Thursday, January 05, 2006

سادتنا في الجاهلية، سادتنا في الإسلام


سادتنا في الجاهلية، سادتنا في الإسلام
الكاتب: نبيل فياض
المصدر: إضاءات
قبل سنوات، وقت كان عبد الحليم خدّام " سيّداً " ونائباً" أوّل " لرئيس الجمهوريّة، تحدّث مستشهداً بمعاوية بن أبي سفيان، وقال إنه سيأتي بقوم لا يفرّقون بين الناقة والجمل. لكن التلفزيون السوري،المشهود له بالعبقريّة والمهنية التي لا سابق لها، ناقل هذا التصريح الهام، لم يحاول تكرار هذا القول المأثور مرّة أخرى: ربما أن أحد مشايخ الشيعة الإثني عشريين انتبه للتصريح-الفضيحة، فنبّه التلفزيون الذكي إلى زلّة لسان الأستاذ، فسارع إلى لملمة ما يمكن لملمته!!! بالمناسبة، يعلّق قيس بن سعد بن عبادة، الذي قتل أباه خالد بن الوليد لأنه خرج عن بيعة أبي بكر في " السقيفة "، إنه لم يكن مع معاوية إلاّ طليقاً إعرابيّاً، أو يمانيّاً مستدرجاً، وكان معه مائة ألف ما فيهم من يفرّق بين الناقة والجمل. – وربما أن الأستاذ ما يزال يعتقد أن شعب الشام ما فيه من يفرّق بين الناقة والجمل.# # #قبل سنوات، وكان خدّام وقتها سيّداً، كتبنا فيه أشياء كثيرة؛ والسيّد خدّام، كما يقول نزار قبّاني، كلّ ما فيه أمير، أمير!! ثم كتبنا أشياء أخرى، ونشرناها، وقت كان أيضاً أستاذاً...إلخ!!! ولأن السيّد خدّام ديمقراطي بطريقة لا مثيل لها، راح كما قيل لي وقتها، يتصل بالأخوة رؤساء الأفرع، يشكو لهم " بديمقراطيّة " بالغة خدش مشاعره عبر الحديث عن المرتديلا بلحم البقر المجنون – وكنت وقتها التقيت بشخص يقوم بتهريب لحم البقر المجنون من لبنان عبر رأس المعرّة فيبرود فالقسطل فدمشق إلى أولاد خدّام ليطعموها هذا الشعب الذي لا يفرّق بين الناقة والجمل – والنفايات النوويّة والباتشي واللانوازيت والـ KFC ( المطعم الأمريكي الذي افتتحه أولاد خدّام بضجّة مربكة في المزّة وقت كان البابا يشتم أميركا من على محطة المستقبل اللبنانيّة، وأقفل بصمت القبور بعدها مباشرة، وأسماه السوريّون بسخرية هائلة، خدّام K ، فرّوج F، سنتر C )!!! ولم يتجاوب معه أحد باستثناء الـ boy friend، صديق النصب في لبنان، الـ suicide ، غازي كنعان. وأرسل الغازي قواه المظفّرة لمصادرة كمبيوتري ونبش أوراقي بما في ذلك ما كان تحت مخدّتي وسحبي بكل سؤدد إلى الأمن السياسي، فرع مدينة دمشق، لصاحبه آنذاك العميد البطل رفيق شحادة.وقفة مع الـ suicide الكاميكاز الغازي:مع هذا الكائن الشريف، كانت لي أكثر من موقعة؛ فقد التقيته مرّة في حمص، وكنت مراهقاً مهووساً بالأديان ودراستها، وكانت لي علاقة جميلة مع جماعة من شهود يهوه في محلّة بستان الديوان في المدينة. أراد الغازي أن أعمل مخبراً له على الأصدقاء من الشهود: رفضت! استدعاني إلى أمنه العسكري في ساحة عاطف الأتاسي في حمص، وقال لبعض غلمانه: السيف والنطع!! فأمسكني إثنان بيديّ، وساقاني إلى سطح المبنى، بعد أن قال لهما الغازي: هذا عميل للكتائب! خذاه واعدماه!! وضع أحدهم البندقيّة على بعد سنتمترات من صدري، وأمسك آخران بيديّ! وانتهت المسرحيّة بأن جاء مدير مكتبه – اسمه سهيل على ما أذكر – وقال: اتركوه! سوف يتعامل معنا حتماً! وضعت في زنزانة تحت الأرض رقمها 1 لساعات؛ وقبيل