وصول ميليس يعلن دخول النظام
وصول ميليس يعلن دخول النظام
العد العكسي ويشعل الصراع على استحواذ
القرش الأبيض لليوم الأسود
عروض عربية وخليجية على الأسد للتخلي عن الحكم
دمشق - باريس - لندن - »خاص«:عبرت المصادر المقربة, وشديدة الخصوصية, عن اعتقادها بأن مجمل الوضع في سورية, شاملاً النظام ومراتبه وأركانه, قد دخل فعلاً في مرحلة العد العكسي, قبيل وصول القاضي ديتليف ميليس, رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الى دمشق اليوم لبدء تحقيقاته في الساحة الأصلية بعدما أنجز الكثير في الساحة الفرعية لبنان, والذي مكنه من الانطلاق في المرحلة الثانية من العمل.وقالت هذه المصادر ل¯ »السياسة« أمس ان هناك أدلة كثيرة بدأت تظهر على السطح السوري تؤيد هذا الاعتقاد وتعززه, وأضافت أن ثمة أدواراً لدول عربية وخليجية بدأت تلوح في الأفق, وتذكر بالدور الذي لعبه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر وزير الخارجية مع صدام حسين لتجنيب العراق الضربة العسكرية, وقالت المصادر ان هذه الأدوار المرتقبة تتمثل بتقديم عرض لرئيس النظام السوري بشار الأسد بالتنازل عن الحكم واستضافته مقيماً معززاً مكرماً في أي مكان يريده. الى جانب ذلك أفادت المصادر أن مبلغاً كبيراً يقدر ببليون دولار أميركي تم سحبه من البنك المركزي السوري, على غرار ما فعله صدام حسين في أيامه الأخيرة حين بعث بسكرتيره الخاص عبد حمود الى البنك المركزي العراقي وسحب منه 900 مليون دولار أميركي عثر على بعض صناديقها فيما بعد في أماكن متعددة من بغداد وصادرتها القوات الأميركية كما هو معروف وشاهده الناس على شاشات الفضائيات.في هذا الجانب الموصول أكدت المصادر, وبناء على مقربين جداً منه, ان عبدالحليم خدام, نائب الرئيس السوري الموجود حالياً في باريس قد أقام حلفاً مع حكمت الشهابي رئيس الأركان السابق على خلفية كراهية رئيس النظام الذي ألحق بهما أبلغ الاهانات, واستنكارهما لجريمة اغتيال الحريري الذي كانت له أفضال طولى عليهما كما يعترفان, ويرمي تحالف الرجلان الى الوصول الى تسلم الحكم إن أمكن وإعلان نفسيهما سلطة بديلة في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة. وقد سمع خدام يردد بأنه سيبقى في باريس هذه الأيام ولن يغادرها إلى سورية, الى حين حدوث التغييرات المنتظرة التي يعتقد خدام ان موعد وقوعها لن يدوم طويلاً, ويعتقد خدام ان اقامته في باريس ستكون مريحة جداً له فهو, أولاً, يتمتع بعلاقة جيدة مع الرئيس الفرنسي شيراك, وثانياً فإن هذه الاقامة ستبعده عن الصراع, وعن تداعيات تحقيق ميليس المؤكدة في دمشق.ويبرر خدام موقفه أمام زائريه بالقول لقد نصحت بشار الأسد كثيراً, قبل وبعد اغتيال الحريري »لكن ما فيش فايدة«.وتلفت المصادر الى ان دوائر أركان النظام القريبة قد دخلت حلبة الصراع على المال واستحواذه, وفي هذا النطاق نشبت خلافات عليا مع رامي مخلوف ابن خال الأسد ووكيله وشريك أعماله, الذي ينتقل الآن بين باريس ولندن لشراء العقارات, اذ لوحظ ان رامي يحاول الفوز بهذه العقارات لوحده, تحسباً للطوارئ والأيام السود, وتسجيلها باسمه, بدل ان يسجلها باسمه واسم شريكه, والخلاف هذا مازال دائراً حتى الآن, وإن كان رامي يبدو متحكماً به باعتبار انه موجود خارج البلاد, وفي ميدان الشراء مباشرة.