Monday, November 06, 2006

نائب ينفي تشيع مفتي سوريا.. والعربية.نت تنشر تفاصيل الملف


نائب ينفي تشيع مفتي سوريا.. والعربية.نت تنشر تفاصيل الملفشيعة سوريا يردون على اتهامهم بـ"التبشير" بين السنة والعلويين
تصريحات الشيخ العودة
نفي التبشير الشيعي بين السنة
لا تشيع مقابل المال
الأموي لا يعطي دروسا شيعية
تقارب شيعي سني وزيجات ..
عتاب على الشيخ العودة
رفض التشيع مقابل المال
مبادرة لعلماء السنة بسوريا
مفتي سوريا لم يتشيع
لا تشيع بين العلويين
النظام لا يحكم على أساس أنه "علوي"
ما بين الشيعة والعلويين ..
آراء مثقفين سوريين معارضين
مناطق الشيعة في سوريا
مزار السيدة زينب في دمشق

دبي- حيان نيوف
قرر علماء الشيعة في سوريا الخروج عن صمتهم، والحديث لأول مرة عبر "العربية.نت"، حول ما يثار من قبل بعض أطراف المعارضة السورية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين فضلا عن شخصيات إسلامية عربية مثل الداعية السعودي البارز الشيخ سلمان العودة عن وجود "حملة تبشير شيعية" بين السنة والعلويين في سوريا، بدعم إيراني وبالتزامن مع حرب حزب الله وإسرائيل.
ونفى العالمان الشيعيان البارزان في سوريا، عبد الله نظام ونبيل حلباوي، وجود "حملة تبشيرية شيعية" بين أهل السنة مطالبين بتقديم الدلائل والوثائق على هذا الكلام حتى يتم التحقيق فيه.
كما نفي أحد أبرز علماء الطائفة العلوية "ذوالفقار غزال" وجود ظاهرة تشيع بين العلويين، وتحدث بإسهاب للعربية.نت عن الفوارق بين العلويين والشيعة، مشددا في حديثه على أن النظام السوري لا يمارس قيادة الدولة من باب أنه نظام علوي، قائلا إن الطائفة العلوية تتأتى حمايتها من محبة الناس وتعايش السوريين مع بعضهم، حيث يمكن العثور على السني إلى جانب العلوي في كل مكان بسوريا، مشيرا إلى أن الطائفة العلوية من أكثر الطوائف انفتاحا وعلمانية واستعدادا لقبول الحوار مع الآخر.
ووجّه العالم عبد الله نظام، وهو المشرف على المؤسسات والمزارات الشيعية في سوريا، "رسالة عتاب" إلى الداعية السعودي البارز الشيخ سلمان العودة، قال فيها: "نطمئن الشيخ العودة أنه لن يكون هناك أي خطر على التسنن ونحن ضد أن يبيع الناس عقائدهم".
وفي هذا السياق، كشف د. محمد حبش، النائب الإسلامي السوري ومدير مركز الدراسات الإسلامية بدمشق، عن حملة لعلماء السنة السوريين بالتعاون مع جميعة علماء الشريعة للقيام بسلسلة لقاءات وحوارات وإرسال وفود بهدف الرد على ما يقال عن "ظاهرة تشيع" ببلاده مقابل دفع أموال للمتشيعين، نافيا ما نشرته مواقع وصحف عربية مؤخرا عن التشيع السري لمفتي سوريا العام الشيخ أحمد حسون ومنح الجنسية لعشرين ألف إيراني.

