Friday, June 22, 2007

تصريح دينى بممارسة الجنس

تصريح دينى بممارسة الجنس
كتب : وائل لطفي
http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=2650


يكاد المجتمع المصرى حاليا يكون المجتمع الوحيد الذى يسأل فيه المواطن المشايخ قبل أن يدخل دورة المياه عن الحكم الشرعى لدخول دورة المياه وهل يستخدم يده اليمنى أم يده اليسرى؟ ويكاد المواطن المصرى أن يكون الوحيد بين خلق الله الذى يتصل ببرنامج تليفزيونى على الهواء مباشرة وأمام ملايين المشاهدين ليسأل الشيخ كيف يجامع زوجته وعلى أى نحو؟ وهل يقبلها أم لا؟ وهل يخلع ملابسه كلها أم يبقى بالملابس الداخلية؟ وهل يحتفظ بملابسه الداخلية كلها أم يخلع قطعة ويترك الأخرى؟ والأسئلة السابقة ليست من قبيل المبالغة أو الاستظراف، لكنها أسئلة حقيقية سألها ويسألها المشاهدون وصدرت بخصوصها إجابات شرعية، وثارت حول بعضها معارك فقهية، بالإضافة إلى موضوعات أخرى لاتخفى على المتابع الفطن مثل حكم التبرك ببول النبى عليه الصلاة والسلام؟ وهى فتوى تذكرنى بفتوى أخرى شهيرة شغلت فقهاء المسلمين منذ قرون وثارت حولها معارك فقهية كبيرة انشغل المنخرطون فيها بالإجابة عن سؤال يقول «هل إذا حمل المسلم المتوضئ قربة مليئة بالفساء ينقض وضوؤه أم أنه يبقى طاهرا؟»، ورغم أنه لايمكن عمليا أن يحمل المسلم قربة مليئة على هذا النحو إلا أن الإجابة على هذا السؤال استغرقت سنوات ونقاشات ومعارك ومناظرات أسست لفرع فى الفقه سماه المفكرون تجاوزا باسم فقه الفساء! ولم يكن هذا دليلا على شئ سوى على حالة التخلف والتردى والجمود التى وصل لها المسلمون، ولعل صدور فتاوى شبيهة فى أيامنا هذه ليس سوى دليل على أن هذه الحالة من التردى والبله العقلى والروحى قد عادت لتسيطر على المشهد الدينى برمته.. فهل هذا هو الإسلام الذى نريد؟ يدخر المواطن لدينا مبلغا من المال وبدلا من أن يذهب لمستشار اقتصادى ويسأله عن أفضل وسيلة لاستثمار مدخراته يتصل بأحد برامج الفتوى على الهواء ويسأل الشيخ، والمصيبة أن الشيخ يجيبه إجابة فورية وعلى الهواء مباشرة، مع أن نفس الشيخ منذ دقيقة واحدة كان يجيب عن سؤال آخر فى الجنس، وقبلها كان يجيب عن سؤال فى تربية الأبناء، وبعدها بدقيقة يمكن أن يجيب عن سؤال فى التغذية ولا تعرف هل العيب فى الشيخ أم فى الذين يسألونه أم فى الذين يربحون من وراء ظهوره أم فى الأمر كله برمته؟ يختلف المواطن مع زوجته حول مصير طفلهما وهل يدرس علمى أم أدبى فيذهب للشيخ طالبا الفتوى، ويشعر المواطن باكتئاب أو يمر بضائقة نفسية فيتصل بالشيخ ويصف له الأعراض ليرد عليه واصفا الدواء الشافى ومؤكدا أن الشفاء قريب بإذن الله ورغم أن كل شئ هو بإذن الله فعلا إلا أن الله سبحانه وتعالى قد طلب منا أن نأخذ بالأسباب، ومن الجنون تماما أن نستغنى عن الطبيب وخبير الاقتصاد والمعلم والاخصائى الاجتماعى والاستشارى النفسى لنستبدلهم بالمشايخ الذين يعرفون كل شئ ويفتون فى كل شئ والكارثة أن معظمهم لايعرفون شيئا فى الأمور التى يفتون فيها ولو كان بعضهم يعرف لنفع نفسه. المشهد من بعيد ومن قريب أيضا يبدو محزنا ومؤسفا والمخلصون من أبناء هذا البلد من المطالبين بالديمقراطية مدعوون للتأمل كثيرا، والانتهازيون