Friday, September 09, 2005

المحقق الدولي يقترب أكثر فأكثر من الحقيقة


المحقق الدولي يقترب أكثر فأكثر من الحقيقة
وأركان النظام السوري بدأوا يحتاطون للأيام الآتية
ميليس يواجه الأسد بعد غد بشريط مسجل
عن تهديده بتدمير لبنان فوق رأس الحريري
»السياسة« - خاص:في يوم وصول القاضي ديتليف ميليس, رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري الى العاصمة السورية دمشق, تولت أجهزة النظام السوري, على قدر ما أهداها عقلها من تدابير, الى جعل زيارة المحقق الدولي مجرد زيارة روتينية, لا تتعدى السماع الى شهود, لا علاقة لهم بجريمة الاغتيال التي وقعت في بلد آخر. إلا أن المصادر المقربة وشديدة الخصوصية أفادت بأن النظام السوري, بكل أركانه, يعرف أن زيارة ميليس تتصل بمشبوهية بعض هذه الأركان, وان مهمته لا تنحصر بالسماع اليهم كشهود.وأوضحت المصادر ان ميليس الذي سيبدأ زيارته الى دمشق بعد غد الاثنين بمقابلة رئيس النظام السوري بشار الأسد, يحمل في جعبته أخباراً غير سارة للأسد, وتنحصر بالتحديد بالشريط المسجل عن آخر اجتماع له بالحريري المتعلق بالرغبة السورية بالتمديد للحود في الرئاسة لمدة ثلاث سنوات. وكشفت المصادر بهذا الخصوص ان الشريط الموجود بحوزة ميليس يملك نسخته الأصلية الرئيس الفرنسي جاك شيراك, ويملك الرئيس الاميركي بوش ونائبه ديك تشيني, ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس نسخاً منه. وقصة هذا الشريط بدأت عندما كان الحريري يجتمع بشيراك ويحكي له عما دار بينه وبين الأسد, في نطاق مجهودات التمديد للحود, وان الحوار كان يتسم دائماً بلهجة التهديد والوعيد, فنصحه شيراك, في المرة المقبلة, أن يسجل الحوارات. ولما سأله الحريري كيف أسجل, وبأي واسطة, هنا أهداه قلماً خاصاً يحوي على آلة تسجيل, يوضع في الجيب, ويخدع الناظر إليه, ويقوم بالمهمة.وتقول الأوساط المقربة ان الحريري تمكن من تسجيل آخر حوار له مع الأسد, والذي أعقبته عملية الاغتيال. في الحوار المسجل قال الأسد للحريري: يجب أن تعرف ان لحود سيأتي شئت أم أبيت, وأنت يجب أن تتفاهم معه غصباً عنك, ولن أدعك تأتي بغيره الى الرئاسة. لحود, قال الأسد, ماشي معنا فلا تفسد علينا الطبخة. يجب عليك أن تفهم ان باستطاعتي تهديم لبنان فوق رأسك, ولن يكلفني الأمر أكثر من عشر دقائق. كما يجب عليك أن تفهم اني لن أخرج من لبنان, وإذا خرجت فلن أبقي فيها حجراً على حجر, لحود أنا وأنا لحود »فاهم ولا لأ«, وعليك أن تبلغ صاحبك جنبلاط بأني سأحرق عليه الجبل بواسطة دروز الجولان, هو عنده دروز وانا عندي دروز. وعلى كل حال يعرف جنبلاط مصيره ويعرف كيف كان مصير أبيه.وفي طريق العودة الى بيروت اوقف الحريري عند رئيس الاستخبارات العسكرية السورية السابق رستم غزالي في عنجر, فقام رستم بتهديده, والقول له إن عليه ان يسمع كلمة الرئيس, الاسد, وراح يهدده بمسدس كان يقلبه بين يديه, ويوجهه احيانا الى رأس الحريري ويقول له: هل فهمت الدرس أم لم تفهمه?وتقول المصادر ان الشريط المسجل سيسمعه ميليس الى الاسد اول الاجتماع به, وسيفهمه ان نسخا منه اصبحت بحوزة الرئيس الاميركي, اذ أن النسخة الاصلية بحوزة الرئيس الفرنسي, وبحوزة نائبه تشيني ووزيرة الخارجية رايس التي علقت عند ما سمعت الترجمة الانكليزية له, هذا كلام لا يصدر عن رؤساء.