Sunday, November 20, 2005

سورية تدخل مرحلة الفوضى


المجتمع الدولي والعالم العربي غسلا
أيديهما من نظام البعث في دمشق
سورية تدخل مرحلة الفوضى خلال
الشهرين المقبلين والتلويح بإنزال الجيش
اللبناني جمد تظاهرات "حزب الله"
باريس ¯ »السياسة«: يسير نظام الحكم السوري في دمشق بخطى هوجاء غير متزنة وحائرة نحو الهاوية, جارا معه سبعة عشر مليون مواطن انهكهم هذا الحكم الأمني الاستخباري طوال السنوات الخمس والعشرين الأخيرة من الهيمنة الكاملة على مقدراتهم ولقمة عيشهم وحريتهم وحقوقهم الإنسانية.وذكر أحد قادة المعارضة السورية في فرنسا ل¯ »السياسة« أن الوضع الداخلي السوري »بات لا يطاق بسبب مخاوف الناس من أن تجرهم حفنة من المتربعين على رأس هرم النظام المنزلقين الى هوة المواجهة مع المجتمع الدولي بسبب تمسكهم بشخص واحد هو صهر الرئيس بشار الأسد اˆصف شوكت, وعدم تسليمه الى لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري للتحقيق معه في بيروت لاعتبارات عائلية يدعون انها سيادية, وان يواجهوا (الناس) حصارا دوليا خانقا وعقوبات لا طاقة لهم على تحملها, شبيهة بالعقوبات والحصار على العراق طوال إحدى عشرة سنة منذ غزوه الكويت حتى سقوط نظامه عام 2003«.وقال مسؤول المعارضة السورية الذي تحتضنه بعض الجهات الرسمية الفرنسية, ان وضع النظام السوري الاˆن في اعقاب انسحابه من لبنان وصدور القرار الدولي 1636 ضده, »يشبه وضع ذلك المحكوم بالإعدام الذي خيره القاضي بين الموت شنقا أو بالرصاص«, وبقبول دمشق الأسبوع الماضي تسليم قادتها الأمنيين الستة المطلوبين للتحقيق معهم في مقر ديتليف ميليس بالمونتيفردي قرب بيروت, للتحقيق معهم في القاهرة أو جنيف أو فيينا مع رفض تسليمهم الى المونتيفردي لأسباب »اذلالية« كما قيل«, تكون اختارت الإعدام رميا بالرصاص.وكشف المعارض السوري النقاب ل¯ »السياسة« عن أن الضغوط السورية الهائلة على لبنان الاˆن »ستؤدي الى عكس نتائجها المرجوة, إذ سيقع في أي لحظة فك ارتباط نهائي بين لبنان وسورية سيكون بمثابة نهاية المطاف للعلاقات السورية مع أي دولة اخرى باستثناء النظام الإيراني الأكثر تطرفا, وبداية الحصار الخانق, مع القضاء المبرم على حلفاء دمشق في لبنان, ما من شأن ذلك ان يكون فعلا بمثابة بدء العد العكسي لاحداث تغيير شامل في سورية من دون أي اهتمام بأن يتم ذلك بشكل دموي أو بأي شكل اˆخر من قبل الولايات المتحدة خصوصا وفرنسا وبريطانيا وأوروبا بصورة عامة«.ونسب المعارض السوري في باريس الى ديبلوماسيين غربيين قولهم ان إدارتي الرئيسين جورج بوش وجاك شيراك »اهملتا خلال الأسابيع الأربعة الماضية منذ تقديم ميليس تقريره الى مجلس الامن, عروض سورية عدة لم يسبق لحزب البعث الحاكم ان قدمها من قبل وعددا من الوساطات العربية والدولية ما يؤكد تجاوز هاتين الإداراتين مرحلة الإقدام على اي تفاهم من اي نوع مع حكومة بشار الأسد, ودخولهما بالفعل مرحلة الإعداد النهائي لإطاحة النظام«.