابل الرئيس بشار الاسد بإمكانك ان تقول له عن ممارسات الاجهزة فأجابني ((لا لن اقول له)) مضيفاً (ما متت ما شفت مين مات)، ((لن اتخطى الاستخبارات السورية في لبنان)).
# ممن كان يخاف عمر كرامي؟
- بالنهاية القرار اللبناني كان بيد غازي كنعان او رستم غزالة، عندما يريد احد ما ان يتخطى كانا يحكمان عليه بالاعدام فعمر كرامي عانى من الاجهزة السورية ما لم يعانه احد.
# حجزوه في منـزله لمدة 12 سنة؟
- عندما اصبح رئيساً للوزراء اختلف الوضع استسلم لرستم غزالة وجميل السيد لانه يقول لي ((ما متت ما شفت مين مات)) وقد يكون على حق لكن الوحيد الذي وقف موقف البطل الشريف والحقيقي هو سليم الحص.
# متى وكيف؟
- من سنة 2001 وانا خائف عليه والدكتور سليم رفيق العمر وجاري في منطقة الدوحة.
# قال في كتابه، كيف طلبوا منه ناصر قنديل ورفض وقبل ذلك سامي الخطيب ورفض، هل يوجد شيء آخر لم يقله في كتابه؟
- اصلاً الرئيس الحص قال للرئيس حافظ الاسد ((لا)) اكثر من مرة ورجع لرئاسة الحكومة. وعندما نشر كتابه الوحيد الذي تصدى فيه للاجهزة الامنية اللبنانية – السورية بالاسم ونشرت كتاباً ايضاً وعندما كنت اخوض المعارك ضد الاجهزة كنت ألتجىء للسياسيين، بدون استثناء من قرنة شهوان وغيرهم.
لم يتجرأ احد من السياسيين في البلد ان يسير معي في هذه المعركة، فأنا اعلامي في النهاية ولست سياسياً وليست لي علاقة بالسياسة وليس عندي طموح بالسياسة لا في الماضي ولا في المستقبل. انا رافض تماماً ومشهود لي بأني رفضت ان اكون وزيراً فإذن لا علاقة لي بالسياسة، انا بالاعلام اخوض معارك دفاعاً عن هذا الوطن، وانا اضع هذه المعارك والمعطيات كي يأخذوها هم ويتفاعلوا ولكن لم يتجرأ احد ويباشر بالعمل الا الحص.
# هل هناك اشياء اخرى غير التي وردت في كتاب الرئيس الحص؟
- في كل محطة كنا نخوضها كان الحص يصدر بياناً ضد الاجهزة.
# عاقبته الاجهزة؟
- طبعاً.
# ما كان برأيك اكبر عقاب ضد الرئيس الحص؟
- عاقبه عقاباً لا مثيل له وخاصة في الانتخابات سنة الـ 2000 والاجهزة الامنية اللبنانية – السورية كانت تعمل لمصلحة من معه مال، لا سليم الحص ولا عمر كرامي ولا حسين الحسيني، كانت الاجهزة تعمل لمصلحة رفيق الحريري ونجيب ميقاتي وكل الناس التي معها اموال.
# واشتغلوا ايضاً لمصلحة نبيه بري الذي لا يدفع، فهو يأخذ ولا يعطي مثلاً.
- نبيه بري يشاركهم، فهو شريك مضارب لكل ما يحصل في البلد من مشاريع، تلزيمات، توظيفات ومشاريع فاسدة تقوم بها الاجهزة الامنية اللبنانية – السورية فهو له حصة دائمة.
# وميشال المر؟
- ميشال المر؟ ميشال المر كذلك.
# مقاول
- وسيط.
# الا تريد ان تسميه سمساراً؟
- هو ليس صاحب القرار، مثلاً عندما تريد الاجهزة ان تمرر شيئاً ما يستخدمونه لمصلحتهم مع رئيس الجمهورية او مع رئيس الوزراء وقد تكون له مصلحة.
# الآن يبدأ السؤال الاول، هذا النظام الامني كان رمزه في لبنان في البداية غازي كنعان، كان يعطي اوامر الى كل القادة، من هم ابرز من كان يترجم مباشرة الرؤية التي يريدها غازي كنعان ولا يحيد عنها؟
- كانا اثنين جميل السيد وغازي كنعان ومن بعدهما رستم غزالة وجميل السيد، انتم ذكرتموها خطأً وغيركم ذكرها هي ان جميل السيد وغازي كنعان اختلفا.. هذا غير صحيح لم يختلفا يوماً اطلاقاً.. واذا ظهر هذا فهو مسرحية، فكل واحد يؤدي دوراً، يختلف اثنان عندما يكونان الند للند، ولكن جميل السيد يأتمر بأوامر غازي كنعان او رستم غزالة، يمكن في عملهم يتآمرون على رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء فدائماً مصالحهم الاساسية لم تكن لمصلحة لبنان العليا، بل مصالحهم كلها مصالح صفقات وأموال وفساد.
# دعنا لا نتحدث بالعموميات، اين الشواذ؟ اين هي الصفقات؟ اين هو الفساد؟ اذا بدأت مثلاً بالكهرباء اين الهدر الكبير، عند من كان يذهب؟ ومن الذين كانوا يقومون به؟
- كان عهد بارودي عند غازي كنعان وكان أي مشروع يتم التوافق عليه بين ايلي حبيقة الوزير في حكومة رفيق الحريري وبين بري الذي كان العراب الاول لهذه القصة بمعزل عن الحريري وغيره، عندما كان وزيراً للكهرباء وكان غازي كنعان شريكاً معه في هذه القصة لذلك كان عهد بارودي محمياً دائماً ورودي بارودي كان مستشاراً في كل العهود وكل الوزارات والتلزيمات، من كان يجرؤ على ان يشترك فيها؟ وبإمكاني ان آتيك بالذين كانوا يشاركون وينافسونهم بالمناقصات، وتسمع منهم فهذا جورج افرام الذي اقيل، هل تجرأ على ان يقول لماذا؟ لا، لم يتجرأ ان يفصح عن السبب علماً اننا نعرف كل شيء.
# لانه في اول جلسة مفاوضات وفّر على الخزينة 40 مليون دولار مع شركة (انسالدو) وكان الياس الهراوي يقول له: يا جورج هل تريد ان يعيش الناس في الظلام؟
- صفقة الكهرباء جزء منها ذهب الى غازي كنعان وجزء الى الياس الهراوي وجزء آخر الى عبدالحليم خدام، والى سليمان فرنجية واخيراً الى رستم غزالة، وعراب هذه المسألة هو عهد بارودي. ذات مرة التقيت به عند الرئيس كرامي بناء على طلبه والحاحه فقالي لماذا تتحدثون عني هكذا في نشرة الاخبار؟ فقلت له اذا كان عندك شيء فإذهب الى مدير نشرة الاخبار، مشكلتك ليست عندي ولا تتكلم معي في هذا الموضوع، ولكن انا عندي سؤال: ((اين هو شريكك غازي كنعان الذي يحميك؟)). وكان معه في صفقات الكهرباء شركاء ايلي حبيقة ومن بعده محمد عبدالحميد بيضون وأيوب حميد وكل الوزراء ورجل جميل السيد موريس الصحناوي وبسام يمين، شفيق قبلان، يمين الممول الاول لسليمان فرنجية وكله بمشاركة سورية. وعندما جاء رسم غزالة بعد كنعان طالبت رئيس الجمهورية بفتح هذا الملف قائلاً اما ان تفتحوه للآخر او ان عهد سيذهب الى رستم غزالة ليسمع منه المعادلة التالية: كنت تدفع لغازي كنعان فعليك ان تدفع لي، فقال لي الرئيس لن يتدخل رستم غزالة وانه سيكلف عدنان عضوم بمتابعة الامر فقلت له: يا فخامة الرئيس اذا اعطيت امراً لعضوم وسمع امراً مناقضاً من غزالة فلمن سيستمع عضوم؟ لم اسمع جواباً من لحود انما نظرات بعيدة على وجهه، فذهب عهد بارودي ودفع لرستم غزالة ما كان يدفعه لغازي كنعان وتلفلف كل شيء وخرج رودي بارودي من المسألة بريئاً ومسكيناً.
# انت لك تجربة خاصة في كيفية ملاحقة او تصدي الاجهزة الامنية لك سواء على المستوى الشخصي او الاعلامي في مرئية الـ (نيو.تي.في).
اولاً: ما هو السبب ثم ما هي الوقائع؟ وقد حاولوا ان يدجنوا وسيلتك الاعلامية لمصلحتهم؟ كيف؟
- اولاً انا قررت ان انشىء محطة تكون صوتاً للناس وكنت قررت، وبالفعل اطلت على الناس عام 1992 لحين الاقفال لكننا ابطلنا الحكم الصادر ضدنا من حكومة الرئيس رفيق الحريري. وكان تم يومها توزيع الرخص ما بين رفيق الحريري ونبيه بري وميشال المر وفرنجية. في ذلك الوقت ولغاية 97 كنت اتصدى لكل شيء اسمه حكام، سواء كان عن طريق الاجهزة او عن طريق المسؤولين، وزراء او رئيس وزراء وغيرهم وكنت دائماً احيد رئيس الجمهورية لانه رمز للبلاد.
# لن يقبل الناس هذا منك، ان تحيد صاحب السلطة.
- لا، هو ليس صاحب السلطة.
# هل تتحدث عن الهراوي او عن الرئيس لحود؟
- لا، انا احكي تباعاً الياس الهراوي انا تعاملت معه بغير اسلوب، فأنا كنت اقول لمسؤولي النشرة دائماً: ((حيدوا رئيس الجمهورية.. وكان في هذا التـزام ايضاً بالقانون الذي يمنع التعرض لرئيس الجمهورية كما لأي رئيس او ملك تحت طائلة الاقفال.
لقد عانيت كمحطة تلفزيونية وليس انا شخصياً واقفلت المحطة سنة 1997 ولجأنا للقضاء اللبناني واخذنا حكماً من اعلى سلطة قضائية باعادة الترخيص وأعدت البث في 2001.
# هل حملت المسؤولية للرئيس الحريري؟
- نعم، طبعاً.
# هل السبب انك كنت دائماً تقوم بحملات ضد رفيق الحريري؟
- انا لم اكن اقوم بذلك.
# التلفزيون؟
- التلفزيون كان يتصدى للسلطة التنفيذية وانا لم اوفر السلطة التشريعية ولا التنفيذية.
# ولكن كانت الحصة الاكبر ضد رفيق الحريري وقبل قليل قلت ان رئيس الجمهورية ليس صاحب سلطة.
- اولاً كوسيلة اعلامية لا نستطيع التعرض لرئيس الجمهورية والقانون يمنع ليس هنا فقط ولكن في كل الدول العربية.
# يعني فقط في القانون تعتبر السلطة لرئيس الوزراء؟
- نحن كنا نتصدى لرئيس الوزراء والوزراء ورئيس المجلس النيابي وكذلك لاجهزة المخابرات، اقفلنا سنة 1997 ولم يترحم علينا السوريون علماً ان موقفنا كان واضحاً عربياً وقومياً اكثر منهم.
# لماذا لم يترحموا عليك؟ لماذا تركك السوريون؟
- لان الصفقة عقدت بين الحريري وبري وغازي كنعان حول اقفال الـ(نيو.تي.في) واعطاء التراخيص كذلك، كان غازي كنعان له اليد الطولى في الموافقة او عدمها.
# اذا كان هناك عداء بينك وبين الرئيس الحريري او انت كنت تقوم بحملة ضده او ضد نبيه بري، لماذا لم تتعرض لغازي كنعان؟
- هو شريك معهم وبالتالي الاجهزة شريكة معهم.
# لكن لم تتعرض بكلمة واحدة لغازي كنعان؟
- لا، كنت دائماً اغمز من قناته عندما اتحدث عن موضوع الاجهزة وسأحكي لك، اولاً غازي كنعان بقي 20 سنة في لبنان، اريد ان استعمل كلمة لم يجرؤ على الكلام معي، فهو لم يكلمني ولا مرة، لا لقاء ولا اتصال هاتفي بيني وبينه.
# ولم يكن هناك وسائط.
- ولا وسائط.
# الا توجد نصائح؟
- نعم، كثير من الزملاء الذين يحظون بالاحترام والتقدير يقولون لا يجوز التصدي لهذا الحد ولكنني لم اتجاوب مع احد ومنذ ذلك الوقت والى فترة قريبة، وذات مرة كان يتحدث اليّ غبريال المر فلم انم في الليل.
# لماذا؟
- حدثني عن برنامج تقدمه ماغي فرح وهناك تصويت على شخصية اصحاب القرار في لبنان ذاكرة اسم اللواء غازي كنعان انه الاول في لبنان كصاحب قرار.
ماذا حصل؟ يتصل غازي كنعان بغبريال المر ساباً شاتماً، اخبرني المر وانا ازوره في مكتبه ان غازي كنعان اتصل بي قائلاً (يا صفتك يا نعتك) فقلت له: ماذا؟ انا ((اعمل واترك) بغازي كنعان اذا تحدث معي هكذا وطار صوابي.
# الم تكن من صلة بينك وبين غازي كنعان؟
- عشرون سنة لا يوجد بيني وبينه أي اتصال او معرفة.
# ولكن هذه تسجل لغازي كنعان انك انت كنت في صف المعارضة وكنت تتهجم عليه ولا يقترب منك.
- قد يكون هذا صحيحاً ولكن انا اعرف انه كان بعض الناس يذهبون لغازي كنعان ويطلبون منه بعض الوساطات لبعض التلفزيونات ومنهم الـ(نيو.تي.في) فكان يقول لهم وهم يخبرونني: من أي مكان تريدون واسطة في أي تلفزيون تريدونه ما عدا الـ(نيو.تي.في) لانه ليس لي صلة معهم، وحتى اكثر من ذلك كانوا يخبرونني عن الطريقة التي يتحدث فيها غازي كنعان مع القيمين على التلفزيونات وهي طريقة مهينة ومذلة ومبتذلة، فانا لا يوجد بيني وبينه اتصال، واعتقد انه لم يتجرأ على ان يتحدث معي لا بالصالح ولا بالطالح.


