Wednesday, August 31, 2005

في عودة موحشة الى خط الدفاع الاخير وبعد تاكيدات


في عودة موحشة الى خط الدفاع الاخير وبعد تاكيدات
فرنسية باحتمال صدور مذكرة توقيف دولية بحقهما
الأسد ولحود يخططان لتفجير حرب جديدة في لبنان
بيروت - »السياسة«:واشنطن - الوكالات:أحيل قادة أجهزة الأمن السابقون في لبنان وقائد الحرس الجمهوري المعتقلون للاشتباه بتورطهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير الماضي الى القضاء فيما أخلى رئيس اللجنة الدولية للتحقيق في اغتيال الحريري القاضي الألماني ديتليف ميليس سبيل نائب سابق موال لسورية بعد استجوابه بالتهمة نفسها كما اطلق القضاء اللبناني سراح أربعة آخرين معتقلين في اطار القضية بينهم شقيق قائد الحرس الجمهوري.وبينما تواصلت التداعيات الدولية لموجة الاعتقالات والتحذيرات الاميركية لسورية بضرورة التعاون مع ميليس وسحب عناصر مخابراتها المنتشرين في لبنان داهمت قوى الأمن اللبنانية أمس شقة يعتقد ان قتلة الحريري استخدموها للتخطيط لجريمتهم.(راجع ص30)وكشفت مصادر فرنسية مطلعة لموقع »ديبكافايل« للاستخبارات الفرنسية على الانترنت امس ان الموقوفين في موجة الاعتقالات الثانية وأبرزهم ماجد حمدان شقيق قائد الحرس الجمهوري اللبناني العميد مصطفى حمدان كانوا على صلة بالأسلحة التي استخدمها من قاموا باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في فبراير الماضي.وأكدت المصادر الاستخبارية ان نظام بشار الأسد في حالة رعب مع تزايد اقتراب المعلومات التي يحصل عليها فريق التحقيق من دمشق. وفي بيروت يخيم شبح الحرب الأهلية حيث ان عملاء سورية وضباط حزب الله يشاهدون وهم يوزعون الأسلحة على أنصارهم.وهذه أول اشارة على ان الأسد قرر الرد على التهديدات التي تقترب منه باشعال حرب أهلية جديدة.وكانت تحذيرات من المخابرات الفرنسية نقلت الى القادة اللبنانيين بمغادرة بيروت واللجوء الى باريس, وقال هؤلاء »أحداث كبيرة قادمة«.معظم الوزراء في الحكومة اللبنانية والمصرفيين والشخصيات العامة ورؤساء تحرير الصحف قبلوا العرض الفرنسي, وقد سافر هؤلاء ومعهم سعد الحريري مع أسرته الى باريس.وهناك احساس في واشنطن وباريس ان الحكومتين قررتا وضع نهاية لنظام الأسد.وأوضحت المصادر ان تحقيقات ميليس حققت نجاحها الثاني حين وصل الى باريس هذا الاسبوع عدد من المنشقين من الأمن السوري واللبناني الذين عملوا في الفترة التي كانت فيها دمشق تسيطر على لبنان, فقد سلم هؤلاء للاستخبارات الفرنسية مواد وأدلة تتعلق بالدور الذي لعبه الرئيس السوري والرئيس اللبناني اميل لحود في قتل الحريري.مسؤول استخباري فرنسي رفيع أخبر موقع DEBKAFILE امس ان هذا الدليل واستعداد المنشقين للادلاء بشهاداتهم ضد الرئيسين توفر الأساس لاصدار مذكرتي توقيف دوليتين بحقهما.وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قطعت اجازتها يوم الاربعاء أيضاً لتشارك في مؤتمر صحافي مع تيري لارسن, مبعوث الأمم المتحدة الى الشرق الاوسط الذي زودها باحدث المعلومات حول تحولات قضية الحريري.وكان خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي على وشك التوجه الى بيروت لكنه غير رأيه.وبقي القادة الامنيون اللبنانيون الاربعة الموالون لسورية قيد التوقيف الاحترازي حيث بدأ المدير العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا التحقيق معهم في التهم المنسوبة اليهم.