تصريحات الشيخ العودة
وكان الداعية السعودي البارز الشيخ سلمان العودة، المشرف العام على "مؤسسة الإسلام اليوم" السعودية، حذر منذ أيام "من ظاهرة انتشار التوجهات الشيعية داخل الإطار السني في بلاد الشام وسوريا، معتبرا أنه أمر لا يمكن السكوت عليه"، محذرا من أن "التمدد الشيعي في الإطار السني هو لعب بالنار".
وقال العودة، في تصريحات صحفية: "هناك انتشار كبير للمد الشيعي في بلاد الشام وسوريا على وجه الخصوص وفي عدد من بلاد العالم الإسلامي، وأعتقد أن جزءا من هذه الظاهرة يمكن أن نقول عنه إنه تشيع سياسي، بمعنى أنه ولاء للحضور السياسي لإيران، ولكن هذا لا يمنع أن يكون هناك آخرون يخلطون بين الجانب السياسي والجانب العقائدي".
وأشار العودة إلى أن "انتشار التشيع في بلاد الشام يتم بطرق ملتوية، حيث "تستخدم الوسائل المادية لدعوة الناس لاعتناق المذهب الشيعي، ما أدى إلى انتشار الحسينيات، ومحاربة كل من يقف في طريقها".

نفي التبشير الشيعي بين السنة
ولكن ماذا يقول علماء الشيعة السوريون إزاء ما قيل في وسائل إعلام عربية عن "حملة تبشيرية شيعية" بين أهل السنة في بلادهم. العالم الشيعي عبد الله نظام، المشرف على المؤسسات الشيعية الموجودة في سوريا والأستاذ في الحوزة العلمية في "السيدة زينب" وهو مدير الجامعة الإسلامية في "السيدة رقية" بدمشق أيضا، تحدث بإسهاب لـ"العربية.نت" حول الموضوع.
قال: الكلام عن ظاهرة تشيع في سوريا بدعم إيراني وغض السلطات السورية النظر عنها هو كلام عار عن الصحة، وهدفه التفرقة. في سوريا لا يوجد شيء اسمه الدعوة إلى مذهب معين، والقانون يخضع له الجميع بنفس الطريقة، والشيعة أصلا تابعون في كل أمورهم الدينية إلى وزارة الأوقاف في سوريا من مساجد وأئمة. نحن كشيعة عبارة عن مذهب فقهي، والمذهب الفقهي ليس دينا أو شيئا خاصا حتى يدعو إليه الإنسان لا سيما أنه توجد ضمن المذهب الواحد في الإسلام فتاوى متعددة وأكثر من قول في مسألة واحدة. لا يوجد تشيع في سوريا مرتبط بجهة خارجية أبدا. أي شخص لديه مثال واحد فليقل مثاله لنا.
وعن حالات استقبال الشيعة اللاجئين من هول حرب حزب الله وإسرائيل، يقول: الشعب في سوريا شارك في احتضان العائلات مع غض النظر عن المذهب. أكثر المهجرين كانوا من الشيعة لكن الاحتضان الذي حصل لهم كان من إخوانهم أهل السنة وقدموا لهم مساعدات وإيواء في المسكن والشراكة في المسكن. وهذا يؤكد وجود وعي إسلامي بدون تفرقة. رموز أهل السنة مثل كريم راجح وسعيد رمضان وقفوا معهم، وكذلك مجمع المرحوم الشيخ أحمد كفتارو افتتح معسكرا للأيتام وللعائلات المهجرة من لبنان. هذا الاحتضان لا علاقة له بالمذاهب. حتى المسيحيون وقفوا معهم في صيدنايا وفي الأديرة المسيحية.

لا تشيع مقابل المال
إذن هناك تشيع مقابل أموال كما قالت جهات سورية معارضة – سألت "العربية.نت"؟ يجيب: هذا كذب صراح من جماعات تريد حربا طائفية في المنطقة. الإنسان الذي يتم شراؤه بالأموال لا خير فيه.
وسألت العربية.نت: هناك تقارير تحدثت عن نشاطات إيرانية من خلال بناء مراكز ثقافية جديدة وحوزات شيعية؟ فأجاب الشيخ نظام: لديهم مركز ثقافي في دمشق فقط، و السفارة الأمريكية لها مركز ثقافي أيضا. أما بالنسبة للحوزات، فنحن لدينا حوزات معروفة لتدريس الطلبة كما توجد عند أهل السنة معاهد لتدريس الطلبة أيضا وهي معاهد شرعية. هذا عمل طبيعي والمسيحيون عندهم مدارس لاهوتية.

