"يوم الوعيد" السوري مر بلا
"يوم الوعيد" السوري مر بلا
مظاهرات ... وحكومة السنيورة أقوى
دمشق تضحي برئيس تحرير
"تشرين" للملمة فضيحة التحريض
على "ثورة المازوت" في لبنان
»السياسة« ¯ خاص:كشفت مصادر في المعارضة السورية أن رئيس مكتب الأمن القومي في القيادة القطرية لحزب »البعث« الحاكم اللواء هشام بختيار توعد رئيس تحرير صحيفة »تشرين« الحكومية الدكتور خلف الجراد بإحالته الى القضاء بتهمة الخيانة بعد أن نشرت صحيفته خبرا عن مظاهرات كبرى كان يفترض أن تخرج في لبنان أمس للإطاحة بحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في الوقت الذي أكدت فيه مصادر لبنانية مطلعة ل¯ »السياسة« أن هذا التحرك الذي أعد له طيلة ثلاثة أسابيع فشل بسبب رفض الشارع اللبناني التحرك بأوامر من سورية, و »برود« موقفي »حزب الله« وحركة »أمل« أكبر حليفين لسورية في لبنان.وقالت نشرة »الحقيقة« الالكترونية التي يصدرها »المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية« المعارض نقلا عن مصادر وصفتها بالموثوقة أن نقاشا غير رسمي اتصف بالحدة جرى صباح أول من أمس في مقر القيادة القطرية لحزب »البعث« في دمشق حول ما نشرته »تشرين« عن مظاهرات كان يفترض أن تعم لبنان أمس لاسقاط حكومة السنيورة على خلفية ارتفاع أسعار وقود الديزل.وقال المصدر ان رئيس مكتب الأمن القومي اللواء هشام بختيار وصف رئيس تحرير »تشرين« الدكتور خلف الجراد بألفاظ نابية جدا ك¯ »البغل« و »الأحمق« و »الجحش«.وأضاف »سمع العشرات من إداريي ومستخدمي القيادة القطرية صوت اللواء بختيار وهو يلعلع في مبنى القيادة القطرية شاتما خلف الجراد ومن عينه في منصبه (رئيسا لتحرير صحيفة تشرين), ومتهمه بأنه حاصل على »دكتوراه بالحيونة«, ومتوعدا إياه بمصير لن تحسده عليه حتى الكلاب, وبأنه سيحيله الى القضاء بتهمة الخيانة والتاˆمر على أمن الدولة«.وأوضح المصدر أن غضب بختيار جاء في سياق نقاش غير رسمي جرى بين عدد من أعضاء القيادة القطرية حول الاˆثار بالغة السوء التي تركتها ادعاءات صحيفته »تشرين« التي نفتها الأوساط السياسية اللبنانية التي نظمت »احتجاجات المازوت« نفيا قاطعا.ونقل المصدر عن أحد موظفي القيادة القطرية قوله »إن الانطباع العام هو أن خلف الجراد قدم خدمة لا تقدر بثمن لمناوئي النظام السوري في لبنان حين اتهموا هذا النظام بالتحريض على الفتنة والتدخل في شؤونهم الداخلية في الوقت الذي شدد قرار مجلس الأمن الأخير على تحذير سورية من مغبة التدخل في الشؤون اللبنانية«.وأشار المصدر الى ان »إجراءات عقابية وإدارية ستطال رئيس تحرير (تشرين) خلال الساعات المقبلة, ومن المحتمل ان تطال شظاياها وزير الإعلام مهدي دخل الله شخصيا«, خصوصا وأن أصابع الاتهام وجهت إليه في الفترة الأخيرة من قبل مختلف الأوساط الرسمية وشبه الرسمية بأنه »فشل فشلا ذريعا في التصدي للهجمات الإعلامية القاسية التي يتعرض لها النظام السوري منذ اغتيال الرئيس الحريري«.كما لم يستبعد المصدر أن يحال خلف الجراد الى القضاء بتهمة »نشر معلومات كاذبة تسيئ الى سمعة الدولة في الخارج من أجل امتصاص النقمة وردود الفعل التي تركتها مزاعم صحيفته لدى الرأي العام الخارجي«.ورغم محاولات التملص السورية من هذه الفضيحة فقد أكدت مصادر لبنانية مطلعة ل¯ »السياسة« أمس فشل التوجيهات والأوامر الصادرة من دمشق, في اشعال »ثورة المازوت« للإطاحة بحكومة السنيورة, على غرار ثورة »الدواليب« التي سبق وأسقطت حكومة الرئيس عمر كرامي قبل 14 عاما, وثورة »الباصات« التي أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى قبل ثلاث سنوات في ضاحية بيروت الجنوبية.