تحسين خياط يتحدث عن حاكم عنجر السوري وتابعه اللبناني(2ـ3)
GMT 19:15:00 2005 الأحد 17 يوليو
مجلة الشراع اللبنانية
الشراع: الإثنين: 18 . 07 . 2005
تحسين خياط يتحدث عن حاكم عنجر السوري وتابعه اللبناني:
2 ـ 3
# كانت هناك خيمة زرقاء تحميك، ما هي؟
- هذا شيء يضحك، اصلاً زوجي في البيت كلما نذيع خبراً حساساً تقول لي: ((قل لي الآن من الذي يحميك؟)) كيف بامكانك ان تفعل هذا؟ فإذن انت تخبىء عليّ ويجب ان يكون احد ما يحميك؟ وفي اليوم التالي استقل سيارتي ومعي سائقي ونمشي، لا توجد حماية، اهم شيء هو ان يتعلم الانسان الا يخاف، فالله خلقني وهذه نعمة منه، فلا الكلب يخيفني ولا الحية تخيفني ولا الانسان ولا حتى باشغالي، يمكن لانني تربيت وانا اعمل ناشراً، وكانت العلاقة بيني وبين من يعطيني اتعابي التي اعيش منها واكوّن ثروتي منها علاقة الند للند سواء كان قارئاً او حكومة او حاكماً، فبقدر ما احتاج اليه هو يحتاج اليّ وليس عندي مرجعية اتلقى الاوامر منها، ويمكن هذا الشيء علمني الا اخاف احداً. لم اخف بحياتي ولا اذكر انني يوماً خفت من شيء وانا اعتقد ان هذا نعمة من الله، فليس بإمكانك ان تقول لأي شخص عليك ان تخاف او لا تخاف، ويمكن هذا هو اهم سبب جعلني استمر بمعاركي ولا ارد على احد، فمثلاً في موضوع غازي كنعان وعندما قامت المناضلة سناء محيدلي بعمليتها الاستشهادية البطولية وهي من الحزب السوري القومي كنت راجعاً من السفر بالطائرة فقرأت الخبر في الجريدة وبدأت الدموع تنهمر من عيني ولم استطع ان اتمالك نفسي فاتصلت بصديقي الدكتور مروان فارس ووضعنا كل امكاناتنا بتصرف هؤلاء الابطال وخاصة أهل سناء محيدلي. كأول فتاة تقوم بعملية استشهادية، وبقينا نلبي أي شيء يطلبه الحزب السوري القومي والآن اقول بأن المفتي محمد سليم جلال الدين وهو حبيبي كان هو المقاوم الاول في الاجتياح الاسرائيلي وكان وقتها ايضاً حسيب عبدالجواد رحمه الله وكان فاروق سلام والدكتور جودت الددا كانوا تاركين صيدا وكنا واياهم معاً منذ الاحتلال الاسرائيلي فكنا نحوّل اموالاً على حساب المفتي الشخصي في المصرف وهو يدفع بتعليمات من الشباب لعائلات الشهداء وعائلات المعتقلين.ومرة قال لي مروان فارس بأن غازي كنعان يريد التعرف عليك، فقلت له: لماذا يريد التعرف علي؟ اجاب: انه يريد ان يشكر لك وطنيتك، فأجبته بأنني لا ارضى ولا اريد ان اتعرف اليه، فهل انا اقوم بهذا العمل ليأتي ضابط استخبارات ويعطيني شهادة في الوطنية.لا، لا اريد التعرف اليه ولا اريد ان اراه، هذا الامر حدث اوائل الثمانينات وليست شيئاً جديداً وليس لي ولا يخصني غازي كنعان هذا او غيره، وليس لي عليهم شيء.
# لكن غازي كنعان لم يجرب ابداً ان يؤذيك وهو رجل قوي، ولكن لماذا تجرأ رستم غزالة على ان يؤذيك وهو ليس اقوى من غازي كنعان، ما الذي حصل وما هي المرحلة السياسية الجديدة اذا اردت امنياً او غير ذلك غير وضعه الشخصي او سلوكه الشخصي للقيام بهذا التصرف؟
- اهم سبب بتقديري هو انه يريد ان يلفني في الحظيرة وانا رافض لذلك، هو وجميل السيد لم يدعا وسيلة الا استخدماها ضدي، وسائل رخيصة واعتداء على الموظفين، وقف البث وايعاز الى بعض الوزراء. وبإمكاني ان اعطيك صورة عن الوضع كاملاً وعلى ضوء هذه الصورة تقرر انت وترى ما فيه.
# تماماً هذا هو المطلوب، لم تكن تعرف غازي كنعان، هل كنت تعرف جميل السيد ورستم غزالة؟
- غازي كنعان لا اعرفه وجميل السيد بتاريخ حياتي ولغاية هذه اللحظة لم اره ولا مرة، ولكن اتصل بي مرة واحدة هاتفياً وسأرويها لك لاحقاً. ورستم غزالة لا اعرفه ولم اره في حياتي الا عبر المرئية ما عدا مرة واحدة سيأتي ذكرها. ولا تضارب مصالح، فانا ادافع عن بلدي. وانا سأستعرض لك تجربتي مع هذين ومن خلالها ترى حال الوطن ككل، كيف يتعاملون وكيف يحكمون، وانا اقول انني نموذج.# متى اول مرة حصل صدام بينك وبينهما، كل على حدة؟- سأحكي لك وفق التسلسل التالي.
في الحلقة المقبلة:قصتي مع جميل السيد