وتشير المصادر المقربة في السياق نفسه ان مدير عام الامن العام اللبناني السابق جميل السيد, واثناء لقائه الاول مع رئيس النظام السوري في دمشق, بعد اغتيال الحريري, طلب ان يبقى في سورية, من باب الاختباء الاحتياطي, فاعتذر الاسد عن رفض طلبه إبعادا للشبهة, وطالبه بالعودة الى بيروت وأمر بتحويل مئة مليون دولار لحساباته في الخارج لقاء ان يظل صامتا, ويحافظ على صمته, والا يتحدث بشيء لاحد عن جريمة الاغتيال.وفي نطاق موجة الهلع التي تنتاب اركان النظام السوري عشية وصول ميليس قالت المصادر ان زوجة رئيس النظام السيدة أسماء الاخرس, قد ارسلت في الآونة الاخيرة الى لندن, وعلى متن احدى طائرات الطيران السوري ما مقداره 14 حقيبة سفر تضم اغلى مقتنياتها من الملابس وأثمن مجوهراتها, حيث انها تحمل الجنسية البريطانية, وأبواها يعيشان في لندن, ومن باب الاحتياطات من حدوث تطورات قد لا تكون سارة في المستقبل.وبخصوص عدول الاسد عن الذهاب الى نيويورك للمشاركة في قمة رؤساء العالم التي ستنعقد بمناسبة مرور ستين عاما على تأسيس منظمة الامم المتحدة قالت المصادر ان اسباب العدول ترجع الى حسابات تخص الاسد نفسه. فقد توقع ان تنتهي تحقيقات ميليس في دمشق, وهو في الامم المتحدة, فيسهل اتخاذ اجراء دولي لا يرغب به وقد يكون ضده شخصيا اذا ما جاء في نتيجة التحقيق الدولي أنه متورط بتصفية الحريري. الى جانب هذا الحساب الخاص, فإن معلومات وصلت الاسد أفادته بأن رايس قدمت توصية بعزله, وبمنع اي من موظفي الادارة والامم المتحدة من التحدث اليه ومن مصافحته. وقد أبلغ السفير السوري في المنظمة الدولية فيصل المقداد بهذه التعليمات التي نقلها الى رئيسه في دمشق. وتؤكد المصادر ان الاسد خاف ان يسافر السبت (اليوم) الى نيويورك فيأتي ميليس ويصدر أمرا هو لايرغب به, كالتوقيف مثلا.وبخصوص الضابط الهارب فان المصادر المقربة تقول انه محمد زهير صافي مدير مكتب حسن خليل رئيس الاستخبارات العسكرية حتى الرابع عشر من فبراير, يوم اغتيال الحريري, وعندما ازيح خليل وتولى المنصب من بعده, وفي ذات اليوم والتاريخ, آصف شوكت صهر الاسد وزوج اخته بشرى, قام شوكت بتعيين العميد علي احمد مديرا جديدا لمكتبه مكان صافي, وعلي احمد هذا كان يعمل ملحقا في السفارة السورية في باريس تابعا للاستخبارات العسكرية.كنز المعلومات الهارب محمد زهير صافي اجتمع بميليس بجنيف وسلمه كل الاشرطة, التي قيل انها تبلغ 40 شريطا, وعليها كل المحادثات التي جرت بين الاسد ورستم غزالي قبيل حادثة الاغتيال, وتتضمن معلومات غاية في الاهمية, وتعتبر بمثابة دليل قاطع على التورط.وتقول المصادر ان الضابط محمد زهير صافي موجود الآن في عهدة ال¯ (C.I.A) الاميركية, التي قدمت له الحماية بالنظر لخدمته الكبيرة لعملية التحقيق الدولية الجارية الآن للقبض على قتلة الحريري وتقديمهم للعدالة.على هذا الصعيد المتصل اكدت المصادر المقربة على ان رامي مخلوف ابن خال الاسد ووكيله وشريك اعماله, قد انتقل من باريس الى لندن سعيا لشراء عقارات. وقد وقع اختياره على بعض البنايات في شارع ماي فير لم يتخذ بعد القرار النهائي بشرائها.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home