أكبر اثنين في النظام السوري أمرا بقتل الحريري
فيما تقترب تحقيقات ميليس
من رموز الدائرة الأقرب إلى رأس الهرم
أكبر اثنين في النظام السوري أمرا بقتل الحريري
»السياسة« ¯ خاص:عشية الزيارة التي سيقوم بها القاضي ديتليف ميليس, رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الى دمشق, نقلت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية معلومات اكيدة عن ان عمل المحقق الدولي دخل في الدائرة الاقرب المحيطة برئيس النظام السوري بشار الاسد. واضافت هذه المصادر ان ميليس الذي بات يملك الحقيقة كاملة حول جريمة الاغتيال, قد يتوسع في التحقيق في دمشق افقيا وعموديا, وان تحقيقاته ستتجاوز الاسماء المتداولة الى ما هو اكبر منها وزنا, واعلى رتبة.وفي نطاق هذه الصورة لم تمتنع المصادر المقربة عن القول ان آصف شوكت, رئيس الاستخبارات العسكرية السورية وبهجت سليمان رئيس فرع الامن الداخلي السابق في جهاز أمن الدولة قد اقترفا تنفيذ عملية الاغتيال بأوامر عالية صادرة اليهم من فوق, والتي خضعت لمراقبة شخصية عسكرية كبيرة, انتقلت لهذا الغرض الى بيروت, وان جميل السيد, مدير عام الامن العام اللبناني السابق, كان مناطا به قيادة الجنرالات المقبوض عليهم الآن (ريمون عازار, وعلي الحاج, ومصطفى حمدان) في مسرح العملية, وتوجيههم الى واجباتهم ومهامهم في داخل تفاصيلها. ولقد سبق ل¯ »السياسة« ان نشرت الخبر بعد ثلاثة ايام من اغتيال الحريري في الرابع عشر من فبراير الماضي.وقد تمكنت المصادر من الوصول الى هذه المعلومات عن طريق الظروف التي يعيش فيها جميل السيد في السجن واثناء التحقيق, حيث ادلى باعترافات مهمة أمام ميليس وقاضي التحقيق اللبناني الياس عيد, مقابل وعود بالحماية. وفي هذا النطاق اعترف السيد بأنه منح جوازات سفر لبنانية, عادية وديبلوماسية, الى نحو 170 عنصرا سوريا ينتمون الى جهاز المخابرات العسكرية الذي يترأسه آصف شوكت, كما اعطى اسماء هذه العناصر بقدر ما أسعفته الذاكرة. وقد عممت هذه الاسماء على المنافذ البرية والبحرية في لبنان لالقاء القبض على اصحابها اذا حاول بعضهم الفرار من لبنان, او اذا حاول بعضهم العودة الى لبنان.على هذا الصعيد المتصل قالت المصادر ان رامي مخلوف, ابن خال رئيس النظام السوري بشار الاسد وشريكه في اعماله,موجود الان في العاصمة الفرنسية باريس برفقة شريكه ومدير اعماله نادر محمد القلعي, لغرض السعي الى فتح حسابات في المصارف الفرنسية, وربما تسنى له ذلك في فرع احد البنوك اللبنانية في باريس, ويحاول مخلوف كذلك, ودائما حسب المصادر , شراء عقار في العاصمة الفرنسية, بعد ان اشترى عقارات في العاصمة الرومانية بوخارست, ويكون هذا العقار كناية عن بناية شبيهة بالبناية التي يملكها عم الرئيس السوري رفعت الاسد. ولأجل هذا الغرض شوهد رامي مخلوف يطوف على مكاتب العقار,التي طلب منها ايجاد بناية اما في جادة مونتين او جادة فيكتور هوغو, وقد عرضت عليه بناية مناسبة طلب فيها الدلالون 80 مليون يورو, فلم يوافق على السعر وعرض سبعين مليون يورو لشرائها. واعربت المصادر عن اعتقادها ان مساعي رامي مخلوف لنقل امواله من سورية الى دبي, ورومانيا, والآن الى باريس, غير مفصولة عن توقعه بقرب نهاية النظام الحاكم في سورية, والذي يقتضي منه تأمين خطوط الرجعة, وضمان الحياة في المستقبل.في جانب آخر ذي صلة افادت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية ان اشاعة روح العداء على الحريري, والكراهية له قد أصبحت في صلب أدبيات النظام السوري والذي اخذ يعممها على سائر السوريين. وفي نطاق هذه الحملة تم اخيرا اعتقال ثمانين مواطنا سوريا وست سيدات سوريات, اودعوا جميعا في سجن صيدنايا بتهمة زيارتهم لضريح الحريري وقراءة الفاتحة على روحه, كما عثر على 12 سجينا لبنانيا اودعوا في مخابرات فرع فلسطين, وقيل أنهم سبق ودافعوا عن اعراضهم التي حاول رستم غزالة, رئيس المخابرات السورية العاملة في لبنان سابقا, الاعتداء عليها.وعلى ذكر رستم غزالة قالت المصادر انه يشكل الآن كنز المعلومات الثمين بالنسبة للقاضي ميليس, والذي ربما اوصله التحقيق معه الى اعلى رموز هرم النظام السوري, الذين أمروا وخططوا ونفذوا عملية اغتيال الحريري. وتلفت المصادر الى ان النظام يعلم هذه الحقيقة, ويشعر بالقلق تجاهها, ويجد نفسه عاجزا هذه المرة عن الهروب من المسؤولية, ولو أقدم على قتل رستم غزالة لدفن اسراره معه, فانه سينفضح, وسيعطي الشهادة والدليل على تورطه.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home