منتصف الليل طلبني الغازي الكاميكاز إلى مكتبه؛ وقال: أنا ملك حمص! ليس من نملة تحرك هنا إلا بمعرفتي! ... وأطلق سراحي... ذهبت بعدها مباشرة إلى الصديق المطران الراحل ملاطيوس برنابا، وحكيت له ما حصل؛ وقلت له إن هذا المجرم لن يكتفي حتماً بأن يشغّلني جاسوساً لصالحه على شهود يهوه، فغداً سيقول لي: السريان، وبعد غد: الروم، وربما بعده: الموارنة. فأخذني المطران الأب إلى بيروت، إلى مطرانيّة السريان الأرثوذكس في السبتية، حيث عشت في كنف المطران جورج صليبا، قبل أن أنتقل إلى الموارنة... وما زلت! الطريف أن المطران برنابا كان يحمل تصريح " خط عسكري " من الغازي ذاته!!!# # #مجلس فاتحة الشعب: اذكروا محاسن موتاكم!!في أحدى المقالات السياسيّة التي تناولت السيّد خدّام، قلت إنه لا بدّ من حذف الفقرة 8 من الدستور، التي تنصّ على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع. بعدها أجرى السيّد خدّام لقاء مع " السفير " قال فيه ما معناه إن حزبه – وقتها – سيظل ّ قائداً للدولة والمجتمع. فرددت عليه بمقالة سألته فيها: إلى أين ستقود الدولة والمجتمع؟ أذكر تماماً أن السيّدة بهيّة مارديني، مراسلة " إيلاف " في دمشق، اتصلت بي لتقول إن الأستاذ محمود الأبرش، رئيس ما يسمى بمجلس الشعب السوري، يرد عليّ مدافعاً عن السيّد خدّام، بلغة أقرب ما تكون إلى التخوين: تماماً كما حكى عن السيّد خدّام ذاته في الجلسة إياها. ورغم أن معلوماتنا حول السيّد الشيشاني لا ترقى إليها الشكوك، خاصّة وأنها مستمدّة من أهم وأرفع رجالات سوريّا في الثمانينات، إلا أننا، عملاً بالقول المأثور، " اذكروا محاسن موتاكم "، آثرنا عدم الرد بعنف على الرجل!من كان منكم بلا خطيئة؟؟وكان الرد في مجلس الفاتحة إياه الدليل الأهم على أن السيّد خدّام حقق ما أراد الوصول إليه. كانت اللغة المتداولة وقتها، المنقولة – واذلاّه – على الفضائيّات، لا تسيء إلاّ إلى هذا الشعب، الذي يفرّق بين الناقة والجمل، لكن العين بصيرة واليد قصيرة! وانظروا من كان ينظّر ضدّ السيّد خدّام! شعبان شاهين وزير " العدل " سابقاً – والله!!! فقط أقول: نحن أصلاً من حمص! وآخر من السلميّة، التي يشكو أهلها من أن النفايات النووية مطمورة قربهم في الصحراء منذ أكثر من خمس عشرة سنة!!! وثالثة محجّبة، لا تشبه غير أم هريرة ( رض )، تتفاصح بأن سوريّا أمثولة الديمقراطية في هذا العالم! أحمد كل الآلهة بأن أهل النرويج والسويد والدنمارك لا يفهمون العربيّة، ويقرفون من رؤية المحجّبات: وإلا كانت فضيحتنا بجلاجل!!!رغم كل ما رأيته على يد السيّد خدّام والغازي، فهذا لم يمنع أن أطالب، في بداية أيّار الماضي، من على شاشة الحرّة، بطردهما ومصادرة أموالهما، مع كل العصابة الفاسدة إياها: وكانا على رأسي عملهما.- بمعنى أني لم أضرب قطّاً ميتاً، يا مجلس الفاتحة.# # #وثالثة الأثافي:وكان الحق ناقص بق...