على جانب آخر ذي صلة أفادت المصادر ان الأسد, وبعد ان قرر عدم الذهاب الى نيويورك, أجرى اتصالات عدة مع عدد من الرؤساء العرب, منهم الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة, طالباً اليهم الدفاع عن سياساته في المحفل الدولي, من موقع التضامن العربي والاخوة العربية. وقد اعتذر الجميع عن تلبية طلبه قبل ظهور »الحقيقة« وتقرير ميليس النهائي, ثم ان برنامج القمة العالمية يتيح للرؤساء فقط التحدث عن بلدانهم, ولا يسمح بإثارة وبحث ما يستجد من امور. وقد تسببت هذه المواقف بألم لرئيس النظام السوري وأشعرته بالخيبة.كما أفادت المصادر بأن رجل الأعمال السوري وليد جلمبو قد فر الى بيروت بعد ان اكتشف آصف شوكت صهر الأسد ورئيس استخباراته العسكرية ان جلمبو كان يتقرب منه ويحوم حوله بقصد تجميع معلومات يقال ان رفعت الأسد يستفيد منها, والذي يعتبر جلمبو واحداً من رجاله. والمعروف ان قصر جلمبو في منطقة اليعفور غرب دمشق يقع بجوار القصر الذي بناه آصف شوكت لاقامة زوجته بشرى, أخت الأسد, بعيداً عن منزل زوجته الأولى الكائن في منطقة المزة.وعلى صعيد الصراعات الداخلية حول المال وغير المال, كشفت المصادر المقربة, وعشية توجه ميليس الى دمشق اليوم, ان الصراع بين الرئيس بشار وشقيقه ماهر, مع صهرهما آصف شوكت قد اتخذ طابعاً علنياً ومكشوفاً. وأوردت المصادر مؤشرين لهذا الصراع المتفاقم أولهما قيام آصف شوكت بتوجيه رسائل ايجابية الى باريس وواشنطن ضمنها استعداده لكشف »الحقيقة« في حال حصل على ضمانات أكيدة بإعطائه دوراً أساسياً في التركيبة التي ستتسلم مقاليد الامور في سورية, أما المؤشر الثاني فهو لجوء إعلاميين لبنانيين عرف عنهم التعاون والتعامل مع النظام السوري الى تغيير لهجتهم والتلميح الى ان آصف شوكت متورط في اغتيال الحريري, وذلك بطلب مباشر من ماهر الأسد.الى جانب ذلك, أوضحت المصادر ان »حزب الله« في لبنان اتخذ قراره الى جانب ماهرالاسد وشقيقه بشار, ويبرر الحزب قراره هذا بأن وصول التحقيقات الدولية الى آصف شوكت لن يهدد النظام بينما العكس ممكن في حال اتهام ماهر الأسد.كما كشفت المصادر عن ان ميليس لم يسبق له ان طلب التحقيق مع آصف شوكت, أو أخذ افادته, بل ركز على اسم ماهر الأسد, لكن ميليس, وبخطة مدروسة, ألمح أمام رياض الداوودي, مدير الشؤون القانونية في وزارة الخارجية السورية, الذي التقاه في جنيف, الى اسم آصف شوكت من أجل الاستجابة الى طلبه التحقيق مع مسؤولين في دمشق, فنجحت خطته, وتمت الاستجابة الرسمية للطلب وبشكل ملحوظ.في هذا الجانب رأت المصادر ان بشرى الأسد, زوجة آصف, وشقيقة بشار, تلعب الآن دوراً مؤثراً في ادارة دفة القرار في بلادها, وهي منحازة الى زوجها بحماس, ولا تغفر لشقيقها ماهر انه أطلق النار عليه في يوم من الأيام.ووسط هذا الوضع المتوتر والمضطرب أكدت المصادر المقربة ان القيادة السورية وضعت سيناريوهات عدة للخروج من ورطة اغتيال الحريري بأقل الخسائر الممكنة, والعودة ثانية للامساك بالساحة اللبنانية, لكن ما لم تضعه هذه القيادة في حسابها هو مجيء محمود أحمدي نجاد الى سدة الرئاسة الايرانية, والذي أعلن عن نفسه بأنه »لاعب منفرد« في تطورات المنطقة, واستطاع استيعاب »حزب الله«.وتكشف المصادر عن أن الاتصالات قائمة الآن, وعلى قدم وساق, بين واشنطن ودوائر مسؤولة في طهران تمهيداً لبدء المفاوضات بين الطرفين, وعن أن دولة عربية لعبت دوراً أساسياً في تحقيق هذا الهدف, الذي سيجعل النظام السوري وحيداً وخارج المظلة الإيرانية, وفاقداً لأي دور في المعادلة الدولية, وجاهزاً لكي تصبح الضغوط عليه مفيدة ومثمرة بشكل كبير.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home