الذين لايتوقفون عن هز الوسط وتلعيب الحواجب باسم المناداة بالحرية مدعوون أيضا للتعلم، الديمقراطية تعنى أن يقرر المواطن لنفسه وأن يتحمل مسئولية قراره، لكن هذا الطلب الهستيرى على الفتوى فى كل شئ وأى شئ يعنى أن المواطن لدينا يخاف من اتخاذ القرار وربما لايعرف كيف يفكر يريد المواطن أن يقول له الشيخ كيف يستثمر أمواله وكيف يضاجع زوجته، وكيف يربى أبناءه وكيف يقضى حاجته، وبسبب حالة الجمود والفراغ التى سيطرت على المجتمع المصرى لسنوات طويلة بات المشهد خاليا إلا من قليل من العلماء وكثير من أشباه العلماء، فقد الناس الأمل فى المستقبل فهاجروا إلى الماضى واقتنعوا عن حق بأن الماضى هو الحل وانه بدلا من أن يعمل المواطن عقله ويستلهم فطرته التى خلقه الله عليها مسلما نظيفا ذا عقل يعى فإن من الافضل له أن يسأل عن آداب دخول الحمام، وبدلا من أن يستدعى عقله وفطرته وموروثه ليعرف كيف يجامع زوجته فإن عليه أن يسأل الشيخ وهكذا فى كل مناحى الحياه لنكتشف أننا أمام حالة عجز كامل عن التفكير والخوف من اتخاذ القرار، هذه الحالة لم تجد من يحاول أن يعالجها أو يقاومها أو ينبه الناس إلى ضرورة أن يجربوا القدرة التى منحها لهم الله على الاختيار واستخدام العقل، لم تجد هذه الحالة من يقاومها ولكنها وجدت من يستثمرها والحق أن الاستثمار فى الدين فى هذه الأيام بات أكثر أنواع الاستثمار ربحية وأكثرها جلبا للمنافع بشكل يفوق بكثير تجارة الممنوعات والمحرمات حيث يستثمر تجار الدين فى سلعة مقدسة ولأنها مقدسة فإن الكثيرين يتحرجون من التدقيق فى جودة ما يطرح، إما خجلا أو خوفا أو حرجا وهكذا يلتزم الجميع الصمت حتى تنفجر فى الوجوه فتاوى من عينة إرضاع الكبير فى المكتب، وشرب بول النبى «ص» على سبيل التبرك أو تحريم مصافحة المرأة لزملائها فى العمل، حيث يتم إعلان حالة الطوارئ واتخاذ إجراءات لإبطال مفعول الفتوى التى أثارت الضجة فى وقتها دون أن يسال أحد لماذا تصدر هذه الفتاوى ودون أن يسأل أحد عن العقلية التى تصدر هذه الفتاوى وهل آن الأوان لتغييرها أم إننا نريد أن نبقى عليها حتى نصل إلى مرحلة «ما بعد التخلف» وهو مصطلح أهديه للأصدقاء الكبار من النقاد والمفكرين الذين يرون أن المجتمع المصرى دخل إلى مرحلة ما بعد الحداثه دون أن يمر بالحداثه نفسها فى حين أن الواقع يقول أنه دخل الآن إلى مرحلة ما بعد التخلف بعد أن عايش مرحلة التخلف كاملة! المهم أن هذه الرغبة المتوحشة فى استثمار الدين وفى استثمار هذه الحالة الخرافية من النهم للفتاوى لدى المواطنين والمشاهدين قد ادت فيما أدت إليه إلى تنافس القنوات الفضائية العربية والمصرية على إتاحة ساعات واسعة لبرامج الفتوى على الهواء وهى برامج يغلب عليها طابع جماهيرى وإثارى جنسى حيث تجمع ما بين جاذبية برامج الاعترافات الشخصية، وجاذبية البرامج الجنسية، وجاذبية البرامج الدينية إذا كان من يشاهدها يبحث عن الدين وباتت القنوات تتنافس فى إبرام عقود الاحتكار مع الدعاة شأنهم شأن الفنانين ومقدمى البرامج ومع زيادة الطلب تمت إتاحة الفرصة لآخرين أقل علما أحيانا وأقل جاذبية فى أحيان أخرى، لكن العذر كان أن السوق محتاج، وهكذا أصبح علينا أن نطالع عشرات الاتصالات التليفونية التى يعترف