Tuesday, February 20, 2007

قيادي في «14 آذار» يكشف لـ«الشرق الاوسط» عن مشروع لتشكيل حكومة برئاسة الحص مقابل حكومة السنيورة

قيادي في «14 آذار» يكشف لـ«الشرق الاوسط» عن مشروع لتشكيل حكومة برئاسة الحص مقابل حكومة السنيورة

الإيجابيات والسلبيات تتواجه تحت سقف الأزمة اللبنانية


بيروت: ثائر عباس
تنازعت المعطيات الايجابية والسلبية الشارع اللبناني حيال المساعي الجارية في لبنان وأكثر من عاصمة عربية وإقليمية. وتواترت المعلومات عن النتائج المحتملة للحوارات على طريقة «هبة ساخنة، وهبة باردة».
ففيما ذهب اكثر من مسؤول الى التبشير بايجابيات قريبة، قال قيادي بارز في الأكثرية النيابية لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الايجابيات «خادعة» وان طريق الحلول مقفلة.

وتردد في بيروت ان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد يتوجه الى المملكة العربية السعودية منتصف الأسبوع حيث سيلتقي مسؤولين سعوديين كباراً. لكن مصادر بري نفت هذه المعلومات وقالت لـ «الشرق الأوسط» إن بري «مرحب به في الرياض وإذا كان هناك من شيء مفيد للوضع اللبناني، فهو مستعد للذهاب الى الصين، لكن الأمور غير ناضجة لأي حل بعد».

وكثرت التأويلات حول الزيارة التي قام بها الرئيس السابق للحكومة، سليم الحص، للمملكة العربية السعودية ودمشق، بالإضافة الى عزمه الذهاب الى طهران السبت المقبل. وقالت بعض الأوساط إن الحص قد يكون «الوزير الملك».

وفيما قال بيان للمكتب الإعلامي للحص انه زار دمشق تلبية لدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد، قالت مصادر سعودية إن الحص هو من طلب لقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقالت مصادر إيرانية في بيروت لـ«الشرق الأوسط»ان دعوة الحص قديمة وهو قرر الآن تلبيتها.

وأشار بيان الحص الى ان اللقاء مع الأسد «كان مناسبة للتشاور في كل القضايا التي تهم البلدين الشقيقين، في ظل الأخطار الجسيمة التي تتهدد المنطقة في فلسطين والعراق. وجرى البحث في الواقع السياسي المأزوم في لبنان وسبل معالجته، اضافة الى العلاقات بين سورية ولبنان، وكانت اجواء اللقاء ايجابية».

إلا أن القيادي البارز في فريق (14 آذار)، الذي رفض ذكر اسمه، قال لـ«الشرق الأوسط» ان الطريق مقفلة أمام الحلول، واصفا الآمال المعقودة على مشاريع الحلول بأنها «خادعة». وتحدث عن إشارات سلبية من طهران ودمشق، بالاضافة الى إشارات أخرى من «حزب الله».

وفي إشارته الى زيارة سليم الحص لدمشق وطهران، قال: «انهم يحضرونه ليكون رئيسا لحكومة يريدون تشكيلها في مواجهة حكومة السنيورة بعد ان يمنعونا من عقد جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية وإحداثهم فراغا دستوريا». واعتبر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري «مشارك في المؤامرة»، ووجه انتقادات لاذعة الى الحص الذي وصفه بأنه «اسوأ ما قد يحصل». ورأى ان مشروع «الانقلاب» الذي تخطط له المعارضة مستمر، وقال: «لقد تأخر الانقلاب لأننا صمدنا شعبيا ودوليا وعربيا بالدعم السعودي والمصري تحديدا».

وأكد رفض الأكثرية المطلق لإعطاء المعارضة الثلث المعطل الذي وصفه بـ«الثلث المقرر»، معتبرا ان اعطاء المعارضة هذا المطلب في ظل البيان الوزاري الحالي الذي اعد في محاولة للبننة المقاومة، يعني أنهم (حزب الله) يستطيعون ان يقرروا ما يشاءون ويأخذوا البلاد الى اي حرب يريدون.

وعن اتهام المعارضة للنائب وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، سمير جعجع، بـ«اطلاق النار على مشاريع الحلول»، قال القيادي ان هذه «ابسط المسائل الآن نظرا لخطورة ما يخططونه للبنان».

وكان النائب عباس هاشم،عضو كتلة العماد ميشال عون، قال بعد لقائه بري امس: «أعتقد أننا قاب قوسين من بشارة ما، ولكن كل ما نتطلع اليه هو ان تعرف الموالاة أو ما يسمى السلطة ان وحدتها لا تقوم فقط على السلبية، بل عليها ان تتحد ايضا في سبيل مقاربة المواضيع بعقل منفتح ونير». وسئل: ما نوع البشارة التي تتحدثون عنها؟ فأجاب: «هي البشارة التي يتطلع اليها كل الشعب اللبناني، بشارة الحل والتوافق بإرادة خيرة ونفسية نقية، علنا نلج الى ما يسمى النظام السياسي الجديد أو اعادة تكوين السلطة وإعادة إنتاج ما يسمى نظاما سياسيا حضاريا راقيا يسمح للشعب اللبناني بأن يعيش برفاه».