الأموي لا يعطي دروسا شيعية
ونفى عبد الله نظام أن يكون المسجد الأموي يعطي دروسا في الفقه الشيعي قائلا: "هذا المسجد لإخواننا السنة". وأضاف: الدروس التي فيه هي لرجال دين وفقه من أهل السنة، ولكن في شهر رمضان حصل أن أذيع حديث رمضان الديني من المسجد الأموي بدلا من ان يذاع في التلفزيون وشخصيا شاركت لمدة 7 دقائق. ودعيت إليه في يوم أصل 29 يوما تكلم فيها رجال دين من السنة فهل كثير على الشيعة أن يتكلموا 7 دقائق في حديث ديني واحد. وأبدى عبد الله نظام استغرابه من موجة التهويل بمد شيعي في بلاده، وقال: العقيدة ليست مصبغة نرسل إليها القماش لتغيير لونه والإنسان حر بما يختار ولا نستطيع أن نفرض عليه أي شئ .
وأشار نظام إلى وجود مزارات شيعية في سوريا منها السيدة زينب بنت علي، السيدة رقية بنت الحسين، السيدة سكينة وأم كلثوم بنات الحسين، ويأتيها زوار من داخل وخارج سوريا وهذه سياحة دينية لأنه توجد كثير من المقدسات الإسلامية للشيعة والسنة مثل زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ومراقد الصحابة، وبالنسبة للمزارات تمول تمويلا ذاتيا وتتبع وزارة الأوقاف.

تقارب شيعي سني وزيجات ..
وتحدث عن تقارب سني شيعي في سوريا منطقع النظير، مشيرا إلى زيجات كثيرة بين الشيعة والسنة في سوريا، وبيوت ملتصقة مع بعضها خاصة في أحياء دمشق حيث توجد هذه الظاهرة.
وقال: القضايا العقائدية قضايا شخصية ولكل إنسان ما يعتقد. كل من يشهد الشهادتين ويعتقد بالقرآن كتابا والكعبة قبلة ويؤدي الفرائض هو من شيعة أهل البيت إذا كان يعتقد بإمامة الإمام علي، وهناك فرق في قضية الخلافة وهذا أمر انقضى ومضى ولا يوجد الآن لا خلافة ولا خلفاء ولا أئمة ولا أحد.

عتاب على الشيخ العودة
وإزاء التحذير من قبل بعض علماء السنة من امتداد شيعي من إيران إلى العراق فسوريا، وخاصة التحذير الأخير للشيخ سلمان العودة، يقول: أقول لجميع إخوتنا من علماء السنة لا تقلقوا على التسنن والناس لن يبيعوا مذهبهم وعقيدتهم التي اعتادوا عليها ويعتقدون أنها صحيحة لمجرد نصر عسكري حصل في معركة ربما لها طابع أو خصوصية معينة. نشكركم على دعائكم بالنصر. نحن وأنتم أبناء دين واحد والقضية الفقهية لن تفرق بيننا والمذهب ليس دينا، ونحن جميعا ندين بالإسلام ولا حاجة لأحد لأن يتحول من مذهب إلى آخر. أنا أتعجب أن شخصية إسلامية كبيرة مثل العودة يتكلم بهذا. أنا عاتب عليه وأدعوه لأن نقف جميعا في وجه أعداء الإسلام.

