Wednesday, April 13, 2005

انقلاب ابيض في سورية الشهر المقبل

يقوده الأسد بنصيحة من مبارك ويشمل إلغاء قانون الطوارئ
وتبييض السجون وكسر احتكار البعث للسلطة
أفادت مصادر موثوقة »السياسة« أن رئيس النظام السوري بشار الأسد سيعلن خلال الشهر المقبل وقبل انعقاد المؤتمر القطري لحزب البعث الحاكم انقلاباً أبيض في سورية يتخلص بواسطته من إرث أبيه القديم وحراس هذا الإرث, ويطلق يديه في مسؤوليات الحكم متحرراً من كل الاعتبارات العائلية المحيطة به, وبالذات من تأثيرات خاله محمد مخلوف وابنه رامي مخلوف, المتوقع ان يطيح بهما الانقلاب, ويخرجهما من دائرة اتخاذ القرار.وقالت المصادر ان ترتيبات هذا الانقلاب الأبيض قد وضعها الأسد بمعاونة الجنرال عمر سليمان, رئيس المخابرات العامة المصرية, الذي استقبله في مكتبه في دمشق في الآونة الأخيرة ولمدة خمس ساعات, وأوضحت ان تعهد الأسد بإحداث هذا الانقلاب وتنفيذه كان شرط الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس المصري حسني مبارك الى دمشق, والذي سبق وطالب الأسد باعطائه ورقة إصلاحية سورية كي يتمكن من الدفاع عن نظامه لدى الادارة الأميركية وفي المحافل الدولية.وأضافت المصادر ان قرارات عدة سيصدرها الأسد, هي التي ستشكل عناصر الانقلاب الأبيض, وسيتم بموجبها إقالة مسؤولين كباراً في الدولة ممن يتقلدون مناصب سياسية وعسكرية ومخابراتية, وسبق وألصقت بهم المسؤولية عما آلت اليه الأوضاع الداخلية في سورية, وما آل اليه الوضع السوري في لبنان. اضافة الى ان هؤلاء المسؤولين الكبار اعتبروا السبب الرئيسي في توريط سورية في الموضوع العراقي, وتمويل الجماعات الارهابية, وتهريب الارهابيين الى البلد المجاور عبر الحدود المشتركة, وكانوا وراء صدور القرارات السياسية التي اتخذت في الآونة الأخيرة, وأخطرها كان قرار التمديد لولاية إميل لحود في الرئاسة اللبنانية تحت تهديد استعمال القوة, إلى جانب ما نفذه رجال المخابرات منهم من ارتكابات بشعة, واعتقالات تعسفية طاولت النخب في المجتمع السوري من نواب, الى أساتذة جامعات وحقوقيين... وكانوا يبررون أعمالهم أمام الأسد بأنها ضرورية حتى لا يتجرأ أحد في سورية على التطاول عليه وانتقاده وانتقاد حكمه. أما في لبنان فقد ارتكب رجال المخابرات هذه أعمالاً تقارب الفظائع بقيادة غازي كنعان وزير الداخلية الحالي ورئيس جهاز الامن والاستطلاع السابق, وقيادة خلفه من بعده رستم غزالة, منها اختطاف الناس مقابل دفع الفدية, وسرقة ونهب ممتلكاتهم وتعذيبهم, والاعتداء على أعراضهم, وهي الارتكابات التي أوصلت سمعة النظام السوري الى الحضيض, وأظهرت جيشه الذي كان يحتل لبنان في صورة العصابات وقطاع الطرق والقتلة والمجرمين.وتذكر المصادر ان الرئيس مبارك كان يلح على الأسد بالإصلاح, وفي الزيارة الأخيرة أبلغه بالترتيبات التي توصل اليها مع عمر سليمان, وكان قد وعده بالعمل على إجراء تغيير شامل وواسع, يقارب الانقلاب الأبيض.وقالت المصادر ان ممن سيطيح بهم الانقلاب الابيض محمد زهير مشارقة نائب رئيس الجمهورية, وعبدالحليم خدام نائب رئيس الجمهورية, وفاروق الشرع وزير الخارجية, وغازي كنعان وزير الداخلية, وبعض الوزراء المتزمتين حزبياً والتقليديين المعادين للغة الحوار, و الرافضين التناغم مع الايقاع السياسي للعالم المعاصر.