علي حماده: مصافحة الأسد – كاتساف..؟
هل ننتهي من نظام التخوين العربي ؟
كان بودنا ان نشاهد العلامات التي ارتسمت على محيا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهو يسمع الانباء عن المصافحتين (لا المصافحة) بين الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف، والحديث "اللطيف بين هذا الأخير والرئيس الايراني محمد خاتمي". هل صدّق ما سمع؟ ام سمع ما صدّق؟
وكم كنا نتمنى ان نسمع رأيا منه في هذا الشأن بصفته وريثا شرعيا للحالة السورية في لبنان باعتبار ان ما يسمى "الخط الوطني" في لبنان، لا تقوم له قيامة من دون رافعة الحزب. والسؤال: هل ينظم سماحة السيد تظاهرة جديدة في ساحة رياض الصلح لـ"شكر" سوريا، على غرار ما فعل بعد اقل من ثلاثة اسابيع على احراق جسد رفيق الحريري في قلب بيروت؟
لا نقول هذا الكلام استغلالا للحادثة، ولا لتسجيل نقطة في مرمى "حزب الله"، وانما لنوضح فكرة بسيطة مفادها ان للـ"الديماغوجيا" حدودا. فتوزيع الشهادات تارة بالوطنية وطورا بالعمالة على مواطنين لبنانيين صار عيبا. فعندما صافحت ملكة جمال لبنانية سابقة خلال مسابقة عالمية في منتصف التسعينات (يومها عرضاًً) ملكة جمال اسرائيل طوردت سياسيا ومعنويا، واخلاقيا، الى حد انها ما عادت قادرة على العودة الى بلادها. وعندما صدف ان شاركت الزميلة راغدة درغام (مديرة مكتب "الحياة" في نيويورك) في ندوة في احد مراكز الابحاث الاميركية (وهو امر مألوف في الولايات المتحدة)، وافحمت منسق الانشطة الاسرائيلية السابق في لبنان اوري لوبراني بدفاعها عن مواقف لبنان والحقوق العربية، ثارت ثائرة "حراس" ما يسمى "الخط"، فعمد المدير العام للامن العام اللواء الركن جميل السيد الى سحب جواز سفرها اللبناني ومنعها عملياً من زيارة بلدها. وكأن "بنت درغام" كانت في حاجة الى الحالة المافيوية لتشهد بما هي عليه: لبنانية ابا عن جد ولمئات السنين قدما. ولن نورد كل الاتهامات التي سيقت في حق هذا او ذاك من القيادات المعارضة، وكانت تدور كلها حول تقارير ملفقة لترهيبهم. وبما ان النظام المخابراتي المافيوي مشترك، فان ننسِ لا ننسى طرد شاعر العصر ادونيس من اتحاد الكتاب العرب (مقره دمشق ورئيسه من النظام) لانه شارك في ملتقى في برشلونة ضم مثقفين عربا واسرائيليين. والحق اننا تساءلنا يومها كيف اتفق لادونيس ألا يطرد نفسه من الاتحاد قبل ذلك بسنوات طويلة؟
وهل ننسى فضائح "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس، وكيف ان اللبنانيين كانوا ولا يزالون يقاطعونه خوفا من أن تلاحقهم التهم بالعمالة من النظام المخابراتي المشترك، فيما شارك (على سبيل المثال) العام الماضي في البحر الميت اكثر من 25 رجل اعمال سورياً، على رأسهم وزير الاقتصاد آنذاك غسان الرفاعي والمستشار الاقتصادي للرئيس بشار الاسد نبراس الفاضل ومعظم رؤساء الغرف التجارية في المدن السورية الكبرى. فهل كان هؤلاء وطنيين، في حين ان اللبنانيين جميعهم مشاريع عملاء وخونة؟
هذا غيض من فيض الامثلة التي يمكن العودة اليها للقول ان نظام التخوين العربي آن له ان يصمت. وإلا فلماذا لم نسمع صوتا واحدا من المخابراتيين عن المصافحتين "العرضيتين" بين الاسد وكاتساف؟ اين عاصم قانصوه؟ واين ناصر قنديل؟ واين خلية حمد؟ واين بقية الشتامين الذين كان النظام المخابراتي المافيوي المشترك ولا يزال يجندهم في حربه لاستعمار لبنان بالترهيب والارهاب؟ واين موزعو مناشير التخوين في شوارع بيروت وعلى جدران طرقات الجبل؟
لعمري لقد صارت التهمة بالعمالة شرفا في هذا البلد، وفي ظل هذا النظام المخابراتي المافيوي المشترك.
في الخلاصة نؤكد اننا لا نعترض على المصافحتين، ولا يعنينا ان كانتا عرضيتين بحسب "البروباغاندا" الرسمية، او رسالتين سياسيتين... فسوريا هي سوريا، ولبنان هو لبنان. والمهم ان ننتهي من نظام التخوين العربي.
