Wednesday, August 31, 2005

الحقيقة لحقن الدماء


الحقيقة لحقن الدماء
اذا ما تم الكشف عن الحقيقة, والتوصل الى معرفة من قتل الحريري, والى من أمر وخطط ونفذ لارتكاب الجريمة, فان هذا الكشف سيؤدي الى ضمور عمليات الاغتيال السياسي في المستقبل , وربما الى اختفائها وعدم حدوثها.لقد كان تدبير اغتيال الحريري عملا متقنا, قامت به عقول محترفة جدا في عالم القتل والجريمة, لكن بفضل الاعتماد على التقنيات العالية في التحقيق, وعلى محققين خبروا التعامل مع المافيات ومع أعتى منظمات الاجرام في العالم, سيتم فك كل الرموز والالغاز, وعلى أساس أن القاتل, مهما برع في الاساليب, ونشر الغموض على خططه وأفعاله, لابد له وأن يترك أثرا يدل عليه, كما هي العادة دائما, ويوقعه في شر أعماله.ولا شك فإن اكتشاف قتلة الحريري, وقد اعتبر قتله ارهابا يهدد أمن العالم واستقراره, سيقود الى اكتشاف من ارتكب جرائم الاغتيال الكبرى, ومن قتل رياض طه, وسليم اللوزي, والدكتور صبحي الصالح, والمفتي حسن خالد, والزعيم كمال جنبلاط, والرئيس بشير الجميل والرئيس رينيه معوض, وغيرهم وغيرهم ممن لحقوا باستشهاد الحريري, كالصحافي سمير قصير, والقائد اليساري جورج حاوي.اكتشاف الحقيقة لن يوقف فقط مسلسل الاغتيالات السياسية في المستقبل, بل وسيرفع الغطاء عن الاغتيالات السابقة وعمن ارتكبها وخطط لها ونفذها.وعندما ستكر المسبحة في هذا الاتجاه فان حباتها ستقود الى وكر الثعابين الذين فشلوا في ادارة شؤونهم السياسية فلجأوا الى تصفية خصومهم وممارسة أفظع أنواع القتل.ورغم ذلك, ورغم التفاؤل بتوقف مسلسل الموت بعد كشف الحقيقة, فان جرائم القتل لا توقيت لها, وتمتاز بالفجائية لزوم إيقاع الغدر بالضحايا, وملفاتها مفتوحة, لكنها لن تكون في المستقبل مجهولة الفاعل, او محكمة ومسربلة بالغموض. فبواسطة التكنولوجيا التنقيبية, وفحص البصمات الوراثية (D.N.A), لن يعود هناك مجال للتستر والاختفاء. فبواسطة هذه البصمة تم اكتشاف الكثير من جرائم قتل حدثت قبل 50 سنة, وألقي القبض على فاعليها, رغم نجاحهم في التواري لمدة نصف قرن, واعترفوا, بعد بلوغهم أرذل العمر, واقتيدوا الى السجون. بمعايير التنقيب التكنولوجي, وفحص البصمات الوراثية أصبح من العسير تغطية الحقيقة والهروب من استحقاقاتها, ومن العسير العسير على الجاني ان يستمر طويلا في التخفي, والهروب من يد العدالة.لذلك نسمع هذه الايام ان بهجت سليمان, رئيس فرع الامن الداخلي السابق في جهاز أمن الدولةالسوري, حاول الانتحار, وأن هناك محاولات للهروب والتهرب من المسؤولية تنتشر في بيروت, وابتعاد الاضواء عن رؤساء جمهوريات, كبشار الاسد في سورية وإميل لحود في لبنان اللذين اختفت أصواتهما بتأثير القبض على رؤوس الجهاز الامني من قبل ميليس, ولذهولهما من قرب انكشاف الحقيقة, وما سترتبه عليهما من تبعات غير محمودة. ولن يكون من المستبعد أن نسمع في القريب الآتي عن انتحار قادة أمنيين آخرين, او عن هروبهم واختفائهم, بسبب ان موسى الحقيقة قد اقتربت من اللحى الكثيفة.في مسلسل الاغتيالات الجاري في لبنان من سنين لم يتم الكشف عن القتلة الفاعلين, واليوم سيتمكن المحققون من كشف كل هذا المستور الغامض, والذي سيكون السبيل لتفجير أوكار الثعابين, والقضاء على جرائم الاغتيال السياسي.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home