أصحابها بارتكابهم لخطيئه زنى المحارم ويسألون عن الحكم الشرعى! مع أن العقل يقول أن أى إنسان مهما كانت درجة بساطته يعرف الحكم الشرعى لزنى المحارم أو على الأقل يعرف أنه حرام ويجب الامتناع عنه، وبالقياس أصبح عليك وأنت جالس وسط أسرتك تستمع لبرنامج الفتاوى استجابة لرغبة والدتك أن تتلقى اتصالا عن الشذوذ الجنسى وعن حكم اتيان الزوجة من الدبر وعن حكم استخدام الفم فى الجنس وعن الدورة الشهرية، وهى كلها أسئلة من حق الناس أن يسألوا فيها رجل الدين ولكن فى المسجد أو فى المنزل أو على الهاتف وليس على الهواء مباشرة، ولعل اللافت أن الكثير من المذيعين يدركون أن الحديث فى مثل هذه المسائل يجذب المزيد من الجمهور ويرفع من نسب المشاهدة وهو ما يعنى المزيد من الاعلانات والأرباح، وهكذا ما أن يتلقى المذيع اتصالا من هذه النوعية حتى يتحول للاعب كرة يتلقى الكرة التى هى السؤال ويلقيها للعالم الجالس أمامه فرحا بالكاميرا ويوسع الموضوع ويعيد ويزيد فى السؤال ويقلب الأمر على أوجهه المختلفة حتى يضمن وصول مشاهديه إلى ذروة النشوة ثم يتوقف انتظارا لسؤال آخر، أما الطرف الثانى فى المعادله وهو المشاهد نفسه والذى يتصل ليعترف بخطيئته فى صيغة سؤال فهو يمارس حيلة نفسية يعرفها علماء علم النفس باسم «التعرى»، حيث يتخلص الإنسان من شعوره بالذنب تجاه أمر ما بالاعترف به وإذاعته على الآخرين مستخدما اسما مستعارا أو حقيقيا لافرق. أما الطرف الثالث وهو رجل الدين الذى يجلس مبتسما للكاميرا فهو واحد من اثنين أحدهما يعرف أنه يشارك فى لعبة إعلامية وينتظر أجره فى نهاية الحلقات وهذا نوع موجود ومعروف، وثانيهما عالم محترم يريد أن يستخدم البرنامج ليصل إلى أكبر عدد من الجمهور لكنه فى النهاية يصبح طرفا فى اللعبة ويستخدمه مقدم البرنامج على النحو الذى يريد خاصة أن الاتصالات تتوالى على الهواء مباشرة ولم نسمع حتى الآن عن عالم اعتذر عن الإجابة على سؤال ذى طابع فضائحى أو نهر السائل وأخبره أن مثل هذه الأمور لاتثار على الهواء أو أن من الأفضل أن يوافيه فى المسجد أو فى المكتب ليحصل على إجابة سؤاله. وهكذا بات علينا أن نعترف بعد سنوات من ظهور القنوات الفضائية ومن التمدد السرطانى لبيزنس الدين فى مصر وفى البلاد العربية والإسلامية أن هذه الظاهرة انتجت من بين ما انتجت نوعا جديدا من الفقه يمكن أن نطلق عليه فقه الفراش على وزن التعبير الشائع أدب الفراش، رغم أننا لو قارنا ما كان يكتبه الراحل العظيم إحسان عبد القدوس الذى وصف أدبه بهذا ما يقوله فقهاء الفراش لاكتشفنا أنه ذو طابع ملائكى عذرى بالنسبة للموضوعات التى يطرحها هؤلاء. ورغم أن بدايات الأشياء ليست مثل نهاياتها، ورغم أن نوايا ودوافع كل شخص تختلف عن الآخر، إلا أن الواقع أن فقه الفراش هذا تحول إلى مكون تجارى رخيص فى لعبة تسويق البرامج الدينية، والواقع أيضا أن الذى أعطى شارة البدء فى اتجاه ذيوع وانتشار فقه الفراش كان الشيخ يوسف القرضاوى من خلال برنامجه الشريعة والحياة فى قناة الجزيرة القطرية، وأغلب الظن أن دوافع الرجل لم تكن تجارية، حيث إن ثروته تقدر بالملايين، والأكيد أيضا أنه لم يكن يبحث عن الشهرة حيث كان عمره حين أذاع الحلقة الشهيرة عن الفتاوى الجنسية