رفض التشيع مقابل المال
ونحا العالم الشيعي السوري البارز نبيل حلباوي منحى العالم عبد الله نظام. وقال حلباوي، في حديثه لـ"العربية.نت"، إن "من يتشيع أو يتسنن لمال فهو لا يحسب في حساب الشيعة أو السنة ولا في حساب المسلمين أصلا".
سألته "العربية.نت": بعض وسائل الإعلام نقلت عن العالم مصطفى السادة قوله إن حرب حزب الله مع إسرائيل أدت إلى موجة تحول من المذهب السني إلى الشيعي في سوريا، فأجاب: "هذه حرب كانت دفاعا عن لبنان بكل طوائفه وتخص كل المسلمين ولا تصب في خانة تغليب مذهب على مذهب".
وتحدث عن حوارات مستمرة بين السنة والشيعة في سوريا، مشيرا إلى وجود "مؤسسات تؤكد هذا التلاقي والحوار وتدعمه". .
وعن القلق في بعض الدول من امتداد شيعي من إيران إلى سوريا فلبنان ورفع صور حسن نصر الله وخامنئي أكثر من صور الزعماء السياسيين في المنطقة، قال: "الشعوب قالت كلمتها: إنها مع كل من يقف بصدق في وجه أعداء الأمة، وعندما يقوم نموذج فيه هذه المواصفات فإن الجماهير تلتف حوله، كل المسلمين يحترمون أبطال المقاومة في فلسطين ولبنان متجاوزين كل الفتن الطائفية والتفريق بين المسلمين".
وشدد على أن شيعة سوريا يؤمنون أن "المسلمين أمة واحدة، الشيعة والسنة جناحان لهذه الأمة السلامية التي لا تقوم إلا بهما معا، والحديث عن تشيع بين أهل السنة هو في معرض تأثيرات سلبية على قضية التلاحم والوحدة، ويجب أن نركز على ما يجمع ويوحد الأمة".

مبادرة لعلماء السنة بسوريا
وفي جانب آخر للقضية، قال النائب الإسلامي السوري، محمد حبش، إن الحديث عن وجود "ظاهرة تشيع في سوريا" هدفه وضع سوريا على القطار العراقي وهذا خطير جدا على سوريا والمنطقة ولذلك سيدشن مركز الدراسات الإسلامية الذي يشرف عليه، وبالتعاون مع جميعة علماء الشريعة بسوريا، حملة من لقاءات وحوارات وتنظيم وفود لتوضيح ما يجري في سوريا وتفنيد ما يقال عن تشيع فيها. وقال إن جلسات مركز الدراسات الإسلامية شارك فيها علماء سوريون مثل: د. محمود كفتارو ود.عبد القادر الكتاني.
وانتقد حبش، في حديث لـ"العربية.نت"، التحذير الأخير للداعية السعودي البازر الشيخ سلمان العودة من انتشار التشيع في سوريا"، مشددا على أن "ما يروج له من مد شيعي في سوريا بتمويل إيراني كلام يفقتر للدقة وغير منطقي ولا توجد أدلة ووثائق عليه".
وقال: لم يحصل في سوريا أننا صنفنا الناس طائفيا ولكن الحالة الشيعية في سوريا ممتدة حتى في أهل السنة لأنهم محبون لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا يحترمون سائر الأئمة من الشيعة ولا ينظرون بأي عين سوداء للامتداد الشيعي في سوريا. وما يروج له من مد شيعي في سوريا بتمويل إيراني كلام يفتقر للدقة. كما أن وجود قرى شيعية في سوريا ظاهرة قديمة، و الاهتمام بالمزارات والأضرحة هو شأن شيعي وسني، ونفرح بوجود مزارات أهل البيت مثل السيدة زينب والسيدة رقية والسيدة سكينة بنت الحسين وعمار بن ياسر.. واجبنا احترام هذه المزارات. كما أن المسيحيين السوريين يحملون مشاعر دافئة تجاه أهل البيت، ومنذ شهورعقد احتفال هائل في كنسية "محردة" من أجل إحياء ذكرى فاطمة الزهراء وهذا شعور وطني سني شيعي مسيحي علوي درزي وإسماعيلي.