تحسين خياط: هذه انجازات جميل السيد
GMT 17:30:00 2005 الجمعة 22 يوليو
مجلة الشراع اللبنانية
الشراع: السبت: 23 . 07 . 2005

قصتي مع جميل السيد:
هددني وخطف خادمي واحتجز ملكة جمال يوغوسلافيا والمذيعة داليا احمد..3 ـ 3


كتب حسن صبرا:

تتمة للحوار السابق يتحدث رئيس مجلس ادارة محطة ((الجديد)) المرئية تحسين خياط عن مخالفات ارتكبها جميل السيد ضده، مستخدماً منصبه في الامن العام وموقعه في التركيبة الامنية – السياسية اللبنانية – السورية التي حكمت لبنان بهدف دفعه للاتصال به وصولاً الى مد سلطته ونفوذه الى مرئية ((الجديد)) المعارضة والتأثير تالياً على سياستها وتوجهاتها.
خياط يعرض وقائع وتفاصيل للمخالفات والإرتكابات والملاحقات التي تعرض لها، بدءاً من خطف خادمه من منـزله الى احتجاز ملكة جمال يوغوسلافيا المشاركة في مسابقة ملكة جمال اوروبا في المطار.. وصولاً الى حجز جواز سفر كريمته إبنة الربيع السابع.
وفي ما يلي نص الحلقة الثالثة من الحوار:


# ما هي قصتك مع اللواء جميل السيد؟
- منذ ان استلم جميل السيد السلطة وهو يحاول ان يمد الجسور والعلاقات معي من خلال الواسطة او التحايل (المواربة)، ولا يوجد اتصال مباشر ابداً.

# من كان يقوم بالواسطة؟
- بعض الاصدقاء الذين كانوا يسألونني اذا دعوناك ودعوناه هل تلتقيه؟ كنت اقول ليس عندي مشكلة فجميل السيد ضابط، مدير الامن العام، علماً انني لا ارحب بالتعرف الى اشخاص في مثل هكذا مواقع لان طبعي هكذا، لكن لم يكن لدي مشكلة الا انني بدأت اشعر بان جميل السيد بدأ (يزكزكني).

# كيف مثلاً؟
- مثلاً ذات مرة كنت راجعاً الى بيروت عبر المطار فختموا لي جواز السفر ومشيت فإذا بالعسكري يناديني ويأخذ الجواز للضابط وانا واقف في الخارج واتحدث على الهاتف وبقيت نصف ساعة واقفاً، ناسياً اين اقف وبعد قليل انتبهت لكون الجواز ما زال لدى الضابط ففتحت الباب عليه فاذا به يتحدث مع جميل السيد قائلاً له عن اذنك سيادة اللواء لحظة واحدة وقال لي: عن اذنك دقيقة واحدة فخرجت واقفل الباب خلفي ثم عاد ليفتحه وقال لي ليست هناك مشكلة انما تشابه بالاسماء واعطاني الجواز فدفعت الضابط للداخل وقلت له: اجلس خلف مكتبك صارخاً: مع من كنت تتحدث؟ اجابني: مع الاستقصاء فقلت له أي استقصاء؟ اسمعني جيداً في كل لبنان لا يوجد اسم تحسين ولا في العالم العربي، وجواز سفري عليه مائة ختم من لبنان ولم يسألني احد عن شيء فمع من كنت تتحدث؟ سأريك وأريه فأخذت جواز سفري وغادرت. قل لمعلمك جميل السيد وصلت الرسالة. ثم عندما ارادت زوجي تجديد اقامة خادم في منـزلنا اتصلت ضابطة امن عام في الشويفات لتقول لها انا فلانة وعليك ان تحضري لعندي بخصوص معاملة خادم، اجابتها ((لا اعرف بهذه الامور اتصلوا بالسيد تحسين فردت الضابطة: انا لا اعرف بعلك تحسين، انا اقول لك انه يجب ان تحضري لعندي، فاتصلت بي زوجي واخبرتني بالموضوع واسم الضابطة فطلبتها هاتفياً وقلت لها: لماذا تريدين زوجي؟ اذا كان من اجل معاملة خادم فأنا عندي عشرين خادماً لماذا الآن تريدين ان تحضر زوجي لعندك، فأجابت: نحن احرار فأجبتها لا انت لست حرة، فأنا عندي مئات الموظفين فكل موظف يريد ان يعمل اقامة عليّ ان احضر لعندك فأنا لدي محام ولدي ايضاً معقب معاملات فزوجي لن تذهب لعندك، فأجابت: عليها ان تحضر لعندي رغماً عنها، فأجبتها لن تحضر زوجي لعندك ولا عند معلمك سائلاً اياها بعصبية: من رئيسك انت؟ اجابتني: لا علاقة لك، بعدها اتصلت بأشخاص وعرفت من هو مسؤولها، وكان برتبة عميد قال لي بلطف وتهذيب هذا امر بسيط فاذا قالت لك الضابطة بأن تحضر زوجك فلتحضر لعندها، فقلت له انا: لماذا تحضر؟ فقال هذا امر بسيط، تكلم مع اللواء بهذا الموضوع.

