يال زيسر: نهاية عصر"الانسحاب من لبنان كفيل بأن يُبشر بنهاية حكم سلالة الأسد"
إيال زيسر: نهاية عصر"الانسحاب من لبنان كفيل بأن يُبشر بنهاية حكم سلالة الأسد"
القدس المحتلة - خدمة قدس برس (25/04/05) - (المقال بقلم إيال زيسر، ونشر في يومية "يديعوت أحرونوت" العبرية في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل 2005) :
في مقاله المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، الخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 2005؛ يتولى الكاتب الإسرائيلي إيال زيسر، الذي يرأس دائرة تاريخ الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب؛ استقراء أبعاد الانسحاب السوري من لبنان، واصفاً إياه بأنه "نهاية عصر"، حسب عنوان مقاله.
ويتبنى زيسر الرأي القائل هذا الانسحاب لن تكون له تداعيات على المشهد الداخلي اللبناني والمكانة الإقليمية والعربية لسورية وحسب؛ بل قد يؤدي إلى تغيير قسري في طابع الحكم وملامحه وأسسه في دمشق ذاتها.
إذ يرى زيسر أنه "في وضع الأمور الراهن، وإن لم يتغير الأسد؛ فإن انسحاب القوات السورية من لبنان كفيل بأن يُبشر ليس فقط بنهاية العصر السوري في لبنان؛ بل وأيضاً بنهاية عصر حكم سلالة الأسد في دمشق"، على حد تعبيره.
نهاية عصر - بقلم: البروفيسور إيال زيسر
رغم محاولات دمشق وحلفائها في لبنان منح الانسحاب مظهراً محترماً؛ فإنه في احتفالات الوداع الرسمية التي عقدت للسوريين في لبنان لم تختف المهانة التي ينطوي عليها طردهم، فهو طرد فرضه عليهم الإجماع الدولي، بل وأكثر من ذلك الإجماع اللبناني.
إن الانسحاب السوري من لبنان هو بلا ريب نهاية عصر. فالحقيقة هي أن دمشق لا تزال تجد صعوبة في التخلي عن سيطرتها عديدة السنين في لبنان، وكذلك عن الامتيازات والمكاسب السياسية والعسكرية وبالأساس الاقتصادية، التي حققتها من سيطرتها على هذه الدولة. ويتطلع السوريون إلى مواصلة الإبقاء على بعض من هذا النفوذ من خلال أوراق اللعب التي لا تزال في أيديهم. فبعد كل شيء؛ فإن المسافة بين بيروت ودمشق لا تزال تُقطع بساعة سفر، وللسوريين حلفاء غير قليلين في لبنان، وعلى رأسهم، بالطبع؛ منظمة حزب الله. وستكون هذه المنظمة، أغلب الظن؛ الهدف القادم للثورة البيضاء في لبنان، وليس هناك أفضل من نصر الله من الشعور بضيق الخناق حول رقبته.
على أي حال؛ فإن سورية توجد اليوم في حالة دفاع، وقد خسرت منذ زمن بعيد القدرة على قيادة خطوات سياسية أو عسكرية في لبنان وفي الشرق الأوسط بأسره. فالنظام السوري ضعيف اليوم أكثر مما كان في أي وقت مضى، منعزل في الساحة الدولية بل والإقليمية، بينما هو يكافح في سبيل حياته. وبالفعل؛ فإن جورج بوش، الذي طرد السوريين من لبنان؛ قد حدد الهدف التالي حين قال الأسبوع الماضي إن الأسد أصبح في نظره عرفات، وأنه لا يعتزم التفاوض معه في أي موضوع كان.
في وضع الأمور الراهن، وإن لم يتغير الأسد؛ فإن انسحاب القوات السورية من لبنان كفيل بأن يُبشر ليس فقط بنهاية العصر السوري في لبنان؛ بل وأيضاً بنهاية عصر حكم سلالة الأسد في دمشق.
وفي هذه الأثناء؛ تُعنى الآن قوات الأمن اللبنانية بالتنسيق مع القوات السورية المنسحبة في موضوع تفكيك البقايا، المخلفات، والنصب التذكارية، اليافطات والصور في كل أرجاء لبنان ونزعها، حيث تظهر صور بشار الأسد وأبيه الراحل حافظ الأسد. وفي تلك الأماكن التي سبقها فيها الشباب اللبناني حُطمت النصب، وأُفسدت جداريات الذكرى، ومُزقت صور من كان سيد لبنان على مدى الثلاثين سنة الماضية. إنه بالفعل؛ نهاية عصر.