مفتي سوريا لم يتشيع
سألت العربية.نت: بعض قوى المعارضة السورية تحدثت عن حالات تشيع بين السوريين مقابل دفع أموال لهم؟ فأجاب د. حبش: إذا كانت هناك حالات تشيع مقابل دفع مال سنرفض ذلك وسنحذر منه، ونقول: هذه حالات غير موجودة وعلى الأقل لا توجد وثائق حقيقية تدل على وجودها، وإذا كانت هناك وثائق سنقاوم أي تسييس أو تحويل للناس عن أفكارهم أو شراء ضمائرهم، ولكن هذا كله كذب، ولا يوجد شريف يرضى بيع ضمائر الناس بالمال نحو أي اتجاه فكري.
وعما أشيع من أنباء في صحف ومواقع عربية عن التشيع السري لمفتي سوريا، سخر حبش من هذا الكلام وقال "هذه ليست إشاعة سوريّة".
وأضاف متحدثا عن هذا الموضوع: يوجد منطق يرفض أي اتصال مع الإخوة الشيعة، ويعتبر أي اتصال معهم هو تشيع، وإذا كان المقصود بهذا التشيع هو إقدامنا نحن على إقامة حوار وعلاقة مع الفقه الشيعي فسوريا كلها شيعية، وقبل 30 سنة قال مفتي سوريا السابق إذا كانت الشيعة هي محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا شيعة وإذا كانت السنة هي العمل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلنا سنة. وإذا كان هذا خط أحمر تتجاوزه سوريا فقد تجاوزناه منذ 40 سنة .
وإزاء ما أشيع عن أن "سوريا منحت الجنسية لعشرين ألف إيراني"، قال: المواطن السوري يعلم أن هذا كذب كذب، فليذكروا اسم شخص واحد فقط منح الجنسية. حتى حالات الحصول على الجنسية تكاد تكون معدومة ولا يمكن تصديق ذلك.
وقال: "الانشتار الثقافي الإيراني في سوريا مرتبط بالعلاقات الدبلوماسية وهي قوية مع إيران أكثر من السفارات الأخرى لوجود علاقات استراتيجية مع إيران".

لا تشيع بين العلويين
وأول ما يثير انتباه الزائرين إلى العاصمة السورية دمشق انتشار الصور التي تجمع الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، على واجهة المحلات التجارية، السيارات الخاصة، وحافلات النقل العام، وحتى على الجدران.
ويعلق مثقفون سوريون من داخل سوريا على هذه الحالة بوصفها أنها "وطنية" أكثر مما هي مذهبية أو دينية، إذ أن معظم السوريين من مختلف المذاهب الاسلامية وحتى المسيحيين وضعوا هذه الصورة مشددين على أن هذا لم يتم بتوجيهات رسمية أو بالقوة.
وكانت بعض أطراف المعارضة السورية تحدثت أيضا عن وجود "تشيع بين العلويين في سوريا وذلك بدفع من النظام الذي يمر بظروف تدفعه لتشجيع هذا التحالف العلوي- الشيعي"، ودائما حسب هذه المعارضة وفي مقدمتها الاسلامية. إلا أن بعض المثفين السوريين داخل سوريا نفوا ذلك مشيرين إلى عدم وجود ظواهر تشيع بين العلويين، ومشددين على أن النظام يتحالف مع إيران ولكن ليس في حسبانه أن يضحي بقاعدته الاجتماعية أو خصوصيته السورية.
ونفى الشيخ ذوالفقار غزال، أحد ابرز رجال الدين في الطائفة العلوية في سوريا وخطيب مسجد الإمام الحسن العسكري في اللاذقية ونجل الشيخ الراحل فضل غزال الذي كان مرجعا مهما في الطائفة، وجود ظاهرة تشيع بين العلويين.
وقال لـ"العربية.نت": لابد من أخذ هذه القضية في محورين؛ أولا هناك عملية مثاقفة تجري بين كل الأفكار والمذاهب ليس فقط من منظور ديني، وهناك حرب ثقافية الآن، وقضية انتشار التشيع من عدم انتشاره هي إحدى مظاهر هذه المثقافة التي تجري، فلا يمكن القول إن هناك تشيعا يجري في صفوف أبناء الطائفة العلوية لأنه لا يوجد هناك عمل منظم لهذا التشيع أو محفّز ومحرّض عليه. ومن يعتنق المذهب الشيعي فهو يفعل ذلك بناء على رؤية ذاتية لديه وليس بناء على حملة تخاض ضد الطائفة أو مع الطائفة. ثانيا، نحن العلويين نقول عند كل مناسبة إننا جزء من الشيعة الاثني عشرية الذين انتشروا في هذا العالم، ونحن العلويين كان لدينا دور كبير في نشر مذهب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الأخص في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن، ودور كبير في الحفاظ على خصوصية المنطقة، وسادة العلويين من ألف عام صدوا الهجمات الخارجية العسكرية والثقافية في كل أشكالها.
وأضاف: أطمئن الناس أنه لا وجود لظاهرة تشيع منظمة أبدا. والحديث عن نشاط إيرانيين ودفعهم المال للناس مقابل التشيع مبالغ فيه، وهذا يراد منه تفريق الجسد الواحد، والأولى بهم أن يقولوا إن اسرائيل تأتينا بالجنس والمخدرات بدل أن يقولوا إن إيران تأتينا بالحسينيات.