- قلت له: لن اتكلم مع اللواء فأنا مواطن واطلب منكم ان تعاملوني كأي مواطن، انا عندي محامٍ يحضر بدلاً عنها او معقب معاملات يحضر بدلاً عنها، زوجي لن تذهب ثم لماذا زوجي بالتحديد ولماذا ليس ابني او ابنتي مثلاً فقال: بسيطة.. بسيطة اعطني مهلة لأراجع اللواء، واجري اتصالاً ليقول بعد ذلك احتراماً وتقديراً لك لا بأس اذا ذهب واحد من ابنائك لعند الضابطة فذهبت ابنتي لعندها لكن الضابطة لم تستقبلها، تحدثت هاتفياً مع العميد مجدداً وقلت له ماذا تريد بعد ذلك فزوجي لن تذهب ولن اتصل انا بجميل السيد هل بامكانك ان تقول لي ماذا يريد؟ فأنا لدي محام واذا القوانين لا تسمح لنا باجراء وكالة لمحام عليك ان تخبرني الآن؟ فقال: لا بأس سأتصل بك لاحقاً فاتصل بعد ساعة قائلاً: لا بأس فليذهب المحامي.
وعندما ذهبت زوجي لتصدر جوازاً بدل القديم الذي انتهت مدته قالوا لها تفضلي عندك تحقيق في الامن العام.
وبعد ان قالوا انها معاملة عادية، لم اوافق على الذهاب معها للتحقيق، وقلت لها: اذهبي للتحقيق فذهبت وشقيقها وكان بانتظارهم العميد الذي كنت احادثه هاتفياً وكان محرجاً بماذا يحقق فقال لهما: انها مسألة بسيطة اتصلوا بسيادة اللواء، فأنا لا يمكن ان اتحدث مع احد وأبقوا على زوجي في التحقيق لاكثر من ساعتين الى حين قالوا لها ان المشكلة قد انتهت.

الخادم نفسه بواقعة جديدة، وعندما اردنا ان نصدر له اجازة من الامن العام وقمنا بالمعاملات اللازمة، واذ بهم يرسلون ثلاثة عناصر من الامن العام ليخطفوه من داخل منـزلي ويدخلوه السجن، استوضحت عن مكان وجوده وعلمت انه في احد اقسام الامن العام فاتصلت بهم هاتفياً سائلاً عن سبب وجوده في السجن عندهم فأجابني الضابط: بالله العظيم لا اعرف ما هو السبب، وهو في السجن هنا منذ يومين ولا اعرف لماذا هو هنا، فقلت له: اسمع، قل لجميل السيد ان هذا الشخص هدية له وقل له ايضاً انه ما من احد سيتصل به، ولو بقي هذا الشخص مسجوناً لشهر ولكنني انا سأحاسبه.

فأجابني: ارجوك لا تقحمني في هذه المسألة، وانا بالصدفة كنت اتناول طعام الغداء مع النائب يومها احمد حبوس في اليوم نفسه اتصلت بي زوجي قائلة: حرام الطقس البارد وهذا الشخص بلا ملابس، فقلت لها: اهدئي لن يحصل له أي مكروه فجميل السيد قد ادخله السجن فلننتظر، فقال لي احمد حبوس: ما القصة؟ هل تسمح لي ان اتدخل في الموضوع؟ فقلت له: لا، لا تتدخل كي لا يظن جميل السيد بأنني اتوسط لاخراج الخادم من السجن، ليبق عنده، فحسابه عندي وانا سأسافر اليوم بعد الظهر الى الكويت؟ فقال لي حبوس: غداً سأقوم باتصالات لاخراجه فقلت له: لا، هو في السجن ولن يحصل له مكروه. فسافرت الى الكويت لمدة يوم واحد، ويتصل بي احمد حبوس في اليوم التالي ويقول لي: اليوم عطلة عيد وانا سأجري اتصالات يوم غد لاخراج خادمك من السجن، وانت متى ستعود من السفر؟ فأجبته: اليوم، لكن هذا الشخص يجب ان يخرج هذا اليوم من السجن، فأجابني: اعطني مهلة قصيرة، واتصل بي بعد عشر دقائق، وانا كنت في طريقي الى مطار الكويت، وقال لي حبوس: انت الليلة قادم الى بيروت واود ان التقيك الليلة وغداً نحل هذه المشكلة، فقلت له: لن التقي احداً ولا بك ولا بجميل السيد، انا اصل الى بيروت الساعة السادسة مساء، بلّغ جميل السيد ان هذا الشخص اذا لم يطلق سراحه فليسمع نشرة الاخبار في السابعة والنصف، فقال لي حبوس: اهدأ فقلت له: انا هادىء ولا اريد هذا الشخص وانا على باب الطائرة يتصل بي النائب حبوس ليبلغني بأنه ارسل شخصاً ليستلمه بعد عشر دقائق عند باب الامن العام، فقلت له: اسمع يا احمد، جميل السيد اخذه من منـزلي وعليه ان يعيده اليه فلن استلمه من الامن العام، وعندما رجعت الى بيروت اتصلت بالمنـزل وابلغوني ان الخادم اصبح في المنـزل.

# هذه (زكزكات) جميل السيد.
- هكذا يضغطون على الناس والناس التي عندها مصالح.

# هل توقفت التهديدات عند هذا الحد؟
- لا، لم تتوقف وبإمكاني ان اعطيك عشرات الامثلة، ذات مرة جاءني صديق قائلاً اريد ان اقوم بمعاملة اقامة، فهو لبناني ولديه جواز سفر انكليزي ايضاً، وقال انه يريد ان يعمل اقامة على جواز السفر الانكليزي لتسهيل سفره الى انكلترا، فقلت له: ((انا لا اعرف احداً من الامن العام ولكن لدي صديق يعرف بهذه الامور، فاتصلت به وحضر الينا، فسلمه صديقي الاول المعاملة فأخذها الآخر وذهب الى جميل السيد، ورجع بعد ساعة ونصف وابلغني بأن اعتبر هذه المعاملة قيد الانجاز، فقلت له: هذه لصديقي وليست لي، فقال لي: تفضل هذا رقم هاتف جميل السيد فقلت له: اسمع، اين هي (المعاملة)؟ فأعطاني اياها ومزقتها وقلت له: لو اردت الاتصال بجميل السيد لما اتصلت بك وما عدت انا بحاجة الى هذه (المعاملة). وذات مرة نشرنا خبراً عن جميل السيد من ضمن الاخبار التي كنا نتعرض فيها للاجهزة فجن جنونه.