والموقوفون وبينهم ثلاثة مسؤولين سابقين هم رئيس لواء الحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان المعاون المقرب من الرئيس اميل لحود والمدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج ومدير المخابرات السابق في الجيش العميد ريمون عازار.كذلك استدعي النائب السابق الموالي لسورية ناصر قنديل امام اللجنة لكنه افرج عنه بعد استجوابه بحسب ما افاد مصدر قضائي لبناني.وقد احيل قنديل والقادة الامنيون الاربعة مع محاضر استجوابهم الى القضاء اللبناني الجهة الوحيدة المخولة اتخاذ الاجراءات المناسبة.واتهمت وسائل الاعلام التي تملكها اسرة الحريري امس الضباط اللبنانيين الاربعة بالتخطيط لاغتيال الحريري.واكد تلفزيون وصحيفة »المستقبل« انهم »كانوا يراقبون عن كثب حيثيات تنفيذ الجريمة كما تفقدوا عشية الاغتيال (الذي نفذ في 14 فبراير) النقطة التي سيتم فيها اغتيال الرئيس الحريري«.وكتبت الصحيفة ان الضباط الاربعة »عمدوا الى بعثرة الادلة وتشتيت التحقيق وتضليل المحققين بعد تنفيذ جريمة الاغتيال«.من جهتها ذكرت صحيفة النهار ان ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري قرر استدعاء الضباط الاربعة بناء على معلومات »استقاها من ضباط سوريين لجأوا اخيرا الى احد البلدان الاوروبية حيث التقاهم وتزود منهم معلومات ومعطيات«.وتابعت النهار ان ميليس »عمل على التأكد من بعض (هذه المعلومات) بعد عودته الى بيروت وكلها تقود في المحصلة الى ضرورة توقيف جميع قادة الاجهزة السابقين«, مؤكدة ان »التحقيق لن يتوقف عندهم بل سيشمل شخصيات اخرى لبنانية وغير لبنانية«.وسعى لحود الذي تم التمديد له بايعاز من دمشق عند انتهاء ولايته في سبتمبر للتقليل من شأن استدعاء القادة الامنيين فقال ان »ما جرى يدخل في اطار التحقيقات التي تجريها اللجنة ولم تحصل اي عملية توقيف«, كما اشاد بقائد الحرس الجمهوري معاونه المقرب وقال ان »العميد حمدان هو من افضل ضباط الجيش اللبناني«.غير ان قسما كبيرا من الصحف اللبنانية اعتبر ان الطوق يضيق حول الرئيس اللبناني.وعنونت صحيفة السفير »ميليس يحاصر لحود بالشبهة ويوقف فريقه الامني« وصرح الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد اقطاب الغالبية النيابية الجديدة المعارضة لسورية ان »لحود انتهى« متوقعا »المزيد من الاعتقالات« ورحيل اميل لحود قبل انتهاء ولايته.وكان ميليس التقى الجمعة في جنيف ضباطا في المخابرات السورية كانوا يعملون في بيروت عند اغتيال الحريري ولم ترشح اي معلومات حول مضمون »اللقاء«.وترافقت عملية توقيف قادة الاجهزة الامنيين والتحقيقات التي تجريها لجنة التحقيق الدولية مع عمليات مداهمة وتفتيش لبعض المنازل والامكنة في منطقة معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت يقال انها استخدمت لاغتيال الحريري وللتفتيش عن اسلحة وذخائر ربما وصلت معلومات حولها من قبل اجهزة متابعة لعملية التحقيق التي تقوم بها لجنة التحقيق الدولية بمؤازرة الدولة اللبنانية وتعاونها على مختلف الصعد.وتأتي هذه العمليات للاستدلال الى عناصر جرمية جديدة قد تفيد البحث عن كشف حقيقة اغتيال الحريري والتفجيرات الاخرى التي توزعت في فترات غير متباعدة في منطقة يغلب عليها الطابع المسيحي في ضوء الشائعات حول وجود عناصر اصولية متطرفة تتخذ بعض احياء بيروت مقرا ومنطلقا لها من اجل زرع الفتنة في لبنان وضرب الاستقرار الامني والمسار السياسي الجديد الذي افرزته الانتخابات النيابية الاخيرة.واصلت فرقة الغطاسين التابعة للجنة التحقيق الدولية وعناصر الدفاع المدني عملهم في البحث عن ادلة في البحر قبالة فندق »السان جورج« قد تساعد على كشف ملابسات الجريمة.