Saturday, April 09, 2005

تسليم خدام والشرع وشوكت وسليمان وآخرين مقابل "دم الشهيد"

أفادت الأوساط المقربة أمس, وفي نطاق تطور القضية, أن رستم غزالة, رئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت في
لبنان, والخاضع الاˆن للإقامة الجبرية في منزله في منطقة المزة بدمشق بأوامر من ماهر الأسد قائد الحرس الجمهوري بقصد حمايته كرجل معلومات, قد تم اخضاعه الى مساءلة حول الأموال التي بحوزته وكميتها بحضور مدير فرع بنك لبنان والمهجر في دمشق عمرو نعمان الازهري, الذي كان غزالة يتعامل معه سحبا وايداعا.وتكهنت الأوساط ان الهدف من المساءلة هو التحقق من صحة أقوال غزالة حول المبالغ التي يملكها, ومقارنتها بشهادة الازهري, حيث من المعتاد ان يتقاسم غزالة مداخيله من اموال الخوات مع مرؤوسيه الذين أبدو شكوكا بافادته, وأنه يتستر على حجم المبالغ العائدة اليه.ومعروف ان عائدات رستم غزالة من الاموال ترجع الى رجال الطبقة السياسية الذين ركبتهم دمشق على رأس السلطة في لبنان, والذين كانوا يدفعون له مقابل تعيينهم في المناصب على شتى مستوياتها العليا والدنيا. وكان هؤلاء الرجال يأتون اليه في مقره بعنجر وينتظرونه بذل حتى يصحو من نومه في الثانية عشرة ظهرا ليعرضوا عليه مطالبهم مقابل دفع اموال وتقديم هدايا.وقد قامت السلطات السورية لاحقا بمصادرة ثمانية وعشرين سيارة كان يملكها رستم غزالة من مختلف الانواع الفاخرة, سبق له وتلقاها كهدايا من متزلفين لبنانيين لاسترضائه وضمان وقوفه معهم.على هذا الصعيد المتصل صدر أمس في منشورات »المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة« كتيب »مقايضة أميركية سورية: »النظام السوري القديم مقابل دم الحريري«, الذي يقع في 72 صفحة ومن اعداد الدكتورة نعمى الخطيب والصحافي السوري نزار نيوف. ويتناول التقرير احتما إبرام صفقة بين دمشق وواشنطن تقوم على مقايضة دم الحريري بما يسميه الكاتبان »نظام سورية القديم« بكل رموزه.ويشير التقرير الى ان دوائر صنع القرار في اميركا قد توصلت الى خلاصة تقول بأن لا بديل للنظام السوري سوى النظام نفسه, بالنظر لعدم وجود معارضة قادرة على ادارة دفة البلاد.وجاء في التقرير ان رسائل جس نبض أرسلت من القيادة الفرنسية الى بشار الاسد, عبر القيادة المصرية تتعلق بالحدود التي يمكنه الذهاب اليها في تعاون حكومته مع لجنة التحقيق الدولية لجهة كل ما يتصل بأركان اجهزة مخابراته مقابل تعهد اوروبا والولايات المتحدة بالحفاظ على استقرار نظامه واستثنائه هو شخصيا من اي محاولة لزجه في قضية اغتيال الحريري. الا ان الرئيس السوري, بحسب ما ورد في التقرير, لم يقدم اي اجابة واضحة بهذا الشأن. ومن الواضح ان قيادة النظام تدرك جيدا ان تثبيت الفقرة المتعلقة بتهديدات الرئيس السوري للحريري قبل اغتياله يمكن من الناحية القانونية أن يؤسس ملف اتهام للرئيس بالوقوف وراء الجريمة. ولهذا يشعر النظام بخطر حقيقي محدق به جراء هذه النقطة بالذات, وليس جراء اي نقطة اخرى, بما فيها إرغامه على الانسحاب من لبنان, »وذلك لان التحقيق مع الرئيس يهشم هيبته في الشارع السوري, وداخل النظام ايضا, ويمكن ان يطلق سلسلة من التفاعلات, السياسية المحلية والخارجية, تؤدي الى اطاحة النظام«, كما يقول التقرير.وعلم ان الادارة الاميركية سربت أسماء أرفع 12 مسؤولا في النظام الى وسائل الاعلام وطلبت من الرئيس التخلص منهم, فضلا عن مجموعات اخرى من القيادات الوسيطة, اذا كان جادا فعليا في تعاونه مع الولايات المتحدة, وصادقا في تأكيداته للادارة الاميركية بأن القرار السياسي والامني في سورية يعود له الحق في اتخاذه وليس الى مراكز قوى أفلت من يديه زمام السيطرة عليها وعلى نشاطاتها في المنطقة, لاسيما في لبنان والعراق.أما أسماء الاثني عشر مسؤولا رفيعا الذين وضعت لهم الادارة الاميركية اسما رمزيا هو »عصابة الدزينة في سورية!, فهي: عبدالحليم خدام, فاروق الشرع, اللواء المتقاعد محمد سعيد بخيتان, اللواء غازي كنعان, اللواء محمد منصورة, اللواء اˆصف شوكت, اللواء المتقاعد هشام بختيار, اللواء بهجت سليمان, العقيد ماهر الاسد, العميد ذو الهمة شاليش, عبدالله الاحمر, سليمان قداح, والدكتور أحمد درغام.اما كوادر الصف الثاني المطلوب تسليمهم فمن أبرزهم العميد رستم غزالة, والعميد منير جلعود والعميد جامع الجامع والعميد محمد خلوف والعميد أمير التلة والعقيد أمير كنعان والعقيد برهان برهان والعميد عبد الله الحريري والعميد علي دياب والعقيد نبيل حميشة والعقيد فريد الحكيم, والعقيد برهان قدور وغيرهم وهؤلاء, حسب القائمة الاميركية, ضالعون جميعا بجرائم خطف واغتيال وتعذيب في لبنان, والقيام بأعمال تجارية غير مشروعة, وتبييض أموال. وطالبت المذكرة الأميركية السلطات السورية بتحديد مصير العقيد جهاد الصافتلي الذي تعتبره الادارة في واشنطن مسؤولا مباشرا عن تنفيذ عملية اغتيال الرئيس اللبناني الراحل رينيه معوض, وداني شمعون مع افراد أسرته وقد صدرت أوامر عليا في حينها بتصفية العقيد الصافتلي مع عدد من مرؤوسيه من أجل قطع جميع الخيوط أمام اي تحقيق مستقبلي في جريمة اغتيال الرئيس معوض وشمعون وأسرته.كما ضمت القائمة الاميركية عدداً من الشخصيات المصنفة في قائمة كوادر الصف الثاني, رغم أن أصحابها مازالوا في وظائف ملحقة برئاسة الجمهورية, ومكتب القائد العام للجيش والقوات المسلحة, بصفة مستشاريين, وقد أحدثت لهم هذه الوظائف بعد اإحالتهم على التقاعد بقوة قانون خدمة الضباط المعدل. ومن أبرز هؤلاء العماد اول علي اصلان واللواء حسن خليل واللواء محمد ناصيف.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home