Saturday, April 09, 2005

ثمانية آلاف عنصر عسكري وأمني توزعوا على الأحزاب الحليفة


لندن تحذر من تدخل عسكري دولي
لـ "تطهير" لبنان من المخابرات السورية
لندن - كتب حميد غريافي:توقعت مصادر برلمانية مطلعة في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني(البرلمان) أمس »توتراً مريراً في العلاقات اللبنانية -السورية بعد الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل في لبنان, في حال سقوط رموز الحكم الراهن في بيروت الذي سيطرت به دمشق على كل مفاصل الحياة السياسية والامنية والعسكرية والاقتصادية منذ مطلع التسعينات, وقيام نظام بديل له معارض للسوريين«.وقال البرلماني العمالي ل¯ »السياسة« ان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا خصوصا والاتحاد الاوروبي, تتعاون عن كثب مع منظمة الامم المتحدة من أجل »منع هذا التوتر المتوقع من تفجير الأوضاع الأمنية في لبنان مجدداً بعد حربه الطويلة التي استمرت زهاء خمسة عشر عاماً, وذلك عن طريق ممارسة ضغوط كبيرة على دمشق من أجل عدم التدخل مرة أخرى في الشؤون اللبنانية, قد تصل الى حد استخدام القوة العسكرية, استنادا الى مضامين قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 الذي نظم خروج الوجود السوري الكامل من لبنان وحل الميليشيات اللبنانية (حزب الله) وغير اللبنانية (الفلسطينية) وتجريدها من سلاحها«.وكشف البرلماني البريطاني النقاب عن ان »كل المعلومات الديبلوماسية والاستخبارية الواردة الى عواصم الغرب من سفاراتها وبعثاتها الأمنية الملحقة بها من لبنان وسورية واسرائيل والاردن, تؤكد ان السوريين لم ولن يسحبوا كامل قواتهم واستخباراتهم من لبنان, وانهم مصممون على ممارسة دورهم المستمر في الاراضي اللبنانية بزخمه السابق نفسه, ولكن بوسائل سرية هذه المرة وتحت عباءات أحزاب لبنانية يسارية مدعومة وممولة من دمشق مثل حزب الله وحزب البعث اللبناني والحزب القومي السوري وغيرها من احزاب اخرى متفرقة«.وقال ان تلك التقارير المتلاحقة منذ اعلان دمشق رسميا انسحابها »الكامل« من لبنان الشهر الماضي, والمتوقع له ان ينتهي »رسمياً« قبل نهاية هذا الشهر تؤكد ان الاف الضباط والجنود وعناصر الاستخبارات السورية تخلوا عن وجودهم الرسمي العلني ونزعوا بزاتهم العسكرية وتوزعوا على عشرات المقرات الحزبية وخصوصا في الضاحية الجنوبية من بيروت, مركز ثقل حزب الله وفي مواقعه بالبقاعين الغربي والشمالي, فيما التحقت اعداد كبيرة منهم بالمناطق التي يسيطر عليها حلفاء كبار لسورية مثل منطقة زغرتا- الزاوية مسقط رأس وزير الداخلية السابق سليمان فرنجية, وطرابلس تحت سيطرة رئيس الحكومة الراهن عمر كرامي وفي منطقة المتنين الأعلى والأوسط حيث للحزب السوري القومي قوة مهمة, وفي منطقة بيروت الغربية السنية في مواقع مختلفة لحلفاء لسورية متواضعي الأحجام«.وأماط النائب العمالي البريطاني ل¯ »السياسة« اللثام عن ان فرقتين من الجيش السوري المنكفئ الى منطقة البقاع من المحافظات اللبنانية الخمس استعداداً لاتمام الانسحاب, »أمرتا بنزع بزات ضباطها وعناصرها والالتحاق بأربعة مواقع لحزب الله في البقاع الغربي وفي شماله في بعلبك وضواحيها, مع أسلحتهما ومعداتهما الكاملة, فيما التحقت فرقة سورية اخرى بالطريقة نفسها بما يسمى »بجيش المردة« الذي يتزعمه فرنجية وفرقة رابعة توزع افرادها الألف على مقار تابعة لعمر كرامي في طرابلس«.ونقل النائب عن تقرير استخباري الماني ورد الخميس الفائت من بيروت قوله ان مجموع عناصر وضباط هذه الفرق الاربع »يزيد قليلا على أربعة آلاف جندي, ما يعني ان سورية ستتم انسحابها الكامل بعشرة آلاف جندي فقط من اصل الاربعة عشر الفا المتبقين في لبنان, فيما قد يكون هناك عدد مواز من عناصر الاستخبارات توزع بدوره على مواقع اخرى, وخصوصا في بعض المخيمات الفلسطينية في الجنوب والشمال اللبنانيين وفي مواقع لفصائل فلسطينية متطرفة مثل (الجبهة الشعبية- القيادة العامة برئاسة احمد جبريل في منطقة الناعمة الواقعة على بعد نحو 20 كيلو مترا جنوب العاصمة بيروت, وفي مواقع اخرى لهذه الفصائل في صيدا وصور وفي البقاع قريبة من الحدود السورية«.وقال المصدر ذاته ان مبعوث كوفي عنان للاشراف على تطبيق القرار الدولي 1559 تيري رود لارسن »حذر الرئيس السوري بشار الاسد في لقائه الاخير معه هذا الاسبوع في دمشق من ان المجتمع الدولي يأخذ على محمل الجد والخطورة بعض تصريحاته العلنية المتعلقة بمستقبل علاقات سورية بلبنان, وخصوصا ما ورد في خطابه امام مجلس الشعب السوري الذي أعلن فيه سحب القوات السورية من الاراضي اللبنانية, عن »ان علاقات سورية بلبنان لن تنتهي بانتهاء (ذلك) الانسحاب, بل اننا الآن اصبحنا نمتلك حرية حركة أكبر في لبنان (...) وعلى حلفائنا فيه الاستعداد معنا منذ اليوم لمعركة اسقاط اتفاق 17 مايو جديد«.ونقل النائب البريطاني عن احد كبار معاوني رئيس الوزراء طوني بلير تحذيره في مذكرة سرية الى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم من ان المستقبل القريب قد يشهد تطورات دراماتيكية بين لبنان وسورية اذا فاز معارضوها في الانتخابات النيابية اللبنانية المقبلة وحاولوا فك ارتباطهم كلياً بنظام البعث السوري الحاكم في دمشق, وقاموا بتصفية حلفائها سياسياً او الانتقام منهم قضائياً, كما ان آلاف السوريين المتجذرين سراً في لبنان من أمنيين وعسكريين منتمين الى حزب البعث في دمشق, لن تكون معركة استئصالهم من الاراضي اللبنانية سهلة على الاطلاق, وعلينا الاستعداد (الدول الغربية والامم المتحدة) لامكانية محتملة كبيرة في التدخل المباشر لاخراج جميع السوريين من الاراضي اللبنانية«.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home