وقال المعارض ل¯ »السياسة«: ان الديبلوماسيين العرب في باريس »هم ايضا يعربون عن يأس زعمائهم من أي امكانية في قدرة نظام دمشق على التجاوب او التكيف مع المتطلبات العربية والدولية لإحداث تغييرات جذرية تدفع بسورية في طريق سلمي جديد ينجيها من المصير المحتوم, فقد نقل عدد من هؤلاء الزعماء الى دول المجتمع الدولي أسباب يأسهم هذا وغسلوا ايديهم من البعثيين السوريين بصورة نهائية«.وأعرب المعارض عن اعتقاده ان »تدخل سورية في اواخر هذا العام أو في أوائل العام المقبل بعد شهر أو شهرين, مرحلة الضياع والفوضى الكاملة, بحيث يحدث ما لا يحمد عقباه, ويدفع الشعب وحده الثمن«.لبنان: تأجيل المواجهة!أما في لبنان, فقد باتت المواجهة الداخلية بين مؤيدي سورية واعدائها الجدد أقرب الى الوقوع من أي وقت مضى منذ انحسار الوهج السوري الثقيل عن اللبنانيين وأخرجت الأسلحة السياسية الثقيلة من مخابئها لدى كل الأطراف, استعدادا على ما يبدو للمعركة الأخيرة الحاسمة التي لم يتمكن نظام الحريري السني المسيطر اسميا وشكليا على مفاصل البلاد منذ الانتخابات النيابية الأخيرة من حسمها, رغم كل ما يمتلكه من دعم دولي وعربي وداخلي لم يبلغه حتى والده الراحل في أي ظرف من الظروف.وكشفت مصادر حكومية لبنانية ل¯ »السياسة« في بيروت في نهاية الأسبوع الفائت عن أن تسريب معلومات الى قيادة »حزب الله« في الضاحية الجنوبية من بيروت عن أن حكومة السنيورة »على بعد خطوتين فقط من انزال الجيش الى شوارع بعلبك والبقاع وعكار والشمال وبيروت نفسها في حال »تمت نبوءة« صحيفة »تشرين« السورية القريبة من الرئيس بشار الأسد شخصيا, بوقوع تظاهرات واسعة لإطاحة الحكومة الحريرية يوم الخميس الفائت, قد تكون (المعلومات المسربة من أجهزة حكومية) فعلت فعلها السريع والمتوخى, إذ صدرت بيانات عن »حزب الله« و »التيار العوني« و »الاتحاد العمالي« الذي يرأسه القومي السوري غسان غصن وعن كل من هب ودب على طريق بيروت ¯ دمشق شبه المقطوع, تبرأت من اخبار »تشرين« ومن »الحشد« المزمع للتظاهرات, طاوية أذنابها بعد زئير استمر منذ خطاب الأسد الاخير وتهديده النظام اللبناني مباشرة وعلنا.جنبلاط »يكوع« مجددا!وما زاد في طين »حزب الله« وحركة »أمل« بلة, خروج عراب النظام الجديد وليد جنبلاط من عرينه الأمني في المختارة ليدافع عن حكومة السنيورة ويهاجم حليفه »الستراتيجي« حزب الله لتركه نفسه مطية لسورية تستخدمه لتحقيق أهدافها في تفجير الشارع اللبناني »مازوتيا« وصولا الى إطاحة الحكومة, مستخدمة سلاح الديمقراطية اللبنانية لقتل اصحابها به.وقالت المصادر الحكومية انه على الرغم من أن تلك التسريبات كانت هادفة الى »ايقاظ حزب الله وفلول النظام الاستخباري السوري ¯ اللبناني المتبقية في لبنان من السكرة التي اصيبوا بها من خطاب الأسد الذي دغدغ اˆمالهم وأحلامهم بردة قوية, إلا ان مسألة انزال الجيش للحفاظ على السلطة السياسية الديمقراطية.. وهذه هي إحدى أهم وظائفه ¯ في وجه الغوغائية المخططة التي وردت علنا في صحيفة »تشرين« السورية, كانت جدية, حتى ان جنبلاط كان اول المطالبين بها, وقد استشارت حكومة السنيورة وقادة كبار في »تيار المستقبل« الحريري عددا من الدول العربية والغربية بهذا التوجه, وحصلوا على ردود مشجعة«.