النظام لا يحكم على أساس أنه "علوي"
ثم سألت "العربية.نت" الشيخ غزال عن رأيه فيما تقوله أوساط المعارضة وخاصة الإسلامية من أن "النظام يشجع التشيع حماية للطائفة العلوية وله"، فأجاب : النظام شجع على الرؤية المعرفية الممنهجة وافتتح مجالات العلم في كل نواحي الحياة، النظام عندنا لا يمارس قيادة الدولة من باب أنه نظام علوي وهذا أجمل ما في هذا النظام ولكن من باب أنه نظام عربي سوري يحمل فكر الأمة العربية الواحدة وهذا الأمر الذي يلاقي قبولا عند الأغلبية الساحقة من الناس.
وتابع "الطائفة محمية من خلال محبة الشعب لبعضه. مفتي الجمهورية أحمد حسون له شعبية كبيرة بين العلويين وغيرهم، وأقص عليك هذه الطرفة التي تبين موقفه: سألوه على أي مذهب تفتي فقال على الذي ييسر مصلحة المواطن. ولدينا مثلا في مديرية الأوقاف السني والعلوي جنبا إلى جنب ولا فرق بينهما. الطائفة محمية ليس من خلال الشيعة ولكن من خلال حضورها الاجتماعي والعلمي والذي كان غائبا على مدار 400 سنة والنظام سمح بإدخال الرؤية المعرفية وتقويتها عند هذه الطائفة فصار عندنا أطباء ومهندسون مشاركون في الحياة، ولا توجد عندنا طائفية. أنا الآن أسكن في حي الزقزقانية، في اللاذقية، ولدي حوالي 20 جارا بين السني والمسيحي وأتوا في عيد الفطر وعيّدنا في الجامع .