وعلم انه تم انتشال قطعة ملاصقة لاطار تعود الى »بيك آب« وقد تم سحبها وتسليمها الى لجنة التحقيق.من جانبه التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة سفير روسيا سيرغي بوكين, وعرض معه العلاقات الثنائية والتطورات الراهنة.وبعد اللقاء, قال بوكين: »بحثت مع الرئيس السنيورة في بعض المواضيع المتعلقة بالعلاقات الروسية ¯ اللبنانية وبعض المواضيع المتعلقة بالقرار 1559 والقرار 1595 ومواضيع اخرى تهم البلدين«.وحول موقف روسيا من موضوع التوقيفات الاخيرة قال بوكين : »يدور الحديث بين السلطات اللبنانية ولجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الرئيس الحريري بموجب الاتفاقية المعقودة بينهما في هذا الصدد.ونعتبر الاحداث الاخيرة من الشؤون الداخلية اللبنانية ولا اعلق عليها«.وردا على سؤال حول النقاط التي تم البحث فيها بالنسبة للقرار 1559 و1595 اكد السفير الروسي »بحثنا في كل النقاط المتعلقة في هذين القرارين«.في غضون ذلك ترددت معلومات في بيروت امس عن إلقاء القبض على منفذي انفجار الزلقا الاثنين الماضي في سابقة هي الاولى من نوعها في مسلسل التفجيرات الارهابية, بدءا بمحاولة اغتيال الوزير والنائب الحالي مروان حمادة مرورا باغتيال الرئيس رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي, وصولا الى استهداف وزير الدفاع الياس المر في الرابية وما تخلل ذلك من تفجيرات في سد البوشرية, وجديدة المتن, والكسليك, وبرمانا والاشرفية »شارع مونو« واخيرا في الزلقا.وقد يشكل هذا التطور الجديد في عمليات التفجير بداية لتحديد الجهة او الجهات التي تتعمد ضرب الاستقرار في البلاد واثارة الفتنة بين اللبنانيين خصوصا وان هذه العمليات تقع في منطقة معينة وكأنها تستهدف طائفة ومنطقة معينة يغلب عليها الطابع المسيحي التقليدي.واوضحت المصادر ان هناك ضغوطا كبيرة تمارس على السلطة من اجل عدم الكشف عن انتماءات وخلفيات هؤلاء الاشخاص المتهمين, لان فضح هويتهم السياسية قد يؤدي الى بلبلة كبيرة واتهامات خطيرة تطال الجهات النافذة التي تقف وراءهم, لان التفجير الاخير يعتبر جزءا من كل ما نفذته تلك الجهات عينها وليس مستبعدا ان تكون التوقيفات الاخيرة لرؤساء الاجهزة الامنية مرتبطة بما آلت اليه التحقيقات في تفجير الزلقا.ولقيت الاعتقالات الاخيرة في لبنان استجابة دولية سريعة ومرحبة فقد عقد مجلس الامن الدولي جلسة مغلقة لمتابعة تقرير قدمه ميليس بخصوص تطورات التحقيق في اغتيال الحريري واعتقال قادة الاجهزة الامنية السابقين وتضمن التقرير تأكيدا من كبير المحققين الدوليين بان سورية لم تستجب بعد لمطالبه ولاتزال ترفض تقديم اي شكل من التعاون مع اللجنة من جانبها قالت نائبة السفير الاميركي في الامم المتحدة آن باترسون ان اعتقال الضباط الاربعة المشتبه بهم يعد تطورا دراماتيكيا مؤكدة انهم جميعا كانوا على علاقة دقيقة جدا مع سورية.في غضونه كشف النقاب عن لقاء غير معلن جمع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس مع الموفد الخاص للامم المتحدة لتطبيق القرار 1559 تيري رود ¯ لارسن في واشنطن.ورغم ان وزارة الخارجية الاميركية لم تؤكد او تنف اللقاء فقد اكد مكتب لارسن انه التقى رايس دون مزيد من التفاصيل.وأبدت وزارة الخارجية الاميركية مزيدا من القلق حول النشاط المحتمل للاستخبارات السورية التي لاتزال تنشط في الاراضي اللبنانية وامكانية قيامها باعمال تؤثر على مجرى التحقيق الدولي في اغتيال الحريري وبقية الجرائم الارهابية في لبنان.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home