وأدلى رئيس اللقاء الديمقراطي، النائب وليد جنبلاط، امس بموقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي وقال إن «التحالف السوري ـ الإيراني الذي نال جرعة منشطة جديدة يطل علينا بجملة من النصائح والدعوات التي أقل ما يقال فيها انها تشكل تدخلا في الشؤون اللبنانية، فلم يسبق، على حد علمي، في اطار الأعراف الدبلوماسية والعلاقات بين الدول ان اشترطت دولة معينة شكل حكومة الدولة الأخرى. فإذا كانت حكومة وحدة وطنية فيها الثلث المعطل الذي يكفل اسقاط الحكومة عندما ترى جهات معينة ضرورة ذلك يقدم لها الدعم، واذا لم تكن يقدم الدعم للحلفاء بقوافل السلاح والعتاد وحقائب الأموال، وتخترق كل الأصول والحدود والمعابر». وأضاف: «سننتظر مرة جديدة لنرى كيف سيترجم هذا التحالف القديم ـ الجديد توجهاته على الأرض اللبنانية، كي لا نقول الساحة المستباحة، هل في مزيد من التعطيل للمؤسسات وللدولة؟ أم في مزيد من التوتير والتحريض؟ أم في المزيد من القتل والتفجير؟ ألم يقل أحدهم بالأمس ان لبنان آيل الى السقوط، وألم يسبق لخامنئي (مرشد الجمهورية الإيرانية) أن قال بضرورة قيام حكومة وحدة وطنية في لبنان؟».

وتوجه الى «بعض قوى الداخل التي كانت تتجاهل في خطابها مجرد حتى الإشارة الى مسألة المحكمة ذات الطابع الدولي في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري انتظارا لقمة طهران ونتائجها، فبات اليوم في امكانها اعلان موقفها بعد أن حددت لها القمة مسار الأمور وبوصلة الاتجاهات كي لا نقول أمر العمليات الجديد». وختم قائلا: «في اختصار، اذا أردنا ان نعرف ماذا سيجري في بيروت، علينا ان نقرأ ماذا حصل في طهران، وليست وجوههم المكفهرة سوى المؤشر لذلك، وان غدا لناظره قريب».

وقال رئيس كتلة نواب حزب الله، محمد رعد، ان هناك مساعي واتصالات ايرانية وسعودية وروسية، ولكن كل هذه المساعي في الحقيقة عندما تتوصل الى فتح نافذة ضوء يمكن ان تجمع اللبنانيين في حكومة وحدة وطنية يقوم من يتلقى الإشارات من الأميركيين بتخريب كل هذه المساعي». وأشار الى انه في الأسبوع الماضي «كدنا نفتح كوّة ضوء، لكن قام من يخرب هذا الأمر، حيث كان ممثل الجامعة العربية يريد ان يأتي الى لبنان».

وأكد استمرار المعارضة في الاعتصام والتحركات السلمية الهادفة والضاغطة حتى تتحصل اللحظة المناسبة فيجد الطرف الآخر انه لا بد له من التفاهم، وقال: «ثقوا أننا سنصل الى أهدافنا بالأساليب التي اخترناها والتي نرى فيها أنها تحقق هذه الأهداف الوطنية، من دون تقاتل ومن دون استدراج الى فتن ومن دون غوغاء او صخب، بل بكل حكمة ودراية ودقة وانضباط وتعقل من خلال الحفاظ على سلمية التحرك». وأضاف: «تريدون محكمة تكشف قتلة الرئيس الحريري ونحن نوافق على مبدأ انشاء هذه المحكمة، لكن نريد ان لا تكون هذه المحكمة آلة استعدائية لتصفية الحساب ضد كل من يعارض المشروع الأميركي للهيمنة وفرض الوصاية على الشعب اللبناني. نحن أمامكم في موضوع كشف الحقيقة، لكن مقتضى العدالة ان ننظم الآلية الصحيحة التي تضمن الوصول الى كشف الحقيقة. هناك تفاصيل في نظام المحكمة يجب ان نناقشها». وسأل «من المستفيد من الخطاب المسف في 14 فبراير (شباط) ولمصلحة من ان يصل هذا الخطاب السياسي في هذا البلد؟ لا احد سوى الإسرائيلي الأميركي».

وعقدت لجنة المتابعة للقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية ـ قوى المعارضة اللبنانية ـ اجتماعا أمس توقفت خلاله «امام التطورات خصوصا لناحية ما يطرح من مبادرات عربية للحل ورفض فريق 14 شباط (الأكثرية) لها». وأصدرت بيانا قالت فيه: «في كل مرة تظهر في الأفق بادرة امل لحل سياسي ينهي الأزمة ويجنب البلاد المزيد من الانقسامات، تسارع ادارة جورج بوش وأدواتها في لبنان الى احباطها واعادة الامور الى المربع الأول من مناخات التصعيد والتشنج في الخطاب السياسي، والذي تكشف واضحا في مواقف كوندوليزا رايس الأخيرة التي تعتبر لبنان الخندق الأمامي في المواجهة بالنسبة الى المشروع الأميركي في المنطقة، ويتبعها مباشرة بعض المرتبطين بالإدارة الأميركية والمتضررين من الحلول، الى إطلاق النار على المبادرة السعودية الجاهدة لتوليد اتفاق، على غرار ما حصل في فلسطين، يخمد الفتنة ويضع حدا لحال الفوضى الهدامة التي ترتكز عليها خطة بوش التفجيرية في المنطقة».

0 Comments:

Post a Comment

<< Home