ما بين الشيعة والعلويين ..
ولكن ماهو موقف علماء العلويين إزاء من يعلن تشيعه من أبناء الطائفة- سألت "العربية.نت" الشيخ غزال الذي رد قائلا: هناك بعض الخصوصيات بين الفريقين أي العلويين والشيعة؛ فنحن العلويين مثلا لا نأخذ بولاية الفقيه التي يأخذ بها الشيعة، فضلا عن بعض الخصوصيات في قضية تحديد المرجعية من حيث متى ينتخب المرجع فهذه غير موجودة عندنا، أي حجة الإسلام والمسلمين وآية الله العظمى ثم المرجع ثم الإمام غير موجودة، ثالثا مصادر التشريع عند العلويين أوسع وأشمل؛ فهناك هامش كبير لتجديد الثقافة الإسلامية قد لاتكون موجودة عند غيرهم، ومنها قضية العلاقة والحوار مع الآخر حيث أنه عندنا لا مقدسات في الحوار.
واستطرد: " الشخص الذي يعلن تركه للمذهب العلوي وانضمامه للمذهب الشيعي يتخلى عن بعض هذه الخصوصيات، لكن لا يتحرك كثيرا في فكره ومذهبه، لأن الأشياء التي طرحتها لا تتعلق بالأمور العقدية وإنما تتعلق بالممارسة وتطوير هذه العقيدة، لأنه بالنتيجة سلوك الإنسان هو نتيجة الثقافة وليس الثقافة نفسها. وخلافنا مع الشيعة هو في ممارسة وتطبيق العقيدة الواحدة".
وأضاف متحدثا عن الفوارق بين الشيعة والعلويين: قضية وجود نساء علويات لا يرتدين الحجاب هي قضية نسبية فهناك نشاء شيعيات وسنيات لا يرتدين الحجاب أيضا. اللواتي رفعن الحجاب ذلك بسبب عدم تبني الفكر الديني أيضا. أيضا الشيعة ركزوا على الإمام الحسين أكثر من بقية الأئمة. كما أن العلويين لا يجدون مبررا أو معنى لإخراج الخطاب الديني من المسجد حيث هو أقدس مكان يمكن أن يذكر الله تعالى فيه، ولا حاجة لتوزيع الأماكن التي يجتمع فيها الناس وتشتيت أماكن الخطاب الديني.
ويضيف: أول جامعة أقيمت في الإسلام هي جامعة الإمام جعفر الصادق ومقرها كان في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، ولم يقم الإمام جعفر حسينية علما أنه من الأئمة الذين أتيح لهم طرح فكرهم الثقافي في فترة ضعف الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية. لا حاجة للحسينيات عند العلويين. كذلك لاحاجة عند العلويين لإثارة مصيبة أهل البيت بالشكل الذي يثار عليه الآن من الضرب بالسكاكين عند الشيعة مما يؤدي لتشتيت الخطاب الديني. العلويون لا يقبلون دولة الفقيه ولا دولة قبل دولة المهدي المنتظر ومع ذلك أي دولة تحكم بالعدل فهي دولة عادلة يقبلون بها. اجتماعيا، العلويون أكثر تشددا في الضوابط الأخلاقية مثلا: نحن نعف عن لحم الذبيحة الأنثى، والدين عندنا تطوع في الإقبال على الله تعالى كما أننا أكثر الطوائف علمانية وانفتاحا في سوريا وهناك قنوات كثيرة في مبادئ العلويين للحوار مع الآخرين حيث أقروا للآخرين بثقافاتهم وصحة ثقافاتهم.
وأشار أخيرا إلى أن أبرز علماء الشيعة محمد مهدي شمس الدين ومحمد حسين فضل الله أصدروا فتاوى تقول إن العلويين مسلمون. وقال: في قضايا أصول الدين مثل التوحيد والعدل والنبوة والإمامة لا فرق بين العلويين والشيعة، كذلك أيضا لا فرق في الصلاة والزكاة والحج..الخ.

آراء مثقفين سوريين معارضين
من جانبه قال الكاتب السوري المعارض أكرم البني لـ"العربية.نت": الحديث عن ظاهرة تشيع فيه مبالغات، وعلاقة سورية وإيران قديمة وقوية، والآن هذه العلاقة هي إعادة إحياء تحالف على ضوء أوضاع جديدة في المنطقة. سمعت عن مساع للتشيع ولكن ليست ظاهرة وهذا كلام مبالغ فيه. نصر حزب الله شجع البعض على التحرك في اتجاه التشيع، والأمر سياسي أكثر مما هو مفاضلة بين مذهبين وأيهما أفضل من الآخر.
ويضيف: ليس من مصلحة النظام تشجيع التشيع في سوريا، ممكن أن يستفيد من العلاقة الجدية مع إيران وليس من مصلحته أن تذهب قاعدته الاجتماعية من عنده لأطراف إيرانية وليس من المنطقي في السياسة أن يتم نقاش أن هناك علويين من مصلحتهم الآن التشيع أو سنة تشيعوا. الموضوع ليس كذلك. برأيي كمحلل سياسي لا يوجد نظام يسلم قاعدته الاجتماعية الحزبية أو الدينية لحليفه، حتى في علاقة سوريا والاتحاد السوفيتي القوية لم يفعل النظام هذا أي لم يجبر الناس أن يصبحوا شيوعيين وترك مسافة لمصلحته الخاصة وصرف النظر عن نشاط بعض الشيوعيين. النظام علاقته قوية مع إيران ولكن يريد الحفاظ على خصوصيته السورية، وهو أيضا لم يسقط من حساباته العلاقة مع الغرب.
ومن جانبه يقول نبيل فياض، الباحث السوري في شؤون الأقليات، لـ"العربية.نت"، ردا على ما تقوله بعض أوساط المعارضة " عن سماح النظام بنشر صور زعيم حزب الله والسماح بالتحرك الشيعي أنه نابع من قلق عند العلويين لذلك يريدون التحالف مع الشيعة الإيرانيين": أنا شخصيا لا أتفق مع حزب الله ونصر الله وأنا ضد التعصب الديني، لكن حسب علمي النظام لا يجبر أحدا على وضع صورة حسن نصر الله ولا يجبر أحدا أن ينزعها، الناس أعجبوا بحسن نصر الله وهم من مختلف الطوائف. صديقي سني أطلق على ولده الجديد اسم حسن نصر الله، وهو شخص لا علاقة له بالتشيع وإنما يعتبر نصر الله رمزا وطنيا، ولشعب يتطلع دائما لمخلص. نصر الله في سوريا رمز وطني وليس رمزا دينيا أو طائفيا. التقيت سوريين كثيرين لا يحبون حزب الله ولكن أعجبوا بحسن نصر الله كحالة وطنية.
وأضاف: أما فيما يتعلق بالحديث عن قلق لدى العلويين، فهذا كلام غير دقيق، والعلويون هم أكثر الطوائف علمانية في سوريا، وهذا كلام لإثارة نعرات طائفية ومذهبية كما حصل في العراق. العلويون غير طائفيين، في مكان عملي يوجد معي علويون لم أحس أبدا أنهم طائفيون. هذا كلام هدفه خلق نزعات طائفية في البلاد. وأتمنى للوباء العراقي ألا يمتد إلى سوريا وهناك محاولة لمده إلى سوريا وتفجير الوضع الداخلي في سوريا. وأصلا يوجد خطر على العلمانيين في سوريا أكثر من العلويين ورغم ذلك لم يتحالفوا مع شيعة ولا غيرهم ولا حتى مع علمانيين غربيين.