كان بودنا ان نشاهد العلامات التي ارتسمت على محيا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهو يسمع الانباء عن المصافحتين (لا المصافحة) بين الرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الاسرائيلي موشي كاتساف، والحديث "اللطيف بين هذا الأخير والرئيس الايراني محمد خاتمي". هل صدّق ما سمع؟ ام سمع ما صدّق؟
وكم كنا نتمنى ان نسمع رأيا منه في هذا الشأن بصفته وريثا شرعيا للحالة السورية في لبنان باعتبار ان ما يسمى "الخط الوطني" في لبنان، لا تقوم له قيامة من دون رافعة الحزب. والسؤال: هل ينظم سماحة السيد تظاهرة جديدة في ساحة رياض الصلح لـ"شكر" سوريا، على غرار ما فعل بعد اقل من ثلاثة اسابيع على احراق جسد رفيق الحريري في قلب بيروت؟
لا نقول هذا الكلام استغلالا للحادثة، ولا لتسجيل نقطة في مرمى "حزب الله"، وانما لنوضح فكرة بسيطة مفادها ان للـ"الديماغوجيا" حدودا. فتوزيع الشهادات تارة بالوطنية وطورا بالعمالة على مواطنين لبنانيين صار عيبا. فعندما صافحت ملكة جمال لبنانية سابقة خلال مسابقة عالمية في منتصف التسعينات (يومها عرضاًً) ملكة جمال اسرائيل طوردت سياسيا ومعنويا، واخلاقيا، الى حد انها ما عادت قادرة على العودة الى بلادها. وعندما صدف ان شاركت الزميلة راغدة درغام (مديرة مكتب "الحياة" في نيويورك) في ندوة في احد مراكز الابحاث الاميركية (وهو امر مألوف في الولايات المتحدة)، وافحمت منسق الانشطة الاسرائيلية السابق في لبنان اوري لوبراني بدفاعها عن مواقف لبنان والحقوق العربية، ثارت ثائرة "حراس" ما يسمى "الخط"، فعمد المدير العام للامن العام اللواء الركن جميل السيد الى سحب جواز سفرها اللبناني ومنعها عملياً من زيارة بلدها. وكأن "بنت درغام" كانت في حاجة الى الحالة المافيوية لتشهد بما هي عليه: لبنانية ابا عن جد ولمئات السنين قدما. ولن نورد كل الاتهامات التي سيقت في حق هذا او ذاك من القيادات المعارضة، وكانت تدور كلها حول تقارير ملفقة لترهيبهم. وبما ان النظام المخابراتي المافيوي مشترك، فان ننسِ لا ننسى طرد شاعر العصر ادونيس من اتحاد الكتاب العرب (مقره دمشق ورئيسه من النظام) لانه شارك في ملتقى في برشلونة ضم مثقفين عربا واسرائيليين. والحق اننا تساءلنا يومها كيف اتفق لادونيس ألا يطرد نفسه من الاتحاد قبل ذلك بسنوات طويلة؟
وهل ننسى فضائح "المنتدى الاقتصادي العالمي" في دافوس، وكيف ان اللبنانيين كانوا ولا يزالون يقاطعونه خوفا من أن تلاحقهم التهم بالعمالة من النظام المخابراتي المشترك، فيما شارك (على سبيل المثال) العام الماضي في البحر الميت اكثر من 25 رجل اعمال سورياً، على رأسهم وزير الاقتصاد آنذاك غسان الرفاعي والمستشار الاقتصادي للرئيس بشار الاسد نبراس الفاضل ومعظم رؤساء الغرف التجارية في المدن السورية الكبرى. فهل كان هؤلاء وطنيين، في حين ان اللبنانيين جميعهم مشاريع عملاء وخونة؟
هذا غيض من فيض الامثلة التي يمكن العودة اليها للقول ان نظام التخوين العربي آن له ان يصمت. وإلا فلماذا لم نسمع صوتا واحدا من المخابراتيين عن المصافحتين "العرضيتين" بين الاسد وكاتساف؟ اين عاصم قانصوه؟ واين ناصر قنديل؟ واين خلية حمد؟ واين بقية الشتامين الذين كان النظام المخابراتي المافيوي المشترك ولا يزال يجندهم في حربه لاستعمار لبنان بالترهيب والارهاب؟ واين موزعو مناشير التخوين في شوارع بيروت وعلى جدران طرقات الجبل؟
لعمري لقد صارت التهمة بالعمالة شرفا في هذا البلد، وفي ظل هذا النظام المخابراتي المافيوي المشترك.
في الخلاصة نؤكد اننا لا نعترض على المصافحتين، ولا يعنينا ان كانتا عرضيتين بحسب "البروباغاندا" الرسمية، او رسالتين سياسيتين... فسوريا هي سوريا، ولبنان هو لبنان. والمهم ان ننتهي من نظام التخوين العربي.
0 Comments:
Post a Comment
<< Home