يقترب من السبعين، لكن الرجل وهو ابن مخلص لجماعة الإخوان سيطرت عليه فكرة أن الدين ورجل الدين يمكنه الإجابة على أى سؤال من أى نوع فى أى وقت وفى أى مكان وفى أى تخصص وبعد أن تطرق فى برنامجه لأمور اقتصادية وسياسية واجتماعية شتى وجد أن عليه أن يتطرق لكيفية معاشرة المسلم لزوجته وجمع عددا من الاسئلة التى قال أن المسلمين سألوه عنها «بشكل شخصى بالتأكيد» ربما فى المسجد أو على انفراد وقرر أن يجيب عليها مرة واحدة وعلى الهواء مباشرة واختارت القناة للحلقة اسم الجنس فى الإسلام - ونوهت على مدى ساعات بأن الحلقة للكبار فقط وكان المحور الأول للحديث عن الجنس الفموى كما أسماه القرضاوى ولعل اللافت أن إجابات العلماء عن الأسئلة الجنسية تكشف عن مواقفهم الفكرية، فالقرضاوى الذى يميل بشكل عام إلى توسيع الرداء الإسلامى حتى يمكن إلزام الجميع بارتدائه أجاب على سائليه إجابات صادمة من كثرة ما أباح وهو بالتأكيد يختلف فكريا عن أستاذ الأزهر الذى أفتى بأن تعرى الزوجين أثناء ممارسه الجنس حرام! فى حلقة الشريعة والحياة أباح القرضاوى ممارسة الجنس بالفم وقال أنه تلقى ما يزيد عن مائة سؤال حول نفس الموضوع «هل يجوز الاستمتاع عن طريق ملامسة الزوجين بالفم كل منهما لعورة الآخر؟ وكانت الإجابة «إذا كان المقصود هو التقبيل فالعلماء اجازوا ذلك يعنى إذا المرأة قبلت «اير» زوجها، والزوج قبل «فرج» زوجته لا حرج ولكن إذا كان القصد هو الانزال فإن فى هذا شئ من الكراهة، لا أستطيع أن أقول حرمة إذ لايوجد دليل على تحريم قاطع لأن هذا ليس موضعا قذرا مثل الدبر لكن لاشئ به إذا كان يرضى المرأة ويتلذذ به الرجل، القرضاوى تحدث أيضا عن قضايا أخرى مثل اتيان الزوجة فى الدبر، وهل يؤدى هذا إلى الطلاق أم لا وأفتى الرجل بأنه لايؤدى إلى الطلاق، ولكن من حق القاضى إذا علم أن الزوجين يفعلان هذا أن يطلقهما وقال إنه يمكن للزوج فى هذه الحالة الاستمتاع دون الجماع كما يحدث فى حالة الحيض! والحقيقه أن هذه كلها قضايا مهمة يمكن للمرء أن يطرحها على الطبيب أو على الاستشارى أو حتى على رجل الدين فى لقاء مباشر أو عبر البريد أو الهاتف ولكن ليس على الهواء مباشرة إلا إذا كان المقصود هو أن تنافس البرامج الدينية برامج البورنو على القنوات الأوروبية وتجتذب جمهورها، كما أن كل إنسان يستطيع أن يهتدى بنفسه لمثل هذه الإجابات إذا كانت فطرته سوية وسليمة، حيث تشترك الأديان كلها فى تحريم ما هو محرم وإباحة ما هو مباح. من الفتاوى الجنسية الشهيرة الفتوى التى أصدرها الأستاذ الأزهرى د.رشاد خليل الأستاذ بجامعة الأزهر ثم تراجع عنها سريعا ونفاها نفيا مؤكدا، حيث كان الرجل الذى لايظهر كثيرا فى وسائل الإعلام ضيفا على أحد برامج الفتوى على الهواء مباشرة التى تذيعها قناة مصرية فضائية خاصة، حيث سأله سائل عن حكم الشرع فى خلع الزوجين لملابسهما أثناء المعاشرة الزوجية، فأجاب الرجل أن خلع الزوجين لملابسهما ليس حراما فقط، لكنه أيضا يوجب التفريق بينهما وبطلان عقد الزواج، واستند إلى عدة أحاديث تحرم المعاشرة الجنسية بين الزوجين إذا اقترنت بالنظر إلى الأعضاء التناسلية، بمعنى أن المعاشرة الشرعيه هى التى تتم فى الظلام فإذا تعذر إطفاء النور فيجب على الزوجين