وأجمعت مصادر لبنانية مختلفة على تأكيد المعلومات القائلة بأن أجهزة المخابرات السورية خططت مع ما تبقى لها من أدوات لبنانية لاشعال فوضى واسعة في الشارع تتمثل في قطع الطرق, واحراق إطارات السيارات والاصطدام بالقوى الأمنية من خلال رميها بالحجارة والزجاجات ولو أسفر ذلك عن سقوط قتلى, والتوصل الى إقامة مناطق مغلقة بوجه الحكومة والسلطات الأمنية, خصوصا في ضاحية بيروت الجنوبية, وإقفال طريق مطار بيروت الدولي لأيام عدة.وأبلغت هذه المصادر »السياسة« أن هذه التحركات التصعيدية تم إبلاغ عدد من الأحزاب والقوى والشخصيات الموالية لسورية بها, وذلك قبل ثلاثة أسابيع خلال اجتماعات متتالية ومتفرقة وسرية عقدت في دمشق وحضر في بعضها كل من رئيس جهاز المخابرات السوري السابق في لبنان العميد رستم غزالي, ورئيس جهاز المخابرات السوري السابق في بيروت جامع الجامع ومسؤول مخابرات الشمال محمد خلوف (سابقا), اما من الجانب اللبناني فقد حضر الوزير السابق علي قانصوه عن الحزب السوري القومي الاجتماعي, والوزير السابق عاصم قانصوه عن حزب البعث, ومعن بشور عن تجمع اللجان والروابط الشعبية, والنائب السابق عدنان طرابلسي باسم جمعية المشاريع (الأحباش) وممثلون عن بعض التنظيمات الناصرية, وفيصل عمر كرامي ابن رئيس الحكومة السابق, وسعد الدين حميدي صقر عن الاتحاد العمالي العام, ونواب سابقون من عكار وبيروت هم وجيه البعريني, عبدالرحمن عبدالرحمن, أحمد حبوس, عدنان عرقجي, والنائبان الحاليان قاسم هاشم ومروان فارس, وممثلون عن تيار الشيخ صبحي الطفيلي وعن حزب الاتحاد برئاسة الوزير السابق عبدالرحيم مراد وقيادات شعبية متفرقة في بعلبك والهرمل والبقاع الغربي.وأكدت المصادر نفسها أنه بعد عودة »الحلفاء« من دمشق عقدوا سلسلة اجتماعات تنفيذية في شمال لبنان وبيروت ففي طرابلس اجتمع فيصل كرامي وممثلين عن حزب البعث والحزب السوري القومي, مع عدد من مخاتير المدينة وفعالياتها, وفي عكار عقد نوابها السابقون لقاءات مع 21 مختارا وعضوا بلديا, اما في بيروت فجرى عقد سلسلة اجتماعات ضمت بعض رجال الدين وعدد من المتحركين شعبيا.وأوضحت المصادر أن المباحثات التي جرت خلال هذه اللقاءات تركزت على ضرورة إعلان عصيان مدني في بعض المناطق, وان الرئيس بشار الأسد الذي أخذ علما بهذه اللقاءات ركز في خطابه الأخير على »وطنية« بيروت وطرابلس »الشام« ودورهما في اسقاط اتفاق »17 أيار«, ثم انطلقت صحيفتا الثورة وتشرين للدعوة الى التظاهر وإسقاط حكومة السنيورة.وأكدت المصادر ل¯ »السياسة« ان كل الاجتماعات التي عقدت, سواء في طرابلس او البقاع أو بيروت, خرجت بنتيجة واحدة وهي رفض البلديات والمخاتير والفعاليات الشعبية القيام بأي تحرك وإرباك الشارع في هذه المرحلة, وكانت أجوبتهم متفقة على ان التحرك الاجتماعي هو مطلب لبناني, لكنه عندما يصبح مطلبا سوريا فإن احدا لن يتجاوب معه لتخريب الاستقرار في لبنان خدمة لأهداف تسعى اليها دمشق وتستخدمها كورقة في مواجهة الضغوط الدولية عليها.وكشفت المصادر نفسها أن دعوة سورية للتحرك الشعبي والتظاهر لقيت رد فعل بارد ومتحفظ عند قيادات في »حزب الله« وحركة »أمل« في ظل عزوف باقي القوى اللبنانية عن التجاوب معها وكي لا يصبغ التحرك بصبغة فئوية وطائفية.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home