القدس المحتلة - خدمة قدس برس (25/04/05) - (المقال بقلم إيال زيسر، ونشر في يومية "يديعوت أحرونوت" العبرية في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل 2005) :
في مقاله المنشور في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، الخامس والعشرين من نيسان (أبريل) 2005؛ يتولى الكاتب الإسرائيلي إيال زيسر، الذي يرأس دائرة تاريخ الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب؛ استقراء أبعاد الانسحاب السوري من لبنان، واصفاً إياه بأنه "نهاية عصر"، حسب عنوان مقاله.
ويتبنى زيسر الرأي القائل هذا الانسحاب لن تكون له تداعيات على المشهد الداخلي اللبناني والمكانة الإقليمية والعربية لسورية وحسب؛ بل قد يؤدي إلى تغيير قسري في طابع الحكم وملامحه وأسسه في دمشق ذاتها.
إذ يرى زيسر أنه "في وضع الأمور الراهن، وإن لم يتغير الأسد؛ فإن انسحاب القوات السورية من لبنان كفيل بأن يُبشر ليس فقط بنهاية العصر السوري في لبنان؛ بل وأيضاً بنهاية عصر حكم سلالة الأسد في دمشق"، على حد تعبيره.
نهاية عصر - بقلم: البروفيسور إيال زيسر
رغم محاولات دمشق وحلفائها في لبنان منح الانسحاب مظهراً محترماً؛ فإنه في احتفالات الوداع الرسمية التي عقدت للسوريين في لبنان لم تختف المهانة التي ينطوي عليها طردهم، فهو طرد فرضه عليهم الإجماع الدولي، بل وأكثر من ذلك الإجماع اللبناني.
إن الانسحاب السوري من لبنان هو بلا ريب نهاية عصر. فالحقيقة هي أن دمشق لا تزال تجد صعوبة في التخلي عن سيطرتها عديدة السنين في لبنان، وكذلك عن الامتيازات والمكاسب السياسية والعسكرية وبالأساس الاقتصادية، التي حققتها من سيطرتها على هذه الدولة. ويتطلع السوريون إلى مواصلة الإبقاء على بعض من هذا النفوذ من خلال أوراق اللعب التي لا تزال في أيديهم. فبعد كل شيء؛ فإن المسافة بين بيروت ودمشق لا تزال تُقطع بساعة سفر، وللسوريين حلفاء غير قليلين في لبنان، وعلى رأسهم، بالطبع؛ منظمة حزب الله. وستكون هذه المنظمة، أغلب الظن؛ الهدف القادم للثورة البيضاء في لبنان، وليس هناك أفضل من نصر الله من الشعور بضيق الخناق حول رقبته.
على أي حال؛ فإن سورية توجد اليوم في حالة دفاع، وقد خسرت منذ زمن بعيد القدرة على قيادة خطوات سياسية أو عسكرية في لبنان وفي الشرق الأوسط بأسره. فالنظام السوري ضعيف اليوم أكثر مما كان في أي وقت مضى، منعزل في الساحة الدولية بل والإقليمية، بينما هو يكافح في سبيل حياته. وبالفعل؛ فإن جورج بوش، الذي طرد السوريين من لبنان؛ قد حدد الهدف التالي حين قال الأسبوع الماضي إن الأسد أصبح في نظره عرفات، وأنه لا يعتزم التفاوض معه في أي موضوع كان.
في وضع الأمور الراهن، وإن لم يتغير الأسد؛ فإن انسحاب القوات السورية من لبنان كفيل بأن يُبشر ليس فقط بنهاية العصر السوري في لبنان؛ بل وأيضاً بنهاية عصر حكم سلالة الأسد في دمشق.
وفي هذه الأثناء؛ تُعنى الآن قوات الأمن اللبنانية بالتنسيق مع القوات السورية المنسحبة في موضوع تفكيك البقايا، المخلفات، والنصب التذكارية، اليافطات والصور في كل أرجاء لبنان ونزعها، حيث تظهر صور بشار الأسد وأبيه الراحل حافظ الأسد. وفي تلك الأماكن التي سبقها فيها الشباب اللبناني حُطمت النصب، وأُفسدت جداريات الذكرى، ومُزقت صور من كان سيد لبنان على مدى الثلاثين سنة الماضية. إنه بالفعل؛ نهاية عصر.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home