ولأن حسن عبد العظيم، الأب الفخري للمعارضة السنيّة السوريّة استذوق الشهرة بعد إعلان دمشق، ولأن السيّد خدّام دغدغ مشاعره الطائفيّة بحديثه عن مار حريري الذي مُنع أن يكون رئيساً للطائفة السنيّة، فقد دسّ الأفندي أنفه في المولد إياه، وراح يكيل المديح لبائع المرتديلا الفاسدة والشوكولا الفاسدة والضمير الفاسد، لبائع البلد وصحة أبنائه، باعتباره أكبر داعية للإصلاح في التاريخ السوري الحديث؛ بل إن أرخميدس عبد العظيم هذا، اكتشف فجأة أن السيّد خدّام إياه كان صاحب رؤيا ديمقراطيّة، نشرها في إحدى المجلات التي منعتها الدولة – واذلاّه يا تغلب – من دخول سوريّا!! لكن أرخميدس عبد العظيم، ربما لأننا علمانيّون ولا نشتري الطوائف ولا الطائفيين بقشرة بصلة، تناسى أن خدّامه سجننا فقط لأننا أشرنا إلى جرائمه بحق الناس، الذين يقول عبد العظيم إنه يدافع عنهم!!# # #هل سنشهد قريباً حلفاً من عواجيز الفرح، يضم أخوتنا من الطائفة السنيّة الكريمة – هل هنالك أسخى من هذه الطائفة التي تتحفنا في كل موسم بابن لادن جديد؟ - من أمثال حسن عبد العظيم والسيّد خدّام إياه، إضافة إلى أكبر لصوص العسكر في سوريّا، الذي رأيت بأم العين سرقاته في لوس أنجلوس، أقصد عمو حكمت الشهابي؟ النمامون يقولون إن الشهابي لا يشعر أنه من المناسب لسنّه ومكانته الجلوس مع كائنات من نمط السيّد خدّام وأرخميدس التلّي؛ لذلك يرجّح أن يرسل إليهم ابنه حازم!!!قبل سنوات، وفي تلفزيون المستقبل، استقبلوا ذات يوم المرحومة " بإذنه تعالى "، الأخت تحيّة كاريوكا، بعد أن عجّزت ولم يعد أحد يقول لها " بكام "، وكانت محجّبة، كأختنا " عضو " مجلس الفاتحة إياه، حيث راحت تطرب أسماعنا وتؤذي أعيننا بحديثها عن الأخلاق والالتزام وكفر الدروز، الطائفة الوحيدة التي ربما لم تستمتع مع أحد من رجالها؛ واليوم تستقبل محطة العربيّة الأستاذ عبد الحليم خدّام ليمتعنا في سهرة رأس السنة بحديثه المشوّق عن الديمقراطيّة!يا قلبي لا تحزن!!!عين التينة:يحكى أن قرية عين التينة في منطقة القلمون السوريّة كانت مسيحيّة أرثوذكسيّة، قبل نحو مئتي عام. وكان عندهم " خوري " لا يشبه غير الأب خدّام؛ فذهب وجهاء عين التينة إلى البطريرك وقالوا له: إن لم تغيّر لنا هذا الخوري، فسوف نشهر إسلامنا! ولأن تغيير الدين لقرية بكاملها أسهل على نيافة البطريرك من تغيير الخوري، فقد تمسّك قداسته بابنه الروحي، وقال لهم: أسلموا! اذهبوا إلى الجحيم! فذهبوا إلى المفتي – ليس كفتارو طبعاً – وأسلمت الضيعة كلها عنده؛ ثم طلبوا منه أن يرسل لهم شيخاً يكون إمامهم وراعيهم! فوعدهم سماحته أن الشيخ سيصلهم بعد ثمانية أيام وثلث! وفي الثلث الثاني من اليوم التاسع، وقف أهل عين التينة في عز البرد على صخور جبال القلمون الجرداء، كانوا يرون رجلاً يركب أتاناً بيضاء، قادماً باتجاه الضيعة! ولمّا رأوا العمامة من البعيد؛ صاحوا بفرح: الشيخ! الشيخ! واقترب الرجل بقامته الطويلة وصوته الأجش الفخم! وارتمت أم مطانيوس في أحضان أبي بطرس من هول المفاجأة! إنه خورينا؛ وحياة الصليب...!!!ما يعزّينا في هذه المسرحيّة التراجيدية القاتلة، أن خدّام وبقيّة الشلّة إياها وفّروا على الناس عناء البحث عن مكان للسهر أو مطعم محترم غير ملتهب!تعليق أخير:لا أعتقد أن الآلهة ستوفّق السيّد خدّام في العام الجديد، لأن الأخوات إليسا وهيفا ونانسي ومي... الحريري، كشفن عن شعورهن ودعون عليه، لأنه ضرب شغلهن في الليلة الأهم – لا نامت أعين الجبناء!!!!!!!!!

0 Comments:

Post a Comment

<< Home