# وما هو الخبر؟
- شيء يتعلق بأن رئيس الجمهورية قام بصفقة مع الرئيس الحريري وهي منشورة بجريدة ((النهار)) وكتبوا كلمة صفقة بالانكليزية أي (deal). قلنا ان رئيس الجمهورية دستورياً لا يحق له ان يقوم بصفقة ولا يستطيع ان يقوم بصفقة، فالصفقة قام بها جميل السيد مع رفيق الحريري وذكرناها ووضعنا التفاصيل وذكرنا تعيين صهره فؤاد حمدان مديراً عماً للاتصالات في (اوجيرو) وكان اقترحه مديراً عاماً للكهرباء لكن لحود والحريري اتفقا على نقله الى ((الاوجيرو)). ومنذ وقت النشرة ولغاية ساعة واحدة تقريباً وردني ما لا يقل عن 10 او 15 اتصالاً يقولون بأن اللواء رجل آدمي ولا يجوز ان تتعرضوا له وكنت ارد على الجميع بأن اللواء اذا كان لديه اعتراض فبإمكانه ان يطلب حق الرد ونذيع له تكذيباً او تصحيحاً فلا مانع لدينا، فكل الاتصالات لم تنفع وهي تطلب منا ان نذيع اعتذاراً. واذ بجميل السيد يتصل بي ولأول مرة بيني وبينه مباشرة، مع العلم لتاريخ اليوم لم اره بحياتي وجهاً لوجه ولا في أي مكان وهي المرة الوحيدة التي يتصل بي حينما كنت اتناول العشاء مع زوجي واولادي ويقول لي: انا اللواء جميل السيد فأجبته: نعم، وماذا تريد (بنبرة قوية) واعتقدت زوجي انني اصرخ بوجه سائقي، فقال لي: انت تجلس في (كان) مع الزعران وتتكلم عن الاوادم في لبنان، فقلت له: لن اسألك عن الزعران في (كان) ولكن من هم الاوادم في لبنان؟ فقال لي: انا، قلت له: انت آدمي؟ انت اكبر ازعر في لبنان، انت وسخ، انت بلا ادب، كيف تسمح لنفسك بأن تتصل بي الى هاتفي الشخصي. فوجىء جميل السيد وذهل للحظات صمت واستعاد قواه قائلاً لي اسمع ملفاتك عندي، سأريك، فقلت له: اسمع انت، ملفاتي انا افتخر بها، ولكن انت يا.. ملفاتك عندي وانا سأريك، وقطعت الاتصال، هذا حدث عندما كان جميل السيد في عزه.

# وما كانت نتيجة هذا الاتصال؟
- المسألة كلها لم اكن انا المستهدف بالتحديد، ولكن الهدف هو وضع اليد على قرار المحطة التلفزيونية او تدجيني لجعلي في خانتهم.

# الغريب انهم كانوا ضد الرئيس الحريري، ومحطتك دائماً كانت تهاجم الرئيس الحريري، فما هذه الاشكالية؟
- يقال لي اكثر من ذلك، يقولون لي ان هذا الشخص من جماعة رئيس الجمهورية وانت على صداقة مع رئيس الجمهورية، فأنا لا اعتبر رفيق الحريري خصمي ولست عدواً لأحد، بل نحن تلفزيون تجرأ على كل شيء نعتبره نحن فساداً او هدراً.

# ألم يروا هم ان هناك مصلحة مشتركة بينك وبينهم، وان الرئيس الحريري هو خصم مشترك وانت تهاجمهم؟
- ليس صحيحاً اطلاقاً بأنهم على خصومة مع رفيق الحريري.

# وصلوا الى حد انهم اتهموا بقتله وتقول انهم ليسوا اخصاماً!!! فكيف تكون الخصومة إذن؟!!.
- انا احكي لك هذا عما قبل، من سنة 2000 وما بعد كانت كل اعمال جميل السيد وغازي كنعان لمصلحة رفيق الحريري وضد أي زعامة سنية في البلد، فهم مع من يدفع المال، وبغض النظر بعد ذلك ان كانوا اخصاماً مع رفيق الحريري او اصدقاء له او ان كانوا اصدقاء مع رئيس الجمهورية، فأنا لست معنياً بذلك.

# عودة الى زكزكات السيد هل تضيف شيئاً جديداً؟
- نعم، سأروي واقعة مسابقة ملكات جمال اوروبا في لبنان. كان الدكتور كرم كرم وزيراً للسياحة وكنا سعينا في محطة (N.T.V) للقيام بعمل كبير للبنان الذي كان ما يزال يحاول الخروج من محنته، فدعونا ملكات اوروبا لإقامة مسابقة ملكات جمال اوروبا ومعهم مئات الاشخاص من حكام واداريين وخبراء وغيرهم في لبنان كترويج سياحي مهم، والوزير المعني هو وزير السياحة د. كرم قال لي: ماذا تريد منا؟ قلت: لا اريد أي طلب منك سوى تسهيل تأشيرات الدخول لهم ولا اريد شيئاً آخر. نحن قمنا بكل هذا العمل، وتكلفنا اكثر من مليون دولار.

# هل تغطي هذا المبلغ من الاعلان؟
-لا، نحن علينا حصار بالاعلانات، سواء من الاجهزة او المحتكر انطوان شويري او من بعض الدول، فلم يغطى المبلغ والخسارة كانت مليون دولار وليس هذا هو الموضوع، انما هو طلب التسهيلات والتأشيرات، ملكة جمال يوغوسلافيا تصل الى مطار بيروت الساعة الثانية صباحاً وتحتجز في المطار وفي السابعة صباحاً يتصلون بي لابلاغي بالموضوع فتحدثت الى احد مسؤولي الامن العام في المطار وسألته: لماذا الفتاة محتجزة؟ قال: يقول لك الضابط الكبير بأن هذا الموضوع عند اللواء وبامكانك الاتصال به، قلت له: قل للواء باننا نسامحه بالفتاة ولن اتصل به، وقل للضابط الواقف امامك ان يبلغ اللواء، الم يتعظ من المرة السابقة، فأنا لن اتصل به، فاتصلت بالوزير كرم كرم وقال لي تكلم معي القنصل اليوغوسلافي فماذا افعل؟ قلت له هذه مسؤوليتك، تحدث الى الامن العام، فتحدث معهم حتى اصبحت الساعة 12 ظهراً والفتاة كانت ما تزال محتجزة، فيتصل بي الدكتور كرم كرم ويقول لي دعني اراك، فتقابلنا وقال لي: جميل السيد يعاند في هذا الموضوع ولا يريد اخراج الفتاة حتى تتكلم معه انت.

# هل هناك حجة لمنعها؟
- لا، لا شيء يسبب منعها، فالاوروبيون يدخلون من دون تأشيرات.

# هل يوجد في جواز سفرها ما يمنعها من الدخول؟
- لا، لا، انها رذالة وقلة حياء وتشبيح وابتزاز، هكذا يتعاملون مع الناس، وبعد فترة اتضح لي من عميل جميل السيد انه ايلي الفرزلي نائب رئيس مجلس النواب يومها.

# كيف عرفت انه عميل له؟
- يتصل ايلي الفرزلي بالمحطة التلفزيونية ويسأل عني، ويقولون له انني مسافر وكنت فعلاً مسافراً بعد الظهر فيتحدث مع مدير المحطة خليل ابو شوارب ويقول له: انا سأرسل لك بياناً فحلوا لنا المشكلة وأذيعوا بياناً تكذيبـياً عما نشرتموه عن جميل السيد والفتاة اليوغوسلافية تحل مشكلتها.

# وماذا قلتم عن جميل السيد؟
- كنا اذعنا منذ شهر او شهرين في ذلك الوقت خبراً تناول جميل السيد. المهم مدير المحطة خليل ابو شوارب يقول للفرزلي امهلني عشر دقائق، فيتصل بي خليل ويقول لي ان الفرزلي اتصل به ويطلب نشر بيان فإذا اذعناه تخرج الفتاة من المطار وهو يتعهد بذلك، فأجبته: اتصل بالفرزلي وقل له: الساعة الثالثة دعوت لمؤتمر صحافي وكنت تحدثت انا مع منظم الاحتفال وهو فرنسي وقلت له بأن هناك حرباً ضدنا من قبل مدير عام الامن العام والفتاة محجوزة وانا ابلغتهم انه عند الساعة الثالثة اذا لم تصل الفتاة الى الفندق المخصص لها سأعلن في المؤتمر الصحافي الغاء الحفلة، علماً ان كل شيء اكتمل وكل الملكات والتدريب والحفلة كل ذلك جاهز، فقال لي الفرنسي فوراً انا اتضامن معك.
كنت اتحدث معه من عيادة الدكتور كرم، فقلت لخليل ان يقول للفرزلي بأن يبلغ جميل السيد من الآن وحتى الثالثة اذا لم تحضر الفتاة سألغي الاحتفال وسأعلن هذا للعالم كله، وهناك 45 محطة تلفزيونية في العالم مساهمة في نقل هذا الحدث، وقلت لخليل انا مسافر فأنجز البيان لتقوم مع منظم الحفلة الفرنسي بإعلانه في مؤتمر صحافي لإلغاء الحفلة، لكن في الساعة 2.30 كانت الفتاة في الفندق.
الاهم في افتتاح حفل مسابقات ملكة جمال اوروبا وامام 45 جهازاُ اعلامياً عالمياً هاجمت جميل السيد راوياً الواقعة واعتذرت نيابة عن الوطن ولم يجرؤ جميل السيد ان ينبس ببنت شفة.

