تركيا تؤكد ما نشرته "السياسة" عن تدفق الأسلحة والمتفجرات
الأكراد والجماعات السنية يتهيأون
لفتح "جبهة مقاومة" داخل سورية
لندن ¯ كتب ¯ حميد غريافي:توقعت مصادر ديبلوماسية غربية في كل من العاصمتين التركية والألمانية أمس »حدوث اهتزاز أمني خطير في سورية كأحد أهم الأثمان التي على نظام البعث فيها أن يدفعه بعد انسحابه القسري من لبنان, باسلوب لم يحفظ ماء وجهه, كما كان يسعى, من شأنه ان يحفز اعداء سورية في كل مكان على الاستقواء على ذلك النظام, سواء المعارضة الداخلية او الخارجية التي بدأت الولايات المتحدة علنا تجميع فلولها المنتشرة حول العالم وضخها بنفس المقويات التي شحنت بها للمعارضة العراقية وبزخم متسارع في الشهور الستة عشر التي سبقت شن الحرب على العراق في مارس 2003«.وأكدت »المصادر التركية« المعلومات التي كانت »السياسة« نشرتها يوم السبت الاسبق في الثاني من ابريل الجاري عن حصول »عمليات تدفق اسلحة بكميات ضخمة على سورية من حدودها الاربعة« مع العراق ولبنان والأردن وتركيا, لحساب اكراد شمال ¯ شرق سورية البالغ عددهم نحو المليونين, »ولجماعات سنية متمركزة في العاصمة دمشق وفي وسط البلاد وشمالها, عائدة للاغلبية السنية في البلاد, عن طريقي بقاع لبنان وشماله, وللجماعات الدرزية من جنوب لبنان والحدود الأردنية, فيما تقوم جماعات اخرى كردية وسنية بعشرات الرحلات ذهابا وايابا من الحدود التركية الى مختلف المحافظات السورية المحاذية«.ونسبت المصادر الديبلوماسية الألمانية الى تقارير لاستخباراتها في بيروت ودمشق وانقرة واسرائيل تأكيدها ان سلطات الامن السورية »صادرت منذ يوليو الماضي كميات هائلة من السلاح المهرب عبر حدودها الى داخل اراضيها, الا ان سياسة الكتمان والسرية التي يتبعها نظام البعث عادة, لم تكشف النقاب عن اي عملية تهريب مصادرة, اذ تعتبر الاعلان عن مثل هذه الامور دليلا على ضعف النظام, وتحفيزا للناقمين عليه في الداخل الى التحرك ضده«.واماطت أوساط أمنية لبنانية في البقاع اللبناني اللثام أمس عن ان الاستخبارات العسكرية السورية »مستنفرة منذ أواخر العام الماضي لمواجهة عمليات تهريب اسلحة ومتفجرات الى بلادها عبر مسارب عدة في سلسلة الجبال الشرقية اللبنانية الفاصلة بين لبنان وسورية, وحتى عبر طرقات جبلية كانت القوات السورية شقتها في تلك المناطق لتسهيل مرور دباباتها واˆلياتها وقواتها الى داخل لبنان«.وقالت الاوساط »ان تلك الاستخبارات, بدعم من عناصر من أمن الدولة اللبنانية التي تمكنت مساء السبت الفائت من ضبط شاحنة »بيك أب« في خراج بلدة القاع اللبنانية بعد ساعات قليلة من اخلاء الجيش السوري قاعدتها العسكرية التي كان يقيم فيها منذ دخوله اراضي لبنان عام ,1976 اكدت انها كانت تحمل 50 كيلو غراما من مادة »تي.ان.تي« المتفجرة مخبأة تحت صناديق خضار وفاكهة قبل انطلاقها لعبور الحدود اللبنانية الى سورية من نقطة المصنع, وهذا الاكتشاف هو نموذج متواضع لما يحدث في حقيقة الواقع«.وقالت الاوساط ان الشخصين اللبناني والفلسطيني اللذين كانا في الشاحنة واعتقلا, »الاول بينهما ينتمي الى جماعة محسوبة على الحزب التقدمي الاشتراكي في البقاع الذي يرأسه زعيم المعارضة الراهنة وليد جنبلاط, فيما ينتمي الشاب الفلسطيني الى احدى المنظمات الاسلامية المتطرفة المقيمة في احد مخيمات الجنوب اللبناني«.وذكرت الاوسط ان عمليات تهريب الاسلحة الى دمشق »تزايدت بشكل خطير من الاراضي اللبنانية البقاعية والشمالية منذ سبتمبر الماضي, مباشرة بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي 1559 الداعي الى انسحاب السوريين من لبنان, وكأن ذلك منسق مع جهات دولية أو عربية تمهيدا لاشعال فتيل فتنة في سورية هي اسهل بكثير من امكانية إعادة اشعال فتنة في لبنان باتت منذ اغتيال رفيق الحريري قبل نحو شهرين شبه مستحيلة, رغم المحاولات المستمرة لذلك«.واكدت المصادر الديبلوماسية الغربية في انقرة ¯ استنادا الى تقارير بريطانية بلغت لندن من تركيا اول من امس ¯ ان »تسلم كردي, هو جلال طالباني, رئاسة الجمهورية الجديدة في العراق, من شأنه اعطاء اتراك سورية المضطهدين منذ مجيء حزب البعث الى السلطة قبل نيف وثلاثين عاما, والذين يحظر عليهم حق المواطنة بامتناع السلطات البعثية السورية عن منعهم هويات بلدهم سورية, زخما أكبر لمقاومة النظام قد يدفع بهم الى التمثل بالمقاومة السنية في العراق, فيفتحوا جبهة مقاومة كردية داخل سورية نفسها تشكل نواة لمقاومة اضخم ينضم اليها السنة بقيادة الاخوان المسلمين الذين شردهم البعث وقضى على قياداتهم ومدنهم ومعاقلهم القوية منذ مطلع الثمانينات«.ونقلت المصادر عن اجهزة امنية تركية وكردية في شمال العراق قولها ان »عشرات الاطنان من الاسلحة والمتفجرات تتدفق على سورية من شرقها وشرقها الشمالي الكرديين المتاخمين للحدود العراقية والتركية, وان شبكة الطرقات المستخدمة لعمليات التهريب تلك ازدادت اضعفا منذ ابريل 2004 بعد احداث القامشلي بين اكراد سورية واجهزة النظام البعثي وجيشه والتي امتدت الى السواحل السورية على المتوسط والى قلب دمشق نفسها«.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home