ونقلت المصادر الحكومية اللبنانية عن اوساط قريبة من حركة »أمل« قولها إن »التراجع عن تظاهرات الخميس جاءت بسبب تحديد الخصم موعد ومكان المعركة, وهو أمر لا يمكن تجاهله من قبلنا, وقد فوجئنا فعلا به«.ضغوط عربيةواكد ديبلوماسي خليجي في أبو ظبي ل¯ »السياسة« اول من امس في اتصال من لندن ان اكثر من دولة عربية وخليجية اجرت اتصالات فورية في دمشق في اعقاب انباء جريدة »تشرين« عن »التظاهرة لاطاحة حكومة السنيورة« وبعد تلقيها اتصالات من جماعات الحريري وبعض الاوساط المسيحية اللبنانية وجهات دولية »ابدت فيها دهشتها من التدخل العلني السوري في لبنان عبر حلفائه تنفيذا لما ورد من تهديدات في خطاب الاسد محملة الحكم السوري مسؤولية اي انفجار داخلي في لبنان مؤكدة انها اذا كانت تدعم سورية لدى المحافل الدولية خصوصا اميركا وفرنسا وبريطانيا ضد استهداف نظامها واطاحته فإن ذلك لايعني ان ترد دمشق لها هذا الجميل بالعمل على اطاحة النظام اللبناني الجديد.اتهام عونواتهم الديبلوماسي الخليجي - نقلا عن مصادر ديبلوماسية في ابو ظبي - العماد ميشال عون ب¯ منح »حزب الله« وسورية من خلفه غطاء مسيحيا قويا من دون ان يدري دوافعه الى ذلك الانتقام من النظام السني الحريري المعتدل الذي استثناه من مقاعد الحكومة بعدما خاض ضده بالتحالف مع جنبلاط معركة انتخابية عنيفة«.وقالت المصادر الديبلوماسية الخليجية ان »عون وجماعاته يخطئون اذا اعتقدوا ان في امكانه الوصول الى رئاسة الجمهورية على حصان شيعي متطرف (حزب الله).وعلى نظام خارجي مريض ينازع (سورية) اذ يبدو انهم (عون والعونيون) مثل السوريين ليست لديهم قراءة صحيحة ودقيقة لما يجري في المنطقة من متغيرات ولا يفهمون المواقف العربية والدولية من الصراع الاهم في المنطقة في العراق , بين السنة والشيعة ولا يدركون الاخطار الايرانية المحدقة بالدول الخليجية والعربية وصولا الى لبنان.واعرب الديبلوماسي الخليجي عن اعتقاده ان تكون »المعركة الداخلية اللبنانية« قد تحددت معالمها واقيمت متاريسها وشحذت اسلحتها منذ خطاب الاسد وان المحاولات التي تجري الان لاستيعاب هذا التأزم الخانق قد تكون تأخرت كثيرا لان الجميع مستعجل فسورية تحاول تطويق ازمتها مع مجلس الامن الدولي عبر الرهان بتفجير الاوضاع في لبنان و »حزب الله« المترنح تحت ضربات القرار الدولي 1559 الداعي الى تدجينه وانتزاع انيابه العسكرية لا يعرف اين يضع قدمه بالضبط والمجتمع الدولي يسابق الجميع للوصول الى قلب النظام السوري لوقفه عن النبض في العراق ولبنان وفلسطين ولسلاح حزب الله الذي يمنع اقامة دولة لبنانية ديمقراطية ويهدد باستمرار المعادلات السلمية في المنطقة باوامر من طهران ودمشق«.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home