# وماذا قال لك الدكتور كرم؟
- قال لي: يئست منذ الصباح وجميل السيد غير موافق على حل هذا الموضوع حتى تتحدث انت شخصياً معه.

# الم يجرب الدكتور كرم ان يتحدث مع احد من السوريين في هذا الموضوع.
- لا اعرف، قال لي: يئست ولم يقبل جميل السيد حتى تتحدث انت معه.

ملاحقة

# هل لاحظت لغاية الآن، كل مشاكلك مع جميل السيد كانت فقط حول التأشيرات، ملاحقاتك او مضايقاتك كانت تتم عن طريق التأشيرات، هل هناك حقل آخر كان يلاحقك به غير التأشيرات؟
- كنت اخرج من المكتب وكانت تلاحقني سيارات، ذات مرة كنت ذاهباً للغداء مع محمود حمود وقتها كان وزيراً للدفاع في فندق (فينيسيا) وكانت تلاحقني سيارات جميل السيد، كانوا يقفون هنا على باب المكتب، فقلت له: سأرجع معك، وعدت معه وقلت له: انظر انهم هنا، ثم اختفوا.

# لمجرد انك صعدت بسيارته او انه تحدث اليهم ومعه ضابط.
- لا، انا لست خائفاً منهم، نعم معهم ضابط في السيارة، فقلت له: انا سأصعد معك في السيارة، وهذا من باب (الزكزكة) لجميل السيد لانهم سيرفعون له تقريراً.

# اريد ان نكمل حول ملاحقات جميل السيد بالإعلام مثلاً، ما الذي جربه ليضغط عليك، من خلال موظفيكم او غير ذلك؟
- بإمكاني ان اقول لك نحو عشرين قصة حول ذلك.

# لا، لا يسبب الملل.
- نحن في التلفزيون نشتري برامج وافلاماً من اوروبا واميركا وغيرها، وبدورنا نرسلها الى الامن العام ونستحصل على اخراج وندفع رسوماً عليها، وعادة خلال 24 ساعة يسلموننا الافلام، وانتظرنا في احدى المرات ثلاثة ايام بحجة ان جهاز الحاسوب معطل، وجئت الى مبنى التلفزيون وتحدثت مع الشخص الذي يراجع في الامن العام بخصوص الافلام وسألته: فأجاب انهم يقولون لي ان الحاسوب معطل، فطلبت من خليل ان يتصل بمحطتي (M.T.V) و(L.B.C) واسألهم عما اذا كان حاسوب الامن العام معطل ام لا، فأجابوا بأنه غير معطل وانهم استلموا الافلام من هناك في فترة الايام الثلاثة التي ادعوا فيها ان الحاسوب معطل، فطلبت الامن العام وتحادثت مع المسؤول عن الموضوع وقلت له: اسمع، لا اريد ان اسمع اسطوانة الحاسوب، فالليلة في السابعة والنصف انت ومعلمك جميل السيد استمعوا الى نشرة الاخبار فسأفضحك انت ومعلمك جميل السيد، لماذا تريد ان تحتجز لي افلامي؟ قال: ابداً جهاز الحاسوب معطل. فقلت له: قبل السابعة والنصف يجب ان تكون كل الافلام موجودة عندي في المحطة وإلاّ.. بلغ جميل، فقال لي ارسل لي موظفاً من عندك فأرسلت له موظفاً فاستقبله الضابط وقدم له القهوة واعطاه الافلام.

# اليست مفارقة بأنك مستعد للتحدث مع ضابط عادي لحل قضية خاصة ولا تتحدث مع رئيس الجهاز الذي هو جميل السيد؟!
- انا لا اتحدث معهم ولكن موظفيّ يذهبون ويتابعون الاعمال، وعندما ارى ان هناك اشكالاً محدداً، ورأيت من واجبي ان اتدخل، اتدخل مع هؤلاء، ولماذا اتحدث الى جميل السيد؟!

# هل من مزيد؟
- ابنتي عمرها سبع سنوات، ارسلت المراسل الموجود لدينا ليقدم لها طلباً للجواز في منطقة سبيرز في مقر الامن العام فقالوا لي: يجب ان يحضر احد والديها لان هذا هو النظام المتبع، فذهبت الى هناك احتراماً للقانون ووقفت خلف الناس انتظر دوري، وصودف ان مر احد الضباط من الامن العام عرفني وقال لي: استاذ تحسين تفضل الى المكتب لنحتسي القهوة معاً فقلت له: لا، انا اقف مثلي مثل أي مواطن عادي، وكان دوري قد حان، وسألتهم ماذا علي ان افعل لاجل جواز ابنتي، قالوا: عليك ان توقع فقط، فوقعت على الاوراق وقال الضابط الآن انتهينا وبإمكاننا احتساء القهوة في المكتب حيث بدأ يشرح لي نظام عملهم وقال لي انه بإمكانك استلام المعاملة بعد 48 ساعة، وسألته: هل من داعٍ لأعود انا؟ فأجاب بالنفي وقال بإمكانك ان ترسل السائق، وهاك الايصال وبعد 48 ساعة ذهب السائق الى هناك فقالوا له ان المعاملة في المديرية، راجعوا المديرية وأخذ الايصال منه، وكنت انا سابقاً قد صورت نسخة عن الايصال وصدقتها، فالضابط اخذ الايصال من السائق وشطب جملة (المراجعة بعد 48 ساعة) وكتب بدلاً منها ((عليكم مراجعة المديرية العامة))، وكنت اتوقع ان تحصل لعبة ما، فعملت لهم هزة على التلفزيون. فهذا الموضوع ليس خاصاً بل هو ابتزاز للمواطنين بطريقة جميل السيد، وفي اليوم التالي اتصلوا بمحاميّ الخاص مع رجاء الاسراع باستلام الجواز من عندهم. وذات مرة نشرنا تقريراً عن الفساد في المطار والتلزيمات التي فيها نجيب ميقاتي كوزير اشغال يومها وجميل السيد وذكرناهما باسميهما وذكرنا الوقائع حول صفقة تحويل الطائرات الخاصة (V.I.P). نجيب ميقاتي اعطى ترخيصاً لأحد اصدقائه الذين يعملون معه وهو جار له في المبنى نفسه، وجميل السيد داخل في هذه الصفقة.

# ما علاقة جميل السيد بالصفقة؟ انت تقول ان نجيب ميقاتي سهل الامور لصديقه، اما جميل ما الذي استفاده؟
- هم شركاء معاً، فجميل اصدر تعميماً بمنع صديق نجيب ميقاتي من الدخول الى المطار.

# أي ضد نجيب؟
- نعم ضد نجيب، وبعد اسبوع اصدر السيد تعميماً جديداً بأنه غير مسموح لأحد بالتعاطي في هذا الموضوع سوى صديق نجيب ميقاتي الذي رتب وضعه مع مالك ابن جميل السيد، فمالك جميل السيد هو اهم محامٍ في تاريخ لبنان.