مناطق الشيعة في سوريا
ويعتبر قبر السيدة زينب بنت الإمام علي من أبرز المزارات الشيعية في سوريا، حيث يمتد مسجد شيعي ذو قبة ذهبية جنوبي العاصمة السورية دمشق وتحيط به حلقة دينية قرب المزار. وكانت الأغلبية الشيعية الكبيرة التي هجرت العراق تجد منذ فترة طويلة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 ملاذها الآمن في سوريا.
أما أبرز المناطق التي يتواجد فيها الشيعة بسوريا، فهي:- في العاصمة دمشق: زين العابدين والجورة والأمين، ويعتبر حي الأمين أهم مركز للشيعة في سورية وفيه مسجدان الأول مسجد الإمام علي بن أبي طالب وحسينية يمتد نشاطها على مدار السنة، والمسجد الآخر مسجد الزهراء.
- حوش الصالحية ( زين العابدين) وهي بلدة صغيرة في الغوطة الشرقية وفيها مسجد وحسينية ويوجد عدد كبير من الشيعة العراقيين في منطقة السيدة زينب وحولها الكثيرمن الحسينيات والحوزات العلمية.
- الجورة (حي الإمام جعفر الصادق) تقع بجانب باب توما، وفيها مسجد كبير هو مسجد الإمام جعفرالصادق وحسينية. و أيضاً فيها مدارس وجمعيات ومنتديات خاصة بالطائفة. - في مدينة حلب شمال سوريا: نبّل التي تقع شمالي حلب 22 كم وكل سكانها شيعة.
-الفوعة: وهي قرية شرق ادلب كل سكانها شيعة عددهم 15ألف نسمة.
- كفريا : تقع غرب الفوعة وأيضا سكانها شيعة عددهم 4 آلاف نسمة.
- معرتمصرين: تقع شمال كفريا ربع سكانها شيعة عددهم 4آلاف نسمة.
- توجد أقلية شيعية في منبج والباب ودير الجمال (منطقة أعزاز).- مدينة حمص وسط سوريا: يتوزع الشيعة على قرى كثيرة أهمها أم العمد.
- في درعا : يوجد حوالي ألف نسمة وتوجد أقلية مهاجرة من لبنان تمركزوا في عدة مناطق منها: الشيخ مسكين، نوى- مزيريب، المليحة، الكسوة.