Friday, January 13, 2006

من أجل إنقاذ النظام وإبرام التسوية


من أجل إنقاذ النظام وإبرام التسوية
الناجحة بين زوجتي الشقيقين أسماء
ومنال وإنصاف الأخت بشرى
أم الأسد تطالبه بالتنازل
عن الحكم لأخيه ماهر
دمشق ¯ باريس ¯ »السياسة«:وفق اعتبار ان الحكم في سورية مصلحة عائلية, وان شؤونه تدار وفق أهواء أبناء العائلة, بما فيها الاهواء المتداخلة والمتنافسة, والادوار التي يجب ان تكون موزعة من أول أرومة الشجرة التي هي الأم السيدة أنيسة مخلوف, حتى افرع الأصهار وزوجات الأبناء فإنه لا توجد سلالم التراتبية التي نراها في العائلات الحاكمة العريقة, بل توجد الارتجالية في ابداء الرغبة, وهذه هي الارتجالية الطاغية في الوقت الراهن, والتي تشكل انطلاقة الدوافع نحو الحوارات المصلحية الضيقة, والتي تستجر خلفها النزاعات والعداوات, وربما الصراعات الخطرة المفضية الى تكوين مراكز قوى, وكل مركز منها لديه ما يكفي من ادوات القوة ولوازمها للدفاع عن نفسه.وتقول المصادر المقربة, وشديدة الخصوصية, في هذا المجال ان عائلة الحكم السوري المكونة من الأم السيدة أنيسة مخلوف, ومن ابنيها بشار وماهر, ومن ابنتها بشرى, ومن صهرها اˆصف شوكت, ومن اخيها محمد مخلوف, تعيش هذه الأيام مظاهر متعددة من التوتر, واجواء حاكمة من الشكوك والظنون, وحسابات مغلقة, كل فرد من ابناء عائلة الحكم, يحتفظ بها لوحده وداخل عقله المغلق, وصدره الذي تحول الى مستودع نوايا, غير معلومة, ولا يملك تفاصيلها إلا صاحبها.وطبيعي, حسب هذه الاجواء والظروف السائدة ان يستشعر كل فرد من ابناء عائلة الحكم السوري, انه لا يعيش وسط شبكة امان منضبطة, وبالتالي عليه ان يستنبط شبكة خاصة به تشعره بالاطمئنان, وتمكنه من النوم دون ان يكون هناك مسدس موضوع تحت رأسه. وقالت المصادر ان اكثر من يعاني من هذه الظروف غير الملائمة هو رئيس النظام السوري نفسه بشار الأسد الذي أصبح يقضي لياليه نائما في اماكن متعددة, هذا اذا جاءه النوم. فيوما ينام في سكنه الخاص وفي اليوم التالي ينام في القصر الجمهوري, وفي اليوم الذي يليه ينام في قصر المهاجرين الذي بناه لأبيه الراحل رفيق الحريري.وأمس أفادت المصادر المقربة, ان عائلة الحكم عقدت اجتماعات موسعة بعد ان تناهت اليها معلومات فشل جولة رئيس النظام على الرياض وشرم الشيخ وفشل محادثاته مع العاهل السعودي الملك عبدالله والرئيس المصري حسني مبارك والى جانب فشل »جولة اللحظات الاخيرة«, فان العائلة ارتأت عقد الاجتماعات هذه من اجل ترتيب الخطوات الواجب اتباعها لاحقا في ضوء ادراك الجميع ان شخص رئيس النظام اصبح هو المطلوب, عربيا ودوليا, في هذه المرحلة, وانه بالامكان, من اجل بقاء النظام, البحث في مصير الرئيس نفسه بحيث يمكن اخراجه من المسرح السياسي, وابعاده عن كرسي الحكم, والتجانس مع الرغبات العربية والدولية, الذي سيمكن العائلة من الاستمرار في التحكم بالسلطة وبمقاليد سورية. وعندما انعقد اجتماع تحت هذا العنوان بحضور السيدة أنيسة وابنيها بشار وماهر, وابنتها بشرى وزوجها آصف شوكت وشقيقها محمد مخلوف, عرضت الام أنيسة اقتراحا على الحضور وقالت على النحو التالي, موجهة كلامها الى بشار: لقد مضت عليك الان ست سنوات في الحكم اوصلتنا فيها الى ما نحن فيه الآن من مخاطر وتهديدات واستمتعت فيها بالحكم. واخذت خلالها اموال والدك حافظ, وشقيقك باسل, وتربحت بما فيه الكفاية. وحتى تنقذ نفسك واموالك عليك الآن ان تتنازل عن الحكم لشقيقك ماهر, وتذهب بعدها الى لندن لتعيش هناك مع زوجتك واولادك. ورغم المفاجأة الصارخة التي تضمنها الاقتراح الا ان خال الاسد محمد مخلوف ايده بشدة, باعتبار انه يمثل مخرجا انقاذيا له ولابن اخته, وفي الوقت نفسه يحقق قسمة عادلة بين الاخ وشقيقه ويطفئ نيران الغيرة المشتعلة بين اسماء الاخرس زوجة الرئيس ومنال جدعان زوجة ماهر, والاخت بشرى التي لا تطيق زوجة اخيها اسماء وتكرهها وتعتبرها دخيلة على العائلة ولا تنتمي الى اصولها المعتقدية.