# وكيل عشرات الشركات والمؤسسات؟
- هل تذكر كيف حلت مشكلة الـ (Virgin)؟ بعد ان اصبح مالك جميل السيد وكيلاً لها.

# ماذا فعلوا ضد الـ (Virgin) هل عملوا حصاراً عليها؟
- لا عملوا اجتياحاً بتهمة ان فيها مطبوعات تروج لاسرائيل، لكن عندما عين مالك جميل السيد وكيلاً لهذه الشركة اصبحت موقعاً للامة العربية!!.

# هل من شيء على جميل السيد له علاقة بالسياسة بالمعنى الداخلي هل حاول ان يحوّر لك شيئاً في التلفزيون كأن يقوّلك ما لم تقل فاخترقك؟
- كان يخترق التلفزيون ويوظف موظفين للاخبار من عنده، وقمنا بتطهير عدد كبير منهم عندما كنت اعلم بأن احد الموظفين مخترق، كنت اطرده من العمل مباشرة.

# لنعد الى خبر المطار وشراكة ميقاتي والسيد..
- نشرنا الخبر في التلفزيون حول التلزيمات، تقدم جميل السيد بإخبار للنيابة العامة ضدنا عند عدنان عضوم الذي بدأ يجرجرنا الى التحقيقات انا والموظفين وقد انضم ميقاتي الى الإخبار فأصبح الإخبار مقدماً من جميل ونجيب بأمر من رستم.
وكان رستم غزالة يقول بأنه يريد ادخالي الى السجن، جميل السيد كان اداة عند رستم ولا يستطيع ان يعطس دون ان يأخذ اذناً من رستم غزالة، كنا نروح ونعود من التحقيق وكنت دائماً اصرخ بوجوههم. وأقول لهم انا المسؤول في المحطة وانا اقوم بكل شيء، فحاسبوني وحدي.. لماذا تحاسبوا الآخرين؟ لكنهم كانوا يقولون لا، فحسب قانون المطبوعات مدير الاخبار يكون المسؤول، وكلما اقوم باذاعة تصريحات كنت اتهجم عليهم دائماً، ولقد قدمت إخباراً بحق جميل السيد ونجيب ميقاتي بملف كبير حول تلزيمات المطار.

# اين هو هل هو عندك؟
- لم يقبلوا حتى استلامه، وبالتأكيد هو موجود لدي وبعد ذلك قلت لعضوم انك قبلت إخباراً من جميل السيد وانا عندي هنا كتاب لمؤلفة تذكر 400 مخالفة تتعلق بالخلوي وانا اريد ان اتقدم بإخبار ضد نجيب ميقاتي وعليكم ان تقبلوه وبالفعل جاءت المؤلفة واسمها ألين حلاق وقدمنا إخباراً في حق نجيب ميقاتي وما يزال هذا الاخبار نائماً لغاية اليوم. لكن في النهاية اغلق الملف فنحن لم نفعل شيئاً الا انهم جلبوا مدير الطيران المدني حمدي شوق وهو الذي زودني بالمعلومات.
(N.T.V) و(M.T.V)

# هل تستطيع ان تفسر لي كيف ان السلطة اقدمت على اقفال (M.T.V) نهائياً بمخالفة اعتبرتها دستورية او قانونية، بينما لم يجربوا ولا مرة معكم، فكيف تلك المفارقة؟
- لا، انها ليست مفارقة، اولاً انا اقفلت في الـ 1997 بأمر من رفيق الحريري وغازي كنعان وبموافقة نبيه بري وميشال المر وسليمان فرنجية والياس الهراوي لكن رجعت بحكم من مجلس شورى الدولة، وبقيت ثلاث سنوات اتابع في المحاكم الى ان استحصلت على حكم بالعودة.

# لم تجبني بعد، الـ (M.T.V) اليس اقفلت نهائياً؟
- انا في الـ 97 اقفلت وفي العام 2001 رجعت ورفيق الحريري رحمه الله اوقف لي البث الفضائي بسبب حلقة (بلا رقيب) عن السعودية قبل ان تبث وقبل ان يعرف احد ما الذي فيها وقطع الارسال، وبالقوة وبالفجور استرجعت حقي.

# على هذه الحال كان على غبريال المر ان يفجر لكي يرجع اليس كذلك؟
- سأقول لك اين، اقفلوا محطتي واسترجعتها عن طريق القضاء وبالتالي اصبح الترخيص من اعلى سلطة قضائية.

# يعني بهذا القدر عندك ثقة بالقضاء في لبنان!
- بشورى الدولة عندي ثقة.

# لا احد في البلد يحكي عن ثقة بمؤسسات الدولة وخاصة بالقضاء، عهّدوا كل شيء، وإلا كان يجب في الاساس على هذا القضاء ان يحاسب جميل السيد على كل الذي ارتكبه ضدك.
- انا مقتنع بشورى الدولة بالانصاف، وأقول ان مجلس شورى الدولة سلطة منـزهة ولذلك قد اعطوني حقي.

داليا احمد

# هناك قضية شهيرة حول المذيعة داليا احمد، ما هي مسببات ترحيلها من لبنان؟
- لداليا احمد جواز سفر سوداني ولكنها ولدت وتربت في لبنان ووالدها ووالدتها يعملان في الجامعة الاميركية في بيروت وهي خريجة الجامعة نفسها واشتغلت في لبنان، وقبلناها للعمل معنا واستحصلت على اقامة في لبنان واجازة عمل من وزارة العمل وكل اوراقها صالحة وبشكل قانوني، ولكن عند تجديد اقامتها ظل طلبها عند الامن العام وماطلوا به كثيراً وخرجنا نحن بالنشرة الشهيرة وفيها خبر عن تلزيمات المطار والصفقة التي ذكرنا سابقاً، وقادونا جميعاً الى التحقيق وكنا نحو سبعة او ثمانية اشخاص بمن فيهم داليا احمد لانها هي التي اذاعت النشرة وفي آخر جلسة تحقيق، رجعنا الى مبنى المحطة وسألنا اين داليا احمد، اكتشفنا ان جميل السيد اخذها من النيابة العامة التنفيذية الى الامن العام فأذعنا في نشرة الاخبار ان جميل السيد اختطف داليا احمد.

# كيف عرفت ذلك؟
- سألنا واستوضحنا من القلم ومن الموجودين وكانوا بادىء الامر يخفون ذلك، وبعد ذلك قالوا ان عناصر من الامن العام قدموا واستلموها من هنا بصفتها غير لبنانية، فقمنا بحملة مركزة الى ان اعادها جميل السيد نحو الساعة الثانية عشرة ليلاً ومنعها من العمل في التلفزيون ووجه اليها انذاراً وتهديداً وقال لها اشتغلي في أي مكان آخر غير (N.T.V) وسوف نعطيك الاقامة. واستكمالاً لهذا الموضوع وجهنا رسائل الى مجلس الوزراء ووزير الداخلية والى مدير الامن العام، ولم يهتم احد بالموضوع اطلاقاً، واستمررنا في اعتبارها موظفة وندفع لها راتبها وكان ايضاً عندها برنامج اسبوعي مع الشباب وندفع لها وكأن برنامجها ما زال قائماً وبقينا نناضل الى ان قررت هي ان ترحل بعد ان خافت من التهديدات ووافقت على العمل في مرئية ((الحرة)) الاميركية، واقمنا لها حفل وداع وأذعنا في نشرة الاخبار ان هذا العمل القذر لجميل السيد ورستم غزالة.

# ما علاقة رستم؟
- هو الذي أمر جميل السيد بعدم اعطاء داليا الاقامة، واقمنا لها حفلة وداع قبل سفرها لأميركا وأذعنا في نشرة الاخبار قصة داليا احمد.
المسكينة، لم يكن هذا الامر موجهاً ضدها ولا ضدي شخصياً وانما للمحطة، المهم انها غادرت الى ميركا وأذعنا خبراً في التلفزيون يقول ان ميشال سماحة وزير الاعلام العظيم والعميل الصغير لجميل السيد ورستم غزالة، يأمر بوقف بث الاخبار لمدة 48 ساعة عقاباً على الخبر الذي اذعناه ضد رستم غزالة وجميل السيد في موضوع داليا احمد.