إلا أن أهم ما سيسفر عنه الانقلاب الأبيض, كما تقول المصادر, هو إبعاد الأسد لخاله محمد مخلوف, وإخراجه من دائرة اتخاذ القرار, اذ كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة, ويستخدم صلة القربى للتأثير على الرئيس أو تكبيل ارادته, ووقف أي نشاطات أو مصالح لابن خاله رامي محمد مخلوف الذي يسيطر على قطاعات النفط والغاز والكهرباء والماء, وشركات الهواتف المتنقلة, ووكالات الطيران والشحن, والمناطق الحرة في مطار دمشق الدولي, وفي لبنان التي يتشارك فيها مع ابن لحود, واحتكاره لفتح مدارس أجنبية في سورية من دون سائر السوريين, كما أن رامي مخلوف هذا استولى على وكالات تجارية هامة اخذها من اصحابها الاصليين تحت التهديد بالسجن والاعتقال, او تحت التهديد بالتصفية والقتل, واستولى على اراض عائدة بملكيتها الى المواطنين او الى املاك الدولة, وتقدر مساحاتها بمئات الهكتارات المربعة, وتتوزع في كل المحافظات السورية, وتمكن بنفوذه من اخراج صكوك عقارية بها باسمه وباسم والده محمد.وأكدت المصادر أن الأسد, بموجب الانقلاب الأبيض الذي سيعلنه, سيوقف كل هذه التجاوزات الخطيرة التي احالت الوطن السوري الى مزرعة ينتهبها خال الرئيس وابن خاله, وبمساعدة غسان مهنا عديل محمد مخلوف, ونزار أسعد, وسيسمح لابناء الشعب السوري من المتضررين الذين تم الاستيلاء على اراضيهم وعلى وكالاتهم التجارية بالقوة بمقاضاة خاله محمد مخلوف وابن خاله رامي لاسترجاع واسترداد ما سلباه منهم.وفي هوامش الانقلاب الأبيض قالت المصادر الموثوقة أن الأسد يعتزم محاسبة رستم غزالة, رئيس الاستخبارات العسكرية في لبنان, أيام الاحتلال السوري, محاسبة صارمة, إذ صدر قرار بمنعه من مغادرة الاراضي السورية بحرا أو برا أو جوا, بعد وضعه في الإقامة الجبرية, اثر انكشاف ارتكاباته الفظيعة ضد الشعب اللبناني امام اعين رئيس النظام. فقد تبين للأسد, وكان لا يعلم, أن رستم غزالة اتبع نهجا منظما في سرقة اموال اللبنانيين, وقام باضطهادهم وتعذيبهم, والاستيلاء على سياراتهم. وسبق له ان خطف زوجة أحد المواطنين اللبنانيين وقتله ليتخلص منه, وانجب سفاحا من هذه المرأة طفلا يبلغ الثانية عشرة من العمر الاˆن. وهذه الارتكابات الفظيعة مارسها غزالة منذ أن كان نائبا لغازي كنعان في المنصب. وأكدت المصادر أن الحكومة السورية صادرت من غزالة 33 سيارة وليس 28 سيارة تبين أن بعضها قد سرقه من مواطنين لبنانيين بقوة منصبه ونفوذه.وفي جانب الارتكابات هذه تبين للأسد أن غزالة عمد بعد التمديد للحود, الى توجيه الاهانات للحريري, وكان يكذب ويقول له أن الرئيس ابلغني بأنه سيكسر رأس كل من يحاول أن يكسر كلمته ويعترض على قرار التمديد. وكان اثناء ادلائه بهذه الاهانات يضع مسدسا على مكتبه, ويقوم بتدويره بإصبعيه, ثم يمسكه حين تكون فوهة المسدس مصوبة نحو الحريري, وقد اكتشف الأسد الاˆن أن غزالة كان يتصرف من عنده, ومن دون علمه.وأفادت المصادر أن الأسد, الذي بلغ غضبه من غزالة حدا لا يمكن الرجوع عنه, شكل لجنة من إدارة الأملاك العقارية وامرها بالذهاب إلى حوران, مسقط رأس غزالة, للتحقيق في كيفية امتلاكه لأراض شاسعة سجلها باسمه وباسم اخوته خلال فترة توليه رئاسة جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان. وعلم أن هناك أملاكا أخرى وأراض سجلها غزالة باسمه وباسم اخوانه في بيروت ايضا. الى جانب أن الحكومة السورية تجري الاˆن تحقيقات في مصادر أمواله التي اودعها في بنك لبنان والمهجر في العاصمة اللبنانية, حيث كان سلفه غازي كنعان قد فتح حسابا في البنك المذكور قبل 15 سنة.وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري تستعد الاˆن لطلب كشوفات بحسابات كنعان وغزالة وضباط المخابرات التابعين لهما الذين كانوا يتمركزون في شتى مناطق لبنان, من إدارة بنك لبنان والمهجر التي تشعر الاˆن باضطراب كبير جراء هذا الطلب.وكشفت المصادر الموثوقة عن أن حزمة الانقلاب الأبيض تتضمن ايضا قرارات للأسد بحل القيادتين القطرية والقومية لحزب البعث الحاكم, والغاء الأحكام العرفية والاعتقال التعسفي, وتعديل الدستور لجهة كسر احتكار الحزب للسلطة, والترخيص للأحزاب, وتبييض السجون من معتقلي الرأي والمعارضين, ومنح تراخيص للقطاع الأهلي لاصدار صحافة حرة.

0 Comments:

Post a Comment

<< Home