إغماض العينين، وقد سارع المحيطون بالأستاذ الأزهرى إلى تنبيهه لضرورة نفى الفتوى التى نشرتها الصحافة على نطاق واسع وهو ما فعله بالفعل وكرره فى حوار لشبكة الأخبار العربية محيط أجراه معه الزميل عادل عبدالرحيم حيث قال الرجل أن إحدى المجلات نسبت له الفتوى التى نالت من سمعته العلمية ومكانته الأدبية واعتبر أن الشائعة نتجت عن قصد سيئ يستهدف الإساءة لعلماء الأزهر الشريف، ومع ذلك فإن الرجل رغم نفيه الأكيد تطرق «لبعض الأسانيد التى يسوقها بعض الفقهاء عند تقييد حرية التجرد من الملابس أثناء المعاشرة الجنسية بين الزوجين»، حيث يستند هؤلاء إلى حديث شريف يقول إذا أتى أحدكم أهله فليستترا ولايتجردا تجرد العيريين أى الحمارين! وعقب د.خليل أن هذا الحديث لاحجة فيه لأنه حديث ضعيف الإسناد وقد نبه الإمام العراقى بضعفه. أما آخر الفتاوى الجنسية وأكثرها إثارة للضجة حاليا فهى الفتوى التى أصدرها د.عزت عطية أستاذ الحديث بكلية أصول الدين والتى حملت اسم فتوى رضاع الكبير وهى فتوى جنسية مكتبية تهدف إلى التسهيل على موظفى المكاتب وإعفائهم من حرج الخلوة الشرعية، على اعتبار أن الموظف لايذهب إلى مكتبه من أجل العمل أو قضاء مصالح المواطنين، ولكن من أجل أن يختلى بزميلته الموظفة خلوة غير شرعية وعلى اعتبار أيضا أن الموظفين المصريين لايتكدس العشرة منهم فى غرفة واحدة بحيث لايكون هناك أى فرصة لأن يختلى الموظف لابنفسه ولا بزملائه خلوة شرعية أو غير شرعية! لكن د.عزت عطية قرر درء الشبهات وأفتى بأن الموظفة يمكنها أن ترضع زميلها فى العمل خمس رضعات مشبعات حتى يحرم عليها مؤقتا، ويمكنها أن تختلى به مع العلم أن هذه الرضعات المشبعات لاتمنع زواجهما مستقبلا إن أرادا مزيدا من الإرضاع! وقال د.عطية أنه يستند لواقعة سالم مولى أبى حذيفة، وهو كان ابنا بالتبنى لأبى حذيفة، وعندما حرم التبنى طلب الرسول «ص» من الأم أن ترضع ابنها بالتبنى حتى يمكنه الدخول عليها وهى أرضعته بالفعل لأنه كان فى مكان وعمر ابنها وكان يناديها قائلا يا أمى، لكن د.عزت عطية لم يقتنع أن الواقعة تخص سالم مولى أبو حذيفة فقط ودافع عن فتواه بضراوة قبل أن يعتذر عنها وقال أن فتواه مسندة للأمامين البخارى ومسلم وأن الموظفة فى حالة إرضاع زميلها يمكنها أن تخلع الحجاب أمامه! واندهش مفتى الرضاع بشدة من الذين فسروا فتواه تفسيرا جنسيا، متسائلين كيف يمكن لشخص بالغ أن يرضع من امرأة تماثله فى العمر دون أن يكون للموضوع بعد جنسى؟ ناسين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذى صرح بذلك، رغم أن العلماء أجمعوا أن ذلك كان لحالة خاصة هى حالة أم وابنها، لكن د.عزت احتج بأم المؤمنين عائشة ولعل هذا ما عجل بنهايته. والأكيد أن فتاوى بعض العلماء لدينا تشبه النصوص التى تصدر من بعض برامج الترجمة فى الكميوتر، حيث يشتهر الكمبيوتر بأنه يترجم دون فهم ويستخدم المعنى الحرفى للكلمة، وهذا هو حال بعض علماء الفتاوى الجنسية وغير الجنسية تضع له الحديث من ناحية فيخرج لك الفتوى من الناحية الأخرى دونما نظر إلى الواقع أو الظروف أو المتغيرات أو إلى أى شئ لاينظرون إلى أى شئ سوى الوراء للوراء فقط.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home