# دعنا نقف هنا، هل هذا اول موقف سياسي اعلامي ضد رستم غزالة في لبنان وبالاسم؟
- لا، نحن الوحيدون الذين خضنا معارك ضد الاجهزة ولم نتوقف.

# لم تكونوا تتخذون مواقف ضد غازي كنعان كما قلت لي ولماذا تجرأتم على رستم غزالة بالاسم.
- وعلى غازي كنعان ايضاً.

# بالاسم، ولا مرة اخذتم مواقف ضد غازي كنعان بالاسم؟.
- سأوصلك الى غازي كنعان وجميل ورستم، الآن نحن نتحدث عن موضوع داليا احمد.

# على غازي بالاسم لم تتجرأوا ولكن على رستم بالاسم تجرأتم، وانا اقول لك ليس مطلوباً منك ان تقدم على الانتحار.
- قبل ان يستلم رستم اذعنا خبراً عن غازي كنعان وسأوصلك الى ما تريد بعد ان نكمل موضوع داليا احمد.
اوقفنا ميشال سماحة العميل الصغير لجميل السيد ورستم غزالة وهو وزير للاعلام، فرفعت دعوى الى مجلس شورى الدولة ضد ميشال سماحة وزير الاعلام وصدر الحكم البارحة.

# البارحة.
- وأقول لك ان ميّتنا لا يموت، وعندي ثقة بمجلس شورى الدولة.

# بعد كم سنة؟
- لا يهم، وانا متى استرجعت رخصتي وبعدَ كم سنة.
انا شخصياً ضد وجود أي وزير للاعلام ان كان شارل رزق او ايلي الفرزلي او غازي العريضي، فأنا برأيي يجب الغاء وزارة الاعلام كلياً، فالمجلس الوطني للاعلام المؤلف من عشرة اشخاص هو الذي يتولى العملية شرط ان يعطى صلاحيات وامكانات.

# ثلاثة ارباعهم معين من قبل المخابرات.
- وان يكن.

# اقول لك من المخابرات وواحد افضل من عشرة..
- عشرة اشخاص لا بد ان يبقى لديهم رادع الى حد ما ولكن لا بد ان بينهم عناصر عظيمة وممتازة، وأقول عشرة اشخاص ((ولا شخص واحد مسيّس او عميل صغير))، كنت اتحدث مع ميشال سماحة في اجتماع لرؤساء التلفزيونات اقول لك انني عملت فيه ما لم يعمل وهزأته امام الناس كلها وهو زير الاعلام المعني، فنحن لم نرحم احداً، وتقول لي انت انني ضد رفيق الحريري لا انا لست ضد رفيق الحريري ولكننا كنا ضد أي وزير وأي رجل سياسي يرتكب..

وقف بث الأخبار.. وإبعاد داليا احمد

في منتصف شهر كانون اول/ديسمبر من العام 2003، اصدر وزير الاعلام اللبناني ميشال سماحة قراراً يقضي بوقف تلفزيون ((الجديد)) عن بث الاخبار والبرامج السياسية مدة 48 ساعة، وذلك نباء على توصية من المجلس الوطني للاعلام الذي اعتبر ان (نشرة الاخبار) التي بثها تلفزيون ((الجديد)) تتضمن ما يشكل مخالفة صريحة وجسيمة لاحكام قانون البث التلفزيوني والاذاعي الذي ينص على التـزام المؤسسة الموضوعية.
وقال الوزير في نص القرار ((يوقف ارضياً وفضائياً بث نشرات الاخبار والبرامج السياسية كافة المباشرة منها وغير المباشرة بما فيها اقوال الصحف في شركة تلفزيون ((الجديد)) اعتباراً.. من ظهر اليوم الثلاثاء.. لغاية الساعة نفسها يوم الخميس)).
واعتبر التلفزيون في نشرته الاخيرة في 16/12/2003 قبل ان يسري مفعول القرار، ان القرار جائر لكن مقدمة النشرة لفتت الى انه سيلتزم به. وانها في نشرتها تلك لم تكن إلا لتدافع عن زميلة (داليا احمد) طالها الظلم واضطرت الى مغادرة البلاد، وتعتبر ((نيو.تي.في)) انه عندما وضع المجلس الوطني للاعلام يده على الملف، فان ذلك هو من صلب صلاحياته التي لطالما نادت ((نيو.تي.في)) بممارستها كاملة، لعله بذلك يعيد داليا احمد الى المحطة؟.

فماذا قرر المجلس الوطني في حينه؟
يقول التقرير الذي بث مصوراً على شاشة التلفزيون: ((تحول مطلع نشرة اخبار ((نيو.تي.في)) التي بثت يوم الجمعة الماضي وأحد تقاريرها حول وداع المذيعة داليا احمد، الى قضية استدعت انعقاد المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع، فقد التأم المجلس بجميع اعضائه بدعوة من رئيسه عبدالهادي محفوظ، لبحث مقدمة نشرة ((نيو.تي.في)) الإخبارية معتبراً انها تضمنت حملة على مسؤول يمارس السلطة العامة وممثل لدولة عربية شقيقة بالاسم والصفة، بالاشارة الى انهما مسؤولان بدفع داليا احمد الى السفر للعمل في محطة دولة اجنبية، وعرض في اثناء الاجتماع الشريط الذي سلمته الى المجلس مديرة الاخبار في محطة ((نيو.تي.في)) مريم البسام، التي التقت محفوظ قبل الظهر بحضور عضو المجلس جمال فاخوري، وبعد عرض مقدمة الاخبار تداول المجلس في مضمونها وأصدر اثر ذلك بياناً اعتبر فيه ان ما جاء في نشرة ((نيو.تي.في)) مساء الجمعة الماضي يخالف احكام البند الثاني من المادة السابعة لقانون البث التلفزيوني والاذاعي لجهة الانتظام بموضوعية بث الاخبار والاحداث والمحافظة على النظام العام وحاجات الدفاع الوطني ومقتضيات المصلحة العامة. واعتبر المجلس في بيانه ايضاً ان ((نيو.تي.في)) خالفت القانون من ناحية الالتزام بالموضوعية والتمييز بين ما هو دعائي وترويجي، وان مستوى الالفاظ والعبارات المستعملة في مقدمة النشرة، يقع تحت احكام القانون المرعية الاجراء خصوصاً قانوني البث الفضائي والعقوبات، وتحديداً قانون المطبوعات وبناءً عليه اتخذ المجلس استناداً الى المادة الخامسة والثلاثين من قانون البث التلفزيوني والاذاعي الصادر عام 1994 قراراً برفع تقرير الى وزير الاعلام يضمنه اقتراحه بالاجراء الذي يراه مناسباً بحق مؤسسة تلفزيون ((الجديد)) وبحق المدير المسؤول عن الاخبار والبرامج السياسية فيه.

وعشية مغادرة المذيعة داليا احمد لبنان، حملت نشرة اخبار ((نيو.تي.في)) المقدمة التالية: ((سنبدأ النشرة بتهنئة خاصة توجهها ((نيو.تي.في)) الى المدير العام للامن العام جميل السيد ورئيس جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان العميد رستم غزالة، فكلاهما حقق انتصاراً كبيراً وداليا احمد ستسافر غداً رغم كل المحاولات وتقديم الاوراق اللازمة، فقد حُرمت المحطة من داليا احمد وتمكن مصطنعو المعركة من دفعها ولو طوعاً الى السفر للعمل في واشنطن لدى محطة تنشئها حديثاً وكالة الاستخبارات الاميركية، فمن دفع داليا الى اختيار هذا الدور والعمل في الخارج. هنيئاً لهم لانهم ربحوا المعركة، ولكننا نعاهد داليا احمد بأنها ستعود يوماً وان ((نيو.تي.في)) بغيابها مستمرة في الدرب الطويل، باقية على مواقفها لكشف الفساد وصانعيه.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home