وفي الوقت الذي يتم فيه تداول اقتراح الام انيسة تقول المصادر ان وجهاء الطائفة العلوية سيرحبون به, لانهم يعتبرون ان الاسد وخاله محمد مخلوف, وابنه رامي مخلوف, قد اساؤوا بجشعهم, ورغبتهم الجامحة بالاستحواذ الى سمعة الطائفة كلها, خصوصا انها لم تتربح من النظام, واكثرية المنتمين اليها مازالوا فقراء وعلى اوضاعهم الاجتماعية السابقة والمتواضعة. وكذلك يعتبر هؤلاء الوجهاء, وقد اصبحوا مطلعين على مجمل الاسرار العليا ان رئيس النظام الحالي وخاله وابن خاله قد يضيعون الطائفة كلها بسلوكياتهم, ويحرمونها من فرصة حكم سورية الى الأبد. وبناء على هذه المشاعر السلبية المتراكمة لدى الطائفة العلوية اصبح الأسد يخشى أن يأتيه الخطر من داخل البيت, لذلك أمر بتشديد الحراسة عليه, وأجرى مناقلات بين قادة الفرق العسكرية العلويين , ونشر حواجز التفتيش في شتى أنحاء العاصمة دمشق, وتؤكد المصادر أن هذه الاجواء الطائفية الضاغطة, إلى جانب ضغوطات ومتفجرات عبد الحليم خدام المعروفة , أساءت كثيرا إلى علاقة الأسد بأخيه ماهر وصهره اˆصف شوكت , وأصبح الجميع يضمر المشاعر السلبية تجاه الآخر, مما ادى الى قيام صراع خطر داخل بيت الحكم نفسه , ربما ادى الى خط النهاية, أو اسهم في وضع مواعيد هذه النهاية. وفي سياق ازدياد دائرة الضغط على عائلة الحكم في سورية تم أخيراً, بحسب المصادر, الكشف عن حسابات بنك »المدينة« في بيروت, والذي اشتهر بالفضائح المالية, فاكتشفوا ان هناك بليون دولار اميركي تم سحبها لصالح رئيس النظام , وماهر الأسد وصهرهما آصف شوكت . وتمت العملية بواسطة طه قليلات , شقيق المتنفذة السابقة في البنك رنا قليلات: والذي سبق أن وعده ماهر بالمجيء به الى كرسي رئاسة الوزراء في لبنان بديلا من الحريري, واكدت المصادر ان يوم السادس عشر من هذا الشهر سيكون الموعد الذي على احد البنوك اللبنانية ان يقدم فيه كشوفات بموجودات رستم غزالي وجامع جامع ومحمد خلوف الى لجنة التحقيق الدولية للتثبت من مصادرها ومنشئها. وعلى جانب آخر ذي صلة كشفت المصادر عن ان الاسد عرض على الرئيس المصري , اثناء اجتماعه به في شرم الشيخ الاسبوع الماضي. ان يسلم رستم غزالي , وجامع جامع , ومحمد خلوف, ولما نقل مبارك العرض الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك , رفض قبوله, واصر على ان يبدأ التحقيق الدولي الوجاهي مع رئيس النظام السوري شخصيا. وقال شيراك لمبارك في سياق الرد: »قل لصاحبك بأن عليه, ان يتعلم , اللغة الصربية«, في اشارة واضحة منه الى الرئيس الصربي السابق ميلان ميلوسيفيتش , والى المصير الذي انتهى اليه وفي السياق الموصول نفسه قالت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية, إن أوساط النظام السوري ودوائره الضيقة قد جن جنونها من التصريحات الأخيرة لعبد الحليم خدام, نائب الرئيس السوري السابق,واعتبرت هذه الدوائر أن التصريحات قد أصابتهم بنكبة حقيقية, إذ أغلقت تقريبا كل بوابات الأمل على الأسد في النفاذ من تحمل مسؤولية اغتيال الحريري. وأكثر الأوساط هلعا من التصريحات أوساط ماهر الأسد الذي يحاول الابتعاد عن تداعيات الجريمة, لكنه لا يستطيع. وتضيف المصادر أن أوساط الحكم السوري محقة في مشاعرها إذ أن خدام أعطى معلومات للجنة التحقيق الدولية لم تكن في توقعاتهم, أو توقعات أحد, خصوصا عندما أكد خدام أن الأسد هو الذي أمر بقتل الحريري, بعد الاجتماع العاصف المشهور الذي وجه فيه إليه التهديدات والكلام القاسي إذا لم يقبل بالتمديد لولاية لحود ثلاث سنوات أخرى في الرئاسة. وأضاف خدام للجنة معلومة مدوية أخرى وهي أن الأسد هو الذي قتل غازي كنعان مسؤول الأمن السياسي السابق ووزير الداخلية, لأنه كان حاضرا الاجتماع, وشاهدا على كل ما دار فيه. وتضيف المصادر أن خدام أعطى ما لديه من المعلومات الكاملة إلى الرئيس الفرنسي شيراك, وبالذات تلك المتعلقة بالأموال المنهوبة من بنك المدينة اللبناني, وكمياتها ومن نهبها. وكذلك أعطى تفاصيل عن ثروة محمد مخلوف خال الأسد, وعن الكيفيات التي استحوذ بها عليها, وكذلك عن ثروة ابنه رامي التي هرب نحو 75 في المئة منها إلى دبي, واشترى بالباقي عقارات في لندن وباريس. وتؤكد المصادر أن خدام أيضا أعطى معلومات أخرى للجنة التحقيق الدولية عن كميات الأموال التي أخذها رستم غزالي من بنك المدينة, عندما كان رئيسا لجهاز الاستخبارات